السوق العربية المشتركة | اللواء مدحت الأعصر رئيس الإدارة العامة لمباحث التموين: نحن الدولة الوحيدة التى بها لتر المياه أغلى من البنزين والسولار!

السوق العربية المشتركة

الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 - 11:36
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

اللواء مدحت الأعصر رئيس الإدارة العامة لمباحث التموين: نحن الدولة الوحيدة التى بها لتر المياه أغلى من البنزين والسولار!

اللواء مدحت الأعصر يتحدث لـ«السوق العربية»
اللواء مدحت الأعصر يتحدث لـ«السوق العربية»

البعض ينظر لمباحث التموين على أنها السبب الرئيسى وراء الأزمات المستمرة لانتشار طوابير البنزين وأزمات البوتاجاز لضعف الرقابة على المنافذ والمستودعات، وأكد اللواء مدحت الاعصر رئيس الإدارة العامة لمباحث التموين فى حواره لـ«السوق العربية» ضرورة إعادة النظر فى منظومة دعم المواد البترولية، لافتا إلى أن جزءا كبيرا من الدعم يذهب لغير مستحقيه كما أن الدعم فى مصر يقدر بحوالى ١٠٠ مليون جنيه يوميا، وفى حال تحرير سعر المواد البترولية سنقضى على السوق السوداء بالاضافة لتغليظ العقوبة على مهربى الدعم والعقوبات الحالية هزيلة وغير رادعة. كما أن مباحث التموين تتصدى بشدة لك من يحاول خداع المواطن وبيع الوهم لهم كما حدث فى قضية الفنكوش وحساسين وترفع المباحث حالة الطوارئ استعدادا لشم النسيم وتكثف الرقابة على الاسواق
الدعم فى مصر يقدر بحوالى ١٠٠ مليون جنيه يومياً.. والعقوبة الحالية غير رادعة وهزيلة

دعم البنزين والسولار لإ يصل لمستحقيه.. ما الطرق التى تساهم فى القضاء تسريب الدعم؟

- مصر هى البلد الوحيد فى العالم التى بها سعر لتر المياه أغلى من سعر لتر البنزين والسولار، بالإضافة إلى أن دعم البنزين فى مصر يقدر بحوالى 100 مليون جنيه يوميا، ودعم السولار يكلف خزينة الدولة 150 مليون جنيه يوميا وهو ما يؤكد ضرورة إعادة النظر فى دعم المواد البترولية والذى يوجه الجزء الأكبر منه للأسف لغير مستحقيه ومن وجه نظرى تحرير سعر المواد البترولية سيساعد على حل المشكلة.



لماذا ظهرت الطوابير أمام محطات البنزين مرة أخرى؟

- مصر ليس بها أزمة فى السولار، و«الطوابير» الموجودة فى بعض محطات البنزين وفى عدد من المحافظات مجرد «اختناقات» فقط ولا يمكن أن نسميها أزمة. وهى ظاهرة متكررة كل عام فى نفس التوقيت تزامنا مع موسم الحصاد، كما أنه يجب أن نضع فى اعتبارنا الزيادة السكانية الرهيبة والتى من شأنها تربك الكثير من الحسابات لأى دولة وما يترتب عليها من اختناقات مرورية، وزيادة فى عدد المركبات والسيارات وبالتالى زيادة مستمرة فى معدلات استهلاك المحروقات ويزيد من الأعباء المالية على الدولة.

البنزين المدعم كيف يتم محاربتها؟

- أفضل الطرق وأسرعها يكمن فى تغليظ العقوبات على مهربى البنزين والسولار والذين لهم دور كبير فى تجدد أزمة نقص المواد البترولية، مؤكدا أن العقوبات الحالية «هزيلة وغير رادعة»، وهى عادة تكون غرامة مالية ضعيفة جدا لا تتعدى 10 آلاف جنيه وفى أقصى الحالات قد تكون السجن من سنة لـ 10 سنوات.

ومنذ بداية العام وحتى نهاية شهر مارس المنقضى استطاعت مباحث التموين فى جميع أنحاء الجمهورية فيما يتعلق بالمواد البترولية من تحرير 496 قضية شملت 276 قضية تهريب وبيع فى السوق السوداء وتخزين وامتناع عن بيع سولار بإجمالى 5 ملايين و596 ألفا و224 لتر سولار، و224 قضية تتعلق بالبنزين بإجمالى مضبوطات مليون و461 ألفا و817 لتر بنزين.

وتنوعت القضايا ما بين امتناع عن بيع وبيع بأزيد من السعر وعدم وجود سجل تجارى أو تراخيص لمحطة التمويل، فيما بلغ عدد قضايا المازوت 5 قضايا بإجمالى مضبوطات نحو 500 طن مازوت.

