مستقبل التعليم الفنى فى مصر.. الشباب يطالب بالاهتمام بالتعليم الفنى من أجل صناعة تنافسية وزيادة الإنتاج والقضاء على البطالة
كانت الثورة الصناعية فى اوروبا السبب الاول لتقدم هذه الشعوب واتجهت شعوب معظم هذه الدول للعمل فى القطاع الصناعى واهتموا بدعم وتطوير التعليم الفنى من اجل الحصول على عمال مؤهلين للعمل فى هذا القطاع ومن ابرز هذه الدول فرنسا والثورة الصناعية الكبرى التى قامت بها واستطاعت ان تحولها الى دولة كبرى وكوريا التى بدأت من الصفر واستطاعت بالصناعة ان تتقدم وتنافس فى كثير من المنتجات على المستوى العالمى.. فلماذا لا نسير على هذا النهج رغم وجود الملايين من العاطلين وتوجد الالاف الفرص للعمل فى هذا القطاع فما المانع لتاهيل الشباب من اجل العمل فى القطاع الصناعى؟
واوضح جبالى المراغى رئيس الاتحاد العام لعمال مصر ان التعليم الفنى فى أى من دول العالم هو المصدر الرئيسى لإمداد سوق العمل بالعمالة الفنية المدربة حرفيا، والتى تلعب دورا هاما فى تنمية البلاد، ويحظى هذا النوع من التعليم بأهمية كبرى فى معظم الدول المتقدمة والتى أيضا فى دور التنمية، سواء من حكوماتها أو من المجتمع الصناعى والتجارى والذى يهمه الحصول على عمالة متعلمة ومتدربة.
غير أن المسئولين عن التعليم الفنى فى مصر يتعاملون معه كأنه درجة ثانية من التعليم ومن مظاهر ذلك عدم الاهتمام به ومعاملة خريجيه كأنهم عمالة لا وجود لها ويمنع عنهم استكمال دراساتهم الجامعية إلا بشروط مجحفة يصعب على الكثير منهم تحقيقها، نظرا لأسلوب التعليم المتدنى الذى تلقوه فى المرحلة الثانوية الصناعية أو ما بعدها.
وقال الدكتور محمد اسماعيل رئيس الجامعة العمالية أن المناهج ستشهد تطورا كبيرا فى الفترة المقبلة للتعليم الفنى والذى يعد القاطرة القادمة للصناعة الوطنية خاصة أن الجامعة العمالية تهتم بالجانب العملى أكثر من النظرى وتهتم لربط مخرجات التعليم بسوق العمل حتى يتسنى لها أداء دورها الذى أنشئت من أجله.
وقال توفيق فوزى نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال ان العمالة المدربة هى دائما ما نتمنى ان نصل اليه والبطالة اغلبها من اصحاب المؤهلات العليا الذين يرفضون العمل بالقطاع الفنى بعد حصولهم على المؤهل ويرجع ذلك لاهمال قيمة العمل الفنى والعامل ودوره فى التنمية وتحتاج مجتمعاتنا العربية الى اعادة النظر فى العمل الفنى ومعرفة اهميته ودوره فى التنميه حتى لا يشعر الفرد الذى يعمل فى القطاع الفنى بالخجل والضعف ويجب ان يشعر انه مثله مثل الطبيب او المهندس لان العامل هو اساس التنمية فى اى مجتمع وعلى اصحاب المصانع استخدام سياسات عادلة مع العمال بما تتناسب مع مجهودهم وانتاجهم وتسهل لهم كل العوائق التى تقف امامهم من اجل العمل فى هذا القطاع الهام جدا كما ايضا تقع على الاعلام مسئولية اعلام الناس بمدى اهمية العامل ودوره العظيم فى المجتمع وتشجيع الشباب بمختلف مؤهلاتهم العلمية على العمل فى هذا القطاع.
وقال جلال حسنين نائب رئيس النقابة العامة للصناعات الهندسية أن التعليم الفنى هو العنصر الاستراتيجى والمكون الأساسى لاكتساب المهارات والمعارف التى يحتاجها الفنيون فى كافه القطاعات وأن معظم الدول الأوروبية يحظى التعليم الفنى بها باهتمام كبير لأنه المصدر الرئيسى فى توفير العمالة الفنية المدربة على أسس تكنولوجية علمية وعملية.
واكد ان التعليم الفنى والمهنى يلعب دوراً أساسيا فى تشكيل المهارات الفنية والتقنية للعاملين بما يمكنهم من مواكبة المستجدات التكنولوجية وتطوراتها المستمرة بما يتلاءم مع متطلبات سوق العمل لأنه طوق النجاة للقضاء على مشاكل البطالة والفقر والانتاج.. علماً بأن مصر تعانى من نقص العمالة الماهرة وشبه الماهرة حيث ؤن متوسط إنتاجية العامل فى مصر أقل من متوسط إنتاجية العامل فى بلدان أخرى ويرجع ذلك إلى عدم وجود نظام تعليمى يتيح التدريب الجيد والجاد.
وقال عبدالناصر عقبى رئيس النقابة العامة للبنوك والتأمينات انه لابد من الاهتمام بالتعليم الفنى فنحن لم نهتم بهم مما ادى الى ضياع الصناعة فى مصر فكنا نمتلك الكثير من المصانع ولكنها اغلقت وصناعات اخرى اذا لم نسرع بالحلول سنجدها قد اغلقت بسبب اغفالنا الاهتمام وتدريب الايدى العاملة وللاسف يجب اولا ان نقوم بتغيير الثقافة فالكثير يتجه للكليات وتزداد الاعداد بها بطريقة كبيرة ونرى طلابا يتخرجون بالالاف سنويا واغلبهم يرديون ان يعملوا على مكاتب او فى تخصصاتهم وهذا مستحيل فمن اين ستأتى هذه الوظائف كلها وتركنا هنا الصناعة ويجب على الدولة ان تقوم بعمليات توعية لجذب الشباب الى التعليم الفنى والصناعى لان الصناعة هى اساس بناء المجتمع.
وقال مجدى شعبان رئيس نقابة الضرائب والمالية والجمارك يجب ان نلغى تماما مسمى المدارس الصناعية أو الفنية أو التجارية وأيضا المعاهد فوق المتوسطة، سواء كانت صناعية أو تجارية أو بتخصصات اخرى ويحل محلها مسمى جديد يقبله المجتمع ويضفى على الملتحقين به الاحترام من المجتمع، وهذا المسمى الذى اقترحه ليس اختراعا منى ولكنه هو المعمول به فى كافة دول العالم المتقدمة وغير المتقدمة وأعنى هنا التعليم من خلال كليات المجتمع.
وقال ان هناك دول مجاورة لنا طبقت نظام كليات التقنية مثل دولة الإمارات العربية المتحدة وهو نظام شبيه بكليات المجتمع، وحققت نجاحا مذهلا فى هذا النوع من التعليم وأقبل عليه معظم مواطنى الدولة حتى تم تطويره وتحولت الدراسة به إلى دراسة جامعية كاملة تمنح درجة البكالوريوس، بعد أن كان الدارسون فى كليات التقنية يحصلون على دبلوم فوق المتوسط لمدة 3 سنوات من الدراسة وبالتالى عندما يشعر الطالب أنه سيلتحق بكلية وليس بمدرسة صناعية سيزيد الإقبال على هذه النوعية من الدراسة، خاصة إذا ما أتيحت للطالب أو الطالبة فرصة استكمال دراسته الجامعية دون تفرقة بينه وبين حاملى شهادة الثانوية العامة.
وعند سؤال شباب المؤهلات العليا عن امكانية العمل فى هذا القطاع.....
قال أسامة أنور طالب بكلية التجارة ان التعليم الفنى يجب ان يكون الاهتمام به أكثر مما هو موجود الان فللاسف اغلب الشباب يبحثون عن التعليم العالى وهذا خطأ فليس من المقبول ان يعمل مثلا كل هذا العدد فى كلية التجارة محاسبين وان يعمل كل هذا العدد فى كلية الحقوق محامين وهكذا والا بذلك لن نجد من يقوم بتشغيل المصانع التى هى اساس الاقتصاد والعامل المدرب سيكون قادرا على اخراج منتج مصرى جيد ينافس فى الاسواق.
وقال منير محمود طالب بكليه الحقوق ان الجميع مهتم فقط بالتعليم الجامعى وهذا من سوء الثقافة فى مصر لان التعليم الفنى هو اساس اى دولة صناعية متقدمة وان الدول المتقدمة تهتم بالصناعة وبالعمال والصناع وتوفر لهم فى البداية التدريب والتعليم المناسب.
وقال عبد الله احمد طالب بكلية الهندسة انه من الافضل الاهتمام بالتعليم الفنى ومساواته بالتعليم العام وتطويره وتغير ثقافة الشباب وجذبهم الى هذا النوع من التعليم لان الذى يعمل ويبنى الوطن هم فى النهاية العمال والفنيين فهم الذين يقومون بالانتاج.
وقال حازم محمد طالب بكليه الاداب ان منظومة التعليم بأكملها فى حاجة الى التغيير وانه يجب تطوير التعليم الفنى والعام ايضا وتأهيلهم لسوق العمل وفتح الفرص اما التعليم الفنى فى العمل والالتحاق بالكليات وتوفير فرص عمل لهم بالمصانع فهناك الكثير من المصانع التى تحتاج الى أيدٍ عاملة ولا تجد العمال المدربين فى مصر وتقوم بتشغيل اجانب لانهم مدربين فنحن نحتاج الى التدريب والتطوير للتعليم الفنى.
وقال مؤمن حسن طالب بكليه تجارة انا لا امانع ان اعمل فى القطاع الصناعى وانه قطاع مهم فهو الذى يقوم بعمل كل الصناعات التى حولنا وان العامل المدرب والمثقف افضل من عامل جاهل وانه يتمنى ان يساعد فى بناء الوطن عن طريق عمله. وقال هيثم قنديل طالب بكلية الاداب ان التعليم الفنى فى الدول المتقدمة يتم الاهتمام به وتفضيله فهم من يقومون بالعمل فى المصانع وانه اذا تم الاهتمام به فى مصر فلن نجد بطالة، فالمصانع كثيرة وتحتاج الى عمالة مدربة والاراضى كثيرة وتحتاج الى من يعمرها ويسكن بها وتوصيل المرافق لها وبناء مصانع بها كل هذه مشروعات ينفذها الذين تخرجوا فى التعليم الفنى والعمال وهم اغلبية المجتمع ويشكلون جزءا كبيرا من البطالة وبذلك نستطيع التغلب على مشكلة البطالة وزيادة الانتاج وتطوير المنتج المصرى وشراءه بدلا من شراء اى منتج اجنبى ولكن فى البداية نريد تغيير تقافة المجتمع ونحتاج الى تغيير المناهج والتحفيز للشباب.