السوق العربية المشتركة | التغيرات المناخية تهدد الإنتاج الزارعى والحيوانى فى مصر

السوق العربية المشتركة

الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 19:46
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

التغيرات المناخية تهدد الإنتاج الزارعى والحيوانى فى مصر

 
تشير التقارير إلى أن الاضطرابات الجوية مثل ارتفاع درجة حرارة الأرض ستنتج عنها آثار مدمرة على الزراعة والموارد المائية وصحة البشر، وسيكون الفقراء أشد المتضررين من هذه الآثار التي لن تستثني أياً من مناطق العالم مما يؤثر على استقرار الاقتصاد العالمي. وتشير أيضا معظم الدراسات إلى أن التغيرات المناخية هي نتاج حتمي لأنشطة الإنسان التي أخلت بنسب الغازات في الغلاف الجوى للأرض , فنتج عن ذلك ارتفاع في درجات حرارة الكوكب وهذا بدوره أدى إلى مجموعة من النتائج منها ذوبان الجليد في القطبين و تغير خرائط سقوط الإمطار واتجاهات الرياح من حيث المكان والزمان إذن فالنتائج غير مطمئنة .
مما حض وزارة البيئة اتخاذ إجراءات عاجلة لحل مشكلة الانبعاثات الغازية وتوفيق أوضاع المصانع الملوثة للبيئة
حيث صرح الدكتور خالد فهمي وزير البيئة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بمصنع أسمنت أسيوط يوم الأحد الموافق الثالث عشر من مايو للعام الحالي إن الدولة تسعى جاهدة للحفاظ على البيئة من التلوث بمختلف صوره وأنواعه مشيرا إلى عدة إجراءات اتخذتها وزارة البيئة مع الشركات والمصانع لمعالجة مشكلة الانبعاثات الغازية والأتربة عن طريق رفع قدرة الصناعة في التحكم في المخرجات الملوثة للبيئة وتوفيق أوضاعها من خلال منح أصحابها القروض وتحفيزهم أو تقديم الدعم الفني لهم لتنفيذ مشروعات القضاء على الملوثات وتنفيذ الاشتراطات البيئية مشددا على غلق أية مصانع تتسبب في تلويث البيئة وفقا للقانون ولأتهاون مع المخالفين .
ومن جانبها تحركت وزارة الزراعة واستصلاح الاراضى في شكل سريع لمحاولة احتواء الضّرر الاقتصادي والحد من تأثر الإنتاج الزراعي والحيونى من التغيرات المناخية وذلك من خلال الجهاز التنفيذي لمشروعات التنمية الشاملة لتنفيذ مجموعة من النماذج العملية لقرى أكثر تأقلما مع التغيرات المناخية في صعيد مصر وذلك بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي وينفذ هذا المشروع تحت اسم "مشروع بناء مرونة نظم الأمن الغذائي بصعيد مصر" .
مما دعي جريدة السوق العربية لتحقق من مدى مساهمة مشروع بناء مرونة الأمن الغذائي من الحد من اثر التغيرات المناخية على الإنتاج الزراعي والحيواني في مصر باعتباره وحدة إنذار مبكر ضد التقلبات الجوية وأثرها السلبية على الإنتاج الزراعي والحيواني
أراء المسئولين :-
وحول ذلك تحدث الأستاذ الدكتور على حزين رئيس مجلس أداره الجهاز التنفيذي لمشروعات التنمية الشاملة بوزارة ألزراعه واستصلاح الاراضى.
قائلا إن العديد من الدراسات تشير إلى تأثر مصر بشكل مباشر بظاهرة التغيرات المناخية وما يتبعها من تقلبات جوية حادة وتعتبر هذه الظاهرة كونية لأنها سوف تؤثر على جميع القطاعات بطريقة مباشرة وغير مباشرة ويرجع سببها الرئيسي إلى الثورة الصناعية وزيادة عدد السكان والتطور التكنولوجي وزيادة الطلب على مصادر الطاقة بغض النظر عن الآثار الجانبية .
وكشف الأستاذ الدكتور على حزين عن إن قطاع الزراعة من أكثر القطاعات التي سوف تتأثر سلبيا بهذه الظاهرة ومن المتوقع أن تؤثر التغييرات المناخية على إنتاجية الأرض الزراعية بداية من التأثير على خواص الأرض الطبيعية والكيميائية والحيوية مرورابأنتشار الآفات والحشرات والإمراض وغيرها من المشاكل وانتهاء بالتأثير على المحصول المنتج.
وعن مواجهة الآثار السلبية الناجمة عن التغييرات المناخية قال رئيس مجلس أدارة الجهاز التنفيذي لمشروعات التنمية الشاملة بوزارة الزراعة إن دراسات الأقلمة من أهم وسائل تخفيف الأثر السلبي وزيادة تحسين الأثر الايجابي لهذه الظاهرة وقد أجريت العديد من الدراسات في هذا الشأن التي كان من نتيجتها إمكانية التغلب أو على الأقل تخفيف حدة النقص في إنتاجية المحاصيل التي تأثرت سلبيا بهذه الظاهرة .
وكشف الاستاذ الدكتور على حزين عن إن مشروع بناء مرونة نظم الأمن الغذائي نفذ مجموعة متكاملة من الأنشطة خلال الفترة الماضية التي تهدف إلى تعزيز سبل التأقلم مع الظواهر الجوية غير الاعتيادية في صعيد مصر وتعزيز الأمن الغذائي لسكان الريف .
وفى السياق ذاته أضاف المهندس عثمان الشيخ مدير مشروع بناء مرونة الأمن الغذائي قائلا إن قضية التغيرات المناخية أصبحت من القضايا التي تحظى باهتمام كبير على مختلف الأصعدة في مصر
. والمراقب للا وضاع المناخية في مصر يجد إن حدة و كثرة التقلبات الجوية التي تشهدها البلاد قد ازدادت في الآونة الأخيرة وأصبحت تؤثر على العديد من مناحي الحياة وهذا أمر يشهده الجميع ويتفق عليه المختصون وغيرهم .
وقد أشارت العديد من الدراسات إلى ارتباط وثيق بين زيادة حدة التقلبات الجوية على ألمدي القصير و التغيرات المناخية على ألمدي الطويل , أي أنه من المتوقع أن تزداد حدة التقلبات الجوية في الأعوام القادمة .
وأوضح المهندس عثمان إن مصر شاركت في قمة باريس للتغيرات المناخية وبذلت جهودا مضنية لتتحدث إفريقيا كصوت واحد يعبر عن أمالها و مطالبها . وطبقا للإحصاءات الرسمية فان مصر تأتى في المرتبة الثامنة والعشرين عالميا في ترتيب الدول من حيث كمية الانبعاثات المؤدية للاحتباس الحراري .
إلا أن المؤكد أن مصر باعتبارها دولة نامية لا تشكل انبعاثات الأنشطة المختلفة على أرضها أكثر من نصف في المائة من اجمالى الانبعاثات العالمية بمعنى أوضح فإن مصر تعتبر مجنيا عليها وليست جانية فقد جنت الدول الصناعية الكبرى على باقي دول العالم طوال العقود الماضية وحتى ألان .
وأشار مدير المشروع إلى أن التغيرات المناخية ليست قضية للنقاش في المحافل العلمية ولا في أروقة الجامعات فقط بل هي شأن يخص كل مصري بسبب ارتباط التقلبات الجوية بإنتاجية الأراضي الزراعية التي تعتبر بدورها حجر الزاوية للأمن الغذائي لكل أسرة .
فقد أشارت التقارير الرسمية إلى أن 17% من المصريين يعانون من ضعف مستوى الأمن الغذائي , ويتركز معظمهم في جنوب مصر , وهذه النسبة معرضة للزيادة في ظل ازدياد حدة التقلبات الجوية , حيث تشير العديد من الدراسات إلى تأثر إنتاجية المحاصيل بشكل سلبي بسبب التقلبات الجوية الحادة .
وأضاف عثمان الشيخ أن المشروع منذ بدءه خلال عام 2013م وهو يهدف إلى بناء آليات التأقلم مع التغيرات المناخية في قطاعات الإنتاج الزراعي المختلفة بالتوازي مع آليات الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون .
حيث نفذت مجموعة متنوعة من الأنشطة طوال الأعوام الثلاثة السابقة في عشرين قرية موزعة في محافظات أسيوط وسوهاج وقنا والأقصر و أسوان بهدف تقديم مجموعة من الحلول المتكاملة للتأقلم مع الآثار السلبية للتقلبات الجوية . وتم اختيارا لقرى تبعا لتقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء التي تبين القرى الأكثر احتياجا للتنمية .
وعن أهم الآليات قال المهندس عثمان الشيخ اولأ نبدأ بـــــــــــ
النهج التشاركى
بمعنى الحشد المجتمعي اتجاه قضية التأقلم مع التغيرات المناخية وما لها من دور كبير في حث المجتمع على تبنى أفكار المشروع ولذلك نفذت العديد من الأنشطة التوعية ومنها مسرح القرية المتنقل , وذلك في إطار فكاهي واقعي , حيث يحاكي الممثلون واقع الأسرة في صعيد مصر من حيث علاقة التقلبات الجوية بالوضع الاقتصادي للأسرة حيث نفذ المشروع خمسة وعشرين عرضا مسرحيا في القرى بالتعاون مع قصر ثقافة الأقصر , حضر العروض اكثرمن ثلاثة آلاف مزارع .
وقد ساهمت العروض المسرحية في توعية المزارعين بأهمية إتباع آليات الحد من آثار التقلبات الجوية على الإنتاج الزراعي , حيث انعكس هذا بشكل واضح على أعداد المزارعين الراغبين في تنفيذ أنشطة المشروع .
ثانيا هناك نهج رئيسي للمشروع وهو
التدريب على رأس الحقل خير من التدريب النظري .
وذلك للنشر الحلول العملية التي تهدف إلى الحد من آثار التقلبات الجوية . حيث نفذ المشروع على مدارا لأعوام الثلاثة الماضية ألفي حقل ارشادى لمحصول القمح , تشكل ثلث الحقول الإرشادية المنفذة على مستوى الجمهورية , فمشاهدة الإنتاج الوفير في الحقول الإرشادية تدعو جميع الزراع لإتباع التوصيات الفنية وتبنى أفكار المشروع .
وقدمت الحقول الإرشادية مجموعة من أصناف القمح الأكثر تأقلما مع التقلبات الجوية بالإضافة إلى الزراعة على مصاطب وكذلك جدولة التسميد والري وذلك تحت إشراف المختصين من معهد بحوث المحاصيل الحقلية . وكان من نتائج ذلك زيادة إنتاجية الفدان بنسبه تتراوح بين 20 إلى 30% بالإضافة إلى تحمل الصدمات الحرارية المتتالية التي حدثت في الربع الأول من أعوام 2013- 2014 - 2015 -2016 . حيث ارتفعت درجات الحرارة بمعدل يتراوح بين 5 إلى 7 درجات عن معدلاتها في هذا الوقت من العام
هذا بالإضافة إلى إلف وخمسمائة حقل ارشادى للذرة الرفيعة , حيث تعتبر الذرة الرفيعة احد الحاصلات الصيفية الأكثر تحملا لحرارة الصيف في صعيد مصر . حيث قدم المشروع سلالات ذات إنتاجية عالية بالاضافه إلى تقديم نماذج لتحميل محاصيل أعلاف بقوليه مثل لوبيا العلف .و هذا يزيد من إنتاجية وحده المساحة ويوفر مصدرا للأعلاف خلال فصل الصيف .حيث زادت حدة الموجات الحار خلال أشهر الصيف , وكانت موجة صيف 2015 من أكثر الموجات الحرارية حده خلال الأعوام السابقة , حيث ارتفعت درجه الحرارة لما يقرب من ثماني درجات عن معدلاتها . وقد أسهمت تدخلات المشروع المختلفة في تقليل خسائر المزارع بنسبه تصل إلى 80% إذا ما قورنت حقول المشروع بباقي الحقول .
