«لغز غــــــــــــــــــامض» فى مصانع الأسمنت
وأضاف السويدى أن 80٪ من مصانع الأسمنت فى أوروبا تسخدم الفحم كبديل للطاقة مع تطبيق المعايير الدولية للحفاظ على البيئة.. ومصر بها أزمة طاقة كبيرة ولذلك لا نملك رفاهية استخدام بدائل للطاقة ويوجد عجز شديد فى توفير الغاز ولم تستطع الدولة توفير بديلاً للغاز وبات شبح الإغلاق يهدد المصانع القائمة بالفعل وبالتالى انهيار استثمارات بعشرات الملايين وتشريد آلاف العمال.
ويشير إلى أن الدول الكبرى خاصة الأوروبية تستخدم الفحم كبديل للطاقة منذ زمن بعيد ولم نسمع عن أضرار بيئية أو صحية نتجت عن استخدامه، فى حين أننا نجد بعض أصحاب القرار يرفضون استخدام الفحم خوفاً من الأضرار الناجمة عنه. وغلب الدول الأوروبية تطبق المعايير البيئية العالمية على المصانع المستخدمة للفحم.
ويطالب السويدى بالإسراع فى استخدام الفحم كوقود بديل على أن تضع الدولة الاشتراطات البيئية الصارمة وأن تقوم بدورها الرقابى على المصانع المستخدمة للفحم وفى حالة مخالفة أى مصنع لهذه الاشتراطات توقع عليه العقوبة والجزاءات المقررة طبقاً للقانون وعلى ألا يوجد تهاون فى تطبيقه.
من جانبه أكد محمد البهى عضو مجلس إدارة الاتحاد ورئيس لجنة الضرائب أنه لا بديل عن استخدام الفحم فى مصانع الأسمنت لأنها مصانع كثيفة الطاقة وهذا الحل سيوفر على الدولة كثيراً من الأعباء التى تحملتها والفائض من الطاقة سيوجهه إلى المشاريع الأخرى.
من جانبه رحب عمر مهنا عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات ورئيس مجلس إدارة إحدى شركات الأسمنت بقرار رئيس مجلس الوزراء باستخدام الفحم فى مصانع الأسمنت مؤكداً أن هذا القرار سيخفض سعر الأسمنت فى السوق المحلية بعد استخدام الفحم ونحن جاهزون كأول مصنع لاستخدام الفحم كوقود.
ويقول زكى بسيونى رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية إن ما يحدث فى مصر الآن من لغط حول استخدام الفحم كمصدر لإنتاج الطاقة شيء يحتاج إلى الكثير من التفسير فجميع دول العالم تستخدم الفحم، فالفحم بمقدوره أن ينتج 41٪ من الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى 70٪ من الصلب، كما أنه متوافر بكميات هائلة على مدار السنين بخلاف البترول فهو محدود، كما أن الفحم يتميز بأنه رخيص عن الغاز فى استهلاك الطاقة ويصل إنتاجه فى العام الواحد إلى ثمانية بلايين طن، فهو يستخدم فى جميع أنحاء العالم كالبرازيل وروسيا والصين وجنوب أفريقيا.
ويؤكد بسيونى أن وزارة البيئة تسير ضد مصلحة الدولة فيمكن أن تستفيد من تجارب الدول الأخرى فى هذا بمعرفة الاحتياطات وطرق الوقاية، فسلة الطاقة فى أى بلد فى العالم تشمل الفحم والبترول السائل والغاز والطاقة النووية، أما مصر فهى تعتمد على البترول والغاز فقط، لذلك فاحتياطى مصر من الغاز سينتهى قريباً، فماذا سنفعل بعد ذلك؟ فالادعاءات حول استخدام الفحم بأنه ملوث للبيئة كذب وهراء فعلى مستوى العالم كله 90٪ من صناعة الأسمنت تنتج بواسطة الفحم وأبرز دليل على ذلك الصين نصف إنتاج الأسمنت فيها من الفحم، وأعتقد أن استخدام الفحم لن يؤثر على البيئة طالما تم أخذ الاحتياطات وطرق الوقاية فهى يسيرة ومتاحة.
