قال السفير عفيفى عبد الوهاب سفير مصر بالمملكة العربية السعودية أن الاستعدادت للانتخابات الرئاسية محل أهتمام من الجميع تنفيذاً وتأكيداً لاستمرار سير خارطة الطريق فى مسارها الصحيح وأوضح أن هناك مجموعة من الدبلوماسيين يساعدونهم فى ذلك كما أن هناك تعاونا مع الأشقاء فى المملكة العربية السعودية فى ذلك، وأكد أن الدبلوماسية المصرية فى كل مكان تتعامل بحيادية وشفافية، موضحاً أن الجالية المصرية بالسعودية تبلغ 2 مليون مصرى كما أن الإستثمارات المصرية تبلغ نحو 2 مليار دولار وقال إن الجالية المصرية بالسعودية تعتبر أكبر جالية فى الخارج لمصر مشدداً على أن القوانين بالمملكة صارمة وتطبق على الجميع بكل عدالة ومساواة وأوضح سفير مصر بالسعودية فى حواره لجريدة «السوق العربية المشتركة» أن التعاون بين البلدين يسير على قدم وساق وعلى كافة المستويات وعلى أعلى مستوى والمواقف متطابقة تماماً.. وإلى نص الحوار

■ فى البداية نود القاء الضوء على استعدادات سفارتنا بالمملكة للانتخابات الرئاسية؟

- الاستعداد للانتخابات الرئاسية يشكل محل الاهتمام من الجميع حاليا خاصة ان الكل يركز جهده واهتمامه فى تنفيذ ثانى استحققات خارطة الطريق وهو الاستحقاق الاهم لدى الجميع وهو الانتخابات الرئاسية، ونطمئن الجميع ان مصر توفر لنا كل الادوات والامكانيات لعقد هذه الانتخابات فى اجواء مناسبة تماما وبكل سهولة ويسر على الناخب المصرى.

ومثلما تحقق فى الاستفتاءين السابقين سواء عام 2013 وهذا العام فيما يخص الاستفتاء على الدستور لذا من الان فصاعدا نتخذ الاجراءات اللازمة لتوفير مناخ مناسب لعملية انتخابية تكون على اعلى مستوى وبما يعكس اهتمامنا بهذه الانتخابات ونؤكد أن دورنا هو دور القاضى الذى يلتزم بكل شفافية وكل حيادية وموضوعية ونزاهة تامة لاخراج هذه الانتخابات على اعلى مستوى كسابقاتها خاصة من الاستفتاءين الاخيرين.

ويساعدنا فى هذا الاطار مجموعة من الدبلوماسيين المتوقع وصولهم للمملكة يوم 13 مايو الجارى والجميع يعلم ان الانتخبات ستبدأ يوم 15 وعلى مدى 4 ايام، ومجموعة كبيرة من الملاحق الاداريين الى جانب 12 دبلوماسيا.

وهناك تعاون مع الاشقاء فى المملكة ان نفتح مقار فى بعض المدن الرئيسية التى يتواجد فيها عدد كبير من المصريين خاصة أن الجميع يعلم ان هناك 2 مليون مصرى يقيمون على ارض المملكة بما يشكل اكبر كتلة انتخابية مصرية فى الخارج ووفقا لقاعدة بيانات تسجيل الناخبين تعتبر لجنة الرياض اكبر لجنة انتخابية لمصر على مستوى الداخل والخارج وكان عدد الناخبين المسجلين على قاعدة اللجنة العليا للانتخابات فيما يتعلق بالانتخابات السابقة اكثر من 280 الف ناخب من 640 الف على مستوى العالم اجمع بما يمثل اكثر من 40 فى المائة.

لذا كان سعينا لفتح مقار انتخابية اخرى فى المناطق التى بها أعداد كبيرة من المصريين مثلا بالنسبة للمنطقة الشرقية فى الدمام وفى القصيم «البريدة» فهى منطقة كبيرة جدا وبها 13 محافظة بها عدد كبير من المصريين، والمدينة المنورة وتبوك وابها ولكن قوبل طلبنا من الجهات المعنية بالاعتذار عن تحقق هذه الرغبة وبالتالى يكون مثل الانتخابات السابقة ستكون هناك لجنتان للانتخابات المصرية الاولى فى الرياض بالسفارة المصرية والاخرى فى جدة فى القنصلية العامة لمصر.

