السوق العربية المشتركة | دعاء في صلاة التراويح

السوق العربية المشتركة

الأربعاء 27 نوفمبر 2024 - 06:21
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
دعاء في صلاة التراويح

دعاء في صلاة التراويح

البدايات الرديئة تأتي بمتتابعات أسوأ ولا يستقيم المنحدر بعد مسافة، بل تزداد زاوية انحداره، وكلما زادت نسبة الانحدار شعر الإنسان أن ذلك تسارع هو الركض نحو منطقة الأمان والاستقرار، إلا أنه يكتشف أن المنحدر تحول إلى زاوية قائمة غير قابلة للتجاوز إلا بالسقوط.
 
فالبداية كانت رفع سعر البنزين مرة واحدة، لكنها تكررت ومن المتوقع أن تأتي زيادة أخرى لا نعلم موعدها.. والبداية كانت رفع سعر الكهرباء والماء على الأجانب، لكنها طالت حسابات المواطن الأخرى، وتورط كثيرون في فواتير فلكية لأنهم لم يعملوا حسابا ليوم يأتي تحاسبهم فيه الحكومة على عداداتهم المتكررة في ذات بيت العائلة الواحدة.
 
والبداية كانت رفع الرسوم على بعض الخدمات.. لكنها استطالت حتى جميع الخدمات تقريبا وبنسب وصل بعضها لعشرات الأضعاف.. والبداية كانت 5% نسبة القيمة المضافة، لكنها فقط مجرد بداية يتوقع أن ترتفع مرة أخرى في المدى غير البعيد.
 
فقد أصدر البنك الدولي تقريرا «ينصح» فيه دول الخليج بزيادة نسبة القيمة المضافة، ووصف النسبة الحالية بأنها «متدنية» مقارنة بالمعايير العالمية، دون أن يذكر الخبر ماهية تلك المعايير العالمية ومدى ملاءمتها للأوضاع في دولنا.
 
ولكي يحصل البنك الدولي على ما يريده لابد أن يضع قليلاً من الطعم داخل المصيدة، حيث أشاد في تقريره بـ«الإصلاحات الاقتصادية» التي انتهجتها دول الخليج بتنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط فقط، ويتوقع أن يزداد النمو إلى 2.9 في المائة في العام الحالي، وتلك العبارات المعسولة هي التي تفتح شهية المسؤولين للمزيد من طاعة رئيس البنك، وتلقي بنا في غياهب الجب المسمى بالإصلاحات الاقتصادية.
 
لا نريد إحباطاً للمواطن، لكن أتساءل عن السلعة أو الخدمة التي حصل انخفاض في سعرها خلال الفترة الأخيرة أو حتى استقرار في أسعارها منذ أن دخل البنك الدولي مملكتنا، ولا أجد إلا شيئاً واحداً فقط، وهو المواطن نفسه «نسأل الله تعالى له الاستقرار»، فالجميع يعلم تماماً أن كل ارتفاع يأتيه من أي صوب يكون معززاً بعبارات «الأزمة الاقتصادية.. انخفاض أسعار النفط.. العالم كله يعاني من نفس المشاكل» وكلها عبارات مستوردة من البنك الدولي.
 
والغريب أننا لم نسمع من هذا البنك «نصيحة» موجهة لأصحاب الاستثمارات الأجنبية بأن يأتوا للبحرين كي ينشئوا لهم مصنعا أو يضخوا في دماء مملكتنا عملاتهم الصعبة، بل كل ما يسعى إليه هذا البنك هو جيب المواطن، الذي سيتأثر لو زادت نسبة القيمة المضافة مرة أخرى.
 
وسيبقى البنك الدولي هو التعريف الحقيقي لمصائب المستقبل في أي دولة يذكر فيها اسمه، أو يذكرها في تقاريره والعياذ بالله، وأدعو أئمة المساجد في هذا الشهر الكريم، أن يرفعوا أكفهم في صلوات التراويح والقيام، بالدعاء إلى الله تعالى بألا يأتينا البنك الدولي من فوقنا أو أن يغتالنا من تحتنا، وأن يبعد عنا نصائحه وأن يرينا في خبرائه يوما نفرح فيه بنصر الله عليهم... آمين.
 
 
 
رئيس تحرير جريدة الديلي تربيون الإنجليزية