أطباؤنا العـرب
07:14 م - الأربعاء 2 أكتوبر 2019
أطباؤنا العرب نفتخر بهم في كل أقطارنا العربية وهناك نجوم الطب في مجالات مختلفة.
صديق جمعتنا الأيام والمناسبات في أعمال وطنية تطوعية، كان يمتهن الطب، بينما كنت أمتهن الإعلام، ولكن ظروف الحياة وواجب تقديم الخدمات للمجتمع تجمع الناس على مختلف مهنهم وتخصصاتهم وكل يفيد مجتمعه في المجال الذي هو قُدر له أن يكون عليه.
ابتعدنا لظروف العمل والحياة وعندما التقينا قال لي: لقد افتقدتك كثيراً ولم تقم بزيارتي” فقلت له: “يا دكتور تعلم أن زيارتك تكون اضطرارية عندما نشعر بألم أو عارض طبي، وعيادتك ليست مجلساً لتبادل الأحاديث واحتساء الشاي أو القهوة؛ فأنت ما شاء الله مشغول ووقتك ثمين مرتبط بحاجات الناس وشعورهم بأنك الملاذ الذي يجدون فيه السلوى وراحة البال والضمير؛ ولكن تأكد أنك في القلب دائماً ونفخر ونعتز بتخصصك ونباهي بك الأمم، فما تقوم به مدعاة فخر واعتزاز، ونسمع عنك الكثير، والناس تجد فيك بعد الله سبحانه وتعالى الشفاء”.
أحسب أعزائي القراء أنكم تشاطروني الرأي في الاعتزاز بأطبائنا العرب الذين يشار إليهم بالبنان في كل أقطارنا العربية من المحيط إلى الخليج العربي..
كان الأقدمون في بلادي مملكة البحرين يذكرون لنا أسماء أطباء وطبيبات في المنامة والمحرق جاءوا إلينا من بلدان أوروبية أو أمريكية أو من شبه القارة الهندية ابتداء من افتتاح مستشفى الإرسالية الأمريكية عام 1900م إلى مستشفيات الحكومة إلى العيادات الخاصة وكان أهل البحرين يعرفون اختصاصهم وكانت بينهم وبين هؤلاء الأطباء معرفة لصيقة بحكم ترددهم عليهم رجالاً ونساء وحتى أبناء الخليج العربي يعرفونهم عندما كانوا يأتون إلى البحرين للعلاج أو يرسل إليهم من البحرين أطباء للعلاج في بلدانهم.
وعندما عاد أبناء البحرين الذي كانوا يدرسون الطب في بلدان عربية وأجنبية تقلد هؤلاء مناصبهم وأسهموا في علاج أبناء البلاد وأسهموا في تطوير الطب والمستشفيات في بلادنا وكان أهل البحرين يثقون في أبنائهم خصوصاً وأنهم يعرفونهم بالاسم والعائلة ويرتاحون لهم بحكم تفهم العادات والتقاليد والتكلم معهم بلغتهم وبالتعبيرات المتداولة بينهم من هؤلاء من رحل إلى العالم الأبدي يرحمهم الله ومنهم من لا يزال يعيش بيننا ويمارس مهنته الأثيرة إلى نفسه، ومنهم من ترك مهنة الطب وشق طريقه في معترك الحياة ومن الصعب عليّ أن أذكر أسماء هؤلاء الأطباءالبحرينيين؛ فالقائمة تطول وأخشى ما أخشاه أن أنسى طبيباً أو طبيبة وأجهل تخصصهم، ولكن أهل البحرين يعرفونهم جيداً، ونعتز بهم ونفخر بما أسهموا فيه ولايزالون يسهمون فيه، فلهؤلاء جميعاً التقدير والاعتزاز والفخر ولكل من يدرس من أبنائنا الطب في دول عربية وعالمية التوفيق ليسهموا مع من سبقهم في تطوير مهنة الطب عندنا ومستشفياتنا وعياداتنا الخاصة..