« الفنكوش» ظهر إعلاناته بقوة فى وسائل الإعلام خلال الفترة الماضية.. فما قصته؟ وإلى أين وصلت التحقيقات والإجراءات فى هذه القضية؟

-«الفنكوش» عبارة عن حلوى «جنسية» تتخلص قصته فى حصول أحد الأشخاص على ترخيص من المعهد القومى للتغذية فى يوليو 2013بإنتاج نوع من أنواع حلوى الأطفال به نوع من الكالسيوم ضمن مكوناته لتغذية الأطفال وإمدادهم بالكالسيوم فى صورة حلوى بدلا من الحصول عليه كدواء تحت اسم «التوب كات» فى مصنع بمدينة 6 أكتوبر. وبعد حصول ذلك الشخص على الترخيص قام ببيع الترخيص وتسجيله لشخص آخر الذى قام بطرحه بواسطة شركة «الراشدين» للمنتجات الطبية وقامت هذه الشركة بالتنازل مرة أخرى لشركة تسمى «طيبة» تم إيقاف نشاطها منذ 29 عاما والتى قامت بدورها بإضافة مشتقات تستخدم فى تصنيع الفياجرا على هذه الحلوى دون تصريح. مما يجعلها ضارة بالصحة وبحياة الإنسان. وبالفعل تم تحويل القضية بالكامل للنيابة العامة وما زلنا مستمرين فى تعقب بيع وتسويق هذا المنتج وتم تحرير 15 قضية حتى الآن وبلغت المضبوطات حوالى 119 ألفا و106 قطع «فنكوش» تزن حوالى 2طن و430 كيلوجراما.

سعيد حساسين انتشر بقوة فى وسائل الاعلام ولاقى شهرة واسعة فى العلاج بالأعشاب ولكن البعض يرى أنه ينتج أدوية مضرة.. فما تعليقك؟

- حساسين يقوم بإنتاج أدوية من أعشاب مجهولة وليس معروفا مدى ضررها على صحة الإنسان بعد إضافة مواد كيماوية عليها وهو ما جعله يدخل تحت طائلة القانون بإنتاج أدوية دون الحصول على التراخيص اللازمة من الجهات المختلفة وعلى رأسها وزارة الصحة، ونحن تلقينا العديد من الشكاوى المقدمة ضده، وبالتحرى تأكدنا من صحة هذه الشكاوى وبالفعل تم ضبط العديد من المخالفات على رأسها أن معظم الأعشاب المستخدمة فى تصنيع هذه العقاقير ضارة بصحة الإنسان وضبطنا منتجات طبية غير حاصلة على تراخيص وزارة الصحة، وقمنا بمخاطبة المحليات لغلق المنافذ التى يقوم فيها حساسين ببيع منتجاته على مستوى الجمهورية، كما أنه يحصل على تراخيص فتح محالات «عطارة» فى البداية ثم سرعان ما يغير النشاط إلى التداوى بالأعشاب والأدوية، وقمنا بالفعل بغلق 22 فرعا من أفرع محال «حساسين» فى جميع المحافظات.

ماذا عن عمليات غش وتهريب الدواء التى انتشرت بكثرة الفترة الماضية؟

- بالفعل مصر تواجه عمليات غش ممنهجة للدواء، ويجب مواجهة ذلك بقوة وحسم من خلال تغليظ العقوبات على المصانع والشركات التى تقوم بغش الدواء، خاصة أن المشرع المصرى لم يعطى الأهمية المطلوبة فى عقاب عمليات غش الدواء رغم أنه مرتبط ارتباط مباشر بصحة وحياة المواطنين.

بالنسبة للقمح تيم ضبط كميات من القمح غير صالح للاستهلاك الآدمى كيف يتم ضبط هذه الأقماح؟ وهل هناك تعاون مع جهات رقابية أخرى لضبط سوق القمح؟

- بالفعل هناك عملية ربط الكترونى مع الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات لمراقبة وحصر أى رسائل تصل الموانئ المصرية سواء كانت قمحا أو أى سلعة أخرى وكذلك حصر الرسائل المرفوضة أو التى حصلت على دخول مؤقت للبلاد. ولقد نجحنا الفترة الماضية منذ بداية العام الجارى وحتى نهاية شهر مارس الماضى من ضبط 88 ألف طن قمح فى الموانئ المصرية المختلفة «30 ألف طن فى الميناء الجاف بالعامرية، و6 آلاف طن فى ميناء دمياط، و52 ألف طن فى ميناء الدخيلة».

