الأوكازيون الشتــوى هل ينقذ المحال من الركود؟
، قال اللواء عاطف يعقوب رئيس جهاز حماية المستهلك إن الجهاز يقوم بحملات ميدانية مكثفة للتأكد من التزام التجار خلال فترة الأوكازيون الشتوى الذى يمتد حتى أول مارس.
يأتى ذلك فى إطار جهود حهاز حماية المستهلك لتكثيف الرقابة على الأسواق ومكافحة جميع الممارسات الضارة من الغش التجارى والتدليس أو عدم الالتزام بالمواصفات والمعايير الخاصة بالجودة كأحد الحقوق الأساسية للمستهلك.
وقال عاطف يعقوب إنه من حق المستهلك طلب فاتورة من المحل مكتوباً فيها نوع السلعة وسعرها.. كما أن للمستهلك الحق فى رد السلعة خلال 14 يوماً من شرائها وفقاً لقانون حماية المستهلك.
ومن جانبه، قال محمود العسقلانى، رئىس جمعية مواطنون ضد الغلاء، إنه على وزارة التموين تشديد الرقابة على المحال المشاركة فى الأوكازيون لإلزام التجار بتنفيذ التخفيضات الفعلية.
وقال إن المواسم الماضية خاصة بعد يناير 2011 شهدت ركوداً تجارياً حيث إن نحو 80٪ من المصريين اتجهوا لشراء المستلزمات الضرورية فقط ولهذا شهدت محال الملابس والأحذية ركوداً كبيراً.
وفى جولة لـ«السوق العربية» بمحال وسط البلد والعديد من المناطق أعرب التجار عن أملهم أن يعوضهم الأوكازيون عن الخسائر التى لحقت بهم فى الفترة الماضية.
فى البداية يقول يحيى زنانيرى، رئىس جمعية منتجى الملابس والمنسوجات: إن الأعمال الإرهابية التى يقوم بها الإخوان كبدت الأسواق خسائر فادحة خاصة محال الملابس الجاهزة حيث تجاوزت الخسائر نحو 80٪ ونأمل أن يساهم الأوكازيون فى إنعاش الأسواق وتصريف البضائع الراكدة خاصة أن بضاعة الملابس موسمية.
وقال: إن الإقبال مازال ضعيفاً ونأمل أن يتزايد فى الفترة القادمة وأن ينجح الأوكازيون فى تصريف جزء من البضاعة الراكدة.
وتوقع يحيى زنانيرى أن يساهم الأوكازيون فى خفض خسائر المحال من 80٪ إلى 40٪ خاصة أن التجار سوف يستمرون فى موسم التخفيضات حتى عيد الأم وبداية الموسم الصيفى.
وأوضح أن نسبة التخفيضات قد تصل لأكثر من 50٪ وفقاً لنوع الموديل.. فالموديلات الأكثر رواجاً تكون نسبة التخفيضات عليها أقل.. أما الموديلات الأكثر ركوداً فإن نسبة التخفيضات عليها أكبر حتى يمكن تصريفها.
ويرى خيرى الخياط، الخبير الاقتصادى، أن الأوكازيون قد يكون سبيلاً لتنشيط السوق خاصة مع ضعف القوة الشرائىة للمستهلك بعد الارتفاع فى الأسعار ويعد الأوكازيون فرصة للشراء، وأيضاً بعض التجار يحاولون تصريف البضائع الراكدة كى تساهم فى سداد جزء من المديونيات التى تراكمت عليهم بسبب سوء الأوضاع الأمنية التى تمر بها البلاد.
