السوق العربية المشتركة | الحاله والمحرق ووفاء ممتد

السوق العربية المشتركة

الإثنين 25 نوفمبر 2024 - 09:54
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
الحاله والمحرق ووفاء ممتد

الحاله والمحرق ووفاء ممتد

الوطن العزيز بمدنه وقراه، وفرجانه وحواريه يغرس فينا الأمل، ويعلمنا معنى الوفاء؛ فقد عاش ويعيش المواطن البحريني مرفوع الرأس، مفاخرًا بالإنجازات التي تحققت على المستوى الوطني بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل قيادة هذا الوطن الرشيدة ليتباهى بين الأمم، ويذود عن حياضه ويفتديه بالمهج والأرواح، ولا يرضى أن تمس سيادته ومكانته أو أن يساء إليه، كما أن هذا الوطن العزيز يقدر أهله وأشقاءه وجيرانه وأصدقاءه فكسب محبتهم وتقديرهم وإنزاله المكانة التي يستحقها؛ فمملكة البحرين ترخص دونها المهج والأرواح، وستظل راية هذا الوطن خفاقة شامخة بإذن الله تعالى رغم حقد الحاقدين والشانئين والمعقدين.
 
منذ أسبوعين كنت أمام نصين لفتا نظري، وأخذا بلبي وعقلي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أحدهما شعري والآخر نثري؛ الأول للشاعر الغنائي إبراهيم عبدالكريم الأنصاري بعنوان «يا الحالة» والآخر النثري للمبدع عيسى محمد هجرس بعنوان «محرق أول»، فرجل الأعمال الناجح إبراهيم الأنصاري والشاعر المبدع المتألق دائمًا عضو مجلس إدارة مركز عبدالرحمن كانو الثقافي سابقًا وعضو مجلس إدارة جمعية الشعر الشعبي سابقًا والعضو الحالي في مجلس إدارة مركز الجزيرة الثقافي بحالة بو ماهر المحرق من الشعراء الذين عشقوا الشعر الشعبي فأبدع فيه كما كانت له إسهامات إعلامية إذاعية وتليفزيونية، وقدم البرنامج التليفزيوني الأشهر «مع الناس»، وهو مشارك في كثير من الفعاليات الوطنية والاجتماعية.
 
 
 
ولأنه ابن الحالة بالمحرق فقد تغنى بتلك الأيام الجميلة التي تشتهر بها الحالة وهي انعكاس لما هو في مجتمعنا البحريني من قيم وعادات وتقاليد ومفاهيم تنم عن طبيعة وأخلاق شعب البحرين في التسامح والألفة والمحبة، والوفاء والإخلاص لهذا الوطن العزيز، ونعيش مع الشاعر إبراهيم الأنصاري وكلماته التي تعيدنا إلى أيام جميلة وإلى اليوم نحن نحس ونشعر بها، فالمشاعر الإنسانية لا تنتهي بالتقادم أبدًا.
 
ربينا صغار على ترابج.... هوينا اسمج تعلمنا نحب الناس.... كل الناس.... نحب منهو يحب فنج... تعلمنا... تطبعنا... نود الخير حق الغير وحق أهلج وكل ما له يا الحالة يزيد فينا هواج أكثر وكل ما له يا الحالة نحس إنج وطن غالي يعيش في قلوبنا يكبر...
 
 
 
يسامرنا... يواسينا... يمنينا.... يقربنا لو عنج تباعدنا...
 
وخذنا الوقت وفرقنا...
 
ولو أنا... غصب عنا تحولنا
 
ورحنا بعيد...
 
وعند غيرج توطنا
 
ولقينا ناس وجبونا
 
وعرفنا أحباب وعزونا
 
بقيتي انتي.... رغم كل شيء
 
يا شمس وفي وسط قلبي تسكنين
 
تزرعين الحياة فيني... تدفعيني
 
أعيش هالدنيا واتعلم
 
وأدري إنج بعد تدرين
 
مردي يوم أرجع لج
 
مثل لول... طفل يلعب على ترابج
 
طفل وده يعيش يمج
 
يبات الليل في أحضانج
 
تربينه.... تبارينه.... تحاتينه مثل أمه طفل محروم ومتغرب يحن يشتاق حق ضمه تضمينه وتغنين... تفرحينه وتفرحين وليما الحين... ليما الحين
 
رغم كل شيء... بقيتي انتي
 
يا شمس وفيّ
 
وسط قلبي تسكنين
 
إلى أن يختم قصيدته
 
وكل ما له يا الحالة يزيد فينا هواج أكثر
 
وكل ما له يا الحالة نحس إنج وطن غالي 
 
يعيش في قلوبنا... يكبر..
 