إلغاء العمل بالتسعيرة الاسترشادية ما البديل لضبط الأسعار ومنع التلاعب بها حفاظا على المستهلك المصرى؟

- السوق المصرية «سوق حرة» محكومة بقوى العرض والطلب، وأسعار السلع مرتبطة بالمستوى المعيشى لكل منطقة، فالمناطق الشعبية والريفية تكون الأسعار فيها أقل إلى حد ما عن الأسعار فى المناطق الراقية، وهنا يجب علينا ألا نغفل دور المواطن فى مواجهة التلاعب بالأسعار وذلك بإبلاغنا بأى مخالفات يراها فى الأسواق وعليه أيضا أن يتمسك بحقه فى الحصول على السلعة بالجودة والمواصفات المطلوبة بالسعر الحقيقى لها، لأن هذا يساعدنا كثيرا فى القيام بعملنا وكذلك يحافظ له على حقوقه التى يكفلها له القانون والدستور وكافة المواثيق.

ما خطة مباحث التموين فى مراقبة الأسواق وتوفير السلع الأساسية للمواطنين أثناء فترة الانتخابات؟

- يتم العمل بكل جد من الآن لتأمين احتياجات المواطنين من السلع الأساسية والضرورية أثناء الانتخابات الرئاسية، وذلك من خلال وضع خطة عمل وعقد العديد من الاجتماعات مع الأجهزة الأمنية والرقابية المختلفة لتأمين وتوفير كافة المواد الغذائية والتموينية، وكذلك تشديد الرقابة على الأسواق بالتنسيق مع مفتشى التموين والجهات الرقابية المختلفة التابعة لوزارة التموين وقطاع الأمن الاقتصادى التابع لوزارة الداخلية لتلافى حدوث أى اختناقات أو عجز فى أى سلعة أثناء عملية الانتخابات الرئاسية، وكذلك إجهاض أى محاولة من قبل ضعاف النفوس للتلاعب بقوت الشعب سواء بعرض سلع غير صالحة للاستخدام الآدمى أو من خلال التلاعب بالأسعار وتكدير صفو العملية الانتخابية.

هل سنرى ما يحدث فى كل انتخابات من استغلال «الزيت والسكر» فى كسب أصوات الناخبين؟

- أستبعد تماما ولا يخطر ببال أى شخص لديه عقل أن يلجأ أى من مرشحى الرئاسة إلى هذه الطرق «الرخيصة وسيئة السمعة» فى الحصول على أصوات الناخبين، فهذا الأسلوب الذى كان يتبعه الإخوان فى انتخابات مجلس الشعب وانتخابات المحليات مستغلين حاجة المواطنين البسطاء وتوزيع «الزيت والسكر» عليهم لكسب أصواتهم وذلك لأنه ببساطة الرئيس مرشح لأكثر من 90 مليون مصرى وليس لدوائر صغيرة حى أو قرية مثلا مثل الانتخابات البرلمانية

ما الاستعدادات لشم النسيم؟

- تم بالفعل إعلان حالة الطوارئ استعداد لشم النسيم. والإدارة العامة لمباحث التموين وضعت خطة لمراقبة الأسواق للتأكد من مدى صلاحية الأسماك المملحة والمدخنة.

وشددنا على تكثيف الحملات التفتيشية لمتابعة حالة السوق والمحال والمصانع خاصة المصانع التى تقوم بتصنيع الخمور، مشيرا أنه تم ضبط مصنع غير مرخص بمنطقة الخصوص يقوم بتصنيع الخمور.

واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لزيادة إحكام الرقابة على الاسواق والمحال خاصة محال بيع الأسماك المملحة والمدخنة.

كما أنه تم تشكيل غرف عمليات بالوزارة لمتابعة الأسواق، والتأكد من سلامة السلع ومدى وتوافرها بالتعاون مع الأجهزة الرقابية بالوزارة خلال فترة شم النسيم.

طوابير الخبز صداع مزمن فى رأس الحكومات المتعاقبة هل هناك خطة جديدة للقضاء على الطوابير؟

- منظومة الخبز الجديدة التى يتبناها الدكتور خالد حنفى تتضمن تحرير اسعار الدقيق للمخابز وتحديد حصة من العيش شهريا لكل بطاقة تمونية تتراوح من 450 رغيفا الى 700 رغيف بسعر 5 قروش للرغيف يشتريه المواطن من المخبز عن طريق بطاقة التموين كما أنه سوف يتم استخراج بطاقة صرف عيش لمن ليس لديهم بطاقات تموينية وان المواطن سوف يحصل على سلع غذائية مجانية من البقالين التموينيين مقابل عدد الارغفة التى سيتم توفيرها بالاضافة الى حصته الشهرية من السلع التموينية وبذلك نحافظ على كرامة المواطن والتخلص من طوابير العيش نهائيا.