الباعة الجائلون فى الجيزة: لن نترك الميدان وعلى الدولة توفير البديل المناسب
عرف ما يسمى بالباعة الجائلين منذ زمن بعيد وهم تجار صغار رأس مالهم قد لا يتعدى احيانا خمسين جنيها ويشمل طائفة الباعة الجائلين كل من يشغل حيزا صغيرا او كبيرا على ارصفة الشوارع او بحر الطريق متخذا اما عربات خشب او اقفاصا او احيانا علبا صغيرة ويمارسون تجارتهم دونما دفع ايجار للمكان الذى يشغلونه او ضرائب محددة القيمة.وقد ظهر الباعة الجائلون من امد بعيد وغالبا ما كانوا ينتشرون فى اماكن بعينها كشارع فرنسا بالاسكندرية او اسواق العتبة او غيرها.. ويشمل مصطلح الباعة الجائلون ابتداء من بياعى الخضر والفاكهة والملابس والادوات المنزلية والكهربائية والعديد من الاشياء.
وقد انتشرت ظاهرة الباعة الجائلين خاصة بعد ثورة 25 يناير ويرجع ذلك لسببين وفقا أولا زيادة نسب الفقر بين المواطنين نتيجة لارتفاع الاسعار وعدم توافر فرص العمل وانتشار ظاهرة البطالة وتسريح العديد من العمال من مصانعهم واماكن عملهم ما اضطرهم لمحاولات البحث عن فرص عمل شريفه.والسبب الاخر هو غياب الالة القمعية للداخلية وتهاونهم فى التعامل مع هذه الظاهرة. فزاد عدد الباعة الجائلين غير عابئين برجال الشرطة بل اقدموا على احتلال الشوارع تقريبا فى جميع المحافظات.
والجدير بالذكر أن الباعة الجائلين يقدر عددهم وفقا لبعض التقديرات 5 ملايين بائع على الاقل واغلبهم يتحملون عبء اعالة عائلاتهم ويعمل جزء كبير من النساء كباعة جائلين كبائعات المواد الغذائية وبائعات الشاى وبائعات الخردوات ولعب الاطفال. وللأسف أحيانا ينظر لهم المجتمع احيانا باعتبارهم كيانا طفيليا ينمو فى الشوارع ويتعاملون معهم باعتبارهم بلطجية وبرغم ذلك فهم يقبلون على شراء السلع منهم حيث ان اسعار سلعهم غالبا ما تكون ارخص بكثير وينتشر الباعة الجائلون فى كافة المحافظات المصرية.
رصدت «السوق العربية» ظاهرة الباعة الجائلين المنتشرين فى ميدان الجيزة والمناطق المحيطة به خصوصا بعد استفحال هذه الظاهرة وكثرة الباعة الجائلين فيها ما اصبح عبئا على الدولة وخطرا على الباعة انفسهم لان المكان أصبح مسألة حياة او موت بالنسبة لهم فهو مصدر رزقهم ورزق اولادهم وكعادة «السوق العربية» دائما ما تعيش هموم المواطنين وتشاركهم آلامهم وتساعد فى ايصال مطالبهم واحلامهم الى المسئولين.. نزل محرر الجريدة الى ميدان الجيزة لتستطلع آراء الباعة الجائلين بخصوص بعض القرارات التى أصدرها المسئولون بمحافظة الجيزة فى وقت سابق_ وان لم تكن خضعت للتنفيذ حتى الآن_ بتخصيص أرض فى العياط لجعلها سوقا جديدا للباعة الجائلين بالمحافظة فقد أعلن فى وقت سابق رئيس حى جنوب الجيزة أنه تم حصر الباعة الجائلين المتواجدين بالميدان تمهيدا لنقلهم للأماكن التى خصصها لهم وأكد انه فى حالة عدم الالتزام سيتم مصادرة بضاعة البائع، وعدم استردادها أو عمل مصالحة قانونية مع المخالفات وذلك لاخلاء ميدان الجيزة والمناطق الأخرى التى تكتظ بالباعة الجائلين وذلك لتسهيل حركة المرور وجعل هذه الاماكن وجهة حضارية بدون اى مشاكل او مخالفات فى الطرق والحفاظ على الاماكن الحيوية فى المحافظة وأن يبقى الشارع للسيارات والرصيف للمارة.