فى البداية يقول مصطفى سالم، صاحب محل ملابس بوسط البلد، إن الأوكازيون يعد فرصة جيدة لكلا من المستهلك واصحاب المحال خاصة ان بعض المحال تقوم بتصفيات إضافية بنهاية الموسم تصل إلى 60%.;
يقول محمود على مدير فرع احدى شركات الملابس المعروفة: ان حركة السوق هذا الموسم ضعيفة جدا وأن المحل اعتاد ان يبيع فى مثل هذا الوقت من العام حوالى 10 آلاف قطعة شهرياً اصبحت بعد الثورة لا تتعدى 3 آلاف قطعة
وأشار سمير الصياد صاحب محل ملابس إلى ان الاقبال على الشراء حتى الآن ضعيف ودائما ينتعش الأسواق بعد أسبوع من بدء الأوكازيون، وأكد ضرورة أن يقوم المستهلكون بالانتظار ومقارنة المعروضات فى المحال واتخاذ قرار الشراء بشكل سليم وطلب الفاتورة التى تحفظ حقوقهم عند رد السلعة او استبدالها، ويتفق معه صفوت محمود مدير فرع إحدى شركات الملابس المعروفة بأن حركة السوق هذا الموسم ضعيفة جدا.
يقول محمد صابر صاحب محل ملابس: عندنا تخفيضات تتراوح بين 30% على الملابس الرجالى و50% على الملابس الحريمى لبعض المعروضات وليس كلها فنحن لدينا التزامات وثمن البضاعة نسددها على دفعات لاصحابها لان حالة البيع والشراء ضعيفة جدا والأوكازيون يأتى لنا ببعض السيولة.
وتضيف ماجدة عبدالعظيم صاحبة محل ملابس حريمى يوجد عندنا خصومات من 15 إلى 20% على بعض المعروضات وحالة البيع معقولة لأن لى زبائنى وهناك بعض المحال تقدم عروض شراء تنافسية لتشجيع المستهلكين على الشراء وتصريف المخزون بالمحال خاصة من الملابس الجاهزة التى قد تنتهى موديلاتها، خصوصا أن معروضات فصل الصيف يبدأ عرضها مع نهاية شهر مارس.
إبراهيم محمود مدرس لغة عربية يقول إنه قام بجولة وأسرته لشراء بعض الملابس الشتوية فى الأوكازيون لكنه للأسف فشل فى شراء شىء بثمن معقول ونحن كأسرة 4 أفراد لن يكفينا مبلغ 700 جنيه وهو مبلغ استطعنا تدبيره بصعوبة الأمر الذى دفعنا إلى الشراء من محال الملابس المستعمله وعندهم البنطلون بـ35 جنيها والقميص من 20 إلى 25 جنيهاً.
وتوضح سامية عبدالله «ربه منزل»: أنا لا أذهب إلى المحال لأن كل شىء موجود على الرصيف وبأسعار أقل لأن المحل يضيف تكاليف الخدمات ولا يقبل بالربح المعقول وإنما يريد مكسبا لا يقل عن 75% ورغم أن اغلب المعروض على الرصيف صينى ومصنوع من الالياف الصناعية الا انه يقضى حاجة محدودى الدخل فسعر القميص يبدأ من 25 جنيها والبنطلون بـ35 جنيها والبادى بـ25 والجيب بـ40 جنيهاً.
يقول رأفت كمال صاحب محل ملابس جاهزة حريمى بمنطقة وسط البلد: إن الأوكازيون أنعش حركة البيع بالسوق نتيجة ان معظم المواطنين لم يقوموا بشراء احتياجاتهم من الملابس مع بداية موسم الشتاء والعيد بسبب مواكبته لموسم الامتحانات لذلك ظلت البضائع راكدة كما هى بالمحال ما ادى إلى اضطرار اصحاب المحال ومصانع الملابس الجاهزة إلى القيام بعمل تخفيضات كبيرة تصل إلى70% للتخلص من تلك البضاعة الراكدة خاصة بالنسبة لملابس السيدات نتيجة ارتباطها بالموضة حيث ان فرصة بيعها فى الموسم المقبل ضئيلة لأن الموضة دائما فى تغيير مستمر بينما الملابس الرجالى والأطفال غالبا ما تكون موديلاتها تقليدية غير متقلبة بصفة مستمرة كما هو الحال بالنسبة للملابس الحريمى.
