
أمانى الموجى
سيناء.. مقصد الشهداء وملاذ الأحرار
احتفل المصريون فى 25 من إبريل، بالذكرى الـ36 لتحرير سيناء.. تلك البقعة الغالية التى رويت أرضها بدماء شهداء القوات المسلحة الذين سطروا أروع ملاحم الوطنية فى الذود عن الأرض، حتى أصبحت ملاذا للأحرار، لتبقى بطولات الشهداء وتضحياتهم الغالية حاضرة فى أذهان أبناء الوطن.
سيناء التى توالت عليها المحن وكثرت شدائدها كانت مطمعا لغزاة غاب عن ذهنهم أن هناك عيونا لا تنام تقف لهم بالمرصاد، لتعود سيناء السحر والجمال إلى حضن الوطن على أيدى أبطال لم يكن صنع المعجزات على أيديهم جديدا عليهم.. فالقوات المسلحة حققت أولى هذه المعجزات فى العبور الأول باسترداد أرضنا كاملة من أيدى الاحتلال، والثانى بتطهير سيناء من ذيول الإرهاب وخوارج العصر، لتخطو أرض الفيروز نحو ميلاد فجر جديد.
يأتى الاحتفال بعيد تحرير سيناء يوم 25 إبريل من كل عام، هذه الذكرى التى استردت فيها مصر أرض سيناء بعد انسحاب آخر جندى إسرائيلى منها ورفع العلم المصرى على شبه جزيرة سيناء، بعد أن خاض الجيش المصرى حربا شرسة ضد العدو فى معركة ثأر للكرامة سال فيها دماء طاهرة روت كل شبر من أرض الفيروز، لتسدل الستار على المشهد الأخير فى مسلسل الصراع المصرى- الإسرائيلى انتهى بانتصار كاسح لقواتنا المسلحة وهزيمة صادمة لإسرائيل.
وأثناء الانسحاب الإسرائيلى من جميع المناطق بسيناء عام 1982، بقيت طابا التى خلقت صراعا جديدا وهنا أعلنت مصر صراحة أنه لا تنازل ولا تفريط فى أى شبر من أرض الوطن، وخاصت معركة جديدة لكن من الناحية الدبلوماسية استغرقت 7 سنوات، انتهت برفع العلم المصرى على أرض طابا عام 1989.
هذه الاحتفالات تأتى بالتزامن مع النجاحات الكبيرة وغير المسبوقة التى يحققها رجال القوات المسلحة والشرطة فى الحرب ضد الإرهاب بسيناء على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية، حيث أعلن العقيد تامر الرفاعى، المتحدث العسكرى، 20 بيانا عن العملية الشاملة سيناء 2018، رصدت القضاء على المئات من العناصر التكفيرية شديدة الخطورة، وتدمير بنيتهم التحتية، فى معركة شرف يخوضها أبطال الجيش والشرطة تقدم أروع ملاحم البطولة واستكمال المهام المخططة بكل عزيمة وفداء لحماية تراب الوطن وصون مقدساته من دنس الإرهاب الأسود، متمسكين بعقيدتهم الراسخة فى سبيل تحقيق أمن وسلامة شعب مصر العظيم.
وفى كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، للشعب المصرى بمناسبة الذكرى 36 لتحرير سيناء، أكد أن تجربة استعادة سيناء بالحرب والسلام، علمتنا أن المصرى لا ينسى ثأرا، ولا يرضخ لهزيمة، ولا يقبل استسلاما، وبعد 36 عاما من تحرير سيناء، فإن الأطماع لم تنته وإن تغيرت طبيعة التهديدات فإن خطورتها لم تقل.. نحن نواجه منذ سنوات هجمات شرسة من تنظيمات إرهابية مدعومة وممولة من دول وجهات منظمة.. شبكة كبيرة من التنظيمات الإرهابية استطاعت فى السنوات الأخيرة استغلال حالة الفوضى السياسية التى ضربت المنطقة، لتحتل أراض واسعة فى دول شقيقة، وزين لها الوهم أنها قادرة على فعل مثل ذلك فى أرضنا الغالية.
وجاء فى كلمة الرئيس أيضا "من حق الشعب المصرى، أن يفخر بأبنائه الأوفياء فى القوات المسلحة والشرطة الذين أثبتوا كفاءتهم القتالية ومستواهم العسكرى الراقى، استنادا إلى عقيدة وطنية مصرية خالصة، فمضوا فى هذه الحرب غير النظامية يحققون النجاحات واحدا تلو الآخر، ويقومون بشكل يومى بمحاصرة الإرهاب وتضييق الخناق عليه، فاستحقوا فخر الشعب المصرى وتحيته".
حقا إن هذه الكلمات وما تضمنته من جهود جبارة ونجاحات كبيرة لقواتنا المسلحة والشرطة فى دحرها للإرهاب بسيناء، هى مصدر فخر لنا جميعا بوجود درع وسيف اتخذ أبطاله عهدا على أنفسهم بحمايتنا من أى خطر حتى لو كلفهم حياتهم لنعيش نحن فى أمن وأمان.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.