وفى أشارة إلى أهمية محصول القصب لمزارعي الصعيد قال مدير مشروع بناء مرونة الأمن الغذائي إن هناك اهتمام خاص بهذا المحصول الشره للمياه , فمن خلال مائتي حقل ارشادى تم تقديم الصنف الجديد جيزة 84/47 وهو من إنتاج معهد المحاصيل السكرية . هذ الصنف الذي ينتج سكر أكثر من الأصناف السائدة بالإضافة إلى انه يتحمل التقلبات الجوية .و كذلك تمت زراعة القصب على خطوط لتوفير مياه الري . فترشيد مياه الري يعتبر من آليات التأقلم مع الموجات الحرارية غير الاعتيادية التي تشهدها محافظات مصر العليا .
إلى جانب سعى المشروع من خلال المختصين من معهد بحوث البساتين إلى تقديم عشرات النماذج من الحقول الارشاديه لزراعات الطماطم و الريحان وحبه البركة و الشمر , وذلك بهدف تنويع مصادر الدخل .
ولضمان استمرارية تنفيذ هذه الأنشطة أوضح المهندس عثمان أن المشروع قد عززمن قدرات الجمعيات الاهليه الشريكة بما يسمح لها بالتواصل مع الخبراء في مراكز البحوث وكذلك الجهات التي توفر مستلزمات الإنتاج عاليه الجودة. وكذلك يسعى المشروع حاليا لبناء وحدات تصنيع زراعي مصغرة بهدف تعزيز القيمة المضافة لبعض الحاصلات الزراعية مثل الطماطم و يتم حاليا دراسة بناء وحدات لتجفيف الطماطم بهدف التصدير .
ثالثا :- ينفذ المشروع إلية توحيد الحيازات الزراعية المفتتة في زيادة الإنتاجية الزراعية والحد من اثأر التغييرات المناخية.
وتتمحور آليات هذه المبادرة فئ حث المزارعين على إزالة الحدود الفاصلة مع احتفاظ كل حائز بحدود حيازته التي تحددها علامات حديدية , وتتم كافةاعمال الزراعة بشكل جماعي لما متوسطه 70 مزارعا في ألمجموعه الواحدة , على إن يتولى كل مزارع رعاية أرضه حتى الحصاد . وقد تم توحيد حوالي إلفي فدان خلال الاعام الثلاث الماضية , وأوضحت دراسات المتابعة وتقييم الأثر إن نسبه التخلي عن فكره توحيد الحيازات تتراوح بين 20 إلى 30 % . حيث إن تسود الحيازات الزراعية المفتتة في ربوع مصر بشكل عام وفى صعيد مصر بشكل خاص , ولهذا اثر ليس بالقليل على انخفاض الإنتاجية بسبب عدم القدرة على استعمال مدخلات إنتاج عاليه الجودة أو استخدام الميكنة الزراعية التي من شأنها تحسين خواص الأرض هذا بالإضافة إلى فقدان حوالي 10% من المساحة بسبب الحدود التي لاتزرع . لذلك سعى المشروع لتنفيذ كافة الأنشطة سالفة الذكر في إطار مبادرة توحيد الحيازات الزراعية المفتتة
وفى حديثه لجريدة السوق العربية أكد مدير المشروع أن الإنذار المبكر بالتقلبات الجوية الغير الاعتيادية هو احد أهم سبل الحد من أثارها . لذلك نفذ المشروع تطبيق الإنذار المناخي المبكر , وهو تطبيق بسيط متاح على الانترنت للجميع .
يعتمد التطبيق على إدخال بعض البيانات مثل تحديد المحصول و تاريخ زراعته ومكان ألزراعه , و يتولى التطبيق تقديم توصيات فنيه مرتبطة بالطقس لمدة خمسة أيام تالية .
ولنشر هذه التوصيات جهز المشروع عشرين وحده للإنذار المناخي المبكر في محافظات الصعيد , أربعه عشر منها توجد في الجمعيات الأهلية الشريكة و يتم نشر التوصيات من خلال وحدات الإذاعة المحلية . وخمسة وحدات أخرى موجودة في مديريات الزراعة وتنشر التوصيات عن طريق شبكة المرشدين الزراعيين . ولضمان الاستمرارية تم تدريب القائمين على تشغيل هذه الوحدات على مهارات الحاسب الالى والاتصال الفعال بالإضافة إلى مهارات المدرب المحترف بالتعاون مع الجامعات الإقليمية و استخدم منظومة الإنذار المناخي المبكر خمسون إلف مستخدم خلال الأعوام الثلاث الماضية .