أذكر أنه عندما كنت أعد وأقدم البرنامج التليفزيوني “ندوة الأسبوع” في الثمانينات اخترت موضوعاً يتعلق “بالعلاج في الخارج” الإيجابيات والسلبيات والآثار المترتبة على ذلك، واخترت خيرة أطبائنا من ذوي الإختصاصات المتنوعة، وكان لهذه الحلقة صدى كبيراً وكان علي أن أواصل في حلقات أخرى هذا الموضوع لما أثير فيه من قضايا كانت تحتاج إلى متابعة من ذوي الاختصاص والمسؤولين في وزارة الصحة، كان وقتها المرحوم طارق عبد الرحمن المؤيد وزيراً للإعلام يرحمه الله، والدكتور علي محمد فخرو وزيراً للصحة وهو طبيب أخصائي أمراض القلب فطلبا مني عرض الحلقة عليهما ومعرفة ضيوف الحلقة القادمة وأتيا إلى التليفزيون لأهمية الموضوع ولكي يتخذ ما يلزم من إجراءات تفيد مهنة الطب وتجنب أبناء ومواطني البحرين المزالق والمخاطر التي تنجم عن العلاج في الخارج، وما هي الخطوات المتبعة لمواصلة علاجهم في البحرين إذا ما طرأت لا سمح الله أمور تحتاج إلى متابعة لصيقة من أطبائنا المختصين ولما كنت غير مختص في مهنة الطب فقد أشارا علي إلى أهمية إثارة مواضيع مع الأطباء في الحلقة المقبلة لتكتمل الصورة، ومن وقتها جدت الحاجة إلى تقديم برنامج طبي في تليفزيون البحرين ويعده ويقدمه طبيب مختص فتم اختيار الدكتورة مريم عذبي الجلاهمة لتقديم وإعداد البرنامج وكان برنامجاً ناجحاً نال عليه تليفزيون البحرين جوائز في مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون ومهرجان الخليج للإنتاج الإذاعي والتليفزيوني ومهرجان تونس للإذاعة والتليفزيون.
وواصل تليفزيون البحرين وإلى اليوم تقديم هذا البرنامج على أيدي أطباء بحرينيين شباب.
أطباؤنا العرب نفتخر بهم في كل أقطارنا العربية وهناك ما يمكن أن نطلق عليهم نجوم الطب في مجالات مختلفة اعترف بخبرتهم وتجربتهم وعلمهم أطباء خارج الوطن العربي وكان عندما يزورهم أحد من أبناء أي قطر عربي يفاجئ عندما يسأله الطبيب أنت من البلد الفلاني وعندكم الدكتور فلان وتأتي إلينا للعلاج؟!
فنحن بحاجة إلى أن نثق في قدراتنا العربية وأطبائنا العرب فمع تقدم الطب وتعقد الأمراض فإن الحاجة تستدعي أن نثق في أطبائنا ونتيح المجال لهم للإبداع والتفوق في مهنتهم وهم ولله الحمد من المتابعين للتطورات وحضورهم المستمر للندوات والمؤتمرات العلمية في الخارج أصقلت قدراتهم وملكاتهم وبما أن مهنة الطب تحتاج إلى إمكانيات متطورة وكبيرة فإن دولنا بحاجة إلى تطوير هذه الإمكانيات والإستعدادات وهناك نوابغ من أطبائنا العرب ممن يعملون في أرقى مستشفيات العالم، ونحتاج نحن أيضاً كمواطنين أن نثق في قدرات أطبائنا، ونتعاون فيما بيننا كأقطار عربية للاستفادة من خبرة بعضنا بعضاً وتبادل زيارات الأطباء في مختلف التخصصات بين أقطارنا العربية، والثقة مطلوبة فيما بين الطبيب والمريض خصوصاً وأننا نتكلم بلسان واحد، وبعض الأمراض متشابهة في بلداننا، ومهنة الطب كغيرها من المهن عندما يتم الإستفادة منها على النطاق الوطني والإقليمي والقومي تأتي بمثار طيبة على بلداننا ومواطنينا.
وعلى الخير والمحبة نلتقي