أنور عبدالغنى الصهرجتى رئيس جهاز التمثيل التجارى: تقديم بعض الدول شكاوى بمكاتب التمثيل التجارى شائعة لا صحة لها
فى عام 1957 نشأ جهاز التمثيل التجارى المصرى وكان يتبع وزارة الخارجية وحيث إن دوره اقتصادى تم نقل تبعيته إلى وزارة الاقتصاد لأن الهدف الأكبر من إنشائه هو نقل متطلبات الأسواق الخارجية إلى مجتمع الأعمال المصرى وجذب الاستثمارات الأجنبية، ويعد «التمثيل التجارى» بوابة مصر التجارية على الأسواق فى دول العالم وتساهم مكاتبه فى زيادة الصادرات المصرية إلى دول العالم.. ونظراً لكثرة الاضطرابات التى شهدتها مصر عقب ثورة يناير حدثت بعض الاضطرابات الفئوية عن العمل كان لها تأثير كبير على الاقتصاد المصرى داخلياً وخارجياً أبرزتها أزمة عمال «ميناء السويس». هذه الاضطرابات بدورها ساهمت فى انتشار شائعات تفيد بقيام بعض الدول بتقديم شكاوى لمكابت التمثيل التجارى بعدم التزام الطرف المصرى بتنفيذ اتفاقياته مع مصر. وقد التقت «السوق العربية المشتركة» الأستاذ أنور عبدالغنى الصهرجتى رئيس جهاز التمثيل التجارى بوزارة الصناعة والتجارة الخارجية حيث أكد أنه لا صحة لما تردد عن تقديم شكاوى بمكاتب التمثيل التجارى تفيد بعدم التزام الطرف المصرى بتنفيذ بنود تعاقداته معها. موضحاً أنه بالفعل يوجد قلق لدى بعض الدول نتيجة بعض الاضطرابات عن العمل التى تحدث لكن هذا القلق لم يتطور إلى تقديم شكاوى إلى مكاتب التمثيل التجارى بالخارج.
● سألناه ما هو دور مكاتب التمثيل التجارى فى الخارج؟
مكاتب التمثيل التجارى لها دور كبير فى تنفيذ خطة الدولة وزيادة قرض الصادرات إلى الأسواق الخارجية وتعمل على جذب الاستثمارات الأجنبية داخل القطاعات الإنتاجية المختلفة بالدولة فضلاً عن الدور الأكبر لمكاتب التمثيل التجارى فى تطوير علاقات مصر الاقتصادية مع الدول الخارجية وكذا تمكين قطاع الأعمال المصرى وتشجيعه على التصدير والدخول فى شراكة جادة وطويلة المدى مع أصحاب الأعمال والمستوردين والمستثمرين الأجانب.
● ما أهم الأعمال التى يقوم بها الجهاز؟
- نظراً لأن هناك بروتوكولات تعاون بين الجهاز ووزارة الاستثمار والهيئة العامة للتنمية الصناعية فالجهاز يلتزم من خلال هذه البروتوكولات بجذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر ويقوم بتوفير خدماته لرجل الأعمال المصريين فى أى بلد يريدون التعامل معه، وتزويدهم بالبيانات التجارية والاقتصادية عن الأسواق الخارجية خاصة فى الدول التى يوجد بها مكاتب للتمثيل التجارى المصرى.. ويعد الجهاز قناة اتصال توفر جميع المعلومات والدراسات عن الأسواق الخارجية لخدمة مجتمع الأعمال المصرى فضلاً عن تقديم المقارنات بين السلع المصرية السلع المناظرة لها بالخارج متعاوناً مع جميع المجالس التصديرية المختلفة وهيئة المعارض وجمعيات رجال الأعمال ومستقبلاً البعثات التجارية المتوجهة إلى بعض الدول ويوفر لها كل الخدمات المطلوبة حتى تصل إلى الأفضل وتحقق الهدف من سفرها.
ولا تنس أن الجهاز يقوم بالاتصال بالمنظمات العالمية ومنها منظمة التجارة العالمية «WTO» ومفوض لدى الاتحاد الأوروى وتنشيط هذا الدور بشكل مستمر.
● كم يبلغ عدد مكاتب التمثيل التجارى فى دول العالم؟
- مكاتب التمثيل التجارى منتشرة فى معظم دول العالم ويوجد لمصر 57 مكتباً للتمثيل التجارى موزعة طبقاً لمصالح مصر التجارية والاستثمارية والاقتصادية حيث يوجد 17 مكتباً فى دول الاتحاد الأوروبى إذ يعد الاتحاد الأوروبى شريكاً تجارياً مع مصر، وتمثل الشراكة معه 45٪ وبعده تأتى الدول العربية حيث يوجد بها مكاتب للتمثيل التجارى المصرى ويوجد 6 مكاتب فى أفريقيا موزعة بين الجنوب والشمال والشرق والغرب.
