حماية العلاقات المصرية- العربية من السقطات الإعلامية
لا ننكر الدور الكبير الذى قام به الكثير من وسائل الإعلام المرئى والمسموع والمقروء ورجالاته فى التمهيد للثورة وتأييدها وحشدها الجماهير للالتفاف حولها، كما لا ننكر أن المخلصين من رجال الإعلام كانوا طيلة الفترة الماضية حريصين على العلاقات المصرية- العربية خاصة بالدول العربية التى ساندت وما زالت وستظل بإذن الله تساند مصر فى الفترة الحالية العصيبة تجتازها، وفى الوقت نفسه نستنكر وندين انفلات البعض من الإعلاميين وتجاوزاتهم تجاه البعض من الدول العربية الشقيقة مما يسىء لعلاقات مصر بتلك الدول.
فمصر الشقيقة الكبرى للدول العربية كانت وما زالت فى قلوبهم، وقد شعرت شخصياً أن لمصر لدى الأشقاء فى الخليج العربى وفى مقدمتهم المملكة العربية السعودية مكانة كبرة ولديهم إيماناً عظيماً بمكانة مصر وأهميتها وخوفاً شديداً على اسقراراها ومكانتها، وهو إيمان وخوف لم أره للأسف لدى بعض ممن يقولون إنهم مصريون.
وشعب مصر العظيم يقدر دائماً من يقف إلى جواره فى محنه، ونلمس دائماً فى أحاديث وتصرفات مسئولى الدولة أنهم يحرصون دائماً على الحفاظ على هذا الوفاء لأشقائهم العرب.
ولكن سقطات بعض الإخوة فى الإعلام سواء كان إعلاماً حكومياً أو خاصاً عن قصد أو عن غير قصد يسىء إلى العلاقات المصرية بأشقائها العرب الأوفياء، الأمر الذى يعيق نمو الاستقرار والاستمرار والرقى بتلك العلاقات.
ولهذا أجد لزاماً أن أخطاب وزيرة الإعلام المصرية المسئولة العاقلة لا أطلب منها التنبيه على كافة وسائل الإعلام بعدم الإساءة بأى شكل من الأشكال بأى قول أو فعل أو تصرف للعلاقات المصرية العربية بخاصة مع الأشقاء الأوفياء فى المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت. ويجب على وزيرة الإعلام إقصاء أى إعلامى يأتى ما من شأنه الإساءة إلى تلك العلاقات، وحتى إذا أخطأ إعلام أى دولة عربية فى حق مصر أو شعبها فليس من حق الإعلام المصرى أو من واجبه الرد على ذلك الإعلام، فتلك مسئولية الدولة بخاصة مؤسسة الرئاسة القائمة على إدارة شئون البلاد، فلها– إن رأت– أن تصدر بياناً رداً على ما أثاره الإعلام العربى تجاه مصر أو شعبها. فالإعلامى الذى يعرف حدوده لا يحل محل الدولة فى عملها. وليس فيما تتخذه وزيرة الإعلام من إجراءات تنبيه أو إقصاء تدخلاً فى حرية الإعلام أو الصحافة، فتلك الحرية– ككل حرية– ليست مطلقة إلى عنان السماء، ولكنها مقيدة بعدم الإضرار بمصالح مصر العليا، ومن تلك المصالح عدم الإضرار بعلاقات مصر مع أشقائها العرب.