السوق العربية المشتركة | د. على عبدالرحمن محافظ الجيزة لـ«السوق العربية»: الحكومة «خادمة» للمواطن رئيس الوزراء «رجل ميدانى» يقف على أرض الواقع

السوق العربية المشتركة

الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 - 13:25
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

د. على عبدالرحمن محافظ الجيزة لـ«السوق العربية»: الحكومة «خادمة» للمواطن رئيس الوزراء «رجل ميدانى» يقف على أرض الواقع

د. على عبدالرحمن يتحدث للسوق العربية
د. على عبدالرحمن يتحدث للسوق العربية

أكد الدكتور على عبدالرحمن محافظ الجيزة أن الحكومة تهدف إلى تقديم خدمة أفضل للمواطن وتضع تقديم الخدمة ومستواها والاستجابة إلى طلبات المواطنين فى المقدمة وأوضح محافظ الجيزة أن رجال الأعمال سددوا ما يزيد على 200 مليون جنيه لخزينة الدولة فى المنطقة الصناعية، وأكد أن تعطيل الدراسة بالجامعات إهدار للمال العام وتطبيق القانون بشكل سريع هو الحل. وقال الدكتور على عبدالرحمن فى حواره الذى اختص به جريدة «السوق العربية المشتركة» أن البطالة مشكلة تواجه الحكومات المتتالية مشدداً على ضرورة خلق فرص للشباب فى المرحلة القادمة، وأكد المحافظ إنشاء منطقة استثمارية جديدة وإنشاء مطار لمشاركة المحافظة فى الاستثمار، وقال إن ما تنفقه المحافظة على النظافة لا يتفق مع طموح المواطن، مؤكداً انتهاء محافظة الجيزة من «عقدة الخواجة» فى مجال النظافة من خلال الاستعانة بشركات أجنبية، ومشيراً إلى وجود شركات وطنية لتقوم بهذا الدور، وأشار محافظ الجيزة إلى وجود 73 منطقة عشوائية بالمحافظة، وهناك تحركات جدية من المسئولين لتطوير تلك المناطق، وأوضح أن مصر تمر حالياً بمرحلة انتقالية شديدة الأهمية تحتاج إلى العمل والإنتاج من كافة المواطنين.

ونحن نجلس مع قامة علمية كبيرة وقامة عملية واسعة نريد أن نتجول فى عقل وفكر سيادتكم ونبدأ أولاً بالصالح العام الخاص بالدولة.. كثير من الحكومات تعاقبت على سيادتكم ما الذى يميز هذه الحكومة عن غيرها؟

ــ هذه الحكومة تهدف إلى تقديم خدمة أفضل للمواطن وتضع تقديم خدمة أفضل للمواطن وتضع تقديم الخدمة ومستواها والاستجابة إلى طلبات المواطنين فى المقدمة، وقد كان هذا الهدف موجوداً فى أولويات الحكومة السابقة، لكن لم يكن الترتيب واضحاً بهذا الشكل وهذا هو الفرق الرئيسى الذى ألحظه فى نهج هذه الحكومة وسياستها التى تختلف عن نهج وسياسات الحكومة السابقة.



شعار الحكومة فى الفترة الحالية هو الجولات الميدانية.. ما رؤية سيادتكم لهذا الشعار؟ وهل الجولات الميدانية لرئيس الوزراء ترهق المحافظين والأجهزة التنفيذية؟

