السوق العربية المشتركة | بعد 7 سنوات على ثورة يونيو.. بطولات وملاحم سطرها رجال الشرطة بدمائهم من أجل حماية الوطن

السوق العربية المشتركة

الخميس 18 أبريل 2024 - 11:09
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

بعد 7 سنوات على ثورة يونيو.. بطولات وملاحم سطرها رجال الشرطة بدمائهم من أجل حماية الوطن

كتب- شيماء صلاح



حاولت الجماعة الإرهابية وأجنحتها المسلحة، المتمثلة في عدة حركات أطلقت عليها  "حسم ولواء الثورة وكتائب حلوان" وغيرها من الحركات الإرهابية المنبثقة جميعاً من رحم جماعة الإخوان، ضرب البلاد بالفوضى بعد ثورة 30يونيو ، لكن باءت أحلامهم بالفشل.ارتكبت جماعة الإخوان عقب الإطاحة بهم عدة جرائم لم تشهدها مصر من قبل، فاعتصموا في رابعة والنهضة، وخطفوا المواطنين وعذبوهم واستهدفوا رجال الشرطة لدى فض الاعتصاميين المسلحين، واستهدفوا أقسام ومراكز الشرطة يوم الفض، فقتلوا 11 ضابطاً في مذبحة كرداسة، وأحرقوا الكنائس، وأطلقوا كتائب الإغتيالات لاستهداف الشخصيات العامة والأبرياء، فاغتالوا المستشار الراحل هشام بركات وحاولوا اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الأسبق والدكتور علي جمعه مفتي الجمهورية السابق، واغتالوا المقدم محمد مبروك وعدداً من الضباط واستهدفوا الأكمنة، وزرعوا المتفجرات والقنابل في كل مكان، واستهدفوا أبراج الكهرباء، وحولوا عدة مناطق لساحات قتال مثل "بين السرايات" و"محيط المنصة"، وألقوا الأطفال من أعلى العقارات في الإسكندرية، واستهدفوا الجنود والأبطال في سيناء، وفجروا الكنائس يوم الأحد، واستهدفوا الركع السجود يوم الجمعة.
 
كل هذا الخراب والدمار ولغة الدماء، ومصر تتصدى وتقاوم، وتؤكد على الوعد الإلهي بأنها ستكون دوماً بلد الأمن والأمان، كما قال عنها القرآن الكريم "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنيين".
 
 
 
عيون ساهرة، قررت التصدي ببطولة وتسطر ملاحم جديدة في تاريخ جهاز الشرطة، حيث قادت وزارة الداخلية ضربات استباقية قوية، أربكت العناصر الإرهابية ونجحت في القضاء على 992 بؤرة إرهابية، وطهرت الصحراء من معسكرات المتطرفين، وفككت الخلايا العنقودية للجماعة، وضبطت المتورطين في كافة أعمال التخريب بالبلاد، لتتراجع الحوادث الإرهابية من من 481 حادث عام 2014 إلى 22 عام 2017، ثم بدأت في التلاشي خلال عامي 2018 و2019.شهداء ومصابين سقطوا وهم يسطرون الملاحم البطولية، ويعيدوا مصر لسابق عهدها بلد الأمن والأمان وكان أبرزهم  الشهيد العميد وائل طاحون، الذي اغتيل برصاصات الغدر من الجماعات الإرهابية المجرمة أمام منزله، إلى علامة فارقة في سجلات شهداء وظهر ذلك جليا خلال احتفال وزارة الداخلية بعيد الشرطة الـ 68 والذي عرض خلاله أوبريت غنائي يحكي قصة أسرة مصرية قدمت للوطن شهيدين هما العميد وائل طاحون، مفتش مباحث الأمن العام، وزوج ابنته الرائد ماجد عبدالرازق، مفتش مباحث النزهة..
 
 
 
ودَّع العقيد وائل طاحون زوجته وأبناءه، في صباح الثلاثاء 21 أبريل 2015 وبعد دقائق سُمع دوي إطلاق نار كثيف انتهى باستشهاد "طاحون" ومجند من حراسته.
 
 
 
هرولت زوجته إلى سيارته لتجده غارقًا في دمائه جراء إصابته وحارسه بنحو 45 رصاصة اخترقت جسديهما، وفق تقرير الطب الشرعي.
 
 
 
الشهيد وائل طاحون قضى 27 عاما في خدمة الشعب منذ تخرَّج عام 1988 في كلية الشرطة، وضع حماية الوطن نصب عينيه، واتخذ من الانضباط والحزم مسلكًا.
 
 
 
عمِل "طاحون" المولود في الغربية خلال مسيرته بقطاع قوات الأمن ثم ضابطًا بقسم شرطة السلام، وبعدها أصبح رئيسًا للمباحث بمديرية أمن أسيوط، ثم تولى منصب رئيس مباحث قسم مدينة نصر لمدة عامين، انتقل بعدها لمباحث المطرية لمدة 3 سنوات تمكن خلالها من ضبط العديد من العصابات الإجرامية.
 
 
 
مع حلول عام 2012، تولى "طاحون" منصب مفتش مباحث الأمن العام لمنطقة عين شمس والمطرية والزيتون حتى استشهاده.
 
 
 
كان العقيد وائل طاحون أحد أبرز قيادات الشرطة خلال عامي 2013 و2014، وساهم في ضبط العديد من العناصر الإرهابية من خلية "أجناد مصر" و"أنصار بيت المقدس" ما وضعه على قائمة الاغتيالات من قِبل جماعة الإخوان الإرهابية.
 
 
 
الشهيد ماجد عبدالرازق يلحق بحماه إلى جوار ربه
 
لم تنته سيرة الشهداء في منزل "طاحون"، إذ لحقه في الشهادة زوج ابنته ماجد عبدالرازق، معاون مباحث النزهة باستشهاده في 7 أبريل 2019 في إطلاق نار مع مسلّحين بدائرة قسم النزهة.
 
 
 
"عبدالرازق" تخرّج من كلية الشرطة ثم عمِل معاونًا للمباحث بقسم شرطة عين شمس لفترة طويلة، ثم نقل للعمل بالاتحادية ثم انتقل معانًا لمباحث النزهة حتى استشهاده.في عام 2017، ارتبط الشهيد بابنة العميد وائل طاحون، ولم يحظ برؤية ابنته سوى أسبوع واحد لتغتاله يد الإرهاب أثناء تأدية واجبه في حماية المواطنين.أسرة العميد وائل طاحون قدّمت للوطن جنديًا جديدًا يقاتل لأجل الوطن؛ طالب كلية الشرطة عاطف وائل طاحون، نجل الشهيد وشقيق زوجة الشهيد ماجد عبدالرازق ، هؤلاء الأبطال الحقيقون دفعوا "فاتورة" الأمن من أرواحهم، لنعيش جميعاً في سلام وأمان.