فالحالة ليست جزيرة معزولة عن مجتمع البحرين في زمن ما وإنما هي حياة شعب وقيم مجتمع متحاب، ولأني عرفت الحالة منذ الطفولة والصبا عندما كنت أزور أهلي وأصدقائي فأحس بما شعر ويشعر به الشاعر إبراهيم الأنصاري، فهو لا يعيد إلينا ذكرى الماضي بقدر ما يعيدنا إلى ما كنا نؤمن ومازلنا نؤمن به من قيم الأهل والجيرة والأصدقاء، فإبراهيم الأنصاري من خلال هذه القصيدة يعيد على مسامعنا ذكريات عشناها ونعيشها في وطننا البحرين بمدننا وقرانا وحوارينا وفرجاننا..
 
أما النص الآخر فهو للمبدع المتألق دائمًا عيسى محمد هجرس الأمين العام لمركز عبدالرحمن كانو الثقافي ابن المحرق وهذا المركز الذي أنشأه الوجيه الراحل عبدالرحمن بن جاسم كانو مثواه الجنة يعتبر من المنابر الثقافية المهمة في مملكة البحرين مع الإشادة بدور الدكتور عبداللطيف جاسم كانو الرئيس الفخري للمركز ودور مجلس الإدارة برئاسة الأستاذ الشاعر علي عبدالله خليفة وأعضاء مجلس الإدارة المحترمين، مبارك سعد العطوي نائب الرئيس، عيسى محمد هجرس، علي أحمد الرويعي، عبدالعزيز محمد الكوهجي، عبدالوهاب ناصر العسومي، عبدالرحمن إبراهيم الباكر، أ. نسيمة يوسف جناحي، د. سهير سند المهندي، أ. هنادي الجودر.
 
 
 
المبدع عيسى محمد هجرس من شبابنا الذين عشقوا الكلمة الحلوة واللحن الجميل، وهو عندما يتصدى لتقديم ضيوفه في الأمسيات الثقافية بالمركز تشعر بإلمامه بالموضوع وإحاطته الواعية بما سيتحدث عنه المحاضر، فينسجم العطاء الثقافي بين المبدعين، عيسى هجرس بتواضعه وطيب معدنه وعشقه للفن والإبداع قال عن «محرق أول».
 
في مسافة الحاء والباء هرول كل الشعراء، وانه اخترت حبج مسافتي، واللي يركض ورى الجمال يسبقه 
 
الوله وتعبه لشوار.... يا حب ساكن طول النسم وقاعد في كل شهقه.
 
 
 
يريت ميداف الفكر فوق موج أفكاري أحاول أوصل اللي اتدورف على عروقي وصورة معلقة على الخاطر...
 
ويقول: يا محرق يت اوجفت البحر يا لس تحت ريلج يقول أمرج، ونور الصبح ايتنسل بسعف نخلج، وطيف المساء شق المدى ونصب على خدج، وحق اللي سن الخمس وثبت الجبلة... قولي لي هذي حمرة خد ولا حمرة ورد... يا محمدي ورازجي إيتفينل بماي المطر وسمرة على يال البحر.
 
فنحن أمام نص فيه كل الحياة اليومية والمناسبات التي تعيشها وعاشتها المحرق عاداتها، تقاليدها، فنها، حب الناس فيها للوطن وعشقهم والتغني به لا تستطيع هذه المساحة الإلمام بما كتبه المبدع عيسى هجرس ولكن إبداعه جعل من كلماته صورة ناطقة من خلال المزج بين الصورة والتعبير واللحن والشعر والغناء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ولا غنى لأحد عن تصفح هذه القطعة الأدبية الممزوجة بالتصوير والإخراج المتميز والإلقاء المفعم بالحنين والطيبة المعجونة بتراب الوطن.
 
تظل مملكة البحرين بمدنها وقراها وحواريها وفرجانها تحمل أجمل الذكريات وتعبر بوفاء وإخلاص؛ فأبناء هذا الوطن الذين يعتزون بالانتماء إليه، ويسطرون ملاحم العطاء والبذل، متكاتفون ومتعاونون مع قيادة هذا الوطن العزيز في عطاء إنساني لا ينضب بل يزداد رسوخًا ووثوقًا وتألقًا، وشعورًا وطنيًا ساميًا لخير هذا الوطن والمواطنين.
 
 
 
وعلى الخير والمحبة نلتقي..