الطرق والشوارع وحقوق الإنسان
09:55 ص - الأربعاء 18 أبريل 2018
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «إماطة الأذى عن الطريق صدقة»، والطرق المعبدة تعتبر من حقوق الإنسان، لكن ما إن تمشي قرابة المائة متر في البحرين حتى تصطدم بحفريات سواء في بحر الشارع أو على شاطئيه، وتتنوع تلك الحفر وأسبابها ما بين أعمال كهرباء وماء وصرف صحي، وأخرى لا نعلم ما هي.
هي قصة لا تنتهي ويشكو المواطن منها حاله إلى الله تعالى لأن شكواه لغير الله لا طائل منها، فلهذه المشكلة ديمومة لا تنتهي طالما الإنسان على قيد الحياة، وتبدأ معه منذ لحظة الإدراك والوعي وبلوغ سن الرشد.. وحين يأتيه الحفر من حيث لا يحتسب، ومن كل حدب وصوب، سواء بالقرب من منزله أو في طريقه إلى عمله، وكأنها صحبة ورفقة صديق حميم لا يريد أن يتنازل عن صداقتك.
ليست هذه الشكوى إلا إحدى الشكاوى التي يرددها المواطنون في أكثر من مجلس، وكان آخرها لصديق حضر بالقرب من مسكنه مقاول وبدأ الحفر الملاصق لبيته والذي حرمه من الاستفادة أو الانتفاع بمحيط العقار، حيث كان يوقف سيارته هو وأبناؤه، فتوجه إلى المقاول وسأله ببراءة.. ما هو الزمن المتوقع للانتهاء من أعمال الحفر والتثقيب؟ فأكد له المقاول أن ردم الحفرة سيتم خلال يومين فقط، فقال الرجل «ما عليه ننتظر يومين مو مشكلة»، وبعد يومين انتهى المقاول من عمله ومن ثم اختفى تاركا خلفه الحفرة ذكرى للقاطنين في المنطقة، ويؤكد الصديق أن أسبوعين مرا دون أي عودة للمقاول المختفي.
وللأمانة يقول صديقنا، لقد تم ردم الحفرة، ولكن لم يتم اعادة الطريق على ما كان عليه قبل الحفر، ولكن هذا الواقع يعيشه أهل البحرين في كافة المناطق وعلى مدار أيام السنة، فما إن تنتهي مشكلة حفرة في أحد الشوارع حتى تلتقي بزميلتها في شارع آخر، ولا أحد يراجع أعمال هؤلاء المقاولين وهل قاموا بإنجاز أعمالهم حتى النهاية أم أن القياس فقط لمدى حل المشكلة الرئيسية سواء انقطاع في الكهرباء أو الماء أو قضية صرف صحي.
المتابعة التي لا تحدث في هذه المعضلة، هو ما بعد إصلاح العطب حيث يتوجه المقاول للمسؤول عن أعماله ويقدم تقريرا بإصلاح العطب، لكن في واقع الحال يكون قد ترك في الشارع خللا جديدا، وهو عدم إعادة الوضع على ما كان عليه قبل الحفر، ويعلم المقاولون أنه لا توجد متابعة ولا مراجعة لأعمال الحفر وإعادة الردم، لأن الأساس في نجاح المشروع هو إصلاح الخلل فقط.
ولحل مثل هذه المشكلات، يتم التعاقد مع مقاول آخر يقوم بإصلاح ما أفسده زميله السابق، ما يمثل تكلفة مضاعفة في أعمال الصيانة على الجانبين سواء الكهرباء والماء والصرف الصحي، أو في صيانة الشوارع وإصلاح الخلل المترتب بعد الخلل الأصلي.
نحتاج إلى تذكير قسم متابعة أعمال المقاولين وما أسفرت عنه وما خلفته من آثار على مواقع العمل، فأعمال الرصف وتركيب الطابوق في الشوارع تكلف الدولة الملايين، وما يمر يوم على الناس إلا وقد تم رفع الطابوق وظهور حفرة، ثم ترك الطابوق بجانبها ينظر إليها لأسابيع وربما أشهر.
ولو أن الوزارة المعنية أوقفت صرف مستحقات أي مقاول حتى يقوم بإعادة الطرق والشوارع كما كانت قبل أعماله، لما وجدنا حