«السوق العربية» رصدت مع المواطنين مشاكل القطارات السكة الحديد إهمال وخسائر وتأخر مواعيد وغياب أمن وبلطجة
ما زالت حوادث القطارات تلقى بظلالها على سكك حديد مصر فلما يمر بضعة شهور لا ونسمع عن حادثة قطار فى خطوط السير ما جعل عددا الضحايا خلال العشرين سنة الماضية يفوق كل التوقعات وهو ما دفعنا بعد الحوادث القطارات الاخيرة ان نذهب لرصد معاناة الركاب ومشاكل السكة الحديد فى مصر التى لا تنتهى.
البداية كانت من محطة رمسيس او كما يطلق عليها محطة مصر وعلى ارصفة القطارات تبادرك لوحه امام مكتب الاستعلامات تعلن فيها هيئة سكة حديد مصر لجمهورها عن اسفها الشديد لتأخر معظم القطارات لاسباب خارجة عن ارادتها وكان المسئولين فى المحطة يبادرون بتهيئة المواطنين للتأخير المنتظر للقطارات وبالفعل فأغلب ركاب قطارات تعودوا على التأخر الدائم للقطارات خاصة القطار العادى الذى يتوقف فى المراكز وغالبية ركابه من البسطاء الذين يعانون اساسا للحصول على لقمة العيش ومتطلبات الحياة وبعد انتظار وصل القطار المتجة الى الاسكندرية قمنا بصعود القطار للحديث مع الركاب فى البداية قال محمد سعد من طنطا مشاكل السكة الحديد لا تنتهى فهو مسلسل ابرز ملامحه تأخير القطارات وغياب الامن وظهور البلطجة وعدم احساس الراكب باهمية القطارات ما أدى الى تهالكها.
اما عبد الله عبد الرازق من بنها فيرى ان هناك تعمدا فى تأخير القطارات الاول كان الناس بيظبطوا الساعة على موعد القطار دون تأخير اما الان فاصبح القطار وسيلة مواصلات لاهانة الغلابة فالزحام شديد وظهور البلطجة التى اصبحت وبالا بعد غياب الشرطة بالكامل عن القطارات.
اما عبد الغنى جودة من ايتاى البارود بحيرة فيقول ان القطارات اصبحت متهالكة من كثرة الخناقات فلا يوجد زجاج بالشبابيك ومن شدة الزحام اصبح التسطيح ظاهرة.
اما محمد على فيقول: اسافر فى القطار منذ 36 سنة والوضع الان فى غاية البؤس فالقطار اصبح متهالكا مع غياب دور الدولة التى اصبحت تهتم بقطارات الدرجة المميزة والمكيف فقط ويذهب الناس الغلابة الى الجحيم وبعد الانتهاء من الحديث مع بعض ركاب قطار الاسكندرية الواقف بالمحطة المتجه الى اسوان والذى يمر على المراكز والغريب ان القطار كان ممتلئا بالركاب الذين حجزوا اماكنهم من مكان تخزين القطار وبصعوبة بالغة تمكنت من ايجاد موطئ قدم فى القطار وعندما سألت بعض الركاب عن كيفية الحصول على التذاكر كانت الاجابة انت وحظك قد يصادفك المحصل وتحرك القطار من المحطة وبدأ الباعة الجائلون فى المرور بين العربات بائعو الشاى والسندوتشات وكانت بضاعتهم كحالة القطار يرثى لها فالقطار من الواضح انه تم تجديده ولكن من الخارج فقط فالكراسى متهالكة والحمامات ما بين مغلق وغير صالح للاستخدام الادمى والملاحظ اننى لم نر تواجدا امنيا داخل القطار صحيح ان هناك امنا داخل المحطات ولكن داخل القطار كان الركاب هم من يحاولون فض المنازعات فهناك مشكلة كل دقيقة بسبب الزحام الشديد وعند الوصول الى محطا الجيزة وقبل ان اغادر القطار كانت المشاحنات بين ركاب القطار والراغبين فى الركوب والتى وصلت الى حد الاشتباك بالايدى قد بدأت وقد توجهت لبعض الركاب بعدد من الاسئلة منها سبب استخدامهم للقطار فى السفر دون الموصلات الاخرى فاجاب كريم عبدالواحد من العياط ان القطار بالرغم من زحامه الا انه الوسيلة الارخص والاسرع مقارنة بالمواصلات الاخرى كما انه لا يستخدمه سوى اربعة ايام كل شهر عند نزوله البلد وهو تعود على زحامه القطار ولكنه يتمنى ان يكون فى القطار على الاقل امن لحل المشاكل فاحيانا