الأنبا إبراهيم إسحق: الدولة تقوم بجهود استثنائية فى مواجهة «كورونا» وعلى المواطنين التجاوب بإيجابية
04:15 م - الثلاثاء 31 مارس 2020
حوار- رضا عزت
ما يشغلنى ليس عدد الكاثوليك بل تأثيرهم الإيجابى وخدمة الكنيسة فى المجتمع.. والبطريرك ليس سيد الناس بل خادمهم
الحوار مع الرجل الأول ورأس الكنيسة الكاثوليكية فى مصر له أهمية خاصة، فهو معروف بثقافته الواسعة واهتمامه البالغ بالوقت وتنظيمه، وهو رجل وطنى، يتحدث أربع لغات أجنبية، وقارئ جيد للأحداث، له كاريزما خاصة، ويرى ان الدولة تقوم بجهود استثنائية فى مواجهة «كورونا» وعلى المواطنين معاونة الدولة، وأن الرئيس السيسى رجل وطنى من طراز فريد يحمل هموم وطنه، وأن البطريرك ليس سيدًا للناس بل خادمهم.. وإلى تفاصيل الحوار.
■ كيف ترى الكنيسة الكاثوليكية أزمة فيروس كورونا وكيف ترى تعامل الدولة والسيد الرئيس مع الأزمة؟
- الدولة تقوم بجهود استثنائية غير مسبوقة فى مواجهة فيروس كورونا، والسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى وجه بتخصيص ميزانية هى الأعلى والأضخم حول العالم لمكافحة فيروس كورونا بقيمة 100 مليار جنيه. والدولة تتبنى خطة استراتيجية للتعامل مع تداعيات الفيروس
وهناك اهتمام غير مسبوق بصحة المواطن واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية اللازمة وقد أصدرت الكنيسة الكاثوليكية فى مصر توجيهات وقرارات بكل ما يلزم من الوقاية وتفادى العدوى، كما شجعت المؤمنين على ما يسمى المذبح العائلى وتخصيص وقت خاص للصلاة من أجل مرضى فيروس كورونا وغيره من الأمراض، وندعو أبناء الكنيسة إلى التماسك العائلى ونحثهم على اتباع التوجيهات والتعليمات الصحية، لتفادى أى أخطار ومضاعفات تهدد حياة الأشخاص والجماعات.
وادعو المواطنين إلى التعاون الإيجابى فى مواجهة هذا الخطر من خلال اتباع تعليمات وزارة الصحة والتزام منازلهم وعدم الالتفات إلى الشائعات التى يتم بثها واتباع إجراءات السلامة التى تحددها وزارة الصحة فى مواجهة الأزمة كما أهيب بالتجار بالتصرف بوطنية وعدم استغلال الموقف بهدف الكسب وأدعو المواطنين إلى عدم التكالب على شراء السلع الغذائية حتى لا نشهد ارتفاعا فى أسعارها.
■ نعت الكنيسة الكاثوليكية الرئيس الأسبق الراحل «مبارك»، وقدمت واجب العزاء لأسرته، ما تعقيبكم على تقدم الرئيس السيسى الجنازة العسكرية التى أقامتها الدولة؟
- تقدم الرئيس السيسى للجنازة العسكرية للرئيس الراحل «مبارك» يعكس نبل وإخلاص وحكمة الرئيس السيسى ويرسخ فى نفوس الأبناء وعقول الأجيال، معانى سامية للوطنية. ان تكريم أحد أبناء القوات المسلحة وأحد ابطال حرب اكتوبر المجيدة فى جنازة عسكرية يؤكد أن مصر دولة متحضرة وعريقة ومخلصة.
■ شاركت مؤخرًا مع بطاركة البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط فى مؤتمر «المتوسط حدود وسلام»، ماذا دار فى هذا المؤتمر؟ وما أبرز توصياته؟
- المؤتمر نظّمه للمرة الأولى مجلس الأساقفة الإيطاليين فى الفترة من 19 وحتى 23 فبراير الماضى، بمشاركة بطاركة وأساقفة البلدان المطلّة على البحر الأبيض المتوسط، بعنوان «منطقة المتوسط.. حدود سلام»، وفى البداية التقينا البابا فرنسيس الذى أكد أن بناء السلام يرتكز على العدالة. وأن الحوار وحده يسمح بالتلاقى ويتخطى الأحكام المسبقة، وخلال المؤتمر تم مناقشة موضوعات كثيرة منها، كيف تجعل الدول من حدودها حدود سلام، قضية المهجرين واللاجئين نتيجة الاضطهاد أو الحروب، ومناقشة ضرورة التعامل بحرص ونضج فى هذه القضية بطريقة تضمن عدم مساعدة المهجرين على ترك بلادهم بسهولة ويسر، وألا نعطى الفرصة للبعض لاستغلال الأمر، وتم رفع توصيات المؤتمر لقداسة البابا ليوجه التعليم للكنيسة بخصوص هذا الشأن واتفقنا ان يكون هناك لجنة إعلامية لمتابعة الكنائس للتواصل لصعوبة تكرار المؤتمر سنويًا، ومن أبرز سمات المؤتمر هو غنى هذه اللقاءاتِ لكُلِ شخصٍ من المشاركينَ فى خبرةِ كنيستِهِ وثقافته وتقاليده، والتعارف والتعاون بين الكنائس وبعضها البعض. لَقَدْ لمسْنَا بالفعلِ روعةَ هذا الغنى والتكاملِ فى روحِ المحبّةِ والاحترامِ الأخوى المتبادل.
■ التقيتُ مع بطاركة الشرق الكاثوليك السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، ماذا دار فى اللقاء؟
- إن الرئيس السيسى رجل من طراز فريد ويمتلك القوة لمواجهة الأزمات والتعامل معها، وإيجاد حلول حاسمة لها، فهو رجل وطنى حتى النخاع يحمل هموم وطنه فى قلبه هادفا إرساء السلام وتحقيق الاستقرار والتنمية للجميع.
وهو صاحب رؤية ثاقبة ويقود نهضة مصر الحديثة بحكمة، والكنيسة تصلى من أجل مصر، والرئيس عبدالفتاح السيسى وكل المعاونين له فى خدمة الوطن، طالبين لهم الصحة والعون لمواصلة العمل من أجل كرامة وسعادة كل المصريين، وقد حرصت على لقاء السيد الرئيس ومعى بطاركة الشرق فى نهاية مؤتمر بطاركة الشرق الكاثوليك الذى عقد فى القاهرة نهاية نوفمبر الماضى، وكان لقاء مفعما بالمحبة، أشرت خلاله إلى جهود الدولة الهادفة إلى تحقيق التقارب والتعايش والتفاهم بين أبناء كافة الديانات، وقيام الرئيس بافتتاح «كاتدرائية ميلاد المسيح» فى العاصمة الإدارية الجديدة، جنبًا إلى جنب مع «مسجد الفتاح العليم»، الخطوة التى حملت دلالة رمزية، ورسالة محبة وسلام للعالم أجمع، وبما يعكس إرادة سياسية حقيقية لدى الدولة المصرية لترسيخ مفاهيم المواطنة وقبول الآخر والتعايش بين جميع المصريين، وقد أكد السيد الرئيس أهمية الدور الذى تقوم به القيادات الدينية فى توعية المواطنين، خاصةً من الشباب، فى الحفاظ على الهويـة الوطنيـة وترسيخ مبدأ المواطنة بدون أى تمييز من أى نوع، ونبذ الأفكار الهدامة التى تدعو إلى تقويض الدولة الوطنية.
■ ما الأسباب التى دفعت غبطتكم لتقسيم إيبارشية المنيا؟
- نظرا لازدياد عدد المصلين، تزداد الحاجة إلى تركيز اكبر فى الخدمة الرعوية، وعمق اكبر فى العلاقات بالعائلات والأشخاص. وهذا هو الهدف الأول والأساسى لأى أنظمة وقوانين فى الكنيسة وهو الوصول إلى خدمة النفوس، لذا فمن الطبيعى وبعد دراسة الأمور جيدا، قررنا تقسيم المناطق الكبيرة فى المساحة.
وقبول الأنبا بطرس لتقسيم الإيبارشية فى اثناء خدمته، علامة قوية وحقيقية على محبته الصادقة للكنيسة وسعيه الدؤوب لنموها. فالتقسيم رؤية عامة للكنيسة وليست قاصرة على ايبارشية معينة.
وقد قرر السنودس تقسيم إيبارشية المنيا إلى إيبارشيتين، الأولى شمالًا وتشمل مدينة المنيا وتوابعها حتى قرية منسافيس جنوب المنيا وتضم 17 كنيسة وتسمى «إيبارشية المنيا» ومقرها مدينة المنيا ومطرانها هو الأنبا بطرس فهيم.
أما الإيبارشية الجنوبية تشمل مدينة أبوقرقاص وملوى ودير مواس حتى حدود محافظة المنيا جنوبًا وتضم 21 كنيسة وتسمى «إيبارشية أبوقرقاص» ومقرها مدينة أبوقرقاص، ومطرانها الأنبا بشارة جودة.
■ مرت ثلاثة أعوام على الزيارة التاريخية لبابا الفاتيكان لمصر، كيف ترى هذه الزيارة وما ثمار هذه الزيارة؟
- زيارة قداسة البابا فرانسيس، إلى القاهرة، ولقاؤه مع الرئيس السيسى، بعثت برسائل واضحة وصريحة للعالم كله، أن مصر بلد السلام والأمن والاستقرار، ومهد الحضارات والأديان السماوية، وتؤكد أن مصر تعد دولة نموذجية للتعايش السلمى بين أصحاب الرسالات السماوية.
فقد كانت شجاعة كبيرة من البابا، عندما أصر على زيارة مصر فى الموعد المحدد 28 و29 من شهر إبريل 2017 تلبيةً لدعوة الرئيس، والدكتور أحمد الطيب، وتُعد الزيارة أفضل طريقة لمواجهة الإرهاب، ودفعة جيدة لقطاع السياحة، ورسالة طمأنة تدل على التسامح الدينى وقبول مصر لكافة الديانات.
وقد حظيت زيارة بابا الفاتيكان إلى مصر باهتمام دولى نظرا لتوقيتها الذى جاء بعد أسابيع قليلة من الهجومين الانتحاريين اللذين استهدفا كنيستين فى مدينتى الإسكندرية وطنطا، فى رسالة للعالم أجمع مفادها أن مصر ستظل رغم حقد الحاقدين بلد الأمن والسلام والدولة لعبت دور إيجابى ورائع جدا فى تأمين الزيارة، لأننا دولة كبيرة. وتعد مباركة «بابا الفاتيكان» لأيقونة العائلة المقدسة دفعة حقيقية لاستعادة السياحة المصرية لمكانتها الطبيعية على الخريطة العالمية واعتقد ان وزارة السياحة ستستفيد من تلك الزيارة التاريخية ولو بعد حين.
■ بماذا تفسر قلة عدد الكاثوليك فى مصر رغم انهم الأكثر عددًا بين الطوائف المسيحية حول العالم؟ وبماذا تفسر اهتمام الكنيسة الكاثوليكية بإنشاء المدارس؟
- ليس لدينا تعداد دقيق عن عدد الأقباط أو عدد أبناء الكنيسة الكاثوليكية، والعدد لا يشغلنى، لكن ما يشغلنى هو مدى تأثيرى ككنيسة فى المجتمع الذى اعيش فيه ونوعية وطريقة خدمتى فى المجتمع، وبصفة عامة عدد الكاثوليك داخل مصر حوالى 300 الف نسمة تقريبًا، وقد سألت مرة البابا تواضروس عن عدد الأقباط فى مصر فقال حوالى 15 مليون قبطى.
والمدارس الكاثوليكية فى مصر تؤدى دورا مهمًا فى مجال التعليم والتربية، ويعود تاريخها إلى ما يزيد على 150 عامًا، ويبلغ عددها فى مصر نحو 170 مدرسة فى العاصمة والأقاليم، وتستقبل جميع التلاميذ المصريين بلا تمييز
والمدارس الكاثوليكية مشهود لها بالتميز حيث نغرس فى التلاميذ القيم والمبادئ السامية إضافة لأسلوب التربية السليم وأساليب ووسائل التعاليم الحديثة.
ورسالتنا فى المدارس هى تكوين الإنسان من كل جوانبه العلمية والروحية والإنسانية والاجتماعية.. الخ، حتى يصبح إنسان طبيعى متوازن يستطيع مواجهة الحياة.
واتذكر وانا مسافر ذات مرة خارج مصر، التقيت فى الطائرة مع زوجين، فقالت لى الزوجة بفخر وفرح انها خريجة إحدى مدارس الراهبات الكاثوليكية وان التعاليم التى غرستها فيها المدرسة مازالت محفورة فيها حتى الان، وان اسعد اوقات حياتها كانت عندما تذهب مع الراهبات لزيارة المرضى والفقراء والمعاقين وتقدم المساعدات لهم.