«السوق العربية» فى ميدان الجيزة
فى البداية يقول وليد احمد خلف صاحب فرش لبيع الاحذية: احنا تعبنا جدا من كتر كلام المسئولين كل يوم عن نقلنا وتوفيراماكن لينا ومش قادرين نتحمل اللى بتعمله البلدية فينا كل يوم بتاخد بضاعتنا وبنتهدل واحنا مش عارفين نعمل ايه وحاولنا كتير نلاقى حل حتى لو هندفع فلوس بس نحافظ على لقمة عيشنا وما نخسرهاش لكن ما حدش من المسئولين بيساعدنا.. دايما نسمع كلام كتير وفى الآخر ما نلاقيش فعل.
واضاف وليد: للاسف المسئولون وعدونا قبل كده بعمل اكشاك لينا الناحية التانية من الميدان وطالبونا بتقديم الاوراق وبالفعل قدمنا اوراقنا وعملنا كل اللازم وانتظرنا رد المسئولين وفى الاخر برضه ما حدش رد علينا ولا حد رجعلنا تانى.
من جانيه يقول احمد الوردانى صاحب عربة لبيع اغطية الرأس: انا ارفض تماما ان تنقلنى المحافظة فى اماكن أخرى بعيدا عن الميدان لانها اماكن غير حيوية وليس بها زبائن وهى اماكن فى الغالب تكون بعيدة جدا على البائعين وتحتاج الى مدة طويلة حتى يتعرف عليها الزبائن. واضاف: فكرة نقلنا الى اماكن تجمع كل الباعة الجائلين فكرة فاشلة تماما ولم ينجح المسئولون فى القيام بها من قبل لان الاماكن التى يختارها المسئولون تكون شبه منفى بعيدا عن الكثافة السكانية وهى لا تصلح الا لتجار الجملة فقط اما نحن كتجار قطاعى فلا تصلح لنا فالمواطن لن يقطع كل هذه المسافة ليشترى منى بعض المنتجات بالقطاعى بل سيشترى مما هو اقرب منه توفيرا لمجهوده.
يقول محمد محسن احمد صاحب فرش ادوات منزلية: احنا كل الى عاوزينه اننا ناكل عيش.. احنا مش عاوزين مشاكل ومش طالبين اكتر من ان الدولة توفر لينا حتى باكية لكل بائع يشتغل منها بدل البهدلة على الرصيف ولو مصرين على نقلنا يبقى فى مكان فيه شغل وزباين ومن يخسرناش لقمة عيشنا.
واضاف: احنا بقالنا هنا اكتر من عشرين سنة واتعودنا على الشغل هنا يعنى لازم الدولة توفر لينا بديلا ملائما عن الاماكن الى اتعودنا عليها من سنين.
واشار محسن الى ان المسئولين كانوا عاوزين ينقلونا لاماكن مدفونة وما فيهاش اى سكان ده طبعا غير البلطجية الى بيتعرضولنا فى الاماكن دى لانها بعيدة عن عين الحكومة.
يقول عرابى يوسف بائع خبز: روحنا كذا مرة للمسئولين ومفيش فايدة ولا فيه حاجة حصلت وكل مرة ياخدوا اسامينا وصور البطايق وبرضه فى الاخر مش بيعملوا حاجة واحنا تعبنا ومش عارفين نعمل ايه.
واضاف: يا ريت المسئولين يسيبونا زى ما احنا فى اماكنا واحنا مستعدين ندفع ايجار الاماكن دى ونتفق مع المسئولين على كده زى ما حصل فى رمسيس اشمعنا احنا يعنى وبعدين احنا من سنين طويلة واقفين فى المكان ده واتعودنا عليه يعنى احنا لينا حق على الدولة تراعينا وتراعى ظروفنا وتحققلنا مطالبنا.
وقال محمد محمد سنوسى صاحب فرش ملابس رياضية: احنا بنجرى عشان ناخد اكشاك من الدولة من سنين وروحنا قدمنا فى اماكن كتير مرة يقولولنا انتو مش تبع الحى ده ومرة استنوا شوية عشان احوال البلد وقالوا ان فى باكيات واكشاك هتيجى واستنينا وبرضه مفيش حاجة جت ولا المسئولين ردوا علينا.
واضاف: احنا مش لاقيين حل بس مش هنقدر نسيب المكان الا لو الدولة وفرت لينا بديل كويس عشان ده اكل عيشنا ومش ممكن نفرط فيه ولازم المسئولين يساعدونا واحنا مستعدين نتعاون معاهم حتى لو اضطرينا ندفع فلوس بس المهم نبقى ماشيين حسب القانون عشان نرحم نفسنا من المخالفات كل شوية والى بيحصل فينا من البلدية.