طوابير دائمة وكميات الخبز غير كافية أكل العيش مُر فى الصعيد
مشكلة الخبز من اهم المشكلات التى تواجه المواطن البسيط فى مجتمعاتنا لا سيما أهالى الصعيد الذين يعانون من الحصول على الخبز المدعم وذلك بسبب قلة انتاجه من ناحية واقبال اغلب الموطنين القادرين وغير القادرين على شرائه من الناحية الأخرى، وبصدد هذه المشكلة كان لـ«السوق العربية المشتركة» هذه الجولة بين سكان الصعيد لمعرفة أسباب هذه الأزمة.
فى البداية أوضح لنا أحمد سعد (صاحب مخبز) أن من أهم أسباب هذه الأزمة أن جميع الطبقات فى الصعيد تقبل على شراء الخبز المدعم لأنه بالنسبة لغير القادرين هو الطعام الرئيسى أما للقادرين فهو بمثابة طعام يقدم للطير والماشية وذلك أن ثمنه أقل بكثير من ثمن الحبوب والأعلاف ولكن إلى حد كبير تم الحد من هذه الأزمة عن طريق بطاقات الخبز التى أصدرتها مكاتب التموين، مؤخراً فهى تساهم بشكل كبير فى وصول الخبز المدعم إلى مستحقيه.
وأضاف حسام حربى (صاحب مخبز) أن حصص الدقيق المدعم التى يسلمها التموين لبعض المخابز أقل من الكميات المطلوبة والكافية لتصنيع الخبز الكافى لاحتياج أصحاب البطاقات المدونة لدى تلك المخابز بمعنى أن ما ينتج من الخبز لا يكفى الاستهلاك المطلوب ما يصنع الخلافات والمشاكل بين أصحاب هذه المخابز وبين المواطنين وقد ناشدنا أكثر من مرة التموين لكن دون جدوى.
وأشار محفوظ قناوى (مدير مخبز حكومى) قائلاً إن هناك العديد من المواطنين ليس لديهم بطاقات تموينية خاصة بالخبز مثل الطلبة الجامعيين والمغتربين وهؤلاء عددهم كبير جداً بالإضافة إلى العديد من القرى المحيطة بنا تعانى ايضاً من عدم وجود بطاقات تموينية لديهم وكل هؤلاء من حقهم الحصول على الخبز المدعم ولكن كيف وحصص الدقيق لدى المخابز مقننة وغير كافية مما يجعلهم يلجئون إلى شراء الخبز غير المدعم وهذا بطبعه مكلف، موضحاً أن سعر الخبز المدعم زهيد جداً ما يدفع المواطن لشرائه وتجفيفه ليقدم طعاماً للماشية.
وأكد حسين عبد اللطيف (موظف) أن بعض أصحاب المخابز لا يمتثلون لقوانين التموين فأغلبهم يقوم ببيع بعض أجزاء من حصص الدقيق المدعم فى السوق السوداء مما يقلل من كمية الدقيق المصنعة وبالتالى قلة انتاج الخبز.
وقال محمد هاشم (عامل) إن البطاقات التموينية تعطى للفرد ثلاثة أرغفة فى اليوم وهذا بطبعه عدد غير كافٍ بالمرة من حيث الخبز فهل من المعقول أن يأكل الفرد رغيفا واحدا فى الوجبة بالإضافة للأطفال غير المضافين على البطاقات التموينية؟
وأضاف سامح السيد (يعمل فى محل تجارى) ان احد هذه الأسباب عدم صرف الدقيق المدعم لنا على بطاقات التموين بشكل كافٍ ومنتظم ما يدفعنا للوقوف فى صفوف المخابز بالساعات الطويلة للحصول على الخبز وهذا بمثابة مجهود متعب يتم عمله يومياً.
وقال جمال محمدين (مزارع) إن عوامل القلق والخوف من المستقبل هما ايضاً من اسباب هذه الأزمة فبعض المواطنين يوجد لديهم مخزون من القمح الخاص بهم ولكنهم لا يقومون بخبزه بل يشترون الخبز المدعم فى الوقت الحالى وترك مخزونهم للمستقبل خوفاً من الغد على غرار المثل الشعبى القائل (احيينى النهارده وموتنى بكرة).
وأضاف يسرى مسعد (مواطن) انه فى الماضى كان سكان الأرياف والقرى لا يحتاجون لشراء الخبز المدعم بل كان شراؤه مقصوراً فقط على اهالى المراكز والمدن لكننا فوجئنا مؤخراً بأن هؤلاء الريفيين أصبحوا فى صفوف المخابز أكثر من سكان المدن والمراكز ما جعل المطلوب أكثر بكثير من المنتج.
وأوضح علاء عبدالرحيم (مدرس) أن عدد ساعات عمل المخابز قليل نسبياً فأغلبها يعمل من الساعة 7 صباحاً وحتى الساعة 11 ظهراً وهذا وقت غير كافٍ لإنتاج كميات من الخبز كافية لاستهلاك المواطنين وايضاً لا يتيح الفرصة امام الموظفين لشرائه فكثيراً ما نعود من المخبز دون الحصول على الخبز وهذا يعد من اسباب الأزمة.
واضاف حسنى السيد (موظف) ان ازدحام المخابز وصفوفها الطويلة وقلة عدد ساعات عملها تجعلنا نلجأ لشراء الخبز الغير مدعم مثل (الخبز السياحى- الخبز الشامى) وهذا بدوره مكلف جداً، موضحاً أن سعر الخبز غير المدعم يوازى خمسة أضعاف سعر الخبز المدعم.
وقال أحمد السيد (بقال) يوجد تجار خبز يفتعلون المشاكل والمشاجرات امام المخابز ويسببون مضايقات للمواطنين بغرض تطفيشهم والاستحواذ على اكبر قدر من الخبز لبيعه بسعر أعلى من سعره الطبيعى ويتم هذا بمعرفة ومعاونة بعض اصحاب المخابز وامام مفتشى التموين.
وفى هذا الشأن تحدث إلى السوق العربية المشتركة المحاسب شمس الدين محمد يوسف (وكيل وزارة التموين بسوهاج)، موضحاً بأن من أهم مسببات هذه الأزمة هو قيام بعض أصحاب المخابز بتسريب وبيع بعض اجزاء من حصص الدقيق المدعم فى السوق السوداء بطرق شتى ولكن المديرية دائمة الرقابة عن طريق الحملات المكثفة على مستوى المحافظة والدليل تحرير 804 محاضر خاصة بالمخابز فقط خلال شهر مارس الماضى.
وأضاف شمس الدين قائلاً: يوجد سوء توزيع جغرافى فى كميات المخابز فهناك أماكن بها اعداد كثيفة من المخابز واماكن اخرى تفتقر إلى تلك المخابز وهذا بسبب النظام السابق الذى كان يعتمد فى استخراج رخص المخابز على المحسوبية والوساطة. ولكن يتم علاج سوء التوزيع الجغرافى هذا مؤقتاً بصرف كميات من دقيق المخابز تحت التشغيل للأماكن التى بها العجز. مؤكداً أنه سيتم فى القريب العاجل القضاء على هذه المشاكل والأزمات عن طريق تطبيق منظومة الكارت الذكى التى تجعل المواطن بإمكانه الحصول على الخبز من اى مكان وفى اى وقت وبالمواصفات التى يحددها وهذا يكون بمثابة رقابة من قبل المواطن لجودة الخبز. معرباً بان حل هذه الأزمة من أهم وأول مطالب ثورة 25 يناير المجيدة (عيش- حرية- عدالة اجتماعية).