السوق العربية المشتركة | «الاقتصاد السودانى» فى الإسكندرية.. يعتمد على «دهانات» لجلب «المتعة المفقودة».. وأدوية «مجهولة المصدر»

إذا تجولت فى أسواق محطة مصر والمنشية بالإسكندرية ستجد عدد من السودانيون يبيعون عبر طاولة صغيرة أعشابا وده

السوق العربية المشتركة

السبت 23 نوفمبر 2024 - 07:44
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

السودانيات تحقق أرباحا خيالية من رسم التاتو على أجساد أولاد الذوات فى كفر عبده والساحل الشمالى

«الاقتصاد السودانى» فى الإسكندرية.. يعتمد على «دهانات» لجلب «المتعة المفقودة».. وأدوية «مجهولة المصدر»

‎إذا تجولت فى أسواق محطة مصر، والمنشية بالإسكندرية، ستجد عدد من السودانيون، يبيعون عبر طاولة صغيرة أعشابا، ودهانات جنسية، وفروع شجر صغيرة يدعون أنها تجلب "المتعة المفقودة"، إلى جانب الأدوية مجهولة المصدر، التى يجلبونها من السودان.



‎والمثير للدهشة أن لهم زبائنهم، الذين يستمرون فى شراء هذه الأدوية المريبة، خاصة سكان المناطق العشوائية، ذات الفكر المحدود، والذين لا يشغلهم مصدر هذه الأعشاب والأدوية.

‎والنساء السودانيات، أصبح لهن مصدر رزق مفتوح على مصراعيه، فى ظل مهارتهن فى رسم "التاتو" الذى أصبح عشق غالبية نساء وفتيات الإسكندرية، ويتم طلب رسامة "التاتو" السودانية خاصة فى قصور وشقق المناطق الراقية مثل كفر عبده ولوران، وفيللا كينج، إلى جانب الساحل الشمالى فى الصيف، وتفضل معظم النساء من هذه الطبقة رسم "التاتو" فى مناطق متفرقة وخافية فى أجسادهن، لذلك لابد من أن يكون الرسم فى بيوتهن، وتحقق المرأة السودانية أرباحا خيالية بفعل "التاتو".

‎وإذا وضعنا فى اعتبارنا أن الجنيه المصرى يساوى (3.5) جنيه سودانى، فهذا فى حد ذاته يجعل "السودانيين" ينزحون إلى مصر، عبر الحدود الجنوبية، ومعظمهم يقيم بطريقة غير مشروعة، ولكنهم يجيدون فنون الهروب من قبضة الشرطة.

‎وظلت مصر القبلة الأولى لكثير من السودانيين وتحولت بمرور الوقت مقصدا للجميع باختلاف دوافعهم، فمنهم من يقصدونها لتلقى العلاج أو طلبًا للعلم ومنهم للبحث عن العمل أو للسياحة، وآخرين فارين من الحروب الأهلية بين الجنوب والغرب.

‎ويضطر العديد من السودانيات إلى الزواج من النوبيين، المنتشرين فى الإسكندرية، لقرب العادات والتقاليد، لتحصلن على الجنسية فقط، ولتتخلصن من أعباء تكاليف الإقامة التى أصبحت حملا ثقيلا والمشكلة الأساسية التى تؤرق غالبية السودانيين المقيمين فى الإسكندرية.

‎ومن بين ثقافات وطقوس الأعراس" عند السودانيين، والتى تبدو غريبة، فأولى خطوات الزواج هى "قولة الخير" وتعنى تعارف  أهالى العروسين، ثم الخطوبة، ثم خطوة "سد المال" والذى يعنى دفع المهر، ثم تأتى ليلة الحنة وبعدها عقد القران، ثم تأتى عدة عادات قديمة تعود للفراعنة مثل عادة "الجرتق" وهو إلباس العروسين ملابس حمراء، ووضع قطعة قماش من الحرير حمراء فيها هلال ذهبى اللون على جبهة كل منهما.

‎ثم تبدأ "بخ اللبن" وهو أن يأخذ كل من العروسين من حليب فى إناء ويقوم برشه فى وجه الآخر، ثم يقوم العريس بقطع الحزام حريرى، الذى يلتف حول خصر العروسة، ورميه للحضور.

‎وهناك فئة تقوم بطقوس  أكثر غرابة فى الزواج، حيث يجلد العريس "20 جلدة"، وإذا لم يحتمل هذه الجلدات، لا يتم الزواج، بدعوى أنه لم يستطع تحمل مسؤولية الزواج طالما لم يحتمل الجلدات.

‎وبدورها تحدثت الصحفية السودانية، ست البنات، لـ"السوق العربية"، عن وضع الجالية السودانية فى مصر، قائلة: إن الجالية السودانية فى مصر شكلت على امتدادها جسرًا مهما للتواصل بين شطرى وادى النيل وقامت بإسهامات كبيرة  ليس لصالح السودان فقط وانما لصالح مصر أيضًا فهذه الجالية قديمة قدم العلاقات".

‎وأضافت قائلة: "أبناء الجالية يواجهون العديد من المشاكل وتسعى السفارة بجهد كبير لحلها بالتعاون مع الجهات المختصة فى مصر منها: مشكلة الاقامة، والتعليم، والدخول إلى مصر والخروج منها، وتعليم أبنائهم من الابتدائى وحتى طالبى الدراسات العليا، مطالبة بتقديم كافة التسهيلات للسودانيين فى مصر.

‎وأكدت أن أبناء الجالية كانوا يتمتعون بالكثير من الامتيازات قبل حادث أديس أبابا، الذى أوقفت بسببه السلطات المصرية صدور اى إقامة للسودانيين وان تكون تأشيرات الدخول ممهورة بختم غير مصرح له بالعمل.  

‎لافتة بأن السودانى فى مصر كان يعامل شأنه شأن المواطن المصرى وفقًا  لاتفاقية التكامل التى وقعها الرئيسان نميرى والسادات واصدرا بطاقة وادى النيل عوضًا عن جواز السفر لتسهيل حرية التنقل، ورغم التحسن التدريجى على مدار السنوات الأخيرة لكن ما فقدوه من مميزات لم يعد مرة أخرى موجودًا رغم الكثير من القرارات الحكومية المصرية التى صدرت لتحسين أوضاعهم ولكنها ظلت حبيسة الأدراج.

‎وأضافت: جاءت أزمة كورونا لتزيد من أوجاع الجالية السودانية، حيث سقطت معظم المشروعات التى يعمل بها السودانيون تحت حصار الإجراءات الاحترازية التى أغلقت العديد من الأنشطة الاقتصادية على رأسها المقاهى وأماكن الترفيه التى تتصدر قائمة المشروعات السودانية فى مصر، وبدورها ستدفع الكثير منهم إلى إعادة التفكير فى مسألة العودة.