وتعمل جميع هذه المكاتب المنتشرة فى دول العالم لتحقق هدفا واحدا وهو زيادة الصادرات المصرية إلى الخارج.
● كيف يقيم الجهاز الفرص التصديرية وما دوره نحو ذلك؟
- بصراحة الجهاز لا يملك الحق فى رفض التعامل مع المجالس التصديرية ورجال الأعمال فقط يقدم رؤيته بعد انتهاء الزيارة من حيث كونها إيجابية أو سلبية ويوضح الطرق لتفادى السلبيات فى المرات المقبلة.
● كنت ملحقا تجارياً فى اليابان وكان لك دور أثناء إقامة معرض «فودكس» للمنتجات الزراعية فى تحفيز اليابانيين على شراء الأرز المصرى.. وضح لنا ذلك؟
- المعروف أن اليابان تنتج 10 ملايين طن أرز سنوياً وحتى نحفز اليابانيين على شراء الأرز المصرى حيث قمنا بتوفير طباخ مصرى لطهى الأرز ونجحت الفكرة وتحفز بالفعل اليابانيون لشراء الأرض المصرى.
● نعلم أن المهمة الملقاة على مكاتب التمثيل التجارى بالخارج شاقة ومكلفة.. فهل هناك ميزانية مخصصة من الحكومة لهذه المكاتب؟
- أريد أن أوضح هذه النقطة «المكاتب السياحية» الموجودة بالخارج توجد لها ميزانية متخصصة للترويج السياحى أما جهاز التمثيل التجارى الذى يقوم فى أى دولة باستقبال الضيوف «الوفود» الخاصة بالمجالس التصديرية ويقوم بتنقلاتهم ويوفر لهم جميع المعلومات تكون من حسابه الشخصى وراتبه الذى يتقاضاه من الدولة ولا يوجد أى دعم مقدم من المجالس التصديرية ولا توجد ميزانية مخصصة من الحكومة للترويج للمجالس التصديرية المصرية.
● هل هناك مشاكل أخرى تواجه مكاتب التمثيل التجارى؟
- تحدثت معك عن نقص الدعم المادى وكذا الكوادر البشرية فمعظم المكاتب بالخارج تعتمد على شخص واحد ومساعدة محلية من الدولة الموجود بها المكتب رغم الدور المهم الذى تقوم فى الفترة الأخيرة بعد ثورة يناير حيث تقوم بلفت الانتباه إلى حجم القرض الاستثمارية فى مصر وخاصة بعد زيارة الرئيس محمد مرسى إلى الصين، ومدى الترتيبات التى قام بها جهاز التمثيل التجارى فى الصين قبل الزيارة والمتابعة بعد انتهاء الزيارة وكذا زيارته إلى إيطاليا التى تعد شريكاً تجارياً مع مصر التى رتب لها مكتب التمثيل التجارى المصرى فى إيطاليا للوصول إلى اتفاقيات استثمارية جيدة لمصر.
● هل يمكن أن تحدثنا عن النتائج بالأرقام فى زيارة الرئيس للصين وإيطاليا من خلال دور مكتب التمثيل التجارى؟
- أستطيع أن أقول أن حجم الاتفاقيات وصل إلى 4 مليارات دولار كاتفاق رسمى إضافة إلى استكمال بناء أرض المعارض مع الجانب الصينى وكذا تنمية شمال غرب السويس، أما إيطاليا التى تدخل مشروعاتها الاقتصادية مع مصر بنسبة تصل إلى 5.5 مليار يوو فقد هدفت إلى توقيع عدد من الاتفاقيات الاستثمارية سوف يتم العمل بها فى القريب.
● ما أهم الخطط المستقبلية للجهاز؟
- بدأنا بالفعل خطة عمل النزول إلى الأسواق والتحرك فى سلاسل المحال العالمية والتفاوض على تأجير أماكن بها لعرض المنتجات المصرية وكذا طمأنة المستثمرين الأجانب وحل مشكلاتهم لخلق فرص استثمارية فى مصر مع جميع المجالات.
وكذا نقل تجارب الدول الرائدة فى الصناعات الصغيرة والمتوسطة فيما يعرق باسم «العناقيد الصناعية» وبالفعل هناك جهات جاهزة للتعاون مع مصر فى هذا الصدد، فمثلاً الصندوق الاجتماعى لديه التمويل وهيئة التنمية الصناعية لديها الأراضى والوزارة لديها التراخيص والصين سوف تزودنا بالمعلومات عن هذه الصناعات وكذلك الهند وإيطاليا والوكالة الكندية سوف توفر لنا الخبراء لتنظيم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وكما يؤكد وزير التجارة والصناعة المهندس حاتم صالح أن حل مشكلة البطالة «نقص فرص العمل» مرهون بالنجاح فى إقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة وعلينا جميعاً التعاون والتكاتف لإنقاذ الاقتصاد المصرى من أزمته الحالية.