أصحاب المراكب بالنيل محرومون من كل شىء وما زالوا على قيد الحياة
العديد من السنوات نعانى من تلك الحياة، حياة حدودها مياه، اقصاها جانب شرقى وجانب غربى، اتمنى سريرا دافئا يجمعنى انا واولادى فى غرفة تتكون من اربع حوائط تحمينا من برد الشتاء وشمس الصيف تبعدناعن نظرات الاخرين، نحن لا نشعر بالحياه فنحن كل علاقتنا بالحياة اننى ما زلنا على قيدها فقط محرومون من كل المتع التى يعيشها الناس بجانب اننى نمتلك رصيدا كبيرا من المشاكل مع كل قطاعات الدولة فلا احد ينظر إلينا بعين العطف ولا حتى بالقانون كاننا مواطنون من درجة اخرى غير درجات البشر او كاننا من دولة اخرى.
بتلك الكلمات التى تجعل الجبال تهتز والقلب ينزف دما والعين تزرف الدموع بدأ معنا محمد فتحى «صياد» الذى يعيش حياة فى قمة البساطة هو واولاده الاربعة وزوجته فرغم مساحة بيوتهم الصغيرة، والتى لا تتجاوز أمتاراً قليلة فوق سطح الماء، إلا أنهم يشعرون بالراحة ولديهم قناعة تبدو وكأنها الكنز الذى يستمدون منه طاقتهم فى الحياة، إنهم الصيادون الذين يعيشون فوق صفحة النيل فى القاهرة وحلوان والمعادى وإمبابة والوراق وفى جزيرة الذهب أو جزيرة محمد أو على ضفاف مصر القديمة والقناطر ويتعدى عدد هم 2000 اسرة ليس من عدة محافظات مختلفة يقضون.
حياتهم فى تلك المركب الصغيرة الذى لايتجاوز عرضها 1,5 متر وطولها 3 امتار.
وعن هذه الحياة يتحدثون نحن نعيش على الصيد ولكن السمك اصبح قليلا للغاية بسبب ظهور التربة فى باطن النيل، نحن اسرة مكونة من سبعة افراد، جميعاً ننام فى تلك المركب فى الاعلى والاسفل، يبدأ يومنا بالاستيقاظ صباحاً الساعة 5صباحا والسعى للرزق ونعود الساعة 12ظهرا ونقضى الباقى من الليل بجانب بعض حتى ننام.
وبسؤاله عن كيفية استخدامهم الكهرباء؟
قال نحن نستخدم اللمبة الجاز ولايوجد لدينا اجهزة كهربائية ولا توفر لنا الحكومة سلك كهرباء من الكهرباء المغذية للكورنيش حتى نستخدمه فى النور لنا.
اما عن التعليم فيقول: لا يوجد احد داخل الاسرة فى المدرسة فالجميع غير متعلمين من اكبر فرد لاصغر فرد وقال كيف يتم تعليمهم وهم لايمتلكون بيتاً مثل البشر؟ فحياتناً متقلبة وغير ثابتة.
وبسؤاله عن التموين الحكومى المدعم والتأمين الصحى؟
قال نحن نأخذ التموين على عنوان العائلة بالمنوفية فهو يساهم فى حياتناً بشكل كبير.
اما من ناحية التأمين الصحى فلا يوجد ولا اى خدمات حكومية سوى التموين المدعم.
كيف يتم حماية الاطفال من الغرق فى النيل؟
قال نترك هذا الامر الى الله، نحن لن نكون ارحم من الخالق ولكن حدث اكثر من مرة حالة غرق اطفال داخل النيل ومنهم من ننقذه ومنهم من يغرق. نحاول تعليمهم السباحة عندما يكبرون.
هل لهذه المراكب تراخيص او ضرائب يتم دفعها؟
نعم لدينا تراخيص ونقوم بدفع الضرائب سنوياً لكننا نواجه بعض المشاكل مع شرطه المسطحات السياحية فهى تقوم يومياً بالمرور علينا وعمل المحاضر لنا بمبلغ 100 جنيه رغم سلامة الاوراق، ولا ينظرون الى حياتنا البائسة التى نعيشها.
اما جمال على احد الصيادين فيقول نحن نعيش هذه الحياة منذ ما يقارب حوالى سبعين سنة ويبلغ عددنا الان مايقارب 2000 اسرة ولكن فى البداية كنا نسافر الى البلد ونأتى للرزق، ولكن الحال تغير حتى اننا لم نتوقع تلك الحياة فى هذا اليوم.
ويقول شعبان صبحى عن حياة الصيادين الاجتماعية داخل القوارب: إن مجتمع القوارب فى النيل مجتمع مترابط للغاية، حيث يعرف جميع الصيادين بعضهم البعض، كما يعلمون الظروف الاجتماعية التى تعيش فيها كل أسرة، ويساند بعضهم البعض فى الملحات، كما يشاركون بعضهم فى الأفراح والمناسبات، وكثيراً ما تم زفاف بعض الصيادين فى النيل، وفى مثل هذه المناسبات يتم تزيين القوارب بالورود والزينات ليتم زفاف العروسين، كما يحدث تماماً على البر حينما تتجمع السيارات لزفاف العروسين.
كما يشير إلى أن مجتمع القوارب له عادات وتقاليد مثيرة فى الزواج، فهم لا يتزوجون من خارج مجتمعهم، وذلك لأن الحياة داخل القارب تحتاج إلى طبيعة خاصة وزوجة تتحمل أن تعيش طيلة عمرها داخل هذا القارب الصغير وبين ضفاف النيل، كما أنه يكون على الزوجة مساعدة زوجها فى عمله بالإضافة إلى إعداد الطعام ورعاية الأولاد والزوج.
والتجديف وجمع الشباك وإصلاح الغزل، لذا يجب أن تتمتع زوجة الصياد بمهارات خاصة، لذا تجد الصيادين يتزوجون من داخل مجتمعهم لأن فتيات ونساء هذا المجتمع يعرفون جيداً طبيعة الحياة مع رجل مهنته الصيد، ويقضى كل وقته داخل قارب صغير هو مصدر رزقه وبيته فى ذات الوقت.
اما عن المشاكل التى تسببها المراكب الصغيرة بالنيل لقطاع السياحة فيقول وائل شاهين المتحدث الرسمى باسم هيئة تنشيط السياحة ان كل المراكب الصغيرة الموجودة فى النيل تسبب للقطاع مشاكل منذ فترة طويلة لعدة اسباب ابرزها ان اصحاب المراكب لا يجيدون التعامل مع السياح وهو ما كان واضحا بشكل كبيرقبل ثورة 25 يناير حيث كان هناك عدد كبير من السياح فى مصر وهو ما كان يجعل السياح يتقدمون ببلاغات الى المسطحات بسبب سوء المعاملة ومحاولة استغلال اصحاب المراكب بشكل عام فى النيل استغلالهم ماديا اما اصحاب مراكب الصيد الصغيرة فوجودهم يمثل مظهرا غير حضارى بالنسبة للسياحة بجانب انهم يعيقون مجرى النهر بالقاء الشبك فى الماء.