أكدحسام فريد رئيس جمعية شباب الأعمال أن هناك قطاعات اقتصادية عديدة تضررت بشكل كبير من الأوضاع السياسية التى تشهدها مصر حاليا وفى مقدمتها قطاعا السياحة والبناء والتشييد. وقال فى حوار خاص لـ«السوق العربية» أن إنقاذ الاقتصاد المصرى يتمثل فى إقامة مشروعات خاصة بالبنية العربية أن إنقاذ الاقتصاد المصرى يتمثل فى إقامة مشروعات خاصة بالبنية التحتية لأنها المجال الوحيد الذى يستوعب أكبر قدر من الشركات. وأضاف أن من أكبر المشاكل التى يعانى منها قطاع الصناعة هى المشاكل التمويلية فهناك فجوة كبيرة بين الصناعة ونحن فى الجمعية طرحنا برامج تمويلية خاصة لمدة عامين بفائدة مخفضة. وأوضح أن الحد الأدنى للأجور ليس مقياساً لإصلاح المنظومة ولكن المقياس هو رفع القدرة الشرائية للجنيه المصرى.

■ فى ظل التحديات والتغيرات والتغيرات التى تشهدها مصر حالياً من وجهة نظرك ما أهم القطاعات الأكثر تضررا وتأثراً بالأوضاع السياسية فى مصر؟

- على المستوى العام جميع القطاعات الاقتصادية تضررت بشكل مبالغ ولكن بنسب متفاوتة من قطاع لآخر فأكثر القطاعات المتضررة قطاع السياحة وذلك لأسباب عديدة منها فرض الحظر على مصر من قبل بعض الدول الأجنبية إضافة إلى عدم توافر الأمن بسبب الأوضاع السياسية التى تمر بها مصر حالياً أما القطاع الثانى الذى تضرر بشدة فهو قطاع التشييد والبناء والتطوير العقارى لأن أى دولة تعانى من اضطرابات سياسية واقتصادية سيؤثر ذلك سلباً على قطاع التشييد والبناء بها بل سيتوقف وذلك نتيجة تغيير الحكومات بصفة دورية إضافة إلى توقف ميزانيات الدولة التى بدورها تتحكم فى حركة المشروعات الاستثمارية والعمرانية أيضاً من الصناعات التى تأثرت بالأوضاع السياسية صناعة السيارات فجميع الصناعات تضررت أما الأكثر تضرراً كان قطاع السياحة وقطاع التشييد والبناء.

■ كيف يتم جذب الاستثمار إلى مصر فى ظل هذه الظروف وكيفية مواجهة معوقات الاستثمار؟

- يجب فى المقام الأول الاهتمام بالاستثمار الداخلى الذى يعتمد على الأمن ومستقبل الاقتصاد فى الدولة فالأمن من اختصاص وزارة الداخلية ووزارة الدفاع أما مستقبل الاقتصاد فهو يمثل فى فرص الاستثمار الحقيقة التى يجب أن تهتم بها الحكومة ويعد مشروعات البنية التحتية من أكبر القطاعات التى تنشط حركة العمل بالشركات والقطاعات فمشاريع البنية التحتية ستساعد على تنشيط حركة الاستثمار من خلال الشراكة الدول الأجنبية أو التعامل مع موردين من الخارج وبالتالى ستكون هناك حركة فى عجلة الإنتاج أما فيما يخص التراجع فى العقود مع المستثمرين فعلى حد علمى لم يتم التراجع فى أى عقود سليمة فالتراجع تم فى العقود التى ينتابها الخطأ أما العقود الأخرى فمازالت مستمرة فعددها يصل تقريباً إلى ألفى عقد والتراجع تم فى عقدين أو ثلاثة عقود فهذا الموضوع يجب ألا يأخذ أكثر من حقه.

■ جمعية شباب الأعمال تحضر لأجندة أعمال وطنية فما مهام هذه الأجندة؟

- أجندة الأعمال الوطنية هى دراسة قطاعية تقوم بتغطية جميع القطاعات التى تمثلها الجمعية سواء صناعة أو زراعة أو سياحة ثم تقوم بدراسة مشاكل كل قطاع وإمكانية طرح حلول مقترحة لهذه المشاكل وكيفية تنفيذها وبيان دور القطاع الخاص والجمعيات فى إمكانية حل هذه المشاكل وعرضها على الحكومة ومن ثم الاجتماع مع الوزراء المعنيين فيما يخص كل قطاع فقد عقدنا اجتماعاً مع وزير الصناعة والتجارة منير فخرى عبدالنور وذلك لمناقشة الجزء الخاص بالصناعة والتجارة الخارجية والمشاكل التى يواجهها القطاع وعلى هامش هذا الاجتماع عقد أربع اجتماعات أخرى مع بعض الجهات المعنية منها مركز تحديث الصناعة الذى يعد الأب الروحى لحل مشاكل التمويل وأيضا عقد اجتماعات مع شركات الغزل والنسيج لحل مشاكلها وبيان كيفية التعامل مع هذه المشاكل وفى ظل هذه الظروف هناك خطوط طويلة المدى لكن جمعية شباب الأعمال سيكون تركيزها فى المقام الأول على المستلزمات السريعة التى يكون لها مردود سريع خلال شهرين أو ثلاثة أشهر حتى يشعر الناس بمردودها من خلال طمأنة المستثمرين الأجانب فمن أكبر المشاكل التى يعانى منها قطاع الصناعة المشاكل التمويلية نظراً لوجود فجوة كبيرة بين الصناعة المصرية والبنوك التمويلية ونحن دورنا جمعيا تقريب المسافات بينهما وذلك من خلال طرح برامج تمويلية خاصة لمدة عامين تنتهى بفائدة منخفضة لتمويل المشاريع فمعظم الشركات الصناعية تعانى من مشاكل تمويلية وليس مشاكل إنتاجية وأجندة الأعمال تتميز بأن كل قطاع يرأسه أفراد متخصصون فى المجال فعلى سبيل المثال قطاع الصناعة فهناك 85 مصنعا فى الجمعية متخصصون فى هذا القطاع دورهم يتمثل فى معرفة المشاكل التى يعانى منها القطاع ومناقشتها وإنتاج رؤية لحلها لأن بكل بساطة كل فرد يستطيع حل مشكلته الخاصة بالقطاع الذى ينتمى إليه فجمعية شباب الأعمال تتناقش وتتشاور وتصيب وتخطئ فكلما كانت هناك رؤية وتنسيق سيتم عمل شيء جاد وسيتم خلال شهرى أكتوبر ونوفمبر رسم الخطوط العريضة لهذه الأفكار.

■ الرؤية والأهداف التى تقوم عليها شباب الأعمال خلال الفترة القادمة؟

- جمعية شباب الأعمال تعتمد على ثلاث محاور رئيسية هى تنمية الأعمال وساندة الأعمال وتنمية مناخ الأعمال وهذه الأركان أساس رئيسى منذ نشأة الجمعية فهناك دور للجمعية فى مكافحة الفساد بالاتفاق مع وزارة الصناعة وملامحه عموماً تمثل فكراً واضحاً وكيفية الرقابة ومكافحة الفساد وعرض لوائح لبيان ما هو فساد وغير فساد وأن يكون هناك نوع من التوعية للشركات الصغيرة وتوفير خبراء لهذا الغرض وأيضا من أهم ما تتميز به جمعية شباب الأعمال مشروع وتوفير خبراء لهذا الغرض وأيضاً من أهم ما تتميز به جمعية شباب الأعمال مشروع الريادية للشباب حيث إن هذا المشروع يسمح للشباب بإقامة مشاريع وكيفية إدارتهم لهذه المشاريع وهناك برنامج KEY وهو يعتمد على تدريب طلبة الجامعة ليكونوا أكثر إيجابية وجاهزية للعمل بتنمية مهاراتهم من خلال اللقاءات والحاسب الآلى وقد وصل عدد المتدربين حتى الآن إلى 28 ألف متدرب فى خمس جامعات مصرية هى القاهرة والإسكندرية والفيوم وطنطا وعين شمس. وهناك أيضاً مشروع التعاون البينى بين أعضاء الجمعية فإذا تم سيكون كفيل بتنشيط الاقتصاد المصرى فالجمعية تتكون من 600 عضو يمثلون 270 ألف مصنع و12 قطاعا مختلفا. وهناك مجلس لتدوير المخلفات وهناك علاقة القطن المصرى التى تعمل عليها الجمعية حتى تكون علامة معترفا بها دولياً فى جميع انحاء العالم.

■ هل هناك مشروعات خاصة لدعم الشباب؟

- هناك مشروع «مشروعك حقيقة» لدعم الشباب حيث يتم عرض الأفكار وإقامة لجنة لمناقشتها ثم تقويم الجمعية بالدراسة والتمويل والتنفيذ وفتح أسواق تصديرية ويبدأ تمويل المشروع من عشرة آلاف إلى مائة ألف جنيه وقد وصل عدد المستفدين إلى 25 مستفيدا وقد وقعت الجمعية منذ أسبوعين مذكرة تفاهم مع مؤسسة شكرة لتمويل المرحلة الثانية من المشروع حتى يتم استكماله والتوسع فيه وتطويره فالمشروع على مدى أربع سنين يسير بصورة جيدة بالرغم من حدوث بعض الاضطرابات لبعض المستفيدين عقب ثورة يناير إلا أن جمعية شباب الأعمال سادتهم للخروج من هذه الأزمة وقد وصلت نسب النجاح فى هذه المشاريع إلى أكثر من 90٪.

■ هل تؤيديون المصالحة مع رجال الأعمال؟

- فكرة المصالحة مقبولة عندما تكون عن الطريق القانونى فالدولة فى حاجة إلى هذه الأموال وفكرة المصالحة موضوع متروك للحكومة والقضاء لأنهم على قدر عال فى كيفية التعامل مع هذه الأمور وعودة أموال الدولة ومحاسبة كل من تورط فى أشياء خارجة عن النطاق القانونى سيكون قمة العدل.

■ هل كان لديكم مطالب حول الدستور الجديد؟

- مطالبنا تحققت مبدئياً عندما أصبح لمجتمع الأعمال دور مشارك وفعال فى لجنة الخمسين بالرغم أن جمعية شباب الأعمال لم تشارك بأعضاء فى لجنة الخمسين إلا أن جمعية شباب الأعمال جزء أساسى من منظمات الأعمال التى تشمل جمعية رجال الأعمال واتحاد الصناعات وهناك تنسيق بين هذه المنظمات فقد تم عقد اجتماعات وابداء آراء حول مسودة الدستور وتم ارسالها إلى لجنة الخمسين.

■ ما أبرز الأسواق التصديرية التى تصدر إليها شركة الوايلر فريد؟ وهل تأثرت هذه الأسواق بالأحداث الجارية؟

- أبرز الأسواق التصديرية سوق الخليج العربى ثم يليه السوق الأفريقى ثم السوق الأوروبى وهذا الترتيب ليس من حيث الأهمية وإنما من حيث حجم العمل فنحن نصدر إلى 24 دولة منهم 5 دول أوروبية و6 دول خليجية والباقى أفريقى ولم تتأثر هذه الأسواق بالأحداث وإنما الذى تأثر هو الطرف المصرى فقبل الثورة شحنة التصدير يمكن أن تصل خلال أسبوع ولكن الآن يمكن أن تصل إلى شهر فالسوق التصديرى لا يهمه إلا السعر ومدة وصول الشحنة ونوعيتها ولا يهمه أى شيء آخر إلا عدم وجود خلل فى هذه الأركان الثلاثة وتسعى الشركة فى إنشاء مصنع جديد سينتج أول منتج له فى شهر مارس المقبل.

■ ما مصير جمعية ابدأ؟

- أى جمعية رجال أعمال وجودها سيكون مهما وفعالا فكل جمعية تملك شيئا تتميز به وجمعية ابدأ يجب ألا يكون هناك خلاف حولها لمجرد أن لها انتماء سياسيا فهناك أعضاء ينتمون إليها وليسوا من الإخوان.

■ هل هناك مشروعات قوانين تحتاج إلى التعديل؟

- من المهم جداً أن يكن هناك قانون صناعة موحد وقانون غذاء موحد فبدون هذه القوانين لن يصلح حال الصناعة المصرية.

■ كيف يتم انقاذ الاقتصاد المصرى؟

- الاهتمام بإقامة مشاريع قومية فى البنية التحتية يشترك فيها أكثر من المصنعين والقوى العاملة فالبنية التحتية هى المجال الذى يستوعب أكبر قدر من الشركات والمصنعين والموردين فأى بلد تريد أن تنشط باقتصادها تهتم بمشاريع البنية التحتية فالمشروع الواحد بمقدوره أن يستوعب أكثر من 400 شركة والكثير من القوى العاملة التى تعانى من البطالة.

■ ما رؤيتك لفكرة الحد الأدنى والأقصى للأجور؟