وداخل اللجنة الرئيسية هناك عدة لجان فرعية وسابقا اقمنا 13 لجنة وسيتم انشاء خيمة كبيرة فيها لجان فرعية وهناك لجان للعائلات واخرى للسيدات ونخصص خيمة للشكاوى من المواطنين وتوفير وسائل الراحة والتكيفات وكذلك ستقوم احدى الشركات بعمل مظلة بطول فناء السفارة الخارجي لحماية الناخبين من حرارة الشمس وتكييفات جانبية لتيسير العملية الانتخابية وفى ذات الوقت نطالب بالتزام الناخبين بواجباتهم لتوفير مناخ مناسب تماما لهذه الانتخابات. ونأمل ان تسير الامور بشكل ممتاز قياسا على ما تحقق سابقا.

■ هل سيتم التصويت الكترونيا؟

- وفقا للنظام الجديد لا يقتضى الامر سابق تسجيل الناخب فى اى مكان على قاعدة البيانات الخاصة باللجنة العليا للانتخابات، وطالما استخرج بطاقة الرقم القومى قبل الاعلان عن الانتخابات الرئاسية فله الحق فى التصويت فى اى لجنة كانت ونحن بانتظار الاجهزة التى تحقق الربط بين لجنة الانتخابات فى السفارة مع اللجنة فى جدة مع اللجنة العليا للانتخابات بحيث يتم التصويت بالنظام الجديد، ومجموعة الدبلوماسييين الذين سيصلون قريب قد تلقوا تدريبات على ادارة هذا الموضع.

■ هل يعنى يضمن ذلك عدم التزييف؟

- نؤكد أن التزييف لن يكون موجودا بالمرة ونؤكد اننا ندير الموضوع بكل شفافية وموضوعية ونزاهة تامة ونتعامل بضمير القاضى واعتبر نفسى أننى رئيس اللجنة والقاضى الذى يديرها والزملاء معى يتمتعون بنفس الروح تماما.

■ هل تتوقع اعمال عنف؟

- مثل الانتخابات السابقة والاستفتاء على الدستور هذا الموضوع تحت السيطرة ويتم بالتنسيق مع السلطات السعودية المعنية التى تؤمن مقار اللجنة الانتخابية هنا او فى جدة وننبه على الجميع الالتزام بكل ما يقتضيه الموقف من هدوء وانضباط وضبط الانفعالات وهناك استجابة من الناخبين ولم يتم رصد الخروج عن الموقف فى الاستحقاقات السابقة ونأمل ان تتم الانتخاباتت بشكل هادئ.

■ هل اجراء الانتخابات الرئاسية سيضفى المزيد من الاستقرار على اوضاع الجالية؟

- لاشك أن أى استحقاق من استحقاقات خارطة الطريق يتم تنفيذه من شأنه أن يبعث المزيد من الطمأنينة على المواطن المصرى الذى يحمل هم بلده اينما كان والجالية هنا تعلق امالا كبيرة على هذا الاستحقاق المرتقب ليكون دعامة اساسية ورئيسة وكبيرة فى تحقيق الامن والامان والاستقرار فى مصر وهذا بدوره سينعكس ايضا على الاشقاء فى المملكة الذين يعتبرون ان أمن مصر هو من أمن المملكة وان مصر هى الظهير والعمق الاستراتيجى للمملكة والعكس، كما يبعث ذلك بالمزيد من الطمأنينة على المستثمر السعودى سواء من لديه استثمارات حالية او من ينوى فى المستقبل واعلم ان هناك العديد من المستثمرين لديهم رغبة لدخول مصر بمجال الاستثمار الفترة القادمة لكن ينتظر المزيد من الاستقرار وان تكون هناك حكومة وبرلمان جديد وقبل ذلك رئيس لمصر كعامل اساسى لارساء دعائم الامن والامان والاستقرار فى مصر.

■ ماذا عن اوضاع الجالية المصرية؟

- تعد الجالية المصرية بالمملكة هى اكبر جالية فى الخارج لمصر ووفق التقديرات يتراوحون بين 1.8 و2 مليون فى كل انحاء المملكة فى كل مكان وفى كافة القطاعات ومن خلال لقاءاتى المتعددة مع المسئولين السعوديين فى كافة المجالات القى منهم كل تقدير لما تقوم به لجالية المصرية من المساهمة الواضحة فى مسيرة التنمية فى المملكة منذ سنوات عديدة وحتى الآن الاهم انهم يصفون الجالية بالالتزام والانضباط واحترام النظم وقوانين المملكة وانها تعد رغم عددها الكبير اقل الجاليات الاجنبية المتواجدة على ارض المملكة اثارة للمشاكل.

■ هل يرجع ذلك لقوانين المملكة العربية السعودية؟

- ليس هناك مظاهرات لا من المصريين ولا غيرهم وبالفعل القوانين هنا صارمة وتطبق على الجميع بكل عدالة ومساواة، لكن معروف عن المصرى حينما يسافر خارج بلده يلتزم تماما بقوانين الدولة التى يعمل بها لانه يركز كل جهده واهتمامه على لقمة عيشه وبالتالى المصريون هنا كل همهم التركيز على ابراز كفاءتهم وهناك اقبال على العمالة المصرية دائما لاحلالها محل العمالة الاسيوية التى خرجت من المملكة فى اطار سياستها لتوفيق اوضاع العمالة بها وهناك اتجاه لأن تحل العمالة المصرية محل جزء كبير من العمالة التى تم الاستغناء عنها وخرجت من المملكة.

■ ماذا عن الاستثمارات المصرية على ارض المملكة؟

- هناك استثمارات مصرية على ارض المملكة لكن حجمها ليس بنفس قدر الاستثمارات السعودية فى مصر لكن اعتقد ان هذا الى حد ما معقولا ويبلغ 2 مليار دولار فى مشروعات عديدة منها مشروعات ثلاثية مصرية سعودية مع جنسيات اخرى ولا يوجد مجال الا وفيه استثمار مشترك.

■ التعاون بين مصر والمملكة خاصة فى مكافحة الارهاب؟

- التعاون بين البلدين يسير على قدم وساق وعلى كافة المستويات وعلى اعلى مستوى والمواقف متطابقة تماما، واشير هنا الى الامر الملكى الذى صدر ويتوافق تماما مع الموقف المصرى باعتبار جماعة الاخوان المسلمين ضمن مجموعات اخرى انها جماعة ارهابية، والتعاون قائم بين البلدين، ونؤكد للجميع ان مصر تفتح ابوابها لتدفق المزيد من الاستثمارات لمصر.

■ الدبلوماسية والاخونة؟

- الدبلوماسيون المصريون فى كل مكان وفى كل موقف وأنهم ادوات لبلدهم وهم رجال دولة هدفهم الاساسى المحافظة على المصالح المصرية والدفاع عنها فى كل مكان وبالتالى مثلهم مثل رجال القوات المسلحة يتحلون بكل الحيادية والموضوعية التى تصب أساسا فى تحقيق اهداف السياسة الخارجية المصرية فى الخا رج بغض النظر عن من يحكم مصر وغير قابلة للاخونة ولا لغير الاخونة ولا التلون، فهناك ثوابت تتعلق اساسا بالمصلحة المصرية والامن القومى المصرى والتى هى من ثوابت الدولة المصرية منذ نشأتها التاريخية وحتى الآن ونحن مثلنا مثل القوات المسلحة المصرية نتحلى بكل الالتزام والاضباط لتحقيق اهداف السياسة الخارجية المصرية وحتى نحافظ على وضع مصر فى الخارج باعتبارها القائدة والرائدة، وملء الفراغ الذى سعى الكثيرون لحل محلها فلن يستطيع احد ذلك لانها معلم الجميع وصانعة التاريخ.

■ بسبب من ينتمون للاخوان من الجالية المصرية هل هناك مشاكل ؟

- بعد صدور الامر الملكى باعتبار ان جماعة الاخوان المسلمين هي جماعة ارهابية ضمن جماعت اخرى مثل داعش وجبهة النصرة وحزب الله فى الجزيرة اؤكد انه حتى لو كانت هناك عناصر من هذا الاتجاه او غيره الا ان الجميع يلتزم التزاما حرفيا بالأمر الملكى والقوانين له مدركين ان العقوبات ستكون شديدة للغاية للخارجين على القانون.