ونفس السياق أشار الشيخ إلى إن المشروع قام بتطوير مجموعة من المساقى الفرعية يبلغ اجمالى أطوالها 4000 مترا طولي تخدم 500 مزارع فئ 400 فدان وجارى تطوير 6000 مترا أخرى ويتم التطوير بالتعاون مع مديريات الري وبمشاركة المزارعين . وقد بلغ الوفر في مياه الري حوالى30% بالإضافة إلى منع نمو الحشائش الضارة .
وذلك باعتبار مياه الري من أهم مدخلات الإنتاج الزراعي , وتشير العديد من الدراسات إلى إن زيادة الاحتياج لمياه الري مرتبط بالموجات الحرارية غير الاعتيادية التي تتعرض لها المزروعات. كما تم تسوية 2500 فدانا بالليزر كأحد آليات توفير مياه الري بالتعاون مع جهاز تحسين الاراضى بوزارة الزراعة . وجارى الإعداد لتشغيل مجموعة من وحدات ضخ المياه بالطاقة الشمسية بالتعاون مع مركز إدارة الطاقة بجامعه أسيوط .
ومن جانب أخر لمشروع بناء مرونة الأمن الغذائي لمواجهة أثار التغييرات المناخية أوضح مدير المشروع أن هناك سعى لتنوع مصادر الدخل لاهالى القرى الأكثر احتياجا بمحافظات الصعيد لتحقيق التنمية الاقتصادية من خلال زيادة الإنتاج الحيواني وذلك من خلال أنشطة الإقراض العيني للماعز والبط وذلك نظرا لمحدودية الاراضى الزراعية فئ صعيد مصر , فان نسبة ليست بالقليلة من اهالى قرى الصعيد لا يملكون أراضى زراعية , لذلك استهدف المشروع هذه الفئة من خلال أنشطة الإقراض العيني للماعز والبط . حيث شارك في هذه الأنشطة إلف مقترض ومقترضة حتى ألان وجارى العمل على التوسع فيه. ولخدمة برامج الإقراض فقد طور المشروع خمسة وحدات بيطرية وتم إمدادها بالمعدات البيطرية الحديثة. وجارى تطوير خمس وحدات أخرى
وفى نهاية حديثه لجريدة السوق العربية أشاد المهندس عثمان الشيخ مدير مشروع التغييرات المناخية بأن.هذا المشروع يتميز و ينفرد بأنه يقدم آليات بسيطة يمكن نشرها وتكرارها للحد من الآثار السلبية للتقلبات الجوية على الإنتاج الزراعي .بالإضافة إلى سعى إدارة المشروع لنشر مفهوم الحد من اثأر التقلبات الجوية على الإنتاج الزراعي من خلال إدماج هذا المفهوم في المقررات العملية لطلاب كليات الزراعة والمدارس الثانوية الزراعية , فقد شارك قرابة 2000 طالب في أنشطة المشروع الميدانية المختلفة .
