السوق العربية المشتركة | التعدى على الأراضى الزراعية.. نزيف الاقتصاد الزراعى الكتل الخرسانية تأكل «قوت» المصريين

السوق العربية المشتركة

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - 04:27
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

التعدى على الأراضى الزراعية.. نزيف الاقتصاد الزراعى الكتل الخرسانية تأكل «قوت» المصريين

محرر الجريدة مع أحد القلاحين
محرر الجريدة مع أحد القلاحين

بعد اندلاع ثورة 25 يناير حتى الآن والحالة الأمنية التى لا تؤهل إلى تنفيذ قرارات إزالة التعديات على الأراضى الزراعية، مما تسبب فى تراكم ملفات كثيرة والتى كان من ضمنها (التعديات على الأراضى الزراعية) والتى أصبحت الآن من أكبر الكوارث التى يراها الكل أثناء مرورهم فى مختلف المناطق والمحافظات، حيث أصبحت الأراضى الزراعية عبارة عن كتل خرسانية ضاربين بعرض الحائط القوانين ولايدركون مدى خطورة أن تصبح الرقعة الزراعية التى تعتمد عليها مصر من أجل توفير الغذاء لجميع المواطنين حتى لا يصبح التعداد السكانى الذى يزيد كل يوم وتصبح مصر بعد أن كانت مصدرة لجميع المحاصيل الزراعية ومنها (القطن والقمح والأرز) وغيرها من المحاصيل الزراعية تصبح مصر مستوردة للمواد الغذائية وهذه أكبر كارثة.



ناقشنا الفلاحين والمسئولين لإيجاد حلول فورية وسريعه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل وقوع الكارثة.

قال أحمد سعد «فلاح»: أحب أولاً عن أوجه رسالة لكل مسئول فى البلد «اتقو ربنا فينا» وفى البلد، احنا بنعانى بقالنا سنة من نقص الكيماوى ووجهنا شكاوى عديدة للمسئولين ولا أحد يسأل فينا ولذلك لجأنا لشرائه من السوق السودة.

سألناه عن سبب نقص السماد الذى يقوم بشرائه من الجمعية الزراعية بسعر مدعم وشرائه من السوق السوداء بسعر مرتفع.

فقال: من المفترض أن كل مزارع له حصة كاملة من السماد على حسب مساحة الارض المزروعة، لكن الجمعيات الزراعية تقوم بإعطائنا ربع الحصة المطلوبة، ويقول لنا موظفو الجمعية أن هناك نقصا فى السماد لأسباب غير معروفة.

وأشار أحمد سعد إلى أن أغلبية الجمعيات الزراعية لا يوجد عليها رقيب فمن له واسطة أو معرفة يحصل على حصته كاملة ومن ليس له يلجأ للسوق السوداء وفى معظم الأحوال يقوم موظفو الجمعيات بيع السماد فى السوق السوداء للربح من دون رقيب.

ما الأسعار التى تقوم بشراء السماد بها من السوق السوداء؟

- تتراوح أسعار السماد بين (200) جنيه فأكثر مع العلم أنه من المفترض أننا نشتريه من الجمعيه بـ(60-70) جنيها.

وأوضح محسن سعيد أبوالروس فلاح مزارع، أن المشكلة ليست مشكلة السماد فقط ولكن المبيدات الحشرية التى من خلالها تقضى على الآفات التى تلتهم المحاصيل الزراعية أصبحت (مضروبة وأغلبها صينى الصنع).

ذهبنا للمهندسين الزراعيين الذين من المفترض أن يأتوا لكى يرشدونا عن طرق مكافحة الآفات حتى لا تصيب النبات بتعفن لكن دون جدوى.

وأكد مصطفى شهد «مزارع» أن المشكلة سببها يرجع لاستصلاح الأراضى الذى من خلاله يقل منسوب المياه ما يضطر الفلاح إلى اللجوء إلى مياه (الصرف الصحى) لعدم وفرة مياه الرى.

وأضاف أحمد شرابى فلاح: بسبب عدم توافر مياه فى المصارف نقوم بشراء (مواتير ضخ مياه لمجاولة سحب المياه ولكنها مكلفة ولاتسطيع الاعتماد عليها بشكل كبير بسبب ارتفاع سعر السولار الذى نقوم بشرائه لتشغيل المواتير مع العلم أن الحكومة ستقوم برفع الدعم عن المنتجات البترولية).

وعن مشكلة التعديات على الأراضى الزراعيه قال أحمد حمدى تاجر (احنا بنموت بالبطىء) بسبب التقصير الأمنى مع الخارجين على القانون من المعتدين على الرقع الزراعية أنا تاجر فاكهة وخضار واشترى من الفلاح المحصول من شهر أقل من اللى قبله، وعن سبب زيادة الأسعار فترجع لقلة الإنتاج مما يعانى منه الفلاح من غلاء فى السماد وصعوبات فى عملية الرى وزاد الطين بلة بالتعديات على الأراضى الزراعية.

وفى نفس السياق، أكد وكيل وزارة الزراعة بالفيوم محمود سليمان أن الفلاح يعانى فى تلك الفترة من عدة مشاكل تحتاج إلى تدخل جذرى وسريع بعدما تفاقمت مشكلة التعديات على الأراضى الزراعية والتى جعلت الفلاح فاقد الأمل فى معاودة الزراعة مرة أخرى. كما ناشد الوزير د.أبوحديد «بإيجاد قواعد تحد من تلك التعديات»

من جانبه، أكد المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء فى أول تصريحات له أن ملف التعديات على الأراضى الزراعية من أهم الملفات التى تشغل بال الحكومة وإن هناك خطة محكمة للسيطرة على تلك المخالفات.

وأشار محلب إلى أن الزراعة هى الرأس الأولى لبناء مصر، ويجب على كل مواطن مساعدة الحكومة فى عملية البناء وجه رسالة إلى الفلاح المصرى العظيم مفادها أنه لا بد من إعادة الزراعة مرة أخرى وجميع المشاكل التى تعانى منها ستقوم بحلها فوراً وأنه بدأ فى حصر جميع هذه المشكلات لإيجاد حلول سريع لها.

وفى سياق متصل، أوضح الدكتور أيمن فريد أبوحديد وزير الزراعة واستصلاح الأراضى أن ما يتردد حول نقص السماد من الجمعيات الزراعيه أساس له من الصحة ولكن هناك بعض الفلاحين الذين قاموا بالبناء على الأراضى يأخذون حصتهم من السماد فى الجمعية ويقومون ببيعها فى السوق السوداء وهذا ما يجعل هناك حالة نقص فى السماد عند بعض المزارعين.

وأضاف أبوحديد أن ما حدث من تعديات على الأراضى الزراعية والخسائر بالمليارات وصل حوالى مليون حالة تعدٍ وهذا يرجع إلى عدم إدراك المواطنون خطورة التعدى على الأراضى الزراعية، وبالنسبة لمياه الرى وعدم توفرها فهناك أسباب عديدة من ضمنها قلة منسوب المياه وهذا بسبب التعداد السكانى فى بعض المناطق واستصلاح الأراضى والذى يجعل مياه الرى منحصرة فى بعض المناطق من الأخرى وايضا استخدم الفلاح للرى بالطرق القديمة والمسببة فى نقص مياه الرى وهى الرى عن طريق (الغمر) حيث قامت وزارة الزراعة بتوجيه مهندسين زراعيين للتنبه المزارع بمدى خطورة عملية الرى بالغمر ومدى تأثيرها على باقى المحاصيل المزروعة، وأشار إلى هناك طرقا حديثة وهى الرى بالتنقيط والرش.

وأكد أبوحديد أن توجيهات المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزاء بسرعة إيجاد حلول جذرية وسريع للحد من تلك المشاكل التى تواجه الفلاح وأنهم يعملون جاهدين على ذلك لسرع تدوير عجلة الإنتاج لتصبح مصر دائماً فى الريادة.