تقوم مشاجرات يستخدم فيها السلاح وهو ما يعرض الركاب للخطر اتفق معه فى الرأى عوض السيد من مغاغة فالقطار هو الارخص ولكن طالب المسئولين بمراعاة ركاب القطارات العادية وهم الفئة الاولى بالرعاية من ركاب المكيف فهم مضطرون لركوب هذا القطار لظروفهم المالية وهربا من استغلال سائقى سيارات الاجرة ومنذ سنين والمسئولون يطلقون الوعود بتحسين القطارات ولكن فى الحقيقة لا يوجد تجديدات يشعر بها المواطن واتمنى ان يركب هذا القطار احد المسئولين عن هيئة السكة الحديد وعندها لن يكون فى احتياج لسماع شكوى المواطنين اما أبوالعلا فرحات من اسيوط فأكد ان الحكومة تهتم بالقطارات بعد الحوادث وكان المسئولون فى انتظار كارثة حتى تصلح من حاله القطارات خاصة قطارات الصعيد التى تشهد حوادث طول العام واضاف انه كمواطن اصيب باليأس من كثرة الشكوى دون جدوى او استجابة او اصلاح فعلى ملموس، الغريب فى الامر اننى نزلت من القطار ولم يسألنى احد عن تذكرة ولم يمر كمسارى ولم أره طوال المدة التى مكثت بها فى القطار وهو ما يفتح بابا من التساولات حول السكة الحديد ومشاكله الممتدة مما جعل (السوق العربية) تسعى لمعرفة كل ما يحدث فى السكة الحديد فى البداية يقول المهندس محمود سامى رئيس هئية السكة الحديد الاسبق. ان السكة الحديد ستظل هى الوسيلة الامنة رقم واحد فى العالم للمسافرين رغم وجود حوادث وكان اخرها حادث قطار سوهاج الذى يحمل رقم 1902 كان السبب الاساسى فيه هو عدم تحويل البلنجة مما تسبب فى خروج القطار من على الرصيف وهو ما يعنى ان العنصر البشرى هو السبب الرئيس فى كل حوداث القطارات.
واعترف سامى بان هناك مشاكل كبيرة جدا فى السكة الحديد بمصر منها عدم وجود تأمين سليم للمزلقانات والبالغ عددهم 1330 مزلقانا بجانب 5000 آلاف معبر غير قانونى و«هو قيام المواطنين بعمل فتحة فى الصور من مكان غير المزلقان للعبور وهو احد الاسباب الرئيسية فى الحوادث». فلابد من تطوير هذه المزلقانات بعمل بوابات الكترونية تعمل بالكمبيوتر او يتم عمل كبارٍ علوية للعبور.
اما ثانى المشاكل فهى كيفية تطوير منظومة السكة الحديد التى لا تتمثل فى 821 جرارا و3500 عربة قطار منهم 850 نوما ومكيفا بجانب 113 ألف عربة عربة بضائع و5 آلاف كيلومتر سكة حديد و 5 آلاف متر احواش وورش تابعة للسكة الحديد و750 محطة على مستوى الجمهورية كل هذه المنظومة تقوم بعمل 1100 رحلة يوميا لنقل مليون ونصف مواطن مما يعنى ان السكة الحديد تنقل 500 مليون راكب سنويا فى كل ربوع مصر وهو ما يعنى ضخامة المنظومة وضخامة المشكلة ايضا فهذه المنظومة الضخمة تخسر خسائر مالية كبيرة وهذا هو اول اسباب المشاكل فعلى سبيل المثال قيمة اشتراك الطلاب يمثل 3% فقط من السعر الحقيقى بجانب ان الكيلومتر فى قطار اسوان الدرجة العادية فى ثمن التذكرة يعادل 2.8 من عشرة لان ثمن التذكرة 28 جنيها فى حين ان القيمة العادلة هى 100 جنيه للتذكرة الواحدة وهو ما كبد الدولة خسائر وصلت 1600 مليون جنيه سنويا فى الاعوام ما قبل 2009 وبعد 2009 وصلت الخسارة الى 177 مليون جنيه وهو ما جعل المنظومة تعانى من الاهمال وكثرة مشاكل القطارات بمصر وتكرار حوادثها بسبب ارتفاع إجمالى التكلفة مقارنة بالإيرادات التى يحققها القطاع من جميع أنشطته، وهو ما أدى إلى عدم القدرة على توفير الاعتمادات اللازمة للنهوض بها وتطويرها بشكل دورى، خاصة أن قطاع السكة الحديد يفتقر لتضافر الجهود فى كل أجهزة الدولة. بجانب أن الشبكة الحالية لا تصلح إلا لتشغيل قطارات بضائع ونقل الركاب على مستوى القرى والمدن الصغيرة.