■ مرت سبع سنوات على تنصيبكم بطريركًا للكاثوليك فى مصر، ما أبرز المحطات والأحداث التى عاصرتها فى خلال هذه الفترة؟
- السبع سنوات الماضية شهدت أحداث جسيمة ومهمة، بداية من تولى محمد مرسى منصب رئيس الجمهورية فى 24 يونيو 2012، وعزله فى 3 يوليو 2013، ثم خارطة الطريق التى تم الاتفاق عليها بعد اجتماع مع عدد من الرموز الدينية والوطنية والشباب، وتضمنت تعطيل العمل بالدستور، وتولى المستشار عدلى منصور، رئيس المحكمة الدستورية العليا، إدارة المرحلة الانتقالية، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية، وكذلك لجنة للتعديلات الدستورى.
انتهت فترة حكم المستشار عدلى منصور المؤقتة فى 8 يونيو 2014 بتنصيب المشير عبدالفتاح السيسى رئيسًا للجمهورية بفوزه فى أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 30 يونيو، وتعديل الصورة أمام العالم وتوضيح ان ما حدث كان ثورة وليس انقلابا، وان الاقباط فى مصر لا يتعرضون للاضطهاد ولا يوجد اضطهاد ولكن يمكن ان يقال ان هناك تمييز وهذه يحدث حتى بين أبناء الدين الواحد، ومن الأحداث المهمة تحرير سعر الصرف والنهضة الاقتصادية ومسيرة النمو.
أما عن الأحداث الكنسية الكاثوليكية، فقد تم رسامة ستة مطارنة، أربعة منهم فى اخر ستة شهور نظرا لاتساع ونمو الكنيسة، أما أحلامى للكنيسة فهى نفسها أحلام المسيح للكنيسة.
■ ما تقييمكم لبيت العائلة المصرى؟
- يهدف بيت العائلة المصرية، منذ ان تم إنشاؤه فى أكتوبر 2011 بمبادرة من فضيلة الإمام شيخ الأزهر الشريف، إلى الحفاظ على النسيج الوطنى والتصدى لكل محاولات بث الفرقة بين أبناء الوطن من خلال العمل على ترسيخ قيم المواطنة والتسامح والتعايش المشترك بين أبناء الوطن فى الداخل والخارج. وهو من الآليات التى عملت على كسر حاجز الخوف من الآخر وتلاشت الأحكام المسبقة وكسرت حالة الجمود فى العلاقات وفتحت باب النقاش بدلًا من تبادل الاتهامات وخاصة فى القضايا المشتركة مثل قضية المواطنة.
■ هل انتهت الكنيسة الكاثوليكية من مراجعة مشروع قانون الأحوال الشخصية للأقباط؟ وما أبرز المواد التى تخص الكنيسة الكاثوليكية؟
- الكنيسة انتهت رسميًا من دراسة مسودة قانون الأحوال الشخصية الجديد وسلمته للجهات المختصة منذ شهرين تقريبا وسبب التأخير راجع لأننا ككنيسة كاثوليكية مشتركين مع قانون عدد كبير من الكنائس الكاثوليكية فى العالم، منها 7 كنائس ممثلة فى مصر: القبطية والملكية والمارونية والسريانية والأرمنية والكلدانية واللاتينية. وحتى نقر قانون لابد من مراجعة كل هذه الكنائس.
والحقيقية لا يوجد ما يسمى قانون موحد للأحوال الشخصية للأقباط، فالزواج بالنسبة لنا سر من أسرار الكنيسة، وبالنسية لآخر عقد. وهناك مواد خاصة بالكنيسة الكاثوليكية فيها كل ما يختص بالزواج من موانع وأسباب بطلان وجوهر الزواج نفسه، لأن فى الكنيسة الكاثوليكية الزواج مشروع لا يأخذ بالاستهتار ولابد من إعداد وتأهيل المقبلين على الزواج، فهناك باب خاص لكل كنيسة بالنسية لموضوع الزواج.
■ هل لايزال الخطاب الدينى يحتاج إلى تجديد وتطوير؟
- سؤالى انا: هل الخطاب الدينى ام الفكر الدينى الذى يحتاج إلى تطوير؟ فالقضية ليست فى لغة الحوار بل فيما اعتنقه من فكر، فنحن نحتاج تطويرا فى الفكر الدينى أكثر من الخطاب، وتفعيل قيمة قبول الاخر المختلف وليس الاخر الشبيه.
علينا ان ندرك ان اختلافاتنا تعنى تكاملا وليس تصادما، وعلينا أن نركز الأمور التى نتفق عليها وعلينا ان نتعلم الإصغاء لبعضنا البعض.
ولابد من تجديد الخطاب الدينى فأى شىء لا يتجدد يتجمد، خاصة الفكر الذى ينتج كراهية، فعلينا أولًا أن نعالج الأفكار الهدامة والمتشددة، ونبتعد عن الغلو والتشدد فى التفسير الدينى
■ وفقًا لتقرير لمنظمة الصحة العالمية، هناك شخص واحد ينتحر كل 40 ثانية ومصر تتصدر قائمة البلدان العربية من حيث أعداد المنتحرين، ما تعقيبكم على ذلك؟
- بالتأكيد امر مؤسف، ولعلاج الظاهرة لابد من معرفة الأسباب، وهى فى رأيى كثيرة، ومنها الميديا والتفكك الأسرى والألعاب الإلكترونية التى تسيطر على الشخص وتسلبه إرادته تمامًا وتقوده فى بعض الأحيان لإنهاء حياته.
فالمنتحر قد يشعر باليأس والإحباط والفشل دون ان يجد من يسنده ويشجعه، وقد لا يقبل الفشل فى موقف معين، وهنا يبرز دور العائلة والكنيسة والمجتمع لاحتواء أبنائنا وعدم انسياقهم للمشاعر السلبية.
■ من أكثر الشخصيات تأثيرا فى حياتكم ولماذا؟
- كثيرون هم الذين أثروا فى حياتى، منهم الابوان حيث كان لهما دور كبير فى تنشئتى، وحاليا الأم فى السماء والوالد– ربنا يعطيه الصحة- وهناك المرشدون الروحيون مثل الأنبا اندراوس سلامة، والراهبات خاصة الأجانب، حيث كان لشدتهم وحزمهم وفى نفس الوقت رقة مشاعرهم تأثير بالغ فى حياتى، وهناك من تأثرت بهم بشكل غير مباشر وانا لا أعرفهم معرفة شخصية، مثل الكتّاب الذين قرأت لهم واستفدت من آرائهم
■ من الأمور التى تميز الكنيسة الكاثوليكية عدم التشبث بالمناصب، كيف أرست الكنيسة تلك المبادئ داخل أبنائها؟
- يعتمد ذلك على أمرين، قانون الكنيسة والتكوين والروحانية لكل شخص.
كما أن قانون الكنيسة على مستوى العالم ينص على أن من يبلغ 75 عامًا من الأساقفة والمطارنة عليه ان يتخلى عن دوره الإداري ولكنه يظل يخدم الكنيسة بطرق متنوعة يراها معه الأب البطريرك والسنودس. أما الآباء الكهنة فليس هناك قانون معين لبلوغهم سن التخلى.
■ هل هناك زى موحد للكنيسة وهل هناك تفكير فى تسجيل هذا الزى حتى لا يستخدمه من يريد انتحال صفة كاهن أو مطران؟
- ليس لدينا زى موحد لتعدد الرهبانيات، ولم نتقدم بطلب رسمى للدولة لتسجيل الزى الكهنوتى الكاثوليكى، وانتحال الشخصية ليس قاصرا على الزى.
■ العديد من دول العالم شرعت قوانين للموافقة على زواج المثليين، كيف تواجه الكنيسة هذه الكارثة الدينية والأخلاقية؟
- من المؤسف ان القوانين التى شرعت للموافقة على المثلية هى قوانين مدنية، وبالإضافة إلى مساحة الحرية التى يعيشها هؤلاء، هناك جماعات متطرفة تشبه المافيا تدافع عن المثلية وتناصر كل شاذ منحرف وتهاجم كل من يدعو للقيم والأخلاق والمبادئ.
فالكنيسة فى أوروبا مكتوفة الأيدى لكنها تقدم تعاليم كتابية صحيحة وترفض المثلية رفضا قاطعا، وتشدد على رفضها أى ممارسات خاطئة. ولكن الكنيسة تحترم الإنسان الخاطئ وتمد له يد المساعدة متى أرادها. فهناك فرق بين الخطيئة والخاطئ.