ــ رئيس الوزراء له سياسة وهى الوقوف على أرض الواقع والتعرف على المشكلة وهذا له علاقة بالخلفية التى يمتلكها والتجارب التى خاضها واكتسبها كرئيس لشركة من أكبر الشركات فى التشييد فى العالم العربى وكوزير للإسكان هذه الخلفية مما لا شك فيه أنها لها تأثير على أسلوب إدارته لما يطرح عليه من مشاكل.. هذا النهج يلقى استحسانا كبيرا من المواطنين، أما بالنسبة للإدارة فى المحافظات الكبرى مثل محافظة الجيزة أجد أن التوازن بين العمل الذى يخطط لاستراتيجيات من خلال اجتماعات وتكليف واضح لكل الإدارات المعاونة ومتابعة شديدة لما يتم إنجازه ومعاقبة من يخفق، وأيضاً إثابة وترقية من يجيد، هذه الأمور لها تأثير كبير من الاستمرار واستنفاد كل الوقت للإدارة العليا فى معاينات أو زيارات..والتوازن مطلب وإعطاء الفرصة لكل مدير إدارة أن يثبت نفسه أمر فى غاية الأهمية وأنت تلاحظ فى الجيزة أن التغييرات متلاحقة بسبب التقييم المستمر، فالأسبوع قبل الماضى صدرت نشرة للتغييرات فى الإدارات الهندسية طالت 25 عضواً هندسياً لإدارات تنظيم أو لمدير إدارات هندسية أولإدارات المبانى وهذا يتم بناءً على تقييم وأيضاً إما خفض للمسئوليات لمن يثبت أنه غير قادر أو زيادة فى المسئوليات لمن يثبت أنه قادر.

هل نستطيع أن نقول إن هذه الحكومة هى حكومة المواطن البسيط وليست حكومة رجال الأعمال؟

ــ هى حكومة المواطن البسيط ورجال الأعمال، حيث إن الأخيرين لهم دور رئيسى فى الاهتمام وأضرب مثالا هنا بأنه خلال الأسبوع الماضى سدد رجال الأعمال لخزينة الدولة فى المنطقة الاستثمارية لمحافظة الجيزة ما يزيد على 200 مليون جنيه وتستجيب المحافظة لتلبية الطلبات القانونية المقدمة من رجال الأعمال فى مجال الاستثمار وهذا هو النهج الذى تم عندما عرض الموضوع على رئيس الوزراء وافق على الفور ويعطى لرجال الأعمال فرصة للبدء وترسيخ الثقة بينهم وبين الحكومة، وهذا محور رئيسى لإتاحة فرص عمل وأيضاً تلافى المشاكل الناجمة عن توقف بعض المشروعات وتأثيرها على سوق العمل والفرص المتاحة للشباب.

كنت عميداً لكلية الهندسة، ثم رئيساً لجامعة القاهرة.. كيف تنظر إلى ما يحدث فى الجامعات حالياً؟

ــ الجامعات فى حالات كثيرة تطبق قانون تنظيم الجامعات على المخالفين ومن يحاولون تعطيل الدراسة، لكن بحكم عملى السابق وحكم عضويتى بمجلس جامعة القاهرة أنادى وأناشد القائمين على الأمن فى الجامعة أن يقدموا المخالفين فى وقت قصير للتحقيق معهم وأن إدارات التحقيق تنجز التحقيق فى وقت قصير وأن توقع العقوبة المناظرة وهى تصل إلى درجة الفصل تماماً على من يحاول تعطيل الدراسة، وكل هذا يكون له مردود كبير على من يقومون بتعطيل الدراسة، حيث إن من شأن هذا التعطيل إهدار المال العام بشكل كبير وضياع فرص تعطى من الدولة لأبنائنا الشباب لكى يتعلموا فى الجامعة،وأن يستفيدوا مما ينفق من ضرائب تجمع من المواطنين أو من استحواذ على نسب أعلى من الدخل القومى للجامعة، ثم تهدر هذه الأموال بتضييع الوقت أو استمرار للإجازات أو بتعطيل الدراسة وكل هذا من شأنه أن يضر بكل المجتمع وتطبيق القانون وبسرعة وأضع تحتها عدة خطوط هو الاتجاه الذى أراه مناسباً للتعامل مع الموقف الحالى فى الجامعات والعنف الذى يتزايد أحياناً ثم يخفت ثم يطل برأسه مرة أخرى ونحن نود أن نقطع دابر كل من يروجون لاختلاط الشئون الجامعية بالشئون السياسية.

هل أنت راض عن الحالة التى وصلت إليها الشوارع والأنفاق فى مصر؟

ــ الحركة المرورية وكثافتها تزيد على إمكانيات الشوارع كسعة وكتعامل مع عدد السيارات، وليس لدينا اتجاه للحل الجذرى لهذه الكثافات وتعطل المرور والانتظار أمام التقاطعات بمدد طويلة غير التنمية الحضارية بعيداً عن الأماكن المكدسة سكنياً وإدارياً، ولعل فى النماذج التى شاهدناها فى العالم ما يكون لنا كمثال نطبقه وهو ضرورة نقل جهات كثيرة وإدارات كبيرة خارج الكتلة السكنية ومنها الجامعات.

