«منظومة التموين الجديدة» فوق الميزان.. والخوف من أصحاب المصالح
المواطنون: المنظومة جيدة لأن المواطن يحصل على السلع التى يحتاجها فقط وبالجودة المناسبة
منظومة التموين الجديدة هى احدى سبل الدولة لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه بالإضافة للتأكد من عدم تلاعب التجار وأصحاب السوق السوداء وللحفاظ على حقوق المواطنين والدولة معا فمن حق المواطن الحصول على الدعم المقرر له ومن حق الدولة أيضا المحافظة عليه ووضعه فى نصابه الصحيح، فقد أتاحت هذه المنظومة اتساع الفرصة أمام المواطن لاختيار السلع اللازمة التى يحتاجها بالفعل والاستغناء عن غير اللازم بعدما كان يفرض عليه ثلاثة سلع فقط يجبر على أخذها لضمان حصوله على الدعم بالإضافة لتوافر هذه السلع بشكل أفضل ومن شركات موردة اعلى واقوى مما كانت فى الماضى فكثيرا ما رأينا سلعا تموينية غير جيدة أو غير متوافرة لكن مع تطبيق المنظومة الجديدة فسيكون هناك فرصة اكبر للحصول على المواد التموينية أو على البدائل لضمان وصول الدعم لمستحقيه.
«السوق العربية» نزلت إلى الشارع لكى ترصد آراء بعض المواطنين حول هذه المنظومة.
حدثنا فى البداية خالد سويفى (مواطن) قائلا: المنظومة لم تطبق بعد لأننا حتى هذه اللحظة لم نستلم كمية التموين المستحقة لنا عن هذا الشهر ولكن ما سمعناه عنها وما تحدث به المسئولون مطمئن من حيث وصول الدعم إلى مستحقيه وتوافر اكبر لسلع جديدة فكنا مسبقا عند استلام الكميات المقررة من الأرز والزيت والسكر لا نجدها متوافرة بأكملها ما يضيع علينا قيمة الدعم أما الآن مع كثرة الأصناف فيوجد بدائل يمكن من خلالها الحصول على الدعم بشكل كامل وأصبح لنا فرصة اكبر لاختيار السلع.
وأضاف محمد حسام (موظف) قائلا النظام الجديد أفضل لأنه يتيح للمواطن الحصول على السلع اللازمة له والاستغناء عن غير اللازم بعكس الفترة السابقة كنا نأخذ مواد تموينية غير لازمة ولكن ضمانا للدعم كنا نقوم باستلامها خوفا من ضياع الدعم علينا لأنه من المعروف مسبقا إن لم يصرف المواطن التموين المقرر له لمدة شهرين متتاليين تلغى البطاقة التموينية الخاصة به فى الحال.
وقال وليد محروس (مدرس) المنظومة جيدة نسبيا فأنا مثلا معى بطاقة تموينية بها أربعة أفراد أى بواقع 60 جنيها شهريا (قيمة مبلغ الدعم) فالان أصبح بإمكانى صرف مواد تموينية بقيمة هذا المبلغ فقط دون دفع أى مبالغ مالية للتاجر فمن الممكن اخذ احتياجاتى من السكر والزيت والأرز طوال الشهر مجانا او مع دفع مبلغ بسيط قيمة فرق المشتريات.
وأكد مصطفى زهران (تاجر) ان النظام الجديد سوف يقضى على ظاهرة بيع السلع التموينية فى السوق السوداء فالكثير من المواطنين بعد استلام المواد التموينية المقررة له والمدعمة من قبل الدولة يقومون ببيعها فى الأسواق بالأسعار الحرة فهل من الطبيعى أن يأخذ المواطن كيلو السكر المدعم بسعر 1.25 ج ويقوم ببيعه بسعر 4.50 ج فهذا ليس سوى إهدار للدعم لكن هذه المنظومة تقضى على مثل هذه الأفعال.
وقال على حسان (مواطن) أنا مع هذه المنظومة لأنها ستوفر سلعا تموينية أكثر بالإضافة للجودة العالية لهذه السلع لان وزير التموين قد أوضح ان الحكومة تتعامل من خلال هذه المنظومة مع شركات أفضل بكثير مما كان يتم التعامل معها مسبقا ولكننى أرى أن هذا التوقيت غير مناسب لان الوزارة لم تتمكن من توفير السلع بالشكل الكافى وتأخير السلع التموينية بهذا الشكل يضع على عاتق المواطن أعباء أكثر مما هو عليه فكان من الممكن تأجيل العمل بهذه المنظومة بعد ان تتمكن الوزارة من توفير السلع وضبط المنظومة بالشكل الكامل.
وقال طارق مجاهد (تاجر تموين) كنا فى السابق نحتاج أول كل شهر لمبالغ مادية كبيرة لاستلام السلع التموينية أما الآن فيمكن للتاجر الحصول على السلع دون دفع أى مبالغ مادية وذلك عن طريق الماكينة والصرف أيضا للمواطن عن طريق تلك الماكينة. وفى هذا السياق تحدث إلينا احمد الباشا مدير مكتب تموين طهطا سوهاج قائلا: أود فى البداية طمأنة المواطنين بأن السلع الرئيسية التى كانت تصرف مسبقا مثل الزيت والسكر والأرز مازالت مستمرة فى المنظومة الجديدة وبنفس قيمة الدعم السابقة بالإضافة للأصناف الجديدة التى تتيح للمواطن اتساع الفرصة لاختيار احتياجاته بدلا من فرض ثلاثة أصناف فقط لا غير عليه والتى كان يقوم باستلامهم دون الاحتياج إليهم ولكن على سبيل الاستفادة من الدعم اما الان فالفرصة فى الاختيار والبدائل اكبر وأفضل بكثير. وأضاف ان هذه المنظومة تقضى على تلاعب الموردين الذين يقومون فى اغلب الأحيان بتوريد سلع غير جيدة وليست على القدر الكافى من الصلاحية كما أنها تتيح سلعا أكثر أهمية مثل اللحوم والدجاج والمنظفات كل هذه السلع يمكن للمواطن الحصول عليها عن طريق التموين المدعم. وأكمل الباشا قائلا: ان المنظومة سوف تحد وتمنع من ظاهرة بيع السلع التموينية المدعمة فى الأسواق الحرة من قبل المواطنين الذين ليسوا بحاجة إليها. أما عن تأخر صرف المواد التموينية المقررة لهذا الشهر فقال ان السبب الرئيسى هو عمليات الانتهاء من حسابات المنظومة القديمة وبدء العمل بالمنظومة الجديدة ونطمئن المواطنين بأنه تقرر امتداد صرف السلع حتى نهاية شهر أغسطس القادم بحيث يتم صرف الكميات المقررة عن شهر يوليو وأغسطس بالإضافة لزيادة رمضان معا بواقع اجمالى 37 جنيها للفرد. واكد المحاسب شمس الدين محمد يوسف وكيل وزارة التموين بسوهاج ان تلك المنظومة هى الأفضل على الإطلاق لانها مكتملة الأركان من حيث وصول الدعم الى مستحقيه والقضاء على الأسواق السوداء وضبط الأسواق وازدياد حجم النشاط التجارى بالإضافة لإتاحة الفرص أمام المواطنين للحصول على سلع غذائية هامة وملحة وأكثر مما كانت عليه عن طريق الدعم التموينى وكان يجب على الحكومة تطبيق مثل هذه المنظومة منذ زمن لما فيها من خير ونفع للمواطن.