القضية الفلسطينية ومصر الحاضرة دائما
نسرين قاسم
الرئيس عبد الفتاح السيسى: لاسبيل من انهاء الدائرة المفرغة من العنف المزمن واشتعال الموقف بالاراضي الفلسطينية الا بايجاد حل جذري عادل وشامل للقضية الفلسطينية
شيخ الازهر: الأزهر الشريف يتضامن كليًّا مع الشعب الفلسطيني المظلوم فى وجه استبداد الكيان الصهيوني وطغيانه
الخارجية المصرية: الدور المصري فى القضية الفلسطينية اساسي وباق مهما اختلفت الاحوال وتبدلت الامور
مفتى الديار المصرية: المصريون والعرب فخورون بالدور المصري الداعم للأشقاء الفلسطينيين فى هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها القضية الفلسطينية
لا ينكر احد ان الدور المصري فى القضية الفلسطينية اساسي وباق مهما اختلفت الاحوال وتبدلت الامور وهو دور تسنده اعتبارات استراتيجية وسياسية يصعب جدًّا توافرها لدول أخرى تمتلك الرغبة والقدرة للعب دور مماثل.
فعلى مدار التاريخ احتلت القضية الفلسطينية قضية العرب الاولي اهميتها الكبرى لدى مصر حيث اعتبرها المصريون جزءاً من الأمن المصري، لذلك فمصر تتحرك دائما فى تلك القضية وفق قناعاتها الثابتة فمنذ اندلاع الازمة الاخيرة فى المسحد الاقصى المبارك وتعديات الاسرائيلين على اهالي الشيخ جراح تواصل الدبلوماسية المصرية اتصالاتها وتحركاتها المكثفة لوقف العدوان الإسرائيلى على المسجد الاقصى وايضاح تعدياتها بدات باتصال بين وزير الخارجية سامح شكري بنظيره الإسرائيلي جابي اشكنازي نفسه، أكد خلاله على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، وأهمية العمل على تجنيب شعوب المنطقة المزيد من التصعيد واللجوء إلى الوسائل العسكرية، مؤكداً حرص مصر على استقرار المنطقة على أساس تسوية القضايا بالوسائل الدبلوماسية وعبر المفاوضات، كما اجرى وزيرالخارجية سامح شكرى اتصالات متعددة مع عدد من وزراء خارجية الدول المؤثرة والمعنية باستقرار منطقة الشرق الأوسط ، مثل وزير خارجية فرنسا وروسيا والمانيا والسعودية وقطر وعدد كبير من الدول المؤثرة فى العالم
وقد أكد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي فى كلمته التي علق فيها على الاحداث الاخيرة فى القدس وفى غزة بانه لاسبيل من انهاء الدائرة المفرغة من العنف المزمن واشتعال الموقف بالاراضي الفلسطينية الا بايجاد حل جذري عادل وشامل للقضية الفلسطينية يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية يعيش ويتمتع بداخلها الشعب الفلسطيني بكامل حقوقه المشروعة كسائر شعوب العالم. كما شدد السيد الرئيس علي خطورة تداعيات محاولات تغيير الوضع الديموجرافى لمدينة القدس وهي المحاولات التي تستوجب الوقف الفوري.
وأكد السيد الرئيس على استمرار مصر ببذل قصارى جهدها من أجل وقف التصعيد المتبادل حالياً، وذلك من خلال تكثيف الاتصالات مع كافة الأطراف الدولية المعنية، ومع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، مع دعم مصر لكافة الجهود الدولية الرامية لإنهاء حالة التوتر الحالية واستعادة الاستقرار والحد من نزيف الدماء والخسائر البشرية والمادية.
كما دعا السيد الرئيس إلى تكثيف جهود المجتمع الدولي بكامله لحث إسرائيل على التوقف عن التصعيد الحالي مع الفصائل الفلسطينية فى الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك لإتاحة الفرصة أمام استعادة الهدوء، ولبدء الجهود الدولية فى تقديم اوجه الدعم المختلفة والمساعدات للفلسطينيين، وفى هذا الاطار، اعلن السيد الرئيس عن تقديم مصر من جانبها مبلغ ٥٠٠ مليون دولار كمبادرة مصرية تخصص لصالح عملية اعادة الاعمار فى قطاع غزة نتيجة الاحداث الاخيرة، مع قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك فى تنفيذ عملية اعادة الاعمار.
بينما عبر الشيخ احمد الطيب شيخ الجامغ الازهر عن اسفه الشديد مما يحدث فى الاقصى وقال فى تغريدة له إنَّ اقتحام ساحات المسجد الأقصى المبارك، وانتهاك حرمات الله بالاعتداء السافر على المصلين الآمِنين، ومن قَبلِها الاعتداء بالسلاح على التظاهرات السلمية بحي الشيخ جراح بالقدس وتهجير أهله - إرهابٌ صهيوني غاشم فى ظل صمت عالمي مخزٍ وإن الأزهر الشريف، علماء وطلابا، ليتضامن كليًّا مع الشعب الفلسطيني المظلوم فى وجه استبداد الكيان الصهيوني وطغيانه، داعيًا الله أن يحفظهم بحفظه، وينصرهم بنصره فهم أصحاب الحق والأرض والقضية العادلة.
وفى كلمة مصر امام مجلس الامن، قال شكري بشكل صريح ان القضية الفلسطينية نمثل ماساة حقيقية وقال شكري فى صدر كلمته نجتمع اليوم بعد مضي نحو ما يزيد على اثنين وسبعين عاماً على بدء الـمأساة الفلسطينية، ونحو اثنين وأربعين عاماً على إطلاق مسار السلام فى المنطقة الذي شهد فى بداياته آمالاً عظيمة بإمكان تحقق السلام فى المنطقة، غير أن تلك الآمال تبددت شيئاً فشيئاً مع كل محاولة لم يكتب لها النجاح لوضع حد للصراع الذي شهدت فيه القضية الفلسطينية انتكاسات متتالية فاقمت من مناخ الإحباط والاحتقان، وهو ما أوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم، ثم عبر سامح شكري عن استياء مصر مما قامت به اسرائيل عقب شهر رمضان من احتكاكات واستفزازات لا مثيل لها بالمصلين من أهل القدس فى المسجد الأقصى المبارك، بالتوازي مع عملية تهجير، ضمن سياسة ممنهجة، لعدد من السكان العرب بحي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، مما أغضب الملايين من العرب والمسلمين الذين ضاقوا على مدى العقود الثلاثة الماضية مما بدا تغييباً وتسويفاً لا نهائياً لوعود وتعهدات دولية ذات طابع قانوني بالتفاوض الجاد حــول إنشاء دولة فلسطينية على الأراضي التي تم احتلالها عام 1967 والتي تشمل القدس الشرقية وعبر وزير الخارجية بإن ما يتعرض له الاستقرار الإقليمي اليوم من اهتزاز لم يكن وليد اللحظة، بل هو نتيجة مباشرة لسيــــادة مناخ من الاحتقـان والإحباط تولد عبــر سنوات وسنـــوات من التراجع المنتظم لكل جهد حقيقي لإحلال السلام فى المنطقة، ولعل فى أحداث الأسابيع القليلة الماضية ما يقدم تفسيراً لما وصلنا إليه اليوم، إذ عانت الأراضي الفلسطينية المحتلة، على مدار الشهور الماضية، تدهوراً كبيراً على كافة المستويات، حيث شهدت الضفة الغربية، بما فى ذلك القدس الشرقية، توسعاً كبيراً فى النشاط الاستيطاني، وتزايداً فى حالات التهجير القسري للفلسطينيين، واستمراراً لسياسة مصادرة الأراضي وهدم المنشآت والمنازل الفلسطينية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل وصلت الممارسات الإسرائيلية إلى حد انتهاك حرمة الشهر الكريم كما أسلفت، فشاهدنا جميعاً كيف تحولت باحات المسجد الأقصى المبارك إلى ساحة حرب لا تليق بالمقدسات وأماكن العبادة وبالأديان السماوية الثلاثة
كما أكد الدكتور شوقي علام - مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم - أن المصريين والعرب يفخرون بالدور المصري الداعم للأشقاء الفلسطينيين فى هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها القضية الفلسطينية
مشددًا فى تصريحاته أن القيادة السياسية المصرية تؤمن إيمانًا كاملًا لا يقبل الشك أن قضية القدس هي قضية كل العرب والمسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها وهي فى قلب كل عربي ومسلم؛ لما لها من مكانة ومنزلة دينية وحضور حضاري وعمق ضارب فى أعماق التاريخ.
موضحًا أن قضية القدس الشريف هي القضية المحورية الأهم التي يجتمع عليها العرب والمسلمون فى مشارق الأرض ومغاربها ، مضيفًا أن مصر قد شاركت عبر تاريخ القضية الفلسطينية بموجب دورها الريادي فى المنطقة وبما تحمله من حب وود للشعب الفلسطيني فى كافة أطوار القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى المبارك، وعملت مصر ولا زالت تعمل بقيادة الرئيس القائد عبد الفتاح السيسي على توحيد الصف لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وإنهاء المعاناة التي يعانيها الشعب الفلسطيني فى الداخل والخارج جراء الظروف الشديدة والقرارات التعسفية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني يوميًّا بسبب الاحتلال
كما شدد مفتي الجمهورية أن القضية الفلسطينية سوف تظل حية راسخة ماثلة فى قلب كل عربي وفى وعي كل مسلم، وأن المسجد الأقصى الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين، سوف يظل حيًا فى قلب كل عربي وكل مسلم، وسوف يبقى ركنًا ركينًا من أركان الهوية العربية والإسلامية.