أكد أحمد موافى مدير الإدارة العامة لمباحث التموين أن قضية الدعم وتوصيله لمستحقيه مثارة منذ 50 عاماً وهى معادلة صعبة. وقال إن الدعم السائب يعلم السرقة ويجب ألا نحمل الحكومة العبء كله وحدها. وطالب بإنشاء هيئة مستقلة عن وزارة البترول لضمان وصول دعم المواد البترولية لمستحقيه. وأشار أحمد موافى فى حوار خاص لـ«السوق العربية» إلى أن قانون الغش التجارى الحالى هزيل وسنقدم مقترحات لتطويره لمجلس الشعب القادم.

طالبت بإنشاء هيئة مستقلة عن وزارة البترول لضمان وصول دعم المواد البترولية لمستحقيه

● ما مهمة مباحث التموين الاساسية فيما يتعلق بالاسواق ومراقبتها ؟

- كل السلع المدعمة من مواد بترولية متمثلة فى السولار والبنزين بوتاجاز وقمح ودقيق وايضا مراقبة المخابز والمطاحن لكى يصل الخبز صالحا للاستخدام للمستهلك فكلها سلع تموينية مدعمة ولابد من الحفاظ عليها وحمايتها من التهريب للسوق السوداء والمواد التموينية التى توضع على البطاقات التمونية وحمايتها من التلاعب والغش وحماية السلع التى تدعمها الدولة وتفرض عليها اسعارا محددة والحفاظ على 140 مليار جنيه المخصصة للدعم وأيضا حماية السوق من السلع مجهولة المصدر والمغشوشة التى تضر بالصحة العامة للانسان وحماية الملكية الفكرية فنحن فى مطاردة مستمرة مع لصوص الدعم ومراقبة الاسمدة والمبيدات والأعلاف.

● توصيل الدعم لمستحقيه قضية مثارة الان فكيف تنظرون لها؟

- توصيل الدعم لمستحقيه موضوع كبير ومنذ 50 سنة ونحن عندما نتحدث عن هذه المشكلة فهى معادلة صعبة لان الدعم ليس مجرد دعم للخبز فقط فهناك 110 مليارات جنيه دعم للمواد البترولية وحدها ونطرح التساؤل: من يستحق ذلك الدعم؟ هل يجوز الدعم لشركات الاتصالات والشركات السياحية أم للمزارع والمواطن البسيط؟ وهل يجوز لكل من هب ودب أن يتاجر فى المواد البترولية؟والان توجد اجتماعات فى على كافة المستويات بهدف ايجاد آلية لتوصيل الدعم لمستحقيه الحقيقيين وتوصيل السلع المدعمة للمستحقين وتم عمل مجهودات كبيرة فى كل سلعة بالنسبة للخبز فتوجد عدة مراحل بداية من المطاحن حتى المخبز فتم تحرير سعر الدقيق حتى نقضى على تهريبه للسوق السوداء.

● ما دور مؤسسة الرئاسة لتوصيل خبز مدعم صالح للاستخدام الادمى للمواطن؟

- موضوع تكلفة انتاج الخبز موضوع لم يتطرق له أحد من قبل منذ فترة وايضا تخزين القمح فى صوامع بدلا من الشون لحماية القمح من الاهدار فلابد من تكامل المنظومة ككل حتى تستطيع الدولة تقديم خدمة متميزة للمواطن وتوفر له خبزا صالحا للاستخدام الادمى.

● هل مباحث التموين تقوم بمراقبة المنتج النهائى للخبز أم تراقب كل المراحل التى تمر بها العملية الانتاجية؟

- نحن نراقب كل المراحل التى تمر بها العملية الانتاجية للخبز من بداية تسليم القمح للمطاحن حتى يصل لفم المستهلك لكن حتى الان المنظومة لم تتبلور فى صيغة نهائية ولكن اتخذت خطوات جادة فى عملية تحرير الدقيق والقمح بحيث أصبح صاحب المطحن يحصل على القمح بالسعر الحر فلابد أن يسلم الدقيق نظيفا مطابقا للمواصفات لصاحب المخبز وايضا صاحب المخبز يحصل على الدقيق بالسعر الحر وبذلك سيتم القضاء على عملية تهريب الدقيق وتقوم مباحث التموين بمراقبة 18 ألف مخبز لانتاج الخبز المدعم وايضا الخبز الطباقى يوجد ألف مخبز غير مرخص تسمى مخابز سياحية تنتج الخبز الطباقى.

● فكرة انشاء المخابز العملاقة ما رأيك فيها؟

- هى فكرة ناجحة لانتاج خبز جيد ومدعم وقام الدكتور عبد الخالق جودة وزير التموين السابق بتفعيل وتنفذ العديد منها فى مناطق مختلفة وهذه المخابز تنتج مليون رغيف يوميا بالمواصفات القياسية وايضا يتميز الرغيف بنظافة وجودة عالية.

● فى تصريح سابق قلت إن الدعم السائب يؤدى للسرقة ماذا تقصد بذلك؟

- هذا وضع طبيعى لان المال السائب يؤدى لذلك، وحقيقى الدعم سائب فعلا والحكومة عبارة عن مجموعة موظفين فى الشركات للاستلام أو موردين وغير ذلك ويجب علينا ألا نحمل العبء كله على الحكومة.

● هل هذا يعنى أن موظفى الحكومة هم الذين يتلاعبون بالدعم؟

- لو نظرنا من حولنا نجد أن الكل يتلاعب بقوت الغلابة فالمورد مثلا فى حالة احتياج الوزارة سلعة الارز فيتم عمل مناقصة وتوضع مواصفات جيدة ولكن للاسف لا تطبق المكتوب على الورق هذا شىء منظم وجميل لكنه على الورق فقط. فمثلا عملية توزيع المواد البترولية نجد فاسدين ومستفيدين من الدعم ولكن تم عمل منظومة متكاملة لتوزيع المواد البترولية وطالبت بانشاء هيئة مستقلة عن وزارة البترول لاستلام البترول لضمان وصول دعم المواد البترولية.

● لماذا أصبحت ظاهرة التعدى على قوت الغلابة شيئا سهلا؟

- نعم لان اسهل حاجة للتربح هو الدعم وعمل مصالح مع الدولة ومع بعض الموظفين الفاسدين داخل الحكومة لكى يتربح من خلالها وليس معنى كلامى أن كل الموظفين فاسدون ولكن يوجد موظفون نظيفو الايدى لكن للاسف ظروف الحياة جعلت أناسا كثيرين ينسون ضمائرهم ومبادئهم .

● هل مباحث التموين لها دور فى الرقابة على المواصفات القياسية للمنتج؟

- أكيد لنا دور فى الرقابة على المواصفات النهائية للمنتج حتى يصل للمستهلك صالحا للاستخدام ففى حالة بيع الدقيق بسعره الحر لصاحب المخبز ذلك سيجبر صاحب المخبز على انتاج خبز نظيف صالح للاستعمال الادمى وفى حالة عدم مطابقة الخبز للمواصفات القياسية فيتم عدم استلام الخبز منه وتحرير سعر الدقيق سيقلل عمليات التهريب.

● بالنسبة لمحتكرى السلع فى الاسوق ما دور مباحث التموين فى مكافحة عملية الاحتكار ؟

- لابد من تفعيل قانون الاحتكار بشدة ومحاسبة المحتكرين ونحن نتدخل لحماية الاسوق وهى عملية صعبة وإذا لم تتحقق ويترك المحتكر يتلاعب كما شاء سيكون محدودو الدخل هم الضحية ونحن نحاول احكام الرقابة على السوق ومباحث التموين سيف مسلط على رقاب من يحاول التلاعب بقوت الغلابة وهناك جهود مكثفة لضبط المخالفات فى النهاية فى حالة تواجد الضمير اليقظ ستنتهى كل قضايا الاحتكار والمخالفات.

● ما دوركم فى حماية السلع التى يتم تهريبها لغزة وغيرها من الدول؟

- التهريب لا نستطيع أن نقضى عليه نهائيا وللاسف السواحل وكل المداخل مفتوحة والتهريب يكون عن طريق شمال سيناء والعريش ويتم تهريب مواد بترولية وسلع تموينية وغيرها من السلع.. والعالم كله يعانى من تهريب السلع فأوروبا لا تستطيع أن تقضى على تهريب السفن الصينية لها ومصر من الدول الكبيرة وليس عليها سور يحميها من تهريب السلع منها او دخول سلع مجهولة المصدر نحن نقوم بجهود ضخمة لمنع التهريب وضبط المخالفات وتم ضبط مصنع داخل مسجد بمنطقة المرج لتصنيع قطع غيار السيارات .

● كيف نقضى على السوق السوداء؟

- السلع عبارة عن عرض وطلب ويقوم اصحاب النفوذ الضعيفة بسرقة السلع المدعمة وبيعها فى السوق السوداء والسلع التى تتدخل الدولة وتدعمها هى التى تفرض عليها سعرا محددا فمثلا الخبز تكلفته على الدولة 40 قرشا وتبيعه للمستهلك بـ5 قروش فالدولة هى التى لها الحق فى التسعير عندما تدفع من جيبها لدعم السلع ومن حقها أن تنظم السلع حتى لا نخلق سوقا سوداء والسلعة التى لها اكثر من سعر فى السوق يؤدى لوجود السوق السوداء.

● بالنسبة للازمات المتكررة للمواد البترولية هل هى ازمات حقيقية أم مختلقة؟

- هذه المشكلة لها شقان الاول هو سوء توزيع أما الثانى فيتمثل فى قلة المنتج ولكن فى الفترة الاخيرة تم ضخ كميات ضخمة من المواد البترولية فى السوق بالاضافة للدور الذى تقوم به مؤسسة الرئاسة فتم انشاء لجنة فى كل المحافظات لمناقشة توزيع المواد البترولية وتوصيل الدعم لمستحقيه ويوجد دراسات عديدة فى ذلك المجال ولكن لم ننته منها بعد وللاسف الاعلام يردد اشاعات عن وجود لهو خفى يقوم بشراء البنزين والقائه فى الصحراء لاحداث ازمة كل ذلك كلام لا صحة له ونحن نستورد 45 % من استهلاكنا من السولار و30% من البنزين و55% من البوتاجاز.. فمصر دولة مستهلكة وليس منتجة وتتكرر الازمات بسبب أن الدول المصدرة قبل الثورة كانت تحصل على رسوم الاستيراد بطرق الدفع الاجل لكن بعد الثورة أصبحت الدول تحصل على المبالغ فوريا وهذا مما أدى إلى زيادة العبء على الدولة. وتعتبر مصر من اكبر الدول المستهلكة سواء فى المواد الغذائية أو البترولية وليس لدينا ثقافة الترشيد ففى الدول الاوربية تنتشر الدراجات والموتوسيكلات ويوجد الطرق المخصصة لهما لكن لو نظرنا على كوبرى اكتوبر وقت الذروة تجد أن الكوبرى مزدحم بالسيارات وكثير منها لا يوجد بها غير فرد واحد بالاضافة لكثرة تواجد التوتوك فساعد على الازمة ايضا وليس معنى كلامى هذا أننى انتمى للاخوان ولكن انا مع الدولة وحل مشاكلنا فى أيدينا.

● هل توافق على رفع الدعم عن بنزين 92 و95؟

- أنا مع أى اقتراح ينظم عملية الاستهلاك ولكن فى البداية لابد من عمل هيئة مستقلة عن وزارة البترول لتوزيع المواد البترولية وكيفية وصولها لمن يستحق ومن الضرورى وضع معايير وضوابط لها حتى لا تفشل كما حدث فى دولة ايران اعطت سائقى التاكسى كميات من البنزين على كوبون ثم استغلوها وباعوها فى السوق السوداء فلابد من دراسات جيدة ومتأنية لكل السلع المدعمة.