ويرى عمرو لبيب عضومجلس إدارة بغرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات أن استخدام الفحم فى إنتاج الطاقة مشاع فى جميع أنحاء العالم بالإضافة إلى أنه موفر جداً مادياً فمصر أصبحت فى حاجة إلى طاقة نتيجة نقص الغاز والطاقة البديلة كالرياح والطاقة الشمسية مكلفة للغاية، فاستخدام الفحم هو الحل الأمثل طالما هناك معايير واحتياطات لاستخدامه، فمصانع الأسمنت حالياً تعانى من كارثة كبرى ألا وهى نقص الغاز، بالإضافة إلى عدم وجود استثمار فى محطات توليد الطاقة، فالاتجاه الأوفر حالياً لوقود مصانع الأسمنت هوالفحم، فمصر فى أشد الحاجة حالياً إلى هذا.
ويرى لبيب أن استخدام الطاقة البديلة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح تحتاج إلى دعم كبير، فمصر ليس بمقدورها حالياً تحمل هذه التكلفة قبل إنعاش اقتصادها مرة أخرى.
على النقيض يرى سامى فهيم عضو فى غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعة أن اتخاذ هذا القرار سيؤثر تأثيراً سلبياً على مصر، وسوف تعود 100 عام إلى الوراء، فاستخدام الفحم سيؤثر سلبياً على البيئة، وهذا مرفوض نهائياً، ويجب البحث عن حلول بديلة كالطاقة الشمسية، بالإضافة إلى الترشيد فى الاستهلاك، فالبلاد التى تستخدم الفحم لديها القدرة على حماية شعبها عن طريق اتخاذ أساليب الوقاية والاحتياطات، وفى ظل الظروف التى تمر بها مصر ليس مضموناً أن يتم تطبيق الوقاية من هذا التلوث فيجب التفكير بعمق قبل اتخاذ هذا القرار لأنه ليس معنى أن يتم حل مشكلة أن أصنع مشكلة فى جانب آخر فالترشد الكامل للطاقة والبحث عن البدائل الحديثة كالطاقة النظيفة سيكون أفضل الحلول.
ويرى راشد توكل عضو غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات أنه لا توجد أدنى مشكلة فى استخدام الفحم لإنتاج الطاقة فى سبيل دوران عجلة الإنتاج، فالفحم لن يتسبب فى التلوث البشع فاستخدام الفحم سيكون من الوسائل الموفرة لإنتاج الطاقة، بالإضافة إلى أن الحلول الأخرى كالطاقة البديلة مكلفة للغاية، فطاقة الرياح تحتاج إلى محطات توليد، وبالنسبة للطاقة الشمسية فلن نستفيد من نتائجها إلا بعد سنوات، كما أنها تحتاج إلى استثمار، فنحن الآن نمر بمرحلة تبحث عن الأولويات.
ويؤكد توكل أن كثير من الدول الأجنبية تستخدم الفحم، فهوالحل الأمثل لمشكلة الطاقة، كما أن استخدام الفحم سيكون مؤقتاً لمدة عام أو عامين ليس أكثر كما أن استخدامه سيكون مقتصراً على المصانع البعيدة عن المناطق غير مأهولة بالسكان ومصانع الأسمنت رحبت بشدة بهذه الفكرة، لأن مصانع الأسمنت تمر بأزمة شديدة فى الطاقة.
ويرى توكل أن مصر تمتلك الكثير من الموارد المائية التى يمكن تحويلها إلى شلالات لإنتاج الطاقة، فمصادر المياه هامة جداً لإنتاج الكهرباء فهناك حلول بديلة، ولكنها تحتاج إلى وقت وتكلفة ليست بمقدور ميزانية الدولة.
ويقول رفيق ضو عضو غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات أن استخدام الفحم لإنتاج الطاقة سيوفر 67٪ من الغاز فى إنتاج الطاقة الكهربائية بدلاً من حرقه فالغاز من الأولى أن يستخدم كمادة أولية فى صناعة الأسمدة والحديد فالغاز الطبيعى أسعاره باهظة مقارنة بالفحم، فهو موفر، أما فيما يخص الطاقة الشمسية فهى ليست مفيدة للمصانع التى تعمل ليلاً وأيضاً طاقة الرياح غير مستمرة طوال العام.