السوق العربية المشتركة | د.ليلى إسكندر: 780 ألف مصرى يعملون فى تدوير المخلفات ولا بد من رفع كفاءة جمع القمامة

السوق العربية المشتركة

الإثنين 18 نوفمبر 2024 - 12:23
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

د.ليلى إسكندر: 780 ألف مصرى يعملون فى تدوير المخلفات ولا بد من رفع كفاءة جمع القمامة

د. ليلى إسكندر وخالد أبوالمكارم ود. أمنية الشيخ وعدنان صديقى خلال المؤتمر
د. ليلى إسكندر وخالد أبوالمكارم ود. أمنية الشيخ وعدنان صديقى خلال المؤتمر

خلال مؤتمر «أثر بناء قدرات القوى العاملة فى صناعة تدوير البلاستيك»:
د.ليلى إسكندر: 780 ألف مصرى يعملون فى تدوير المخلفات ولا بد من رفع كفاءة جمع القمامة
الوزارة تعمل على تأسيس نظام جديد للقضاء على المخلفات الصلبة

«أثر بناء قدرات القوى العاملة فى صناعة تدوير البلاستيك» كان هذا عنوان المؤتمر الذى أقامته مؤسسة رويال لتنمية وخدمة المجتمع «NRA» برعاية وحضور الدكتورة ليلى إسكندر، وزيرة الدولة للتطوير الحضرى والعشوائيات، وبالتعاون مع شعبة البلاستيك بغرفة الصناعات الكيماوية وبمشاركة وزارة الدولة للتطوير الحضرى والعشوائى ووزارة التضامن ووزارة الشباب والرياضة وغرفة الصناعات الكيماوية ومجلس التدريب الصناعى ووزارة التربية والتعليم والصندوق الاجتماعى للتنمية ومبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية، ويهدف المؤتمر إلى تطوير صناعة البلاستيك فى مصر وبمساهمة مؤسسات المجتمع المدنى بدأت فعاليات المؤتمر بكلمة الدكتور أمنية الشيخ، رئيس مجلس الأمناء بمؤسسة رويال للتنمية وخدمة المجتمع، والتى أوضحت أن المؤتمر يأتى برعاية وحضور وزيرة الدولة للتطوير الحضرى والعشوائيات، وبدعم وتمويل من مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية «MEPI» وبالتعاون مع شعبة البلاستيك والمطاط بغرفة الصناعات الكيماوية، بهدف الارتقاء بجودة صناعة تدوير البلاستيك فى مصر وخلق فرص عمل ومن أجل المساهمة فى القضاء على البطالة، حيث إن مؤسسة «NRA» هى مؤسسة غير هادفة للربح ومشهرة تحت مظلة وزارة التضامن الاجتماعى ونطاق عملها بمصر وتعمل على المشاركة الفعالة فى بناء الإنسان المصرى وتنميته جنباً إلى جنب مع جهود الدولة تحت شعار «معاً نعيد ملامح الشخصية المصرية من جديد»، وذلك من خلال رؤية المؤسسة بالانتقال بالمسئولية المجتمعية من إطار المشاركة المادية إلى العمل التنموى المتكامل بهدف النهوض الشامل بالمجتمع فى محافظات مصر المختلفة كل وفق احتياجاته ضمن التوجه العام للدولة وذلك بالتعاون مع شركائنا فى التنمية من خلال أدوات المؤسسة المتمثلة فى مركز تدريب واستشارات وورش تدريب نظرى وعملى وفريق عمل ذى كفاءة عالية من أجل تحقيق أهداف المؤسسة.



وقالت الدكتورة أمنية الشيخ إن أهداف المؤسسة تتمثل فى مساعدة الشباب على ريادة الأعمال وتوفير فرص عمل وخلق كوادر فنية وتدريبهم لرفع كفاءاتهم الشخصية والمهنية فى المجالات المختلفة مثل إدارة المخلفات الصلبة والأعمال المهنية ومشاريع إنتاجية صغيرة إلى متناهية الصغر، إلى جانب دعم جودة منظومة التعليم بنوعية العام والفنى من خلال تقديم المساعات الفنية والعينية وفقاً لمتطلقات المواصفات المحلية والدولية للنهوض بعجلة التعليم لمواكبة احتياج السوق المحلى والعالمى، وذلك على مستوى الطالب والمدرسة والمدرسين والمناهج جنباً إلى جنب مع خطط الدولة، بالإضافة إلى مساعدة الأم المعيلة ومحو أميتها وتمكينها بغرض مواجهة ظروف الحياة ومتطلبات الأسرة من خلال اشتراكها فى مشاريع فعالة وتدريبها تربوياً واجتماعياً واقتصادياً مع توفير مستلزمات المشروع الذى تم التدريب عليه للبدء فيه ومتابعته لضمان استمراريته وذاتية تمويله، أيضاً بناء الأطفال وتربيتهم نفسياً وعملياً وتربوياً فالطفل لبنة المجتمع، فإنلم يتم تأسيسه على القيم والمبادئ والخلق السليمة وتحت مظلة عادات وتقاليد المجتمع فسوف ينهار المجتمع وتضيع ملامحه.

