السوق العربية المشتركة | العبور العظيم

السادس من أكتوبر.. ذكرى أغلى وأكبر وأعظم انتصار فى تاريخ مصر ذلك اليوم الذى حقق فيه خير أجناد الأرض الأبطال م

السوق العربية المشتركة

الجمعة 26 أبريل 2024 - 13:46
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
العبور العظيم

العبور العظيم

السادس من أكتوبر.. ذكرى أغلى وأكبر وأعظم انتصار فى تاريخ مصر، ذلك اليوم الذى حقق فيه خير أجناد الأرض الأبطال ملحمة العبور والنصر، فكان لهم ما أرادوا.



لم تكن حرب أكتوبر مجرد معركة عسكرية، بل كانت اختبارًا تاريخيًا حاسمًا لقدرة الشعب على أن يحول حلم التحرير وإزالة آثار العدوان إلى نصر حقيقى.

تلك الحرب التى تحملت فيها القوات المسلحة المسؤولية الأولى وعبء المواجهة الحاسمة، وكانت إنجازا هائلا غير مسبوق، إلا أن الشعب المصرى بمختلف طوائفه وفئاته كان البطل الأول للحرب وتحقيق نصر أكتوبر، فلا توجد أسرة مصرية لم تقدم شهيدًا أو مصابًا أو مقاتلًا فى تلك الحرب.

الشعب المصرى كان البطل الحقيقى فى تلك الحرب، لأنه استطاع- فى زمن قياسى- تجاوز محنة النكسة وما حدث فى 1967، فكانت فكرة العبور حدثًا تنبهر له العقول، فضلا على عبقرية التخطيط.

لقد أعاد نصر أكتوبر رسم خريطة القوى فى العالم، فلم تكن الحرب مجرد عبور أو تحرير للأرض فقط، لكنها كانت نقطة تحول كبرى فى التاريخ الحديث.

إن السادس من أكتوبر 1973 هو يوم عبور الحد الفاصل بين اليأس والأمل، بين الماضى والمستقبل، ولا يمثل فقط نصرًا عسكريًا باهرًا حققته القوات المسلحة باقتدار، بل هو تعبير فريد عن إرادة أمة وتماسك شعب، استمد من تاريخه العريق صلابة وقوة لا تقهر.

من حق الأجيال الحالية أن تعرف ماذا حدث فى تلك الفترة، من حقهم أن يعرفوا كيف كان الاختبار قاسيًا، وكيف استطاع المصريون تجاوزه بنجاح، وكيف تكاتف الشعب كله وراء قواته المسلحة، ليصبح الشعب كله جيشًا، ويُخرج من هذه الملحمة نصرًا يرد الاعتبار والكرامة.

فى ذكرى هذه الملحمة المفعمة بالنصر والعزة يجب أن نوجه تحية إجلال واعتزز إلى شهداء وأبطال القوات المسلحة، أبناء الشعب المصرى البواسل، الذين ضحوا بدمائهم لتروى تراب سيناء المقدس، ونقول لأرواحهم الخالدة فى هذا اليوم: إن أبناءكم وأحفادكم عاقدون العزم على مواصلة مسيرتكم، للحفاظ على ما تركتموه لنا من وطنٍ حر، تحت السيادة الوطنية، لا يقبل المهانة أو الخضوع، ولا تخدعه الأكاذيب ولا تهزمه الحرب النفسية.

إن مصر ستظل دائمًا وطنًا منصورًا مرفوع الراية وشاهدًا على انكسارات أعدائه وخيبة أملهم، مهما تعددت أشكال الحرب، وتغيرت أساليبها.

حفظ الله مصر وشعبها العظيم، وتحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر.