إلهامى الزيات رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية فى حوار لـ«السوق العربية»: السياحة هى المنقذ الوحيد لنهضة البلاد ويمكن أن نصل إلى 14 مليون سائح فى 2013 بشروط
● كيف ترى المشهد السياحى فى مصر خاصة بعد توالى كثير من الأحداث فى الفترة الأخيرة؟
- بداية يجب ألا تتعجل بالأمور فنحن نمر بفترة الصيف والصيف مرتبط بالسياحة الصيفية التى كانت تعتمد على دول بعينها مثل إسبانيا والبرتغال والعرب ونجد أن السياحة التى كانت تأتى من قبل هذه الدول انخفضت إلى حد ما وذلك لعدة أسباب فالبرتغال وإسبانيا فى الوقت الحالى يمران بمشاكل اقتصادية أما بالنسبة للعرب فانخفض معدل سياحتهم بسبب شهر رمضان فى فترة الصيف وهذا لا يعنى أن هذه الدول فى حالة إلغاء كامل ولكن الانخفاض زاد عن الأعداد المتوقعة وبرغم ذلك كان هناك شىء مبشر وهو أن الألمان زاد عددهم سياحيا فى مصر فى الفترة الأخيرة لأنهم عانوا كثيراً من الطقس الذى لم يكون مشمساً بل وزيادة فى الأمطار وبالتالى احتل الألمان المركز الثانى فى زيارة مصر سياحياً بعد الروس وهذه التغييرات لم تؤثر كثيراً فعام 2011 كان يعانى من انحدار سياحى بسبب الثورة ومازال السوق السياحى يعانى من انحدار وعندما تحدث مقارنة لا يجب أن نقارن بعام 2011 وإنما بما قبل الثورة، وحتى نكون واقعيين هناك نجاح ملحوظ من قبل وزارة السياحة وأصحاب المهنة فى تنشيط السياحة ووضع مصر على الخريطة وتحسين صورتها سياحياً أمام العالم بل والمساعدة على رفع الحظر عن مصر الذى حدث أكثر من مرة بسبب الأحداث التى حدثت مؤخراً مثل ما حدث فى مرسى علم وحصار العرب «القبائل» للمسار نتج عنها فرض إيطاليا الحظر وأيضاً أحداث رفح التى نتج عنها فرض حظر على البحر الأحمر فكل يوم تظهر مشكلة جديدة وكل بلد مسئول عن نفسه ويجب ألا تحمل الآخرين أكثر ما يجب أن يتحملوه.
وقد حدثت مقابلة مع وزير السياحة هشام زعزوع وكانت هناك مبادرات بإلغاء طائرة الأقصر لأن الأقصر وأسوان والقاهرة من أكثر الأماكن الميتة سياحياً فى الوقت الحالى بعكس مدينتى شرم الشيخ والغردقة اللتين تتميزان بالحركة السياحية إلى حد ما، وقد أثرت بعض الأفكار لكيفية إعادة تشغيل مدينة الأقصر سياحياً وهذا يعتمد على الاهتمام بالدعاية للمكان حتى يتم تنشيط الحركة السياحية بالأقصر فالدعاية من أهم مقومات السياحة وسوف يتم البدء للدعاية للبرامج السياحية فى شهر سبتمبر بعد بدء الدراسة مباشرة فقد جرى العرف على البدء بالدعاية فى شهرى سبتمبر وأكتوبر وذلك فيما يخص السياحة الشتوية وسوف يتم القياس للحركة السياحية الحقيقية بدءاً من شهر نوفمبر أو ديسمبر وذلك لا يعنى أن نكون حليمين لأن الكارثة فى مصر الآن أن كل شخص يريد أن يرى النتيجة فوراً دون النظر إلى حالة الأمن والاستقرار والمرور إصلاح الطرق، لأن السائح حتى يأتى لمصر يجب أن يتوافر الأمن والمرور والطرق وصورة مصر الخارجية، فالآن أصحاب المهنة يعكفون على عمل الكتالوج للبرامج السياحية الذى يبلغ من 200 إلى 300 ألف يورو وثم يقوم بالدعاية والإعلان التى تتكلف من 2 إلى 3 ملايين يورو لكن ليس لديه الرغبة فى تكلفة الدعاية والإعلان إلا بعد التحقق من الأوضاع والإحساس بأن هناك تحسنا ملحوظا فى حالة الأمن والمرور وإصلاح الطرق.
