السوق العربية المشتركة | يحمل فى طياته نوايا «اقتصادية».. معرض الكتاب «عرس» ثقافى وكنز اقتصادى مُغفَل عنه

السوق العربية المشتركة

الجمعة 19 أبريل 2024 - 00:49
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

يحمل فى طياته نوايا «اقتصادية».. معرض الكتاب «عرس» ثقافى وكنز اقتصادى مُغفَل عنه

تقرير: إيمان شهاب
 
تزامناً مع معرض القاهرة الدولى للكتاب، ونظرًا لأهمية القراءة والاطلاع لدى القراء وطلاب الدراسات العليا والمتخصصين، حيث دائماً وأبداً تكون القاهرة كما كانت دائمًا وعلى مدى أكثر من نصف قرن قِبلة المثقفين فى مصر والعالم، كما ينبغى أن يتم تنشيط وتنمية الأهمية الاقتصادية لمعارض الكتاب، الى جانب السعى الحثيث لتنشيط الحركة الاقتصادية وتحقيق عوائد جديدة تعزز سياسات التنويع، حيث تواصلت جريدة " السوق العربية " مع العديد من خبراء الاقتصاد لاستطلاع تداعيات معرض القاهرة للكتاب فى دورته ٥١ على الاقتصاد المصرى.
 
أكد عبدالمطلب عبد الحميد، الخبير الاقتصادى، على أهمية معارض الكتاب ودورها فى تحريك وتنشيط الأوردة والقطاعات الاقتصادية والثقافية والتى ينبغى استثمارها بشكل أكثر فاعلية بما يحقق أقصى الطاقات الممكنة، مشيراً إلى ضرورة العمل على تشجيع وتوجيه الشباب إلى المطالعة وتعويدهم على القراءة وتثقيف أنفسهم واكتساب المعرفة والبحث والإبداع وتخريج الأفكار الحية، بمعنى أن يكون الهدف ذا رؤية استراتيجية بعيدة تخدم الأوطان والشعوب، ذلك لأن الشباب هم عماد المستقبل، ونواة الاستثمار الناجحة والسليمة التى يجب أن تؤسس انطلاقتها على الكتاب.
 
أضاف "عبدالحميد" أن ما تمثله معارض الكتاب من نشاط يحرك العديد من الأوردة الاقتصادية كشغل عشرات أو مئات من غرف الفنادق لأصحاب دور النشر والكتاب والمثقفين والأدباء المشاركين فى معرض القاهرة للكتاب من كافة الدول العربية، إلى جانب وسائل النقل التى تنقل الكتب والمؤلفات أو العاملين فى المعرض، والقاعات المخصصة للمعرض وفعالياته الثقافية المتعددة التى يتم استئجارها، والمطابع ودور النشر وصناعة وبيع الورق.
 
وأوضح الدكتور زاهى حواس، أن معرض الكتاب رسالة للعالم أجمع لقوة مصر الثقافية، مؤكدًا أنه سيقوم بالترويج للمعرض خلال زياراته فى مختلف دول العالم، مشيراً إلى أن معرض الكتاب أهم حدث ثقافى فى القرن الحادى والعشرين، وشكر "حواس" وزارة الثقافة لتنظيم هذا المعرض العظيم.
 
أبدى " حواس " بسعادته البالغه باختياره سفيرًا لمعرض الكتاب، موضحاً أنه إذا كنا نفخر بالأهرامات، وأبو الهول، والملك توت عنخ آمون فلا بد أن نفخر بمعرض الكتاب بعد تطويره ونقله لأرض المعارض الجديدة، وبتاريخه الطويل الذى تعاقب عليه قامات ثقافية وفنية وعلمية كبيرة من مصر ومختلف بدان العالم على مدى تاريخه.
 
وكشف الخبير الاقتصادى، هانى توفيق، أنه فى العام الذى أعلنته منظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم (اليونسكو )، عاما دوليا للكتاب (عام ١٩٧٢)، وفى عهد الدكتور عبدالقادر حاتم، وزير الثقافة والإرشاد القومى الأسبق، اعتبرت هذه المنظمة الأممية أن "معرض القاهرة" يمثل ثانى أهم ثلاثة معارض دولية فى العالم، وبالتالى أصبح المعرض المصرى دوليا.
 
طالب "توفيق" بضرورة الاهتمام بالأدباء والمثقفون الذين يشاركون فى المعرض، فلابد أن ينبغى الاحتفاء بهم ووضع برنامج مثمر يقوم على تنظيم زيارات مخصصة إلى المعالم الأثرية والتاريخية والطبيعية والمشاريع الاقتصادية والثقافية المهمة بالبلد الذى يستضيف معرض الكتاب، والاطلاع على المواقع السياحية العديدة والتعرف على الفرص الاستثمارية الواعدة.
 
ولفت الخبير الاقتصادى، إيهاب الدسوقى، إلى أنه ولدت فكرة إقامة معارض الكتب من رؤيتين، الأولى اقتصادية وتقوم على تضييق المساحة الجغرافية أمام طالب الكتاب والباحث عن الجديد فى عالم الثقافة، وبالتالى إتاحة الفرصة أمام الناشر لعرض جديده أمام أكبر شريحة ممكنة من الناس.
 
أوضح "الدسوقى" الى ما تقدمه من فرص وظيفية وإن كانت لفترة وجيزة ولكنها تشكل مكسبا للباحثين عن عمل يعزز ثقتهم فى أنفسهم، وقدرة على اكتساب المعرفة والخبرة، والتى تعد بمثابة تسويق لهم وفرصة للحصول على وظيفة دائمة من خلال التعريف بقدراتهم، إلى جانب التعرف على مختلف الأطراف الفاعلة فى المعرض من أصحاب دور النشر، والمكتبات وممثلى القطاعات المختلفة، وأخيرا تعد مصدر رزق تسد جزءا من متطلبات الحياة.
 
وأعرب أبوبكر أحمد، المشرف على جناح السنغال بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، عن سعادته بالإقبال الكبير من الجمهور المصرى والعربى على زيارة الجناح السنغالى للتعرف على الثقافة السنغالية والتقاط الصور مع بوسترات اللاعب السنغالى الشهير ساديو مانى الذى يحبه الشعب المصرى، مؤكدا أن اختيار بلاده كضيف شرف هذه الدورة من المعرض يؤكد العلاقات الوطيدة مع مصر فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
 
أضاف "أحمد" إن هذه المشاركة الأولى للسنغال فى المعرض الذى يعد من أهم المعارض الدولية، متوجها بالشكر لمصر حكومة وشعبا على تسهيل كافة إجراءات المشاركة فى المعرض ودخول الناشرين السنغاليين وعلى حسن استقبال الشعب المصرى، مشيداً بالمجهود الكبير الذى بذلته وزارة الثقافة فى تنظيم المعرض فى دورته الـ51.
 
أستطرد قائلاً: "أن الجناح يضم العديد من العناوين الفرنسية والعربية المختلفة التى تتنوع بين الأدب والروايات والثقافة السنغالية والكتب الصوفية، موضحاً أنه يتم أيضاً تنظيم عدد من الندوات على مدار أيام المعرض لتعريف الجمهور العربى والمصرى بالأدب السنغالى، وكذلك بالثقافة السنغالية وعادات وتقاليد الشعب السنغالى ".
 
ودعا الدكتور مصطفى بدرة، الخبير الاقتصادى، القراء باقتناء أحدث الكتب الاقتصادية التى تتناول مبادى الاقتصاد وأهميتها فى الحياة السياسية والاجتماعية للدول والأشخاص، مشيراً إلى أن هناك كتب لا تقتصر على الاقتصاد فقط بل تشمل الكتب التاريخية التى تحكى أجزاء من الحقبة الاقتصادية فى بلد ما.
 
وأكدت مها سامى، كاتبة وناشرة، بأن معرض القاهرة للكتاب له تأثير إيجابى على عقول المقبلين على المعرض لشراء الكتب سواء شباب أو باحثين، متسائلة على هل من وجود رقابة كفاية على أصحاب دور النشر من الناحية المادية بحيث يعود بالنفع على الاقتصاد الوطنى.
 
أضافت "مها" أن الكتاب له تأثير إيجابى على خلاف الافلام الهابطة التى يكون لها مكاسب مادية على المدى القريب بخلاف انهيار وتدنى عقول الشباب والذوق العام على المدى البعيد، لافتة إلى أن للاسف حركة بيع الكتب الغير هادفة أكبر بكثير من الكتب الهادفة ما يعود إيضاً بالسلب على عقول شبابنا.
 
ويرى فخرى الفقى، الخبير الاقتصادى، أن المعرض الدولى للكتاب أداة لدعم العلاقات الثقافية والتجارية الدولية بين مصر ودول العالم، حيث لم يقتصر دوره على عرض الروافد الثقافية المتعددة فى كافة فروع العلم والمعرفة وفى مختلف المجالات من مصر والدول العربية والأجنبية المشاركة، بل تحول إلى مناسبة ثقافية كبرى يشترك فيها كبار رواد الفكر والأدب والفن عن طريق تنظيم ملتقى فكرى وثقافى، حيث تبذل الهيئة المصرية للكتاب قصارى جهدها لتوفير مقومات النجاح لهذا العُرس الثقافى لتنقل لأبناء مصر كل جديد فى الفكر الإنسانى، وذلك بعرض أحدث ما صدر فى السوق العالمية والعربية من كتب ودوريات علمية وقواميس ووسائط إلكترونية.
 
ومن ناحيته، شدد رضا لاشين، الخبير الاقتصادى، على أن معارض الكتاب لها قيمتها الثقافية المتمثلة فى تعزيز الوعى ونشر المعرفة ونقل المجتمع إلى مجتمع قارئ باحث مطلع، إلى جانب قيمة اقتصادية عندما يتم توظيفها واستثمارها لخدمة وتعزيز الاقتصاد الوطنى ورفع مساهمتها فيه.
 
تابع "لاشين" قائلا: "أنه لابد من استغلال "سياحة المعارض" سواء كانت من خلال إقامة معارض كتاب أو تجارية أو صناعية فهم يعدوا أحد أهم أشكال الترويج للسلع والخدمات المختلفة، حيث يحاول المنتجون الوصول إلى المستهلكين المحتملين وزيادة مستوى الوعى بما يقدمونه، بما ينعكس إيجابًا على الصناعة كما يحقق وفورات اقتصادية للشركات وللدول أيضًا".
 
وأشاد الدكتور سعيد عبده، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، والأمين العام المساعد لاتحاد الناشرين العرب، بتنظيم الدورة الـ51 من معرض الكتاب التى تقام بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، بالإضافة إلى أن هذا التنظيم يعد امتدادا لنجاح الدورة السابقة (دورة اليوبيل الذهبى) التى حققت نجاحا كبيرا بعد نقل مقر المعرض إلى التجمع الخامس، لافتاً إلى أن الدولة تولى اهتماما كبيرا بالفكر والثقافة والكتاب وكذلك بالدور الذى تلعبه القوى الناعمة فى المجتمع.
 
كشف "عبده" أن الناشرين المصريين يشكلون 60% من عدد الناشرين فى الوطن العربى و55% من عدد ناشرى أفريقيا، مؤكدا أن صناعة النشر تعد أحد أهم أذرع القوى الناعمة المؤثرة فى الوطن العربى والقارة الإفريقية، إلى جانب مواصله اتحاد الناشرين المصريين دوره للحفاظ على استمرار ريادة مصر فى صناعة النشر بالوطن العربى وإفريقيا، وكذلك تقديم خدمة أفضل للجمهور.
 
تابع قائلاً "أن وزارة الثقافة بمختلف قطاعاتها تبذل جهدا كبيرا لتنظيم معرض القاهرة الدولى بشكل مشرف يليق باسم مصر، منوها بالإقبال الكبير من الناشرين على المشاركة ولذا تم تنظيم الأجنحة لتستوعب أكبر عدد من الناشرين، متوقعا زيادة هذه الأعداد فى العام المقبل مع افتتاح صالات عرض جديدة بالمعرض".
 
أوضح أن الرقابة على الكتب المشاركة بمعرض الكتاب، قال رئيس اتحاد الناشرين المصريين إن مصر لديها حرية كبيرة فى النشر، ولكن فى إطار احترام الآداب العامة المتعارف عليها، حرصا من الدولة على حرية الإبداع وبناء الإنسان والارتقاء بالمستوى الثقافى العام.