السوق العربية المشتركة | أزمة انقطاع الكهرباء «تولد» بيزنس الظلام و«جشع» الشركات!

السوق العربية المشتركة

الإثنين 18 نوفمبر 2024 - 10:50
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

أزمة انقطاع الكهرباء «تولد» بيزنس الظلام و«جشع» الشركات!

محررة «السوق العربية » تتحدث مع تجار المولدات الكهربائية
محررة «السوق العربية » تتحدث مع تجار المولدات الكهربائية

لم تكن تجارة رائجة فى الماضى، بعض الماكينات متراصة أمام عدد من المحلات بشارع «الحسينية» بوسط محافظة الدقهلية لا يقبل على شرائها سوى المستشفيات وبعض الشركات ولم يكن يتوقع أكثر المتشائمين أن يأتى اليوم الذى يتهافت فيه المصريون على شراء المولدات الكهربائية بسبب الانقطاع المتكرر فى التيار الكهربائى والذى يصل فى بعض الأحيان إلى تسع ساعات يومياً بحجة تخفيف الأحمال وبالتالى فإن المواطن يدفع الفاتورة مرتين واحدة لوزارة الكهرباء والأخرى لصاحب محل المولدات لإنارة منزله وقت انقطاع الكهرباء، ناهيك عن صوت المولد الذى يصم الآذان ورائحة العادم التى تملأ محيط المنزل. بعض التجار ضعاف النفوس استغلوا حاجة المواطنين التى تتزايد يومياً وقاموا برفع الأسعار بدعوى أن الأسعار عرض وطلب فى حين اشتكى المواطنون من غياب الرقابة الحكومية ومنظمات حماية المستهلك على تلك المحال التى ترفع الأسعار بمعدلات غير مسبوقة.



لا يخلو هذا الشارع العتيق من المترددين عليه لاحتوائه على السلع التى يبحث عنها الكثير من المواطنين خصوصاً بعد أزمة انقطاع التيار الكهربائى فى أنحاء مصر وهو «شارع الحسينية» الذى يمتلئ بمتاجر المعدات الثقيلة التى تبيع مولدات كهربائية متوسطة الثمن.. أزمة الكهرباء الحادة تسببت فى ارتفاع أسعار المولدات الكهربائية خاصة المصنوعة فى الصين لأنها الأقل سعراً والأكثر إقبالاً من قبل المستهلكين ما دفع بعض التجار للتلاعب فى الأسعار، واستغلال حالة الاحتياج الشديد للمولدات والمغالاة فى سعر المنتج.

يقول «جمال السيد» واحد من المواطنين الذين جاءوا لشارع الحسينية لكى يشترى مولداً كهربائياً بسبب تكرار انقطاع الكهرباء عن منطقة «حى الجامعة» التى يسكن بها فهو يعمل مراقب جودة فى أحد المصانع الخاصة: النور بيقطع عندى فى البيت كل يوم أربع مرات وعامل أزمة كبيرة جداً فى شقتى نحن لا نستطيع العيش بسبب الانقطاع الكهربائى المتكرر فالكهرباء شريان الحياة.

يؤكد– فؤاد عماد– أن تكرار انقطاع الكهرباء تسبب فى اتلاف بعض الأجهزة الكهربائية فى المنزل ويقول الأجهزة اتعطلت بسبب الترددات المختلفة للكهرباء حينما تقطع وتعود وعلشان كده الثلاجة تعطلت وصلحتها بـ200 جنيه.. المشكلة ليست فى الأجهزة الكهربائية فقط ولكنها تمتد لأزمة ومشكلة أكبر وهى المعاناة فى الحر الشديد والذى يخنقنى فى منزلى ولا أجد متنفساً لى ولأسرتى وهو تشغيل المراوح فى وقت الحر ولكن بعد فصل الكهرباء لا أجد سوى المولد. ويضيف أيضاً أننى اقتنص فرصة إجازتى من العمل يوم الجمعة لكى نأتى إلى شارع الحسينية وأشرتى مولداً كهربائياً. أنا شفت الكثير من الأنواع منها الصينى الأقل سعراً ومنها اليابانى الأعلى سعراً لكنى اخترت الصينى لأنه الأقل سعراً.. أنا قررت أن أشترى ماكينة توليد 2.5 كيلو بسعر 1700 جنيه واستعجبت حينما رأيت ماكينة يابانى بنفس المواصفات وثمنها 6000 جنيه ويستكمل حديثه أيضاً أن سعر المولدات ارتفع فجأة ليصل إلى أرقام خيالية بعد أزمة الكهرباء الأخيرة فلقد استغل التجار حاجة الناس الضرورية للمولدات وقاموا بالتلاعب فى الأسعار. ويقول أيضاً: أنا قادر أن أشترى المولد لكن ما هو ذنب الناس غير القادرة على الشراء أن تحرم من شرائه.

ويؤكد– أحمد شلبى– أحد الباحثين عن مولد كهربائى بنفس الشارع قائلاً: إحنا احترنا «نلاقيها منين ولا منين» فلقد ارتفع اسعار كل شىء سواء كان الأكل والشرب وحتى الخدمة التى توفرها لنا الحكومة محرومين منها وهى الكهرباء. ويضيف الرجل الذى يعمل موظفاً بالقطاع الخاص مش عارف ليه اسعار المولدات ارتفعت بشكل مبالغ فيه فالماكينة التى سوف أشتريها كانت بـ1600 جنيه من شهر واصبح سعرها اليوم 1800 جنيه فالمفروض أن الحكومة لا تتركنا نحن المواطنين تحت استغلال التجار ومادامت الكهرباء بتقطع علينا المفروض أن الحكومة توفر لنا المولدات بأسعار رخيصة لأن مش كل الناس قادرة على شراء المولد.. يصمت هذا الشاب قليلاً ويتابع: أنا استلفت فلوس من الناس كى أستطيع شراء المولد لأن الكشافات كلها صينى «مفيش كشاف بيعمر لا غالى ولا رخيص».

يشير– أحمد الفار– الذى جاء ليشترى مولداً كهربائياً بأن هناك مهناً رزقها يتوقف إذا انقطع التيار الكهرباء عنها ومنها مثلاً مهنة الحلاقة التى يعمل فيها ويقول أنا شغال حلاق فى الأرياف.. النور لما بيقطع ممكن يكون فيه زبون داخل المحل يحلق ولكن يظل جالساً على الكرسى وأنا بتعطل لأن الزبائن تنتظر دورها فى الحلاقة وممكن النور يفضل قاطع حتى آخر الليل. ويستكمل: أنا شفت الناس فى البلد اشترت المولد بسعر كويس من فترة صغيرة وحينما جئت إلى المنصورة فى نفس المكان اللى اشتروا منه لقيت سعر المولد ارتفع ولا أعرف لماذا فالمفروض أنه حينما يكون الإقبال متزايدا على السلعة سعرها يرخص ما يغلاش.

يقول– يوسف حماد– بسبب استغلال تجار المولدات الكبار ارتفعت أسعار السلع التى تصل منها فى القرى لذا جئت إلى المنصورة لشراء مولد كهربائى من شارع الحسينية نظراً لأن الأسعار به أقل ويقول أن سعر ماكينة توليد الكهرباء أرخص بكثير بهذا الشارع عن غيره من الأماكن الأخرى خصوصاً فى القرى المجاورة.