مصر تقود «التحالف العالمى» لغاز المتوسط.. و122 تريليون قدم مكعب احتياطيات المستقبل
04:58 م - الثلاثاء 11 فبراير 2020
تقرير: زبنب عبد اللطيف
اجمع قادة العالم، على نجاح مصر فى قيادة أكبر تحالف عالمى للغاز، فى شرق البحر المتوسط، ويضم دول العالم الكبرى اليونان، وإيطاليا وفرنسا وأمريكا وقبرص، وغيرها من الدول للاستفادة من حقول الغاز فى هذه المنطقة الذهبية باحتياطى يصل إلى 122 تريليون قدم مكعب.
واستطاعت القاهرة مؤخراً تحقيق أكبر نجاح بحوض شرق المتوسط، ومواجهة الاطماع التركية والتوزيع العادل للثروات ومد أوروبا بالغاز الذى يحقق لها التنمية المستدامة، ويحقق عوائد اقتصادية كبيرة لدول التحالف، وفى مقدمتها مصر بعائد سنوى يزيد على 3 مليارات دولار فى السنوات الاولى.
ورأس المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية الاجتماع الوزارى الثالث لمنتدى غاز شرق المتوسط الذى استضافته القاهرة، بمشاركة كل من وزير الطاقة والتجارة والصناعة القبرصى ووزير البيئة والطاقة اليونانى ووكيل وزارة التنمية الاقتصادية بإيطاليا ومستشار الرئيس الفلسطينى للشئون الاقتصادية وممثل وزارة المنطقة من خلال تضافر الجهود بين الدول المشاركة لتحقيق رفاهية الدول وشعوبها وهو ما يمثل هدفًا رئيسيًا للمنتدى.
وأضاف أن المنتدى يساهم فى تخفيف التوترات السياسية وتعزيز السلام والاستقرار من خلال نموذج ناجح للتعاون الاقتصادى والإقليمى والتكامل بين دول المنتدى بما يثبت للمنطقة وللعالم أجمع أن التعاون هو الوسيلة الأساسية لجنى الفوائد للشعوب.
وأشار إلى أن دول المنتدى تمكنت من تنفيذ خارطة طريق واضحة تم وضعها منذ بداية اجتماعات المنتدى بما ساهم فى الانتهاء من الإطار التأسيسى للمنتدى واعتماده فى الاجتماع إيذانًا بالتأسيس الرسمى، موضحًا أن الدول المشاركة بدأت فعليًا فى أنشطة المنتدى بالتوازى مع إجراءات التأسيس سعيًا لبلوغ طموحاتها لتنمية واستغلال موارد الغاز بالمنطقة، وأنه تم تأسيس اللجنة الاستشارية لصناعة الغاز (GIAC) المنبثقة من المنتدى فى نوفمبر الماضى كمنصة دائمة تتيح الفرصة للقطاع الخاص للمشاركة بالآراء والدراسات التى تعزز التعاون وتساعد فى تحقيق أهداف المنتدى.
وأكد الملا أن التعاون المثمر بين المنتدى وكل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والبنك الدولى وما حظى به المنتدى من دعم كبير من تلك الأطراف إيمانًا منها بدوره وأهميته فى تحقيق فوائد كبرى للمنطقة بأكملها وللعالم. وأعرب الوزير فى ختام كلمته عن يقين مصر والدول المشاركة بتحقيق نتائج ملموسة لأعمال المنتدى خلال العام الحالى بما يسهم فى تحقيق مستقبل مزدهر ومستدام للمنطقة.
وأكد يورجوس لاكوتريبس وزير الطاقة القبرصى خلال كلمته بالاجتماع الوزارى الثالث لمنتدى غاز شرق المتوسط أن نجاح المنتدى يعد دليلا قويا على الرؤية المشتركة للأعضاء المؤسسين لتعزيز الرخاء والاستقرار بشرق المتوسط خاصة بعد التداعيات الأخيرة بالمنطقة، مشيرًا إلى أن توقيع مذكرة التفاهم بين تركيا وليبيا يعد دليلًا على استراتيجية تركيا لانتهاك القوانين الدولية، وأن الهدف الأساسى لإنشاء المنتدى هو السيطرة الكاملة على مواردنا الغازية والتعاون لمصلحة الشعوب وفق قواعد تحترم حقوق الأعضاء، مؤكدًا أن المنتدى سيسهم فى حل المشكلات التى تواجه الشركات للعمل فى المناطق الاقتصادية.
وأشاد كوستيس هاتزيداكيس وزير الطاقة والبيئة اليونانى بالعمل على تحويل المنتدى إلى منظمة دولية لها هيكل متكامل يحقق مصالح أعضائه فى استغلال مواردهم الطبيعية، وأكد التزام الأعضاء بحل أى خلافات قد تطرأ من خلال القانون الدولى والجلوس على مائدة الحوار.
وأشار إلى أن هذه الرسالة يجب أن تصل إلى الأتراك كى يتم توسعة هذا التعاون لتنضم تركيا بشرط مسبق هو احترامها للقانون الدولى وليس العمل من طرف واحد وبشكل غير مشروع فى المنطقة الاقتصادية لقبرص، وان الاتفاق الذى تم توقيعه بين ليبيا وتركيا هو اتفاق بين دولتين لا يربطهما حدود مشتركة ويرغبان فى رسم الحدود فى غياب الأطراف الأخرى.
وأشار إلى أن الاتفاق الحكومى بين اسرائيل وقبرص واليونان لمشروع خط غاز East Med هو ثمرة التعاون متعدد الأطراف فىى المنطقة وأنه يتطلع لانضمام إيطاليا أو دول أخرى لهذا المشروع، مشيرًا إلى التحديات التى تواجهه.
كما أشاد بالتعاون مع الاتحاد الأوروبى والذى يجب أن يستمر ويزداد لصالح المنطقة، وأكد التزام اليونان بالخطة الطموح للاتحاد الأوروبى لخفض الانبعاثات وتقليل نسبة الكربون باستخدام الغاز والطاقة المتجددة، وأن هناك تطورات إيجابية للدول الأعضاء فى المنتدى فى مجال البيئة والحفاظ عليها وأن يأخذ المنتدى فى اعتباره الطاقات المتجددة إلى جوار الغاز وعلى رأسها الهيدروجين كوقود المستقبل.
ووجه الدكتور محمد مصطفى مستشار الرئيس الفلسطينى للشئون الاقتصادية نيابة عن الرئيس محمود عباس أبومازن الشكر والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسى لدعمه ومتابعته للمنتدى، وان شرق المتوسط شهد بعد اكتشاف الغاز الطبيعى تحولات اقتصادية كبيرك تحتم تضافر الجهود للمساهمة فى تحقيق الرخاء لشعوب المنطقة. وانه من الاهمية تنمية حقل الغاز الفلسطينى بالرغم من التحديات والحتميات التى تواجه ذلك.
ويتوقع أن يؤثر منتدى غاز شرق المتوسط فى تحقيق الاستفادة الكاملة من الامكانات الاقليمية ويعكس رغبة العديد من الأطراف والمنظمات الدولية للمشاركة فيه ودعم أنشطته.
وفى هذا الصدد أشار الأعضاء، مع تقديرهم العميق، لدعم الاتحاد الأوروبى لفعاليات منتدى غاز شرق المتوسط خلال الفترة من 2020-2021. كما أحيطوا علما بالدراسة المستمرة التى أجراها البنك الدولى، بعنوان "إيست ميد غاز- المفهوم الرئيسى لممر البنية التحتية المرحلى" ويتطلعون إلى اكتمالها.
حيث إن البنية التحتية القائمة والجديدة للغاز، ويتضمن ذلك خطوط الانابيب المتداخلة وتسهيلات التصدير لدى أعضاء منتدى غاز شرق المتوسط، وتشمل المنتجين والمستهلكين ودول العبور، إلى جانب علاقاتهم المترابطة الممتازة، ستمكّنهم من الاسراع فى تحقيق الاستغلال الاقتصادى الامثل لاحتياطيات الغاز فى شرق البحر المتوسط بسرعة وتقليل تكلفة الإنتاج والنقل، وضمان التوريد إلى الأسواق بأسعار تنافسية لرفاهية الشعوب.