السوق العربية المشتركة | العاشر من رمضان.. تضحيات من أجل الكرامة

السوق العربية المشتركة

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 18:46
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
العاشر من رمضان.. تضحيات من أجل الكرامة

العاشر من رمضان.. تضحيات من أجل الكرامة

يهل علينا شهر رمضان كل عام محملًا بنفحاته العطرة وأيامه الجميلة ولياليه العظيمة، وللمصريين مذاق خاص فى احتفالهم بشهر رمضان عن سائر الدنيا، ففى العاشر من رمضان السادس من أكتوبر عام 1973 عبر جنودنا الأبطال قناة السويس واقتحموا خط برليف المنيع وحرروا أرض سيناء الغالية من عدوان إسرائيل الغاصبة المحتلة ونهض الشارع المصرى واقفا وراء جيشه العظيم وتضامن أيضا الشارع العربى مع المصريين وأعلنت سيناء وقتها أرضًا حرة مصرية تحررت من أيدى الأعداء الصهاينة.
كان يوم العاشر من رمضان يوم مشهود فى تاريخ المصريين فهو يوم التضحية من أجل الكرامة والشرف ومن أجل الأرض والعرض، وقد تحقق النصر للجيش المصرى العظيم فى شهر الصوم حيث كان الصيام وقتها سلاحا محفزا للجنود الأبطال وأملا يملأ قلوبهم بالإرادة والتحدى والإيمان من أجل تحرير الأرض من الغاصب ومن أجل أن نعبر إلى المستقبل وأن نتخطى الهزيمة وأن نتحفز للنصر المبين ،ولن ينسى المصريون والعرب على مر الزمان هذا المشهد العظيم يوم أن نصر الله جنوده فى الأرض على أعداء الدين اليهود الذين اغتصبوا الأرض واحتلوها، ولكن نصر الله تعالى كان قريبًا.
وكان اقتران السادس من أكتوبر بيوم العاشر من رمضان لهو الدافع الأقوى لدفع إرادة المصريين للأمام ومحفزا قويا فى قلوب أبناء الجيش المصرى العظيم لكى يرفعوا راية النصر وهم صائمون، فى السادس من أكتوبر عام 1973 الموافق العاشر من رمضان عام 1393 هجرية، عبرت مصر نحو النصر وسطر جيش مصر العظيم خير أجناد الأرض ملحمة النصر العظيم التى خلدت لجيش مصر مجدا جديدا يضاف إلى أمجاده العظيمة على مر التاريخ.
هذا النصر العظيم فى هذا الشهر المبارك عبرت مصر به إلى المجد والكرامة وقضت به على غرور إسرائيل التى تسترت وراء سواتر كانت تظن أنها حصونا منيعة لن تستطيع أى قوة تدميرها لكن عظمة الجيش المصرى قضت على خطوطها "المنيعة" فى 6 ساعات، ليثبت المصريون أمام العالم كله أنهم قادرون لمحو عار الهزيمة بفضل الله سبحانه وتعالى وجيشهم العظيم.
فبفضل ما حققته القوات المسلحة الباسلة فى هذا اليوم وبالمساندة الكاملة من شعب مصر لما كنا نعيش كما هو حاليا نمتلك كامل سيادتنا على أرضنا، وهو ما قاله الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى أحدى خطاباته "هذا الشعب المصرى لم يعرف فى تاريخه النضال بالكلمات ولا مارسه فى يوم من الأيام، والدليل على ذلك ما قدمه هذا الشعب من عطاء حقيقى للمعركة وما سوف يقدمه من عطاء حقيقى للمعركة"، وهو ما يكشف المساندة الكاملة من الشعب المصرى.
نصر العاشر من رمضان كان وسيظل مصدر فخر للشعب المصرى والشعوب العربية بأكملها ولم يكن مجرد ذكرى نحتفل بها فقط لكنه نصر عظيم ستظل آثاره ممتدة على مر العصور، لتصدق مقولة الرئيس السادات بعد نصر العاشر من رمضان "إن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن ويأمن بعد خوف أنه قد أصبح له درع وسيف".. حقا جيشنا العظيم يستكمل سلسلة الانتصارات الخالدة حتى الآن فى أرض الفيروز فى مواجهة خطر كبير يحدق بنا وهو الإرهاب الذى يتكبد خسائر كبيرة وفادحة على يد قواتنا المسلحة والشرطة فى العملية الشاملة سيناء 2018، بتوجيهات مباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسى باستخدام كل القوة الغاشمة لدحر الإرهاب واقتلاع جذوره.
فنحن الآن نعيش حاضرنا بروح العاشر من رمضان بعد أن رويت أرضنا الغالية بدماء شهدائنا لتحرير سيناء، وفى النهاية يظل "الله أكبر" نداء دائم فى وجه أى عدوان.