- دور الجامعات والخبراء الباحثين :-
وعن دور الجامعات في مواجهة التغييرات المناخية وتأثيرها على الإنتاج الزراعي والحيواني
أوضح الاستاذ الدكتور فاروق عبدا لقوى مستشار رئيس جامعة أسيوط للشئون الزراعية والبيئية
أن الجامعة من خلال الإدارة العامة للمشروعات البيئية قطاع خدمة المجتمع نظم ندوة بعنوان "التغيرات المناخية وتأثيرها على البيئة والزراعة" وخرج منها بعدة توصيات التي من شأنها الحد من الأثر السلبي للتقلبات الجوية ومن أهم هذه التوصيات أهمية توعية المواطنين بالتغيرات المناخية المتوقعة خلال الأعوام القادمة وجهود الدولة لتجنب السيول المتوقعة والظواهر المناخية المتقلبة ويمكن القول أن التغيرات المناخية بحلول عام 2050 سوف تؤدى إلى خفض إنتاجية معظم المحاصيل الرئيسية في مصر وزيادة الاستهلاك المائي لها. ويصاحب انخفاض إنتاجية هذه المحاصيل خفض العائد المز رعى
.وأشاد مستشار رئيس جامعة أسيوط للشئون الزراعية والبيئية بمشروع بناء مرونة الأمن الغذائي وقيامه بدور كبير في هذا الشأن التي كانت من ضمن التوصيات التي خرجنا بها من هذه الندوة بحضور ممثلين لهذا المشروع والأستاذ الدكتور على حزين رئيس مجلس أداره الجهاز التنفيذي لمشروعات التنمية الشاملة بوزارة ألزراعه واستصلاح الاراضى. هي ضرورة عقد بروتوكول تعاون بين جامعة أسيوط ومشروع بناء مرونة نظم الأمن الغذائي بصعيد مصر. حيث يهدف المشروع إلى بناء آليات التأقلم مع التغيرات المناخية في قطاعات الإنتاج الزراعي المختلفة بالتوازي مع آليات الحد من انبعاث ثاني أكسيد الكربون والذي نفذ مجموعة من الأنشطة طوال السنوات السابقة في عشرين قرية موزعة في محافظات أسيوط وسوهاج وقنا والأقصر و أسوان، بهدف تقديم مجموعة من الحلول المتكاملة للتأقلم مع الآثار السلبية للتقلبات الجوية.
وأضاف الأستاذ الدكتور فاروق عبد القوى أن التغير المناخي أمر معقد ولكن ينبغي علينا أن نتعرف على آثاره بعقد المزيد من الندوات خاصة فيما يتعلق بممارسات هندسة المناخ.و التنسيق للحصول على فرص تمويل كمنح للدول النامية والأكثر تأثراً بالتغيرات المناخية ومنها مصر.والتنسيق للحصول على منح تدريب للطلاب وللدراسات العليا في مجال التغيرات المناخية خاصة بالمناطق التي يتم فيها إطلاق الكيمتريل.والعمل علي استنباط أصناف جديدة موسم نموها قصير وتتحمل الحرارة العالية والملوحة والجفاف وتتوائم مع التغيرات المناخية.وتغيير مواعيد الزراعة بما يلائم الظروف الجوية التي تغيرت، وكذلك زراعة الأصناف المناسبة في المناطق المناخية المناسبة لها لزيادة العائد المحصولي من وحدة المياه لكل محصول.والالتزام بمساحة المحاصيل شرهة الاستهلاك المائي (مثل الأرز وقصب السكر).
وزراعة محاصيل بديلة تعطى نفس الغرض ويكون استهلاكها المائي وموسم نموها أقل مثل زراعة بنجر السكر بدلا من قصب السكر (وفى هذه الإستراتيجية يجب أن نأخذ في اعتبارنا أن هذا المحصول هو محصول رئيسي في مصر العليا بالإضافة إلى المصانع والصناعات الثانوية والعمالة القائمة على هذا المحصول).
إلى جانب الاهتمام بمعالجة مياه الصرف وإعادة استخدامها لري بعض النباتات وكذلك تحليه مياه البحر والحفاظ على مياه الإمطار والآبار مع استخدام طرق الري الحديثة حفاظا على كل قطرة مياه والتي سوف نكون في أمس الحاجة إليها تحت ظروف التغيرات المناخية و الاهتمام بتدوير المخلفات الزراعية وعمل الكبوست. والحد من عمليات حرق المخلفات.
أراء المجتمع المدني والمزارعين:-
ومن جانبه قال الأستاذ أحمد خليفة رئيس مجلس أدارة جمعية العونة لتنمية المجتمع بمحافظة أسيوط إن الجمعية قامت من خلال شراكتها مع مشروع بناء مرونة الأمن الغذائي بزراعة 45فدان قمح بقرية الغريب التابعة لمركز ساحل سليم تحت تعليمات وتوجيهات المشروع وبدعم كامل منه من بداية تجهيز الأرض لزراعة والتقاوي والمبيدات اللازمة وجميع ما يستلزم زراعة المحصول بأساليب علمية حديثة مما ساهم في حماية المحصول من أثر التقلبات الجوية وزيادة الإنتاجية والجودة بنسبة كبيرة .
وأضاف أحمد خليفة أن الجمعية بالتعاون مع مشروع بناء مرونة الأمن الغذائي قامت بعدة أنشطة هدفها الحشد المجتمعي اتجاه قضية التأقلم مع التغيرات المناخية وما لها من دور كبير في حث المجتمع على تبنى أفكار المشروع ولذلك من خلال العرض المسرحي وتدريبات عملية بالحقول بحضور المهندس حاتم مدير إدارة المشروع بأسيوط وعدد من الباحثين من مركز البحوث الزراعية .
وأشاد مدير جمعية العونة بإنتاجية المحصول المنتج من الحقول التي تم زراعتها ووفقا لطرق والأساليب المتبعة من قبل المشروع ومدى التأقلم من التغييرات الجوية مما ساهم في تشجيع عدد كبير من المزارعين لتبنى أفكار وأساليب المشروع في زراعة المحاصيل الزراعية فمن المتوقع زراعة حوالي 200 فدان من محصول الذرة الرفيعة في الموسم الصيفي القادم تحت مظلة مشروع" التغييرات المناخية "
وطالب الأستاذ أحمد خليفة أدارة مشروع بناء مرونة الأمن الغذائي بضرورة تنفيذ بعض الأنشطة الهامة والمعلن عنها بخطة المشروع والتي من شانها تساعد على زيادة الإنتاج الحيواني وتنوع مصادر الدخل للمزارعين وهو نشاط القروض العينية للماعز والبط وخاصة أن المجتمع بقرية العونة مركز ساحل سليم بحاجة كبيرة لهذا النشاط والاستعداد الكامل لجمعية العونة لإدارته إلا أن هناك تقصير كبير من أدارة المشروع في تنفيذ هذا النشاط في منطقة العونة في حين تم تنفيذه في مناطق أخرى وبشراكة جمعيات خيرية .
ويقول الحاج أحمد حسين دهمان المزارع بقرية الغريب مركز ساحل سليم عن مشروع بناء مرونة الأمن الغذائي لمواجهة التغيرات المناخية إن المشروع ده ناجح جدا وخدمنا كتيير وكفاية إننا أتعلمنا أزاي نزرع ونروى الأرض ونجهزها بطريقة توفر لنا المصاريف والمياه وتعطينا أنتاج أعلى زى مثلا كنا بنطلع الصباخ من تحت المواشي مباشرة على الغيط وده غلط كان بيخلى الحشائش تملئ الأرض ولكن الطريقة الصح اللي أتعلمنها من المشروع من خلال المحاضرات إننا نترك الصباخ معرضة للشمس لمدة أربعة شهور على الأقل قبل ما نبدرها في الأرض الزراعية وكمان أتعلمنا أزاي نروى الأرض بتقسيمها لأحواض وتسويتها وكمان حدد لنا كمية الأسمدة اللازمة لكل فدان مما وفر لنا الكثير من المصاريف
وعن مدى مساهمة المشروع في مواجهة المحاصيل الزراعية للاضطرابات الجوية أكد الحاج أحمد حسين إن تعليمات وأساليب الزراعية المتبعة من قبل المشروع والتقاوي المستخدمة في زراعة محصول القمح هذا الموسم الذي تعرض لعدة تغييرات في الجو ما بين ارتفاع درجة الحرارة وعواصف ترابية أدت إلى انخفاض إنتاجية معظم المحاصيل الزراعية ولكن بفضل الله ومشروع بناء مرونة الأمن الغذائي بقرية الغريب حافظ على المحصول بل زادت الإنتاجية بمعدل زيادة خمسة إردب للفدان الواحد وده يعتبر نسبة كبيرة جدا في ظل الاضطرابات الجوية التي تعرض لها المحصول بالإضافة إلى توفيره لجميع المستلزمات والأسمدة والتقاوي مجانا للعدد كبير من صغار المزارعين ولكن عانى كثير من الفلاحين في موسم الحصاد لعدم توافر حصاده وارتفاع تكاليف العمالة فنطالب إدارة المشروع بتوفير حصاده ويتم تأجيرها للمزارعين .