«مش عايزين أجنبى تانى وهنشترى أسهم قناة السويس الجديدة علشان مصر»
المصريون يثأرون لاستشهاد 100 ألف من أجدادهم فى حفر قناة السويس
اختلفت ردود فعل الشارع المصرى تجاه شراء أسهم قناة السويس الجديدة التى اعلن عنها مؤخرا الرئيس عبد الفتاح السيسى بواقع 100 جنيه للمواطن المصرى و10 جنيهات للطلبة و100 دولار للمصريين بالخارج ففى الوقت الذى رحب فيه الكثيرون بالفكرة كنوع من المساهمة فى بناء مصر الجديدة وتحدى كل الصعاب التى تمر بها داخليا وخارجيا قلل البعض من جدوى الامر برمته وهؤلاء ممن ظلوا متأثرين بالموروث السلبى الذى خلفته الانظمة البائدة على مدار الاربعين سنة الماضية ولم يدب بعد فيهم بصيص الامل الذى قاد الكثيرين للمشاركة من جهة اخرى فهناك شريحة لا بأس بها تعانى من حالة لا مبالاة فهم لا يعرفون عن الامر شيئا ولم يصل اليهم ان هناك مشروع قومى يقوده رأس الدولة اسمه قناة السويس الجديدة اضف الى ذلك شريحة اخرى غلب عليها الطابع التجارى او جمعت بين حب المشاركة حبا للبلد وبين المصلحة المباشرة المترتبة على شراء أسهم فى مشروع قومى تضمنه الدولة ومضمون النجاح كفرصة استثمارية واعدة.
«انا مش عارف الفايدة ايه من المشروع لكن هشترى أسهم على قد ما اقدر علشان بلدى» هذه كانت اجابة كريم عبدالحميد بالفرقة الثانية كلية التجارة عندما سألته «السوق العربية المشتركة» عن نيته شراء أسهم فى مشروع قناة السويس الجديدة ومدى جدوى ذلك من عدمه معربا عن نيته لشراء 150 سهما حبا فى مصرا وايمانا بوجوب المشاركة الايجابية فى كل المشروعات القومية التى يترتب عليها نهضة هذا البلد.
فى حين تحسر مصطفى على طالب بالفرقة الاولى جامعة القاهرة من عدم تمكنه المشاركة نظرا لضيق ذات اليد فظروفه الاقتصادية متردية وان كان يرى فى شراء الأسهم فرصة جيدة لمن لديهم المقدرة على الشراء فى حين قال محمود السيد طالب بالفرقة الاولى ويعمل خراطا بعد الظهر ان موضوع شراء الأسهم بل ومشروع قناة السويس برمته لا يحتل اى قدر من تفكيره راجعا ذلك الى ظروفه الاقتصادية التى تحتم عليه الدراسة صباحا والعمل بعد الظهر فى ورشة للخراطة فلا مكان للتليفزيون ولا لأى وسيلة اعلام اضافة الى ميولة الشخصية التى لا تكترث بما يجرى من حوله من احداث حتى إن كانت على الصعيد القومى.
قال محمد السيد مدرس حاسب آلى انا هشترى حتى ولو سهم واحد علشان خاطر بلدى داعيا مختلف تلاميذه للمشاركة فى هذا المشروع العملاق دون النظر للعائد المادى من ورائه مع امكانية زيادة عدد الأسهم متى تبينت صورة العائد الاقتصادى من خلال الخبراء الاقتصاديين واتفق معه احمد حسن مدرس محاسبة بمدرسة طه حسين، مشددا على ضرورة المشاركة الايجابية فى مثل هذه المشروعات القومية لانها بمثابة الاستثمارات المضمونه فالدولة هى الضامن للمشرع وهذه ميزة نسبية، موضحا الفرق بين الامان الذى يشعر به المواطن عندما يستثمر فى مشروع قومى باشراف الدولة وبين الاستثمار الخارجى الاقل ضمانا او فى اى شركة اخرى بما تحملة من مخاطر على رأس المال المستثمر كما ركز احمد حسن على اهمية ارتباط اسم المشروع بالدولة وليس باسم رئيس الدولة لان الرؤساء متغيرون اما الدولة هى الباقية والحاضنة لكل من فيها كما ضرب مدرس المحاسبة مثالا بالمصرية للاتصالات وكيف بدأت وكيف ارتفع سعر السهم بها ما يعد مثالا جيدا يحتذى به، متوقعا نجاح مشروع قناة السويس الجديدة بشكل سريع ومذهل فى آن واحد.
قال محمد فتحى طالب «هندفع فى السهم عشرة جنيه علشان بلدنا وعشان نرسم مستقبلنا بشكل احسن» فالمشروع الذى يحقق النجاح لبلدنا لابد من المشاركة فيه حتى لو باقل القليل، اما احمد عبدالعزيز فعقد نيته على شراء عشرة أسهم عشان مصر فى حين اكد اهمية توضيح العائد الاقتصادى بشكل دقيق ليس للمشاركة فقط، فالمشاركة امر وطنى ولكن لاجل الاستثمار فبدل من شراء عشرة أسهم حبا فى البلد من الممكن شراء الف سهم على سبيل المثال– والحديث لعبد العزيز– حبا فى البلد من ناحية وكاستثمار مضمون من ناحية اخرى.
كما رحبت يسرية عبد السلام موظفة بأدارة جامعة القاهرة بفكرة المشاركة وقالت انها سوف تشترى لها ولأولادها قدر استطاعتها معربة عن مدى ثقتها فى القائمين على ادارة الدولة سواء الرئيس السيسى او ابراهيم محلب فرؤية المسئولين فى الشارع غيرت نظرتها عن الحكومة التى طالما ما قبعت خلف المكاتب وتحت التكييفات طيلة القرون البائدة. فى حين تساءلت سهير محمد موظفة بإدارة جامعة القاهرة عن اهمية معرفة عائد السهم بشكل واضح وشفاف لانه وفقا للمعطيات الحالية، فان المشروع سوف يضاعف دخل القناة مما يعنى مضاعفة الدخل القومى ونجاح المشروع فهو بمثابة الفرصة الواعدة لاى مصرى يرغب فى الاستثمار اضافة الى اهمية المشاركة كواجب وطنى لانجاح البلد فى ظل ظروف داخلية وخارجية فى غاية الصعوبة كما اعربت سهير عن مدى سعادتها بالمشاركة فى مشروع تملكه بلدها فهو افضل بكثير من قناة السويس القديمة وتاريخها المرير الذى عانت مصر منه لعدة عقود سواء فى الحفر او ملكية القناة. عبرت دعاء عبدالحميد طالبة بالفرقة الاولى عن عدم قناعتها بالمشاركة فى مثل هذه المشاريع لانطباعها السيئ الراسخ عن الدولة والقائمين عليها على مدى ثمانية عشر عاما هو مجمل حياتها واختلفت معها صديقتها سارة سعيد معربة عن مدى تفاؤلها بما هو قادم واهمية المشاركة الايجابة فى المشروعات القومية فالمصريون اولى بمشروعاتهم من الاجانب على حد وصفها. كما رصد ناصر عزت مدرس محاسبة ثلاثين الف جنيه لشراء أسهم لاولاده واصفا هذا المشروع بالفرصة الاقتصادية الواعدة، فبحسب خبرته يعد مشروع قناة السويس الجديدة مشروعا مضمون الربحية وذو عائد اقتصادى قوى ففى خلال سنة من الممكن ان تتضاعف قيمة الأسهم مما يعد فرصة واعده لاى مصرى يرغب بالاستثمار وافضل من الدخول فى مشاريع صغيرة بما تحمله من مخاطر كما تخفيض قيمة السهم الى 10% للتلاميذ والطلبة بمثابة الفرصة الجيدة ايضا لمستقبل الاولاد فى حين عبر طاهر محمد محاسب عن استيائه من اختلاف سعر السهم لوجود تفرقة بين المصريين بالداخل والخارج والطلاب فلابد ان تكون قيمة السهم واحدة لجميع المصريين.