وعن خطط التطوير يقول المهندس محمود سامى-رئيس هيئة السكة الحديد الاسبق- انه لابد من إنشاء شبكة من الخطوط الحديدية لربط عواصم محافظات مصر على أعلى المواصفات العالمية الحديثة وتتحرك عليها القطارات باستخدام الجر الكهربائى، بينما يتم الاستفادة من الشبكة الحالية لخدمة حركة الركاب بين المراكز والقرى بسرعة لا تزيد على 70 كيلومتراً فى الساعة بعد إجراء أعمال التطوير والصيانة والمتطلبات الأساسية، ويشمل التطوير نوعية عربات السكة الحديد وتطوير تشغيل القطارات وتقديم خدمات تلبى احتياجات نقل البضائع والشبكة الجديدة سيتم إنشاؤها بالظهير الصحراوى بغرب النيل وتعمل بالكهرباء من خلال أسطول حديث لخدمة الحركة بين المحافظات وتبدأ من الإسكندرية - القاهرة - أسيوط - أسوان بطول 1200 كيلومتر ويتم عزل المزلقانات وسيكون لها حرم مقنن.
اما وحيد الجندى مراقب برج بالسكة الحديد فيقول ان منظومة السكة الحديد فى مصر متهالكة جدا فالجرارات متهالكة والقطبان ايضا.
وعن اسباب الحوادث يقول وحيد ان وسائل الاتصال هى السبب الرئيسى بسبب ان وسائل الاتصال بين ملاحظ البلاك والمراقب غير آمنة فلك ان تتخيل اننى فى عام 2014 ما زلنا فى السكة الحديد نستخدم التليفون الميجانيتو (ابومنفلة) ولم تحاول السكة الحديد تطوير نفسها حتى الان والغريب فى الامر ان وحيد قال ان السكة الحديد تعانى من نقص رهيب فى العمالة وصل الى نسبة تتجاوز 60% تتركز فى عمال المزلقانات والملاحظين
فالملاحظ يعمل 12 ساعة متواصلة دخل كشك فية 10 اجهزة دون معاون والمفروض ان يكون معه مراقب برج ومساعد بلوك وكهربائى او براد اشارة وارجع وحيد الجندى وقوع الحوادث الى الضغط النفسى على العامل وعدم وجود امكانيات وضعف المرتبات التى تتراوح بين 650 جنيها و1300 جنيه.
اما ابراهيم محرم سائق قطار فيقول ان السكة الحديد بها مشاكل فى المنظومة من تهالك قطارات وفلنكات بجانب ان نوع القطبان من الحديد السيئ ونقص مهامات هذا فى الغالب بالاضافة الى غياب الامن تمام ما ادى الى سرقة محتويات القطارات من شبابيل وزجاج وكراسى فى بعض الاحيان بجانب ان الركاب يقومون بمشاجرات تؤدى الى ضرب البلف وفتح جزرة الهواء مما يسبب ايقاف القطار ويؤدى الى كوارث دون وعى بجانب ان المحطات فى غاية السوء فلم يتم تجديد المحطات منذ زمن بعيد.
ويقول ابراهيم ان هناك قطارات فى بعض الاماكن تم ايقافه بشكل كامل لعد قيام الركاب بقطع تذاكر ما يجعل ايراد القطار صفرا ومثال ذلك القطار رقم 842 و843 خط كفر الزيات منوف كان موعد القيام 842 من كفر الزيات الساعة 3 ونصف فجرا وموعد قيام القطار رقم 843 فى 4 ونصف فجرا وكان القطار يصل دون ان يقوم الكمسارى بتحصيل تذكرة واحدة من الركاب ما جعل الكمسارى يصعد الى القطار لينام لعدم وجود امن يساعدة وبلطجة الركاب بشكل كبير.
اما عن اجور السائقين فيقول ابراهيم محرم ان الاساسى لا يتخطى 750 جنيها وان كان هناك بدلات وحوافز ولكن يظل الراتب ضعيفا.