السوق العربية المشتركة | «السوق العربية» تكشف «معاناة المشاهدين مع الدراما الرخيصة» فى رمضان: المشاهدون: الدراما الرخيصة إسفاف هدفه الربح ولا يجسد الواقع

السوق العربية المشتركة

الإثنين 18 نوفمبر 2024 - 18:46
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

«السوق العربية» تكشف «معاناة المشاهدين مع الدراما الرخيصة» فى رمضان: المشاهدون: الدراما الرخيصة إسفاف هدفه الربح ولا يجسد الواقع

محرر «السوق العربية» يتحدث إلى المواطنين
محرر «السوق العربية» يتحدث إلى المواطنين

قديما قالوا ان (الفن مرأة الشعوب) لأنه يعكس ويجسد الحالة الاجتماعية. والسياسية. والاقتصادية للمجتمع وهو المؤرخ الحقيقى لذاكرة الامة لانه الابقى والاقدر على التواصل بين الاجيال فهو الاسراع فى التأثير على سلوكيات المواطنين وتعظيم او تشويه الموروث الثقافى للشعوب حسب رؤية صنع الدراما واصحاب مقاليد الامور والحكم كما وصفه ارستوفانس الاغريقى بأن الفن مدرسة تعلمنا كيف ننظر الى الحياة؟



ومن هذا المنطلق تكمن خطورة واهمية الاعمال الدرامية فى الفن المصرى سواء المسرحية او التليفزيونية او السينمائية خاصة التليفزيونية التى تخترق جميع المنازل وتستهدف حوالى 85 فى المائة من المواطنين على اختلاف درجاتهم الثقافية والعلمية والاجتماعية فكل هذا يجعلنا اكثر حذرا فى التعامل مع صياغة ومعالجة الدراما التى تعرض على المواطنين خاصة اننا فى فترة تتطلب تكاتف جميع الجهود لبناء مصر الجديدة القائمة على الحد من السلبيات والسلوكيات المهينة والخاطئة واعلاء قيم الاخلاق والاداب العامة حيث لاحظنا فى الفترة الاخيرة وفى ظاهرة غير مسبوقة فى صناعة الاعمال الدرامية والفنية انتشار ظاهرة العنف والاجرام والاسفاف بشكل مبالغ فيه وبصورة لا تجسد الواقع الفعلى للشعب المصرى المتسامح والمتماسك الذى مازال يحمل الكثير من الموروثات الثقافية القائمة على احترام الكبير وحرمة الجار والمحافظة على الاعراض فنحن شعب متدين بطبعه ولكن يبدو ان صناع الدراما لهم رأى اخر فحينما يصح عبده موتة والبلطجى هو قدوة الجيل القادم وتنحدر لغة الحوار الى حد الاسفاف والبذاءات والايحاءات الجنسية بسب قلة ليس لهم وازع من ضمير، حيث يتبارى هؤلاء فى تقديم تلك الاعمال الخاوية من اى مضمون ثقافى او معالجة لمشكلة اجتماعية او تسليط الضوء على اوضاع خاطئة فى المجتمع ويبقى الربح المادى هو سيد الموقف والجشع وانانية رأس المال هى من تشكل وجدان الامة فهنا يمكن ان نقول على الفن السلام.

والاكثر غرابة هو اصرارهم على تشويه صورة المرأة المصرية وحصرها فى أدوار الأم السلبية او الزوجة المتسلطة أو فتاة ليل او الخائنة الجاحدة الرافضة لقسوة الواقع الهاربة الى احضان الحرام بسب اصحاب ما يسميه النقاد (دكاكين الدراما) وهى الغرف الخلفية او المظلمة التى يجتمع فيها المؤلف الجاهل والمخرج المتسلق والممثل غير المسئول متناسين ان هناك نشئا يشهدونهم ويقلدونهم فى سلوكياتهم ويبقى الهدف الاسمى وهو الربح عن طريق اللعب على غرائز الشباب مستغلين امية العديد من المشاهدين وذلك لزيادة حصة الاعلانات فلا عجب فى ذلك فمن يقوم بتزيف الواقع ويعرى ابناء وطنه دون وجه حق ان يفعل اكثر من ذلك حيث اكدت العديد من الدراسات البحثية فى هذا الشأن على ارتفاع نسبة الطلاق الى 90 الف حالة عام 2009 بسب زيادة نسبة العرى داخل الاعمال الدرامية والاعلانات حيث يتوهم انصاف المتعلمين ان هؤلاء الفتيات الموديلات التى تظهر فى الاعلانات التى تعتمد على الايحاءات الجنسية هى المفترض ان تكون عليها الزوجة فتحدث فجوة بين الزوج والزوجة وتتزايد حدة المشاكل حتى تصل الى الطلاق حسبما ذكرت الدكتورة عزة كرم رئيس شعبة بحث الجريمة بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية بجانب الاعمال الفنية التى تحرض على الخيانة بالنسبة للزوجة حيث المتعة وسهولة الحصول على المال من وجه نظرهم بحجة الجمهور عايز كده.

ما تسبب فى هدم اسر بأسرها بسب تلك الدراما غير المسئولة والعبث بعقول المشاهدين ولكل هذه الاسباب كان لزاما على «السوق العربية» ان تضع هذا الملف الشائك والمهم على مكتب رئيس الوزراء لوقف نزيف الخراب والدمار الثقافى والفكرى الذى ينتظر المجتمع إذا لم يكن لنا وقفة بسبب ما يقدمه لنا صناع الدراما الرخيصة وذلك لكى نحافظ على ما تبقى لنا من ذاكرة الامة المحترمة التى شكلت تاريخ مصر رائدة الدراما بالوطن العربى منذ دخول التليفزيون فى اول الستنيات ومن قبلها السينما فمن يستطيع ان ينسى الناصر صلاح الدين او ذئاب الجبل وصراع فى المينا وغيرها من الاعمال التى جسدت الواقع كما هو دون إسفاف كفيلم حلاوة روح او كباريه او مسلسل مزاج الخير الذى صور المجتمع على انه يغرق فى تجارة المخدرات، والاغرب انه صنع منهم ابطالا وغيرها من الاعمال الدرامية الرخيصة اخذنا وجهة نظر الجميع المواطنين واهل الفن والنقاد ورئيس غرفة صناعة السينما الذى رفض التعليق.

المواطنون

يقول خالد عوض- طالب- ان اكثر شىء يلفت النظر فى الاعمال الدرامية فى هذه الفترة خاصة فى السينما هو تشابع الموضوعات فكلها رقص وإفيهات رخيصة وبلطجة وخمرا غاب عنها القيم التى تعلمنها من ابائنا وهى احترام الناس وللحقيقة لم تمت تلك الاعمال الى الواقع بشىء فيبدو ان القائمين على صناعة الدراما اصبح هدفهم الربح فقط دون مراعاة لاى قيم مجتمعية وبذلك يؤذون ابصارنا بتلك المشاهد الرخيصة.

وأكدت نسرين مصطفى مدرس مساعد بخدمة اجتماعية القاهرة ان فن المقاولات او اصحاب الضمائر الخربة للأسف هم الذين اصبحوا يشكلون وعى ووجدان المجتمع خاصة من هم فى المراحل العمرية الصغيرة، فلا شك ان نسبة البلطجة زادت فى الآونة الاخيرة ليس للظروف السياسية فقط بل لتبرير الفن تلك الاعمال ودائما ما يجسد هؤلاء البلطجية على انهم ضحايا مجتمع وأن انتهاك الحرمات التى وصلت الى حد زنى المحارم وشرب المسكرات علنا اصبح شيئا عاديا، بجانب قيام الدراما بتقديم اكبر خدمة لهؤلاء الخارجين على القانون عن طريق ما يسمى بالحبكة الدرامية وابراز واستعراض انواع جديدة من اساليب التحايل على القانون والافلات من العقاب والجريمة وتضليل العدالة.

واشار ناصف ذكرى الى ان الفن لم يصبح عين المجتمع ولا يجسد واقعه فنحن شعب مسلم محترم ولا يوجد ما يسمى بالفتنة الطائفية او الاختلاف الثقافى حسبما يرى بعض هؤلاء المنتجين وان السيدة المصرية هى الاكثر احترام بين نساء العالم واتساءل: اين الاعمال التى تجسد وتبرز دور عظماء التاريخ من هؤلاء السيدات ألم يعرفوا ان اول وزيرة عربية من مصر هى الدكتورة حكمت ابوزيد وكانت من محافظة اسيوط لكن يبدو ان هناك منهجا غير مبرر لإبراز هذه الانتهاكات لحقوق المرأة المصرية وتقديمها بهذه الصورة القبيحة من اسفاف ورقص وخيانة بسب هؤلاء المرتزقة واين دور الدولة والاجهزة الرقابية والرقابة على المصنفات ودور الازهر الشريف والكنيسة.

وشاركته ولاء محمود الرأى فى ان الفن الهابط هو سبب انتشار ظاهرة التحرش فى تلك الفترة بسب اللعب على وتر الغرائز لدى الشباب المراهق وتصوره للفتيات بانهن بهذه السهولة وان لديهم رغبة فى الانحراف دون وازع من ضمير، ونطالب الدولة بإعادة النظر فى الاعمال الفنية التى سوف تتناول مثل هذه الاعمال لإحكام القبضة عليهم حتى لا يتسنى للمرضى من هؤلاء الشباب الاقدام على مثل تلك الافعال التى تسىء للفتاة المصرية وتشوه صورتها وللاسف بسبب ظلم الفن والدراما الرخيصة فبدلا من التقويم واعادة التأهيل لسلوكيات المجتمع والشباب ومعالجة المشكلات اتجهنا الى التبرير وتأكيد تلك السلوكيات والتعامل معها على انها امر واقع، وهى تتنافى مع الاداب العامة للمصريين.

وفى تصريحات خاصة للسوق العربية كان لابد من استعراض آراء أهل الفن، حيث اكد الفنان سليمان عيد ان الدراما تؤثر على المجتمع فهى تساهم فى تشكيل وعى الأجيال القادمة واقول لصناع الدراما غير المؤهلين كفى جشعا واتقوا الله فى الشعب ولابد من اعادة دور الدولة فى الانتاج الدرامى حتى يتم احكام الرقابة على نوعية الفن التى تقدم للمجتمع ونحن نعذرهم احيانا لانهم اصحاب رءوس أموال.

واشار عيد الى ان غياب دور المسرح الثقافى والتعليمى بمصر بسبب الحالة الاقتصادية التى تمر بها البلاد بجانب اهمال اهل الفن، حيث كان هدفنا الوحيد من المسرح هو جذب السياح العرب حيث اصبح المسرح عبارة عن نكتة ورقصة مع غياب الرسالة والمضمون فالمسارح بالدول المتقدمة هى مسارح تعليمية متوافر بها جميع الامكانات حيث من الممكن ان تجد حربا كاملة على المسرح او انفجار خزان مياه فى تجسيد فنى واقعى، وأتمنى ان تصل رسالتى عن طريق منبركم المحترم الى المسئولين حتى نضمن ان نصنع دراما نظيفة للمجتمع. وأعرب الكاتب والسيناريست بلال فضل عن حزنه لما آل اليه الوضع فى الدراما بسبب بعض صناعها وصرح بان الفن يؤثر بقوة على المجتمع وهناك تقليد من الشباب لهؤلاء الفنانين الذين اصبح لهم دور سلبى وليس ايجابيا واننا لسنا بهذه الوحشية او الدرجة التى يجسدوننا عليها ويجب اعادة دور الرقابة للمتابعة والسيطرة على ما يقدم من اعمال لانه ليس للمشاهد سلطة فى ذلك سوى انه متلقٍ، واعادة انتاج الدولة.

واكدت الفنانة رجاء الجداوى ان الانتاج هذا العام اقل من العام الماضى من الاعمال الدرامية مقارنة بالظروف الاقتصادية التى مرت بها البلاد، وانها تتمنى مزيدا من الاعمال التى تخدم قضايا المجتمع. كما اشارت الفنانة سميرة احمد الى انه يجب رؤية الاعمال الفنية المعروضة جيدا ثم الحكم عليها وانتقادها سلبا او ايجابا.

كما صرح المخرج التليفزيونى ايمن متولى بأن الفن هو الرسالة الباقية التى توثر فى تكوين شخصية المجتمع ويجب علينا ان نتذكر بعض الاعمال الفنية التى غيرت فى السياسة العامة للدول وأنشئ على اثرها قوانين، وهناك اعمال رصدت الواقع وسبقت الاحداث مثل فيلم «عايز حقى» وعقبها مباشرة اصدرت الحكومة قانون الصكوك للملكية العامة واكد متولى انه يجب على جهاز مدينة الانتاج الاعلامى وقطاع الانتاج بالتليفزيون اعادة دوره الريادى فى الانتاج للاعمال المميزة مثلما كان يحدث اواخر التسعينيات، ودخول غير المؤهلين الانتاج اثر على الذوق العام المصرى من استقراء الاحداث ومعطيات الفن التى انحصرت فى الجنس والمخدرات وهنا يأتى دور الرقابة على المصنفات ونقابة المهن التمثيلية فى استقطاع غير ذوى الخبرة فى ممارسة رسالة الفن والتحرى عن الوافدين جيدا لأن العادات والتقاليد تختلف باختلاف المجتمعات.

وللناقدة القديرة ماجدة خيرالله رأى مختلف حيث صرحت بأن السبب الحقيقى وراء ازمة الدراما فى مصر هو ان الفن هو الذى يتأثر بالمجتمع وليس العكس بمعنى ان الصورة العامة حينما تكون هى الفوضى سوف تجد هذا بوضوح فى الاعمال الفنية، فمثلا لو هناك فساد فى رجال الاعمال او المسئولين هو الواقع السائد والمنتشر فمن المؤكد انه سوف يظهر ذلك بقوة فى الاعمال الفنية لان الفن يأخذ من الواقع المحيط به ويتفاعل معه ولذلك يجب تغيير الواقع اولا عن طريق حل المشكلات فبدلا من الاستياء من عرض الاعمال الخاصة باطفال الشوارع او التحرش يجب القضاء عليهم اولا ثم نسعى للوصول الى مجتمع افضل.

واضاف الشاعر الغنائى عماد عبيد ان قضية تأثير الفن من عدمه على المجتمع ترجع الى ازمة الضمير فيما يكتب ثم يتم انتاجه وعرضه فهى منظومة فيجب على كل شخص مشترك فيها ان يراعى ضميره فيما يصنع من اعمال يراها غيرة فيحسب عليها وعلى الاسرة مراقبة الاعمال الفنية التى يشاهدها الابناء عن طريق المنع من المشاهدة او اعادة تصحيح المفاهيم والرسائل التى تحتويها تلك الاعمال قد تتنفى مع اخلاقيتنا وليس صحيحا ان المرأة المصرية هى سيدة فراش او المجتمع اصبح تجار مخدرات فحسبى الله ونعم الوكيل فى هؤلاء.

المسئولون

الامانة المهنية تقضى المكاشفة حيث اتصلنا بمنير الشافعى رئيس جهاز صناعة السينما لأخذ رأيه كواحد من مسئولى هذه الصناعة فى مصر ففضل عدم التواصل والتعليق.

و يبقى فى النهاية الحكم للقارئ.