وحدث اجتماع مطول مع الوزير وذلك للبحث عن عدة أفكار فيما يتعلق بما يحدث فى ميدان التحرير أو فيما يخص الباعة الجائلين والمرور والطرق المتكسرة فنحن لا نطلب جنة وإنما نريد إصلاح ما يمكن إصلاحه وأبرز مثال على ذلك طريق سقارة فمعظم السائحين يرتادون هذا الطريق وهو عبارة عن طريق مزدوج ومتكسر به 66 مطبا صناعيا وملىء بعربات النقل والكارو وبعض الحيوانات بالرغم من أن هذا الطريق يمر به أكثر من 50٪ من السائحين فى طريقهم إلى الأهرامات واتحدى أن أى مصرى يستطيع أن يسير فى هذا الطريق بسبب إهماله وقلة النظام بالإضافة إلى ميدان التحرير الذى يعانى من العشوائية والفوضى فالبلطجة زادت عن حدها وأنا أرى أن الأمور سترجع اسوأ ما كانت عليه.
ويجب أن تحدد أن إصلاح الطرق ليس من مهام وزير السياحة وإنما من مهام وزير النقل فوزير السياحة يقوم بعمل مذكرة للوزير المختص فوزير السياحة له مهمتان أساسيتان هما الترويج للسياحة ومراقبة الشركات السياحية والتنسيق مع الوزارة لتسهيل الأعمال فوزير السياحة لا يملك أى سلطة تنفيذية ومن البلاد التى نهضت سياحياً إسبانيا ويوغوسلافيا، وكانت من أسباب نهضتها سياحياً الإدارة السياسية فالسياحة هى المنقذ الوحيد لنهضة الدولة دون الاحتياج إلى أى أحد.
والسياحة هى التى تمد الدولة بدخل للحاضر والمستقبل وليس صحيحاً ما يقال الآن أن مصر تشمل 30٪ من آثار العالم لأن العالم تحدث فيه تغييرات كثيرة فمنذ 6000 سنة كان يمكن أن تقول أن مصر تملك آثار العالم جميعها وهذا كان منذ 2700 ق.م و2500 ق.م أيام بناء الأهرمات أما الآن فقد حدثت تغييرات عديدة بالعالم كله مثل سور الصين العظيم وحدائق بابل وإسبانيا وفرنسا وما تحويانه من آثار فهناك دول بدأت تظهر وعدم استمرار مصر فى مجدها السياحى يرجع إلى الأخلاقيات والسلوكيات الخاطئة ووزير السياحة ليس عليه سوى توصيل الرسالة للعالم كله.
● كان هناك مفاوضات مع البنك المركزى لجدولة ديون شركات السياحة إلى أين وصلت هذه المفاوضات؟
- البنوك لا تعمل فعندما أريد أن أتحدث مع رئيس مجلس إدارة أحد البنوك يجب على أن اتصل بالوزير حتى يتصل بإدارة البنك فهناك مشاكل رهيبة وهم لا يريدون أن يعملوا وجدولة ديون شركات السياحة طلب مهم وقدمنا مذكرة ولم يتحقق حتى وقتنا هذا فالبنوك حتى الآن لم تحرك ساكناً.
● سافر د. محمد مرسى إلى الصين أخيراً ولم يظهر فى هذه الرحلة أى شخص يمثل الغرف السياحية فما السبب وراء ذلك؟
- السبب بسيط جداً لم توجه الدعوة للاتحاد رسمياً بالرغم من أن الاتحاد المصرى للغرف السياحية هو القناة الشرعية والممثل الرسمى طبقاً للقانون عام 1964 فكيف أذهب وأنا لم يعرض على السفر فلو كانت السياحة صناعة أساسية فى مصر كان قد تم دعوتنا.
● هل يمكن أن نصل إلى أن يكون عدد السائحين أكثر من 14 مليون سائح؟
- نعم يمكن أن نصل إلى هذا الرقم بحلول عام 2013 لو استقر الأمر لأنه لو لم تستقر الأمور سوف تخرج مصر من الكتالوج السياحى وسوف يصعب لأى شخص أن يضع مصر فى الكتالوج مرة أخرى والكتالوج يتكلف الكثير من المال وليس معنى ذلك أن نلجأ إلى السياحة الرخيصة فنحن نطلب جميع أنواع السياحة فالسياحة ليست العرض والطلب فقط وإنما وجود إمكانات أيضاً وهناك ما يسمى استمرارية السياحة وهذا أهم شىء بمعنى ألا تكون السياحة عبئا على أهل البلد وأن يشعر أهل البلد بأن السياحة خير لهم ونحتاج أيضاً إلى البنية التحتية الماء والكهرباء لأن هناك مشاكل كثير فيما يخص هذه البنية فيجب أن نجد حلولاً جذرية وليس ذلك إهمالا من الحكومة الجديدة وإنما هى تراكمات الماضى الى تتمثل فى سوء استغلال الموارد سواء ماء أو كهرباء ويجب ألا نضع كل اللوم على الحكومة فيجب أن نعطيها فرصتها ومعالجة الخسارة بالتفكير وبالإدارة الناجحة فيجب النظر أولاً إلى الأولويات وهذه الأولويات تتغير فهناك مشاكل عديدة فيما يخص الضرائب ولكن مع عدم وجود مجلس شعب لم نطلب ذلك وليس وقتها الآن وسيعد هذا تضييع وقت وإنما علينا البحث عن حل لهذه المشكلة.
واستمرارية السياحة تكون بالأمن والمرور وإصلاح الطرق وتحسين صورة مصر فى الخارج وبدون ذلك لن تكون هناك سياحة.
وبالتالى يجب التغلب على الأزمة المالية الطاحنة وتعويض فقدان الطاقة البشرية والتغلب على الأزمة المالية سيكون بتأجيل ديون الشركات والبحث عن أفكار جديدة وقد قدمت اقتراحا يساعد على ضخ أموال إلى مصر عن طريق مجيء المستثمر بعملة أجنبية عبر القنوات المشروعة واستثمارها بشرط إعفائه من الضرائب لمدة سبع سنوات وهذا يندرج تحت ما يسمى حافز الاستثمار وإلى اليوم تدفع ما يسمى 1٪ لصندوق الكوارث فى حالة حدوث أى كارثة وقد قاموا بصرف شهر فبراير 2011 ثم لم يكتمل الصرف ويعود ليطالبنى مرة أخرى بنسبة 1٪ فكيف أدفع وعندما يجىء وقت الاستفادة لا استفيد؟
● ماذا عن المنتج السياحى؟
- نحن لدينا القدرة على التنسيق لكن يجب معرفة الاتجاهات السياحية فى العالم فقديماً كانت السياحة الثقافية تصل إلى 60٪ أما الآن فقد وصلت إلى 17٪ وأصبحت السياحة الترفيهية «الاسترخاء» هى الأساس فأهم سياحة حالياً هى السياحة الشاطئية التى تصل إلى 93٪ وقد انخفضت إلى 88٪ لكن لن تنخفض عن هذا المعدل وأيضاً هناك سياحة الغوص وهذا من المنتجات السياحية التى لا يتم الإفراط فى استيعاب السائحين لأن أكثر من مليون غواص فى السنة سيضر بالشعب المرجانية التى تعد المصدر الرئيسى لجذب السائحين.
أما عن السياحة قبل الثورة فكانت تمثل 17 مليار جنيه سنوياً منها 8.5 مليار جنيه سياحة داخلية فالسياحة الداخلية لا يمكن أن تعوض السياحة الخارجية وكلما ارتفع متوسط دخل الفرد ارتفع سعر السياحة الداخلية وقد وصل الترتيب السياحى لمصر على مستوى العالم إلى المستوى الثامن عشر على مستوى العالم ولكن الآن تراجعنا بنسبة كبيرة.
● ماذا عن السياحة العربية؟
- على مستوى السياحة العربية تراجعت لأن العربى يعرف الأخبار أكثر من الأجنبى كما أنه يفهم اللغة العربية فإنه على دراية بكل شىء ولا يجب أن نعمم لأن هناك الملايين ممن يحبون مصر فالسياحة العربية انكمشت فى المنطقة عامة.
● هل الاتحاد له دور فى بث الطمأنينة فيما يخص الوضع السياحى الحالى؟
- بالتأكيد نحن نتواصل مع وزير السياحة لعمل أشياء غير تقليدية وسياحة غير تقليدية لجذب السائحين.