السوق العربية المشتركة | عندما يفرح الوطن

السوق العربية المشتركة

الإثنين 25 نوفمبر 2024 - 09:52
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
عندما يفرح الوطن

عندما يفرح الوطن

نعم إنها فرحة قائد مسيرة، وفرحة شعب مؤمن بمسيرته وفرحة وطن عمت أرجاءه؛ بمناسبة فوز منتخب البحرين لكرة القدم بكأس خليجي 24 وبإنجاز تاريخي لشباب عاهدوا الجميع على أن تتبوأ مملكة البحرين مكانتها وأن تحقق الإنجاز الرياضي المستحق، فأسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، قائد مسيرة هذا الوطن نحو مراقي العزة والشرف صاحب المشروع الإصلاحي الكبير الذي تحقق للبحرين منذ انطلاقته الأولى، ولله الحمد والمنة.
 
وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، وإلى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب مستشار الأمن الوطني رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وإلى سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية.
 
 
 
لقد احتفلت مملكة البحرين بهذا الإنجاز المشرف منذ الإعلان عن الفوز المستحق والكل بارك وزفَّ التهاني لتكتمل فرحة الوطن بالعيد الوطني وكان الاحتفال الذي تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى بحضوره، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء في صرح ميثاق العمل الوطني له أكثر من رمز ومعنى؛ لما يحمله هذا الصرح من ذكرى عزيزة وغالية مر بها الوطن في تاريخه المعاصر، وكان تنظيم وزارة شئون الشباب والرياضة بالتعاون مع وزارات الدولة محكمًا ورائعًا، ويحق لنا أن نشيد بالجهود التي بُذلت من قبل القائمين على هذا الاحتفال الذي يليق بالمناسبة التاريخية.
 
إن الإنجاز الرياضي الذي يضطلع به شبابنا هو تاريخ ممتد من العطاء الوطني، ولا غرو أن نلمس هذا التقدير من قبل صاحب الجلالة الملك حفظه الله ورعاه عندما وجه للحاضرين كلمته السامية في الاحتفال بالقول: «أبطال البحرين الكرام، أحييكم بأجمل تحية في هذه المناسبة التاريخية التي أدخلت الفرح على قلب كل أهل البحرين، وأبارك لكم فوزكم المستحق الذي جاء كرسالة بالغة الأهمية بتجسيدها لقدرة شعبنا الوفي على التنافس المسؤول والمنضبط في كل ميادين العمل، والمحافظ على روح الوحدة الوطنية في صعوده لقمم العطاء والإنجاز في مسيرة الخير المتجهة نحو أيامنا الأجمل بإذن الله تعالى، ونود في هذه المناسبة الباعثة على السعادة والفخر أن نشكركم على تمثيلنا، وأن نحيي الجهود العظيمة والمخلصة لقيادة المنتخب وطاقم العمل الفني والإداري في توفير كل أشكال الدعم لمنتخبنا الوطني بالغًا بذلك هذه المرحلة المتقدمة من الأداء وتحقيق الإنجاز تلو الإنجاز في المنافسات والبطولات».
 
 
 
إن صاحب الجلالة الملك المفدى الذي عاش الحركة الرياضية في البحرين كان الداعم الأول لها والمتابع عن كثب لإنجازاتها في مختلف المجالات والألعاب، وهذا الاهتمام بالرياضة وجدناه عند العائلة الحاكمة الكريمة منذ عهد المغفور له بإذن الله تعالى صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين وتوابعها إلى عهد المغفور له بإذن الله تعالى صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البلاد الراحل طيب الله ثراه. ويقينًا أن هذا الدعم من القيادة سيتواصل على مدى الأجيال، وقد عبَّر عن ذلك خير تعبير سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشئون الشباب مستشار الأمن الوطني رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة في كلمة سموه بهذه المناسبة، بالقول: «اسمحوا لي يا صاحب الجلالة في هذه المناسبة والأجواء الجميلة العفوية بالتحدث عما حققناه من إنجاز تاريخي يتواصل بإذن الله وبدعم جلالتكم السامي أعوامًا وأعوامًا ليحقق مستويات أفضل وأشمل إن شاء الله، إن ما تحقق في هذا العصر الذهبي هو نتاج سنوات من العمل في عهد جلالتكم الزاهر الذي كان بداية الغرس للشباب والشابات الموجودين أمام جلالتكم اليوم، فقد رسختم جلالتكم أطال الله عمركم الأساس الصحيح بنظرتكم الثاقبة؛ لأنكم آمنتم بشعبكم وقدراتهم وقدمتم لهم كل الدعم، واليوم ترون جلالتكم حصاد جهودكم ودعمكم السامي وحصيلة الثمار الماثلة أمامكم. هذا الدعم السامي من جلالتكم أمانة وعهد في رقابنا ورقاب الجميع ممن حضروا اليوم في مثل هذه المدرجات الذين يوجد بينهم اليوم أبطال واعدون بالمئات».
 
 
 
إن الجهود الوطنية المخلصة دائمًا تجد ثمارها يانعة ويعم خيرها الوطن والمواطنين وقد كان سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مؤكدًا هذه الجهود بقول سموه: «إن البحريني معدنه من ذهب، وهذا هو أساسه وأصله ولا يسعني في هذه المقام إلا أن أشكر من لم تتح لهم الفرصة اليوم ليكونوا إلى جانبي ممن هم سبب وقوفي أمام جلالتكم، فبشغفهم وإخلاصهم وتفانيهم نحتفل بهذا الإنجاز التاريخي في يوم فخر واعتزاز وطني، ولابد في هذا المقام من أن أشيد بابنكم سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة رئيس اللجنة الأولمبية، وأيمن بن توفيق المؤيد وزير شؤون الشباب والرياضة، فقد كانوا بجهودهما وطاقم عملهما الذراع الأيمن الذي يعتمد عليه، فقد رأيناهم في المحافل وأمام التحديات واليوم نرى جميعًا ثمار ما بذلوا».
 
وإذا كانت مملكة البحرين قد احتفلت بهذا الإنجاز على كل صعيد فإن فرحة الوطن وأبنائه كانت كبيرة، وقد عبرت الشوارع والميادين عن هذه الفرحة وأجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ووسائل التواصل الاجتماعي قامت بدورها في إشاعة الفرحة للقلوب المتعشطة لهذا الإنجاز، وكانت فرحة معالي الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة والرئيس الفخري للجنة الأولمبية البحرينية والأب الروحي للرياضة البحرينية والمحبوب من الجميع كانت فرحة معاليه كبيرة ومميزة والذي كان لحضوره لدروات الخليج بريق خاص، فقد توافدت على سكنه الخاص جموع محبيه لتقديم التهنئة له بالفوز والحصول على كأس خليجي 24، وكان لحضوره الفعاليات التي أقيمت بمناسبة كأس البطولة موضع حفاوة وسرور من قبل القيادة السياسية والرياضية.
 
 
 
هذه هي البحرين التي تحتفل بأبنائها وإنجازاتهم وتعبِّر أصدق تعبير عن هذا الفرح الأمل الذي يرسم البسمة على الشفاة ويطيب الخاطر والنفس ويبعث روح الفداء والتضحية والبذل؛ من أجل الوطن وأبنائه كما امتزجت فرحة أشقائنا في دول الخليج والوطن العربي بفرحة أبناء البحرين في ظاهرة تشيع روح التفاؤل والأمل.
 
إن شبابنا الذين قادوا مسيرة هذا الانتصار من أبناء منتخبنا الوطني لاعبين وإداريين وفنيين ورئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ علي بن خليفة آل خليفة فللجميع التحية والتقدير، ولا نملك إلا أن نردد مع سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة أبياته الشعرية الصادقة والأمينة عندما قال سموه:
 
يا منتخبنا عادك في المهمات
 
ترفع مقام اللي مقامك مقامة
 
ماني بمستغرب عليك المنصات
 
مادام لك في كل صفحة علامة
 
باقولها وأعيدها عشر مرات
 
ما للزعامة غير شعب الزعامة 
 
وهنيئًا لأبطالنا الأمر الملكي السامي الذي أعلن عنه جلالته في كلمته السامية عندما قال: «ويسعدنا هنا، بأن نمنح أبطال البحرين وسام العمل الوطني تقديرًا وتكريمًا لهم على إنجازهم الكبير، وتحفيزًا لهم لمواصلة تألقهم الكروي».
 
يستحق هذا الوطن الفرح وتستحق قيادته الرشيدة هذا الإنجاز التاريخي الذي فرض نفسه بكل فخر واعتزاز.
 
 
 
وعلى الخير والمحبة نلتقي