ابداً لم يعد يشبه اليوم البارحة فبالأمس كان يعج بالحياة فلا مكان لقدم من شدة الزحام فهناك لا إحساس بالوقت فلا تدرى أأنت بالليل أوالنهار، انه شارع عبدالعزيز اكبر وأشهر شارع تجارى فى قلب القاهرة قبل ثورة يناير ولكن تبدل الحال الآن فمنذ وصولك إلى الشارع تجدد عددا قليلا من المارة والمحلات لا تبيع إلا الشىء القليل بسبب الركود الذى ضرب الشارع وهوما دفع (السوق العربية) للقيام بجولة لرصد أسباب الركود الاقتصادى وغياب الزبائن عن المحلات فى هذا السوق التجارى الكبير وهوما بدا لنا للوهلة الأولى عند دخولك الشارع يتهافت عليك العاملون بالمحلات فمع مرورك من أمام أى محل تجد من يسألك أيه طلباتك هل تبحث عن منتج بعينه؟

طلعت النمرسى، رئيس مجلس إدارة شركة السلام للتوزيع والتجارة، نشعر بحالة ركود فى الشارع بسبب خوف الزبائن من النزول والشراء وذلك بسبب غياب الامن وانتشار اصحاب الاتاوة، مضيفا أن الظروف الاقتصادية تؤثر على الناس بالاضافة إلى انحدار ساعات العمل لدينا بدلاً من ثلاث فترات تقلصت إلى فترة واحدة.. وبسؤاله عن الاسعار قال إن الاسعار فى زيادة مستمرة فشارع عبدالعزيز اشتهر بالوكلاء والجملة فالتجارة هنا تتعامل على اساس هامش الربح وليس نسبة الربح، لكن بيع العجيل فيعتمد على الكيف،فيوجد فى شارع عبدالعزيز منافسة شديدة فمثلا لكل تاجر «تارجت» معين مع الشركات لابد من تحقيقه فيما معناه أنه كلما زادت الكمية المطلوبة من الشركات زادت نسبة المكسب، وهذا يجعلنا احياناً نقلل السعر على الزبون من اجل بيع اكبر قدر من الكميات الموجودة لدينا.واكد انه خلال شهر يناير من كل عام ترتفع الاسعار وانه خلال العام الماضى ارتفعت الاسعار ثلاث مرات على خلاف السنوات السابقة فالاسعار ترتفع مرة واحدة خلال العام.

وترجع الاسباب إلى ارتباط محلات شارع عبدالعزيز بعملة الدولار والاستيراد وذلك بسبب قلة العملة الصعبة التى تستورد بها الاجهزة أوالمواد الخام أوالمواد الاولية التى تستخدمها فى انتاج السلع، فالبنوك تفرض على اصحاب الاموال المودعين اموالهم لديها حد اقصى لسحب العملة الصعبة، ولذلك يضطر بعض التجار إلى شراء الدولار من السوق السوداء فيترتب على ذلك ارتفاع سعر الخامات مما يجعل التجار يرفعون فى الاسعار، ولذلك نحن نطالب البنوك بتوفير العملة الصعبة.. كما أن السبب الاخر فى ارتفاع الاسعار هوتعطيل الحاويات داخل المينا وتأخيرها لفترات معينة ويعتبر هذا تضييعا للوقت، واكد أن 25% من التجار يتعامل بالتهريب عبر الميناء.. اما بالنسبة للتحويل المفاجئ فى شار عبدالعزيز من بيع الاجهزة الكهربائية إلى أجهزة المحمول يرجع إلى أن جهاز المحمول منتج جديد فى السوق المصرى. مضيفا أن قطعة جهاز المحمول أصغر من قطعة الجهاز الكهربائى فى الحجم فلا تأخد مكانا اكبر من الاجهزة الكهربائية بجانب ارتفاع مكسبها، موضحا أن غالبية المحلات اصبحت تقسم المحلات إلى اكثر من جناح وذلك لوضع «فاترينة» وتأجيرها بمبلغ معين.

وبسؤاله عن دور الدولة فى الاقتصاد قال أن الحكومة لا تراعى الضغوط الاقتصادية على اصحاب المحلات وما زالت تستخدم سياسة الضريبة التصاعدية دون النظر إلى اقتصاد الدولة واصحاب التجارة.