بغض النظر عن الأسماء ما مواصفات الرئيس القادم؟ وما أهم الأولويات التى يجب أن يضعها؟

ــ البطالة هى المشكلة الرئيسية التى تواجه الحكومات المتتالية، وحل هذه المشكلة باستقرار يتفق مع جذب استثمارات ينتج عنه فرص عمل. هذه هى المهام الأولى التى أراها كترتيب للمهام التى يستطيع بها الرئيس الجديد.. والاستقرار فى الشارع هو إعطاء سمة لمصر أنها بلد هادئ ومستقر لتنشيط السياحة ويصب أيضاً فى نفس الاتجاه فى مصلحة زيادة الدخل القومى وتحسن الوضع الاقتصادى وإتاحة فرص عمل.

ما خارطة الطريق بالنسبة لمحافظة الجيزة خلال الفترة القادمة؟

ــ لدينا مشاكل فى مياه الشرب والصرف الصحى ومشروعات لم تكتمل بسبب عدم توفير التمويل أو بسبب سوء الإدارة، وفيما يتعلق بالسببين نعمل جاهدين مع الجهات المعنية التى تنفذ مشروعات صرف صحى ومياه بالجيزة لإنهاء هذه المشروعات، والمرحلة التالية هى إنشاء مدارس بعدد كاف، حيث إن التوزيع السكانى من حيث السن فى الجيزة يشير إلى طلب متزايد على المدارس والفصول لتخفيض الكثافة التى وصلت فى بعض المناطق إلى أعلى كثافة فى فصول الجمهورية، وحالياً تقوم هيئة الأبنية التعليمية ببناء 25 مدرسة جديدة بمساعدة إماراتية تضم مدارس منذ بداية إجازة نصف العام الدراسى 21 مدرسة للخدمة فى الجيزة وإذا سرنا على نفس المعدل سوف نواجه أزمة فى الكثافة خلال 10 سنوات ومطلوب توفير 4 مليارات جنيه لبناء مدارس فى محافظة الجيزة وهذه هى المشكلة الثانية وحلها يحل مشكلة على مسار تحقيق خارطة الطريق. الأمر الثالث هو استفادة المستثمرين من منطقة استثمارية جديدة بالقرب من مطار مدينة 6 أكتوبر بمساحة 8 آلاف و600 فدان وإنشاء مطار جديد على الطريق الدائرى والإقليمى وعلى طريق الواحات، وهذان المشروعان سيدفعان بالجيزة إلى خارطة الطريق والمستقبل بإتاحة فرصة عالية المستوى تمنح الجيزة فرصة للمشاركة فى الاستثمار على المستوى القومى وفى نفس الوقت تتيح فرص عمالة لأبناء الجيزة الراغبين فى العمل وأيضاً بالنسبة للسكن فالجيزة لها حصة 120 ألف وحدة سكنية والقوات المسلحة تبنى 16 ألف وحدة ونصيب القوات المسلحة من المشاركة فى المشروع القومى للتسكين مشاركة جيدة ونأمل أن تكون المشاركة من الجهات الأخرى على نفس القدر.

نحن الدولة الوحيدة التى تمثل لها القمامة عبئاً كبيراً عكس الدول المتقدمة التى تمثل لها دخلاً فى الموازنة العامة، وتتكلف الجيزة وحدها 10 ملايين جنيه شهرياً لرفع القمامة.. كيف تنظر إلى مسألة الفصل من المنبع بالنسبة للقمامة؟

ــ ما تنفقه محافظة الجيزة 10 ملايين جنيه على القمامة هو مبلغ محدود ولا يتفق مع مستوى النظافة الذى يطمح أن يراه المواطن، وإذا علمنا أن فى الجيزة أكثر من 9 ملايين مواطن يستخدمون مرافق الجيزة فمعنى هذا أن حصة كل فرد فى الشهر هى جنيه واحد، وهذا رقم متدنٍ لا يكفى لجمع القمامة ونظافة الشوارع وكنسها ونظافة الميادين العامة والإشارات المرورية والحدائق ورعايتها، فما ينفق محدود للغاية والمطلوب هو زيادة الدعم لهذه الخدمة بشكل جوهرى والمواطن ينفق أكثر من جنيه فى الشهر فى الجيزة لرفع مستوى النظافة.

متى تنتهى عقدة الخواجة بالنسبة للنظافة؟

ــ انتهينا من عقدة الخواجة، والذى يقوم بالنظافة حالياً شركات وطنية وهيئة النظافة.

ما دور المحافظة فى دعم المستثمرين وترفيق المناطق الصناعية؟

ــ تم منح المحافظة 80 مليون جنيه، وحالياً سنطرح كراسة متكاملة لمشروع توصيل المرافق فى المنطقة الصناعية وقيمة الأعمال 125 مليون جنيه، ومن جانبنا دفعنا 45 مليون جنيه ووفرت لنا الدولة 80 مليون جنيه، فنحن ماضون فى توصيل المرافق للمنطقة الصناعية فى أبورواش.

الجيزة هى أكثر المحافظات سخونة فى الأحداث.. فهل يتم إصلاح ما خلفته هذه الأحداث؟

ــ العمل يجرى حالياً لإعادة إنشاء وإصلاح التلفيات فى عدة مواقع مهمة، بالنسبة للمحافظة سواء من حيث رمزيتها وما تملثه من قيمة تراثية أو من حيث عدد المواطنين المترددين عليها، وتم إعداد حصر وبيان للتلفيات لكل موقع على حدة وتم عرض ذلك على وزير التنمية المحلية وتبلغ تقديرات الإصلاحات والإنشاءات نحو 58 مليون جنيه.

ما أهم المحاور التى تعملون عليها خلال الفترة القادمة؟

ــ تتضمن محاور العمل تنمية الموارد من خلال الأجهزة الاستثمارية التابعة للمحافظة لزيادة الموارد من أجل النهوض بالخدمات، حيث يأتى فى مقدمتها قطاع المناجم والمحاجر لضبط وزيادة موارد هذا القطاع الهام من خلال إحكام السيطرة والتعاون مع الجهات الأمنية للسيطرة على هذه المنافذ.

ما خطة المحافظة للقضاء على العشوائيات؟

ــ نبذل جهداً كبيراً للحد من العشوائيات، حيث إن فى الجيزة 73 منطقة عشوائية غير مخططة أى نحو 21٪ من حجم المحافظة يدخل فى إطار العشوائيات، وهناك جهود نقوم بها للحد منها، منها ما يجرى بالتنسيق مع الجهات المعنية مثل صندوق تطوير العشوائيات بالمحافظة، وقد قمنا بمجهودات كبيرة للحد من العشوائيات ببناء مساكن فى المناطق نفسها التى تضم العشش والحياة غير الآدمية فى البدرومات للقضاء عليها ببناء عمارات للأهالى وفقاً للمتاح.

ما حجم التعديات على الأراضى الزراعية؟

ــ بلغ حجم التعديات خلال العامين الأخيرين نحو 500 فدان وتمت إزالة تلك التعديات بمعدل من 20 إلى 70٪ وفقاً لظروف كل منطقة وملاءمتها الحيز العمرانى ووفقاً للظروف الأمنية فى الفترة المالية.

ما الرسالة التى تريد توصيلها للمواطن؟

ــ فى الجيزة مقومات نجاح عالية جداً وواعدة، والمطلوب من المواطن الجيزاوى أن يتعامل مع المرحلة الحالية على أنها مرحلة انتقالية وهى تتطلب صبرا وتفهما وأن الإمكانيات متاحة، والمطلوب هو العمل والإنتاج طبقاً لإدارة جيدة تتوافق مع الحكومة الحالية والقادمة، وعلى المواطن أن يتفهم أننا فى مرحلة انتقالية وصعبة، وعندما ننهيها فى وقت أقصر سوف ننطلق إلى الأمام والمستقبل الأفضل.