ويفسر على ابراهيم (صاحب محل ملابس أطفال) تلك الظاهرة قائلا: من أكثر البضائع رواجا فى سوق الملابس الجاهزة ملابس الأطفال حيث ان جميع الأسر تحرص دائما على شراء ملابس جديدة لأطفالها خاصة فى الاعياد والمواسم مهما تكن ظروفها المادية ضعيفة، وذلك حتى يشعروا بالفرحة، كما ان ملابس الأطفال تقليدية غير مرتبطة بموضة متغيرة كل عام كما هو الحال بالنسبة للملابس الحريمى والشباب، لذلك نحن لسنا فى حاجة ملحة إلى التخلص منها باسعار منخفضة.
ويرى عاصم مجدى صاحب محل ملابس جاهزة بمنطقة روكسى ان الاقبال الهائل على الأوكازيون الشتوى هذا العام الذى لم تشهده سوق الملابس منذ عدة سنوات يرجع إلى عدة عوامل أهمها مواكبة الامتحانات للعيد مع ارتفاع اسعار الملابس الشتوى وتأخر الطقس الشتوى الذى تأخر الاحساس به إلى شهر فبراير، ما أدى إلى ارجاء المواطنين شراء احتياجاتهم إلى موسم الأوكازيون الذى يبدأ مبكرا أثناء فصل الشتاء.
وبسؤال نبيل حسن صاحب محل ملابس رجالى بشارع قصر النيل عن تأثرهم بالباعة الجائلين قال إن الباعة الجائلين يقومون باحتلال الارصفة والبيع باسعار رخيصة، بالاضافة إلى منتجاتهم الرديئة، فهم يقومون بالبيع باسعار رخيصة للغاية لانهم غير متحملين ايجار محال او دفع فواتير كهرباء او مياه، فهذا الوضع يؤثر على محالنا.
وبسؤال المواطنين عن الأوكازيون الشتوى قال محمد على «أوكازيون السنة دى ضعيف فى نسبة التخفيض خلاف السنة الماضية فالاسعار مازالت مرتفعة ويوجد بعض المحال علن اسعار وهمية ولا تأخذ بها»..ويقول هانى محمد «بعض المحال يقوم اصحابها بوضع اسعار اعلى من بداية الشتاء ثم يقومون بتخفيض السعر بحيث يحافظ على اسعار البيع السابقة وفى نفس الوقت يكون مشارك فى الأوكازيون».
ويؤكد عبدالله موسى (صاحب محل ملابس حريمى) أن معظم المحال بدأت الأوكازيون منذ حوالى تسعة ايام ويرجع هذا إلى وقف الحال والظروف القاسية التى تمر بها البلاد وأثرت تأثيراً كلياً على حال السوق المصرى. وأضاف أنه لا يوجد اقبال على الاطلاق بالرغم من ارتفاع نسبة التخفيضات خاصة أن معظم المشترين يفضلون الشراء من الباعة الجائلين بسبب انخفاض اسعارهم وهذا ما يعود على اصحاب المحال بالخسارة. ويقول محمد اسماعيل(مدير فرع محل ملابس عالمية)أن الاقبال ضعيف بشكل ملحوظ وهو ما نعانى منه كل عام ولكن الاقبال هذا العام يقل بنسبة 30٪ عن العام الماضى وهو ما يسبب خسارة كبيرة بالرغم من ارتفاع نسبة التخفيضات إلى 70٪ على جميع المنتجات سواء مصرية أو مستوردة . ومن جانب اخر نرى ان محال الاحذية لم تشارك فى الأوكازيون الشتوى على الرغم من وجود احذية شتوية، ولكنها اقتصرت على نظام الخصومات.
يقول حسن ناصر «شاب» نحن الشباب لا نرى تخفيضات مناسبة فبعض المحال تعطى اسعار وهمية وذلك بداية من عامل «الناضورجية» الذى يسحب اكبر قدر من الزبائن ويحاول ان يقنعهم بأن لديه اكبر قدر من التخفيضات، ثم بعد ذلك يفاجئ الزبون باسعار اخرى.
ومن جانب آخر نرى أن المواطن العادى من الطبقة المتوسطة وما دون المتوسطة، الذى يمثل 70 أو 80% من الشعب المصرى الآن، يتجه فقط إلى شراء مستلزماته الضرورية من الأكل والشرب أما الكساء فهو فى خططه المؤجلة.