بعد مشاركة السيسى فى الماراثون.. المواطنــون يرحبــون بالفـكــرة.. والأهــالى يبحثـــون عــن «دراجــة السيســـى»
تعد مشاركة المشير عبد الفتاح السيسى بماراثون الدراجات فى الايام الماضية بمثابة الترجمة الحرفية لما نادى به مرارا من استنهاض للقوة الذاتية للمصريين وبناء الدولة بالمشاركة من كل اطياف الشعب وان كانت الفكرة فى غاية الروعة من الناحية النظرية ويزيدها جمالا مشاركته الفعلية فى الحدث، الا ان الواقع العملى له صعوبته سواء على مستوى عادات بعض المواطنين السلبية طيلة العقود الاخيرة او على مستوى التطبيق العملى فى الشوارع غير الممهدة فى كثير من المناطق، اضافة الى الفوضى المرورية التى كثيرا ما نعانى منها حتى فى اكبر الميادين.
حول مدى استجابة المواطن المصرى لدعوة السيسى لركوب الدراجات كان لـ«السوق العربية المشتركة» هذا التحقيق.
يؤكد عبد العاطى محمود- تاجر دراجات- على زيادة نسبة الاقبال منذ ماراثون الدراجات الذى افتتحه عبد الفتاح السيسى خاصة فئة الاطفال والشباب التى بلغت 70% وان العملاء يسألون عن دراجة السيسى وان كانت لا توجد دراجة بهذا الاسم الا انها شبيهة بماركة «النيجر» الصينية ويبلغ سعرها 900 جنيه واشاد عبد العاطى بفكرة ركوب العجل بدلا عن السيارات واعتبرها فاتحة خير لهم كتجار وصحية للمواطنين وانه قام بزيادة المعروض من الدراجات منذ تلك الدعوة لتلبية زيادة اقبال الجماهير وان كان الكثير منهم يقف عاجزا عن الشراء لارتفاع الاسعار فدراجة الطفل تبدأ من 300 جنيه فى حين تصل دراجة الشاب الى 1000 جنيه.
قال احمد شعبان- تاجر دراجات بالعتبة- متذمرا من كثرة سؤال الزبائن عن دراجة السيسى بدون شراء: احنا شعب كسول وماينفعش معاه العجل وان حب يركب عجلة عايزها ببلاش فعجلة السيسى اللى ركبها فى الماراثون بـ 45 ألف جنيه وتقليدها الصينى بنبعها بـ900 جنيه والناس معندهاش فلوس تشترى.
فى حين زادت نسبة الاقبال الى 40% فى معرض متخصص لدراجات الاطفال تمتلكه عزة احمد- تاجر دراجات- منذ دعوة السيسى على الرغم من توقيت الدعوة المواكب لامتحانات الثانوية العامة والمتعارف عنه ضعف الاقبال فى هذه الفترة، وتراوحت اسعار الدراجات بالمعرض من 200 جنيه الى 400 جنيه حسب عمر الطفل وبنيته الجسمانية.
ارجع خالد محمد- تاجر دراجات بفيصل- زيادة نسبة الاقبال فى الوقت الحالى على الدراجات لانتهاء الدراسة وزيادة اقبال الاطفال من كل عام فى مثل هذا التوقيت كموسم للبيع وقلل من تأثير دعوة السيسى على المواطنين وفقا لما تسجله حركة المبيعات بالمعرض.
وعن امكانية استبدال ركوب السيارة بالدراجة قال مصطفى الزواوى- تاجر قطع غيار- ياريت كل الناس تركب عجل للتوفير وفى نفس الوقت رياضة وعادة صحية وانا شخصيا من المنصورة وعندى هناك عجلة بركبها فى المدينة وباستخدم العربية فى السفر لان طبعا العجلة ماتنفعش.
على عكس ذلك قال محمد ابو الليل- شاب فى العشرينات- انا ماينفعش اركب عجلة ولا حتى موتوسيكل فاللى بيركب عربية صعب يستبدلها بعجلة اما اللى بيركب عجلة فممكن يركب عربية، وعما اذا كان ذلك حلا لمسألة الوقود اضاف ابوالليل انا ممكن اركب عجلة فى حالة تطبيق ذلك على الشعب كله وفى الشتاء فقط لان الصيف صعب جدا لان الحديث عن ركوب العجل سهل وممتع اما التطبيق على ارض الواقع فصعب للغاية.
«هتخربوا بيتنا بموضوع العجل ده» كان رد فعل سمير فتيحة- سايس سيارات بميدان العتبة واحد المسجلين التأبين تحت اشراف ضباط قسم العتبة- كما يدعى لاعتبار ركوب الدراجات ستؤثر سلبا على دخله من تنظيم ركن السيارت بميدان العتبة الا انه سرعان ما بدل خوفه سعادة عندما علم بامكانية تنظيم الدراجات مثل السيارات والحصول على مقابل قد يزيد على السيارت نظرا لصغر الحيز الذى تستخدمه الدراجة مقارنة بالسيارة.
وعن امكانية ركوب السيدات للدراجة قالت هيام الشربينى- ربة منزل- ماينفعشى دلوقتى وفى مثل هذه السن اركب عجلة لان طول عمرى مركبتهاش لكن لو فى شبابى كنت هركبها واروح بيها الجامعة كمان وادعو بنات الجامعة لركوب العجل لكن احقاقا للحق- والحديث لهيام- لابد قبل ذلك من عمل مسار خاص فى الشوارع للدراجات لان الشوارع بمثل هذا الوضع لا تصلح لسير الولد او البنت بعجلة سواء من ناحية الشوارع غير الممهدة او الزحام الشديد وعدم الالتزام بقواعد المرور من قبل قائدى السيارات بصفة عامة ناهيك عن زيادة حالة التحرش حال ركوب البنات الدراجة فى مثل هذه الظروف.
كما رحب سيد برعى- مترجم- باستبدال سيارته بدراجة على غرار دول العالم المتقدمة ضاربا مثالا بهولندا واستخدام الكثير من اغنيائها واصحاب المراكز المرموقة للدراجات والمترو بديلا لسياراتهم فى الذهاب للعمل الا ان حالة الفوضى المرورية التى اعتاد عليها الشعب المصرى وعدم الالتزام الصارم بقواعد المرور اضافة الى الشوارع غير الممهدة بالقدر الكافى تظل عائقا امام امكانية تطبيق فكرة ركوب الدراجات فى مصر ناهيك عن امكانية سرقة الدراجة بكل سهولة.
وطالب برعى المسئولين بحارات منفصلة لسير الدراجات فى الشوارع وتوفير الامن بدرجة كافة تسمح باحساس المواطن بعدم الخوف على نفسه من ناحية وعلى سرقة دراجته من ناحية اخرى كما طالب بموقف خاص بالدراجات اذا كانت هناك نية حقيقية للعمل على استجابة الناس لركوب الدراجات قائلا انا لا آمن على نفسى او اولادى من السير على اقدامى فى شارع فيصل الرئيسى لسير السيارات العكسى اضافة للتكاتك فكيف اركب عجلة.