وأضافت رئيس مجلس أمناء «NRA» أن المؤسسة قامت بالتعاون مع مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية بمشروع بناء قدرات القوى العاملة فى تدوير البلاستيك ويأتى المشروع من منطلق المشاركة الفعالة فى انجاز ملف النظافة كأحد أهم الملفات ضمن المشروع القومى لتطوير مصر، حيث تصل كمية المخلفات فى مصر إلى 75 مليون طن سنوياً 26٪ منها مخلفات صلبة بما يعادل 20 مليون طن وتمثل نسبة المخلفات البلاستيكة 8.5٪ بما يعادل 1.7 مليون طن ولذلم فإن إعادة تدوير وتصنيع البلاستيك هى الحل الأمثل فى مثل هذا الموقف للتغلب على مشكلة مخلفات البلاستيك الناتجة من هذا الكم الهائل ما يعود بالفائدة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على المجتمع والأفراد.

هذا وعلى الجانب الآخر تقوم المؤسسة بتوعية ورفع كوادر وكفاءة الشباب من الجنسين عن طريق التدريب الممنهج العملى، بهدف إما العمل فى مصانع تدوير البلاستيك أو لعمل مشروع صغير للمساهمة فى عملية تجهيز مخلفات البلاستيك لإعادة تدويرها واستخدامها مرة أخرى فى الصناعة، ومن هنا يتضح دور المؤسسة فى تشجيع دور المشاركة المجتمعية لرجال الأعمال ورجال الصناعة كما تقوم بتشجيع الشباب لخلق فرص عمل فعالة ومناسبة كما تعمل على تقليص حجم مخلفات البلاستيك الناتجة عن الصناعة وإدارتها بالطرق المناسبة للحفاظ على الموارد الطبيعية والتخلص الآمن من المخلفات. ومن جانبها أكدت الدكتورة ليلى إسكندر، وزيرة الدولة للتطوير الحضرى والعشوائيات، أن موضوع المؤتمر قريب جداً من مهام الوزارة وأنها تسلمت ملف المخلفات الصلبة مع ملف العشوائيات وأوضحت إسكندر أن الوزارة الجديدة «التطوير الحضرى والعشوائيات» تحاول أن تؤسس نظاما جديدا للمخلفات الصلبة ونقوم يومياً باستضافة ومناقشة خبراء فى مجال المخلفات ولنا هدف واحد وأساس وهو القضاء على المخلفات بصفة عامة، والتى باتت مشكلة كبيرة تؤرق الشعب المصرى وتؤرق الحكومة وتهدد الصناعات.

وأشارت الوزيرة إلى أهمية دور اتحاد الصناعات وشعبة البلاستيك بالتعاون مع الوزارة لحل تلك المشكلة، مشيرة أيضاً إلى وجود آلاف الورش بالدولة تعمل فى هذا المجال.

وقالت د.ليلى إسكندر إن هناك احصائية دولية تؤكد أن 1٪ من سكان العالم يعملون فى مجال استرجاع وإعادة المخلفات وتدويرها بما يعنى أن 780 ألف مصرى يعملون فى تدوير وإعادة المخلفات كما أنه هناك تحليل دوران المادة فى الكون وهذا مفهوم معترف به فى الدول المتحضرة والمتقدمة، وقالت الوزيرة إن كل شىء متاح لنا يخرج من الأرض بمعنى أن الزجاجة البلاستيكة تصنع من البترول الذى هو مستخرج من الأرض أساساً فلا يصح أن نهدر موارد الأرض هباءً، وقبل أن نتحدث عن مشكلة القمامة والمخلفات وإعادة تدويرها لابد من كفاءة الجمع لتلك المخلفات، فلابد أن تكون هناك سياسة لجمع وتنقية تلك المخلفات أولاً والموضوع يبدأ بالجمع السكنى أى الجمع من خلال الوحدات السكنية والمشكلة تكمن فى عدم دفع الرسوم للحكومة من قبل المواطنين والمتمثلة فى مبلغ 8 جنيهات شهرياً مقابل جمع القمامة وهذه المشكلة تحتاج إلى تثقيف وتوعية وعرض على المجتمع.

وقالت الوزير إن هناك فرصا كثيرة للنهوض بصناعة البلاستيك بشكل قوى، إلى جانب وجود مئات الورش لصناعة البلاستيك، وهناك اقتراح بعمل مصنع كبير يستوعب كل هذه الورش لصناعة البلاستيك وشددت وزيرة التطوير الحضرى والعشوائيات على ضرورة الخروج لمناطق صناعية مرخصة حتى يكون هناك منتجات صحية وجيدة ويكون هناك مجمع صناعى مرفق وبشكل سليم وأن نعمل جميعاً من أجل النهوض بتلك الصناعة التى تقدم الكثير للاقتصاد الوطنى.

وأوضح عدنان صديقى المستشار الإعلامى والثقافى للسفارة الأمريكية بالقاهرة، أن الدعم والتعاون فى مثل هذه المبادرات ضرورى لخلق قوة عاملة قوية وتدعيم للاقتصاد المصرى، مشيراً إلى نجاح هذا البرنامج من خلال جمعية «نايل رويال»، موضحاً أن تدوير البلاستيك، ليس فقط فرصة تجارية وإنما هو أيضاً مهم للبيئة، منوهاً إلى أن تلك الظروف الاقتصادية الراهنة تحتاج إلى ايجاد أعمال فى مصر وقال إن من أهم أهداف المبادرة الأمريكية الشرق أوسطية هو دعم النمو الاقتصادى من خلال ريادة الأعمال والتدريب على المهارات لزيادة فرص العمل، وقال إن هذا البرنامج ليس فقط مهما لما له من أثر على خلق وظائف بل لتأثيره البيئى أيضاً وتدوير المخلفات خاصة تدوير البلاستيك من أهم الأشياء التى نستطيع أن نفعلها لحماية بيئتنا وكوكبنا للمستقبل، فهذا البرنامج يخلق وعيا بيئيا فى المجتمعات، والذى يضع الأساس للمبادرات البيئية.

وأوضح خالد أبوالمكارم، رئيس شعبة البلاستيك باتحاد الصناعات، أن ثقافة تدوير المخلفات تغيرت تماماً، مؤكداً أن إعادة تدوير المخلفات أصبحت اليوم صناعة مهمة جداً، خاصة تدوير البلاستيك، مشيراً إلى أن 35٪ من صناعة البلاستيك فى مصر تعتمد على التدوير.

وقال أبوالمكارم: إن حجم صناعة تدوير المنتجات التى تم تصنيعها خلال العام الماضى 2013 يقدر بنحو 190 مليار جنيه منها حوالى 35٪ منتجات بلاستيكية معاد تدويرها وهناك منشآت كاملة باستثمارات تقدر بالملايين قائمة على إعادة تدوير الخلفات البلاستيكة، موضحاً أن البنوك ترحب اليوم بتمويل صناعة تدوير البلاستيك، كما أن اتحاد الصناعات يقدم الكثير ويتعاون مع قطاع إعادة التدوير للبلاستيك. وأوضح أبوالمكارم إن هناك مكتب الالتزام البيئى يقوم بتمويل تلك الصناعة لشراء الماكينات والمعدات اللازمة لها وهناك دعم مالى لا يرد من خلاله ومركز الالتزام البيئى مهم جداً، من حيث إنه يدعم ويمنح التمويلات اللازمة لتلك الصناعة، وقال إن الكميات الموجودة بالسوق من مخلفات البلاستيك ليست كافية وتحتاج لمخلفات بلاستيكية أكثر.

وأكد رئيس شعبة البلاستيك أن كل المخلفات المعاد تدويرها حالياً يستهلكها السوق المصرى المحلى بأعلى سعر ما ساهم فى تطوير الصناعة وأوضح أنه جارٍ حالياً الاتفاق مع محافظ الإسكندرية وتم تخصيص 50 ألف متر لتحويلها إلى مدينة لصناعة البلاستيك، وأنه سيتم افتتاحها خلال أسابيع قليلة، وتكون هذه المدينة الصناعية، خاصة بالصناعات الصغيرة والمتوسطة، وعلى رأسها صناعة البلاستيك وتدوير المخلفات البلاستيكية.

وأوضح أبوالمكارم أن حجم الصادرات من صناعة البلاستيك خلال العام الماضى 2013 وصل إلى 7.6 مليار جنيه، بعد أن كانت 2.4 مليار جنيه فقط أى بمعدل نمو 42٪ وخلال الفترة من 1/1/2014 إلى 1/6/2014 أى فى النصف الأول من العام الحالى وصل حجم الصادرات إلى 7.8 مليار جنيه ونتوقع بنهاية العام وصول حجم الصادرات إلى 12 مليار جنيه، مؤكداً أن إعادة تدوير البلاستيك هى مستقبل الصناعة المصرية.

وأوضحت سمية عبدالسلام، مدير عام مشروعات الشباب بوزارة الشباب والرياضة، أن الوزارة تحرص دائماً على تحقيق الأهداف المأمولة للشباب المصرى بالتعاون مع المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدنى.

وأكد المهندس مصطفى حسين، مدير الإنتاج بشركة «بربق»، إحدى شركات راية القابضة، أن شركته تعمل على تدوير البلاستيك ويهدف المشروع إلى استخدام التكنولوجيا المعتمدة دولياً وعالمياً لخروج المنتجات من البلاستيك بجودة عالية، وهذا المشروع أيضاً من أهدافه، الحفاظ على البيئة ويأتى بعائد اقتصادى قوى.

وقال محمد صلاح، مدير المشروعات الحرفية بمركز التدريب الصناعى، إنهم لديهم أكثر من مشروع قومى بمركز التدريب الصناعى، كما لديهم أيضاً برنامج «حرفى» وهو تأهيل الشباب على العمل الحر من خلال الخدمات المتعددة فى مجال التدريب المهنى والفنى، وقال إن «حرفى» هو برنامج قومى منبثق من البرنامج القومى للتدريب من أجل التشغيل.