■ ما رأيك فى جلسات الصلح العرفية؟
- لو كان هدفها تقارب وجهات النظر والسلام لا مانع خاصة فى القرى، لكن لو كانت بديلا عن القانون فهى مرفوضة تمامًا.
نحن مواطنون مصريون متساوون فى الحقوق والواجبات ونؤيد سيادة القانون.
■ ما تقييمكم لمجلس كنائس الشرق الأوسط، هل هو كيان فاعل ومؤثر؟
- مجلس كنائس الشرق الأوسط مقره فى بيروت، العاصمة اللبنانية، وهو هيئة دينية تضم العائلات الكنسية الأربع فى الشرق الأوسط أى الأرثوذكسية والأرثوذكسية المشرقية والإنجيلية والكاثوليكية، وهو كيان مهم يقربنا من بعض ككنائس، وقد أعيد إحياؤه من جديد، والأمين العام له حاليًا هى ثريا مشعلانى وهى كاثوليكية، والأمين العام المشارك هو القس رفعت فكرى، ومجلس ليس بديلا عن مجلس كنائس مصر، ويقوم بعدد من الفاعليات المهمة التى من شأنها ان توطد علاقة المحبة بين الكنائس وبعضها مثل أسبوع الصلاة وغيرها. وحاليا هناك تفكير للخروج من العاصمة إلى الأقاليم ونحن نرحب جدا بهذا الكيان وبخدمته وعمله.
■ كيف تبدو علاقتك بالبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والدكتور القس أندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية؟
- علاقتى بهما ممتازة، وعلى تواصل معهما باستمرار، وعندما عقدنا مؤتمر بطاركة الشرق الأوسط الأخير فى نوفمبر الماضى فى مصر، أصر قداسة البابا على دعوتنا على مأدبة غداء، ثم اصطحبنا بنفسه لزيارة معالم الكاتدرائية بالعباسية بعد التجديدات الأخيرة. وفى لفتة محبة كبيرة من قداسته حضر حفل تنصيبى بطريركًا على رأس وفد من مطارنة وأساقفة محافظة المنيا وكان حضوره مع هذا الوفد الرفيع لمسة محبة كبيرة وهدية غالية وثمينة جدا من قداسته لى ودليلًا على محبته.
وبالمثل تربطنى علاقة محبة قوية بالدكتور القس اندريه زكى ونتبادل الزيارات فى المناسبات ما يؤكد عمق روابط الوحدة والمحبة بين الكنائس المصرية وكذلك تربطنى علاقة محبة مع سيادة المطران منير حنا.
■ معروف عكمن الاهتمام البالغ بالوقت، كيف تقضى يومك وسط أعباء الخدمة والرعاية؟ وما هواياتكم؟ وكم لغة أجنبية تتحدثها؟
- الوقت أثمن وأغلى من المال، وانا حريص على الاهتمام به ويساعدنى فى ذلك السكرتارية، خاصة فى تنظيم مواعيد اللقاءات السنودسية واللقاءات الدولية التى يكون مخططا لها سلفًا، كما نستخدم تطبيق جوجل كالندر فى تنظيم الوقت والمواعيد والمساحات الباقية من الوقت، واستخدم المتاح من الوقت فى الزيارات غير الرسمية واستقبال الرعية وهو ما يسعدنى جدا، لانى وان كنت فى المركز أو المنصب فليس معنى ذلك اننى سيد للناس بل انا خادمهم، انا خادم للشعب وقناة لتوصيل الناس للمسيح.
اما عن هوايتى ففى المقدمة القراءة خاصة بلغات أجنبية، واقرأ كتبا وصحفا خاصة الأهرام والمصرى اليوم والمعلومات العامة والأدب، ومن هواياتى حل الكلمات المتقاطعة والسودوكو وعندما يتاح الوقت أشاهد بعض المباريات العالمية لكرة والقدم والتنس، وكنت امارس فى شبابى لعبة الشطرنج وفى بعض المهرجانات الرياضية التى تقيمها الكنيسة أو عندما اكون وسط عائلتى احيانا أمارس كرة تنس الطاولة «البينج بونج».
وأتحدث الفرنسية كلغة أوروبية أولى، والإنجليزية والإيطالية، أما الألمانية فدرستها ونظرا لعدم ممارستها فلا أجيدها لكنى اتصرف بها عند اللزوم.