كتب
أشرف كاره
«أوتوماك فورمــــيلا».. والصحافة العالمية؟
03:58 م - السبت 29 سبتمبر 2018
لا شك أن معرض القاهرة الدولى الدولى للسيارات الذى اشتهر محلياً فى مصر بتسمية "فورميلا" قبل إندماجه مع معرض "أوتوماك" عام 2013.. لا شك أنه أحد أهم- وربما أكبر- معرض للسيارات بالمنطقة العربية، خاصة بعد سعى منظميه منذ عام 1997 لإدراجه ضمن المعارض العالمية الأكبر والمعترف بعالميتها (نظرياً) من قِبل المنظمة العالمية لمصنعى السيارات (OICA) ثم إدارجه ضمن مجموعة المعارض الدولية الرسمية بإلاتحاد الدولى لمنظمى المعارض (UFI)، وذلك بخلاف الشراكات الدولية المختلفة التى مر بها المعرضين قبل الإندماج عام 2013 مع كل من AMC Promotion منظمى معرض باريس الدولى للسيارات- وهو أكبر معارض العالم للسيارات جماهيرياً- وذلك لمعرض فورميلا. وكذلك الشراكة مع شركة ITE العالمية للمعارض مع معرض أوتوماك.. ليصل المعرضين المندمجين كـ(أوتوماك- فورميلا) مؤخراً إلى الشراكة مع شركة informa العالمية للمعارض ثم إنتقال ملكيته الكاملة لها بالكامل.
نعم إنه تاريخ مشرف لمثل هذا المعرض، ولا يستطيع أحد أن ينكر قوته والجهود الكبيرة من فرق تنظيمه لإيصاله لهذه المكانة المحلية (وربما الإقليمية)، ولكن.
مع المتابعة (المحترفة) للمعارض العالمية المختلفة يجب علينا أن نقف عند محطة هامة للصفة العالمية "الواقعية" للعديد من المعارض والتى تصب فى خانة رئيسية وهى: من الذى يعكس عالمية المعرض على أرض الواقع، من عدمه؟ باختصار شديد.. إنها الصحافة العالمية!
نعم، إنها الصحافة العالمية (وليست المحلية) هى التى ترفع من شأن المعارض العالمية.. ولن أشير هنا إلى معارض ذات تاريخ عالمى عريق شأن باريس، فرانكفورت، طوكيو وديترويت.. لكن سأشير هنا إلى معرض كـ"دبى الدولى للسيارات" أو حتى معارض الصين الدولية الحديثة شأن بكين وشنغهاى وما وصلت إليه من سمعة عالمية بالرغم من أن معرض "أوتوماك فورميلا" يحتفل هذا العام بدورته التذكارية الـ25 وهو ما يقرب من ضعف عمر تلك المعارض المذكورة.. حتى ولو جاء من يقول أن الصين دولة رائدة بصناعية السيارات فسأقول له إن مصر لها باع فى مثل تلك الصناعة بالمقارنة بـ (دبــى)؟!
وبعد الشراكة مع informa العالمية ثم ملكيتها التامة للمعرض من جانب والتوسع بالإنتقال إلى "أرض معارض مصر" الجديدة من جانب آخر، لا أرى أى جديد فى هذا الاتجاه. نعم كما كان يقول الدكتور أحمد علام- مؤسس معرض فورميلا وصاحب شركة آرت لاين لتنظيم المعارض والمؤتمرات الدولية (وهى شركة مصرية وليست عالمية): "إن مساحات العرض المحدودة بمركز المؤتمرات وهو الأمر الذى يحد من العديد من قدرات استثماراتنا وتوسعنا"، إلا أن استمرار تلك القدرات "المحدودة" فى عدم التوجه نحو التوسع العالمى مع شركة عالمية مالكة للمعرض الآن مثل informa... فهو أمر يثير التساؤل؟
أتذكر، مع عملى مع المعرض كاستشارى للاتصالات الإعلامية بأننى كنت دائماً ما أدعو لدعوة صحفيين دوليين (ولو صحفى واحد من كل دولة رئيسية بتصنيع السيارات فى العالم شأن الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، كوريا، الصين وروسيا) وهم ما لن يزيدوا على 10 صحفيين وبميزانية مقبولة، ومع دعوتهم على برنامج سياحى لمدة يوم بالقاهرة وآخر للمعرض. فماذا سيكون رد الفعل السياحى من جانب، والمردود على المعرض من شركات السيارات العالمية- المطلعة على أعمالهم الصحفية بدولهم- من جانب آخر؟ من المؤكد الكثير والأفضل لسمعة المعرض وربما نموه على بعض المستويات شأن تقديم سيارات عالمية به لأول مرة أو حتى إقليمياً لأول مرة، بخلاف السمعة السياحية الإيجابية عن مصر (وهو ما نحتاجه بشدة).
نعم، إنها الصحافة العالمية يا سادة... والتى يستثمر فى استقطابها مئات الألوف من الدولارات حول العالم لتحسن من وترفع شأن المعارض "الدولية" وكذا سمعة دولها ومنظميها ونقلها إلى مستويات لم تكن أساليب الإدارة التقليدية لتبلغها.