الحقد في القصص المعاصر
02:52 م - الأحد 7 يوليه 2019
قصص وحكايات الحقد كثيرة عبر التاريخ سواء في مجتمعاتنا أو في الأساطير حول العالم، ونعايش منها الكثير في هذه الأيام، خاصة وأن المجتمعات أصبحت أقرب لبعضها بسبب البث المباشر للأحداث، واستخدام تكنولوجيا الاتصالات لرصد ما يجري حول العالم لحظة بلحظة.
فمن بين الأحداث التي شهدها العالم أجمع خلال الأيام الماضية، هو اجتماع قمة دول العشرين، والذي ظهر فيه الحقد الذي يحمله رئيس إحدى الدول لقيادة دولة إسلامية شقيقة، ورصدت الكاميرات هذا الحقد الدفين في عيونه وفي تعبيرات وجهه ولم يتمكن من إخفائه، بل أظهره علانية أمام المتواجدين الذين تجاهلوا هذا الرئيس واهتموا بالقائد الشاب الطموح في بناء دولة حديثة.
ومن الأحقاد التي عايشناها كذلك، قصة امرأة أضمرت الحقد على الزوجة السابقة لأمير دولة، وبدأت في إبعاد أبنائه من تلك الزوجة عن قصر الحكم ليخلو العرش لها ولأبنها كما حدث في مسلسل حريم السلطان التركي.. وقد استخدم هذا الحقد وقوداً في كافة وسائل الإعلام وأورث شعب تلك الإمارة أميراً تسبب في أن تكون بلاده في معزل عن محيطها ولا تجد من الأهل والأقرباء من يشاطر ابنها ثمرة هذا الحقد.
وكم من إنسان أضمر الحقد لأخيه الإنسان في هذه الدنيا، وضيع عمره وجهوده في أن يكدر على إخيه حياته، ولم يرث من هذا إلا الكراهية والغضب من الله والاستنكار ممن حوله، فهذا صديق رأي فيما أنعم الله على صديقه من خير، مادة خصبة لزراعة الحقد في نفسه، وبدأ يحاول جاهداً أن يفسد على صديقه حياته، فبدأ في تشكيكه في زوجته، وزرع في عقله أفكاراً شيطانية حول سلوكها، وفرح عندما علم بطلاقها منه، على الرغم من أنه السبب الأبرز في حدوث هذا الطلاق.
لكن تدور عليه الدوائر ويجد ما زرعه في عقل صديقه، حصاداً في أبنائه وواقعاً متحققاً لا شك فيه في زوجة ابنه التي رآها بعينيه تخونه، بينما ابنه في غيبوبة عشق تلك الزوجة، حتى أنه ضرب أبوه يوم أن حاول إخباره بحقيقة زوجته، وقال له الابن إنه يثق فيها أكثر مما يثق في أبيه، ومع كثرة المحاولات من الأب، اضطر الابن إلى طرد أبيه من بيته، نزولاً على رغبة الزوجة الخائنة.
ومن وقائع الحقد الكثيرة في مجتمعاتنا مع الأسف الشديد، قصة الأم التي تريد أن تنغص على ابنها حياته الزوجية، وعبر نسيج الحقد الذي نسجته في عقلها، تبدأ في ضرب مكائد بين ابنها وزوجته، حتى طلقها، وتزوج من أخرى دخلت البيت وانتقمت للزوجة القديمة مما فعلته والدة زوجها، فكانت العقاب العظيم والسوط المسلط على الأم التي لم تستطع إقناع ابنها بأن الزوجة الثانية أيضا سيئة، بل كانت تتلقى اللعنات منها وتصمت، وهي على يقين بأن ذلك حصاد ما فعلته سابقاً.
ولقد أرشدنا الله إلى دعاء النجاة من هذا المرض في سورة الحشر في قوله تعالى «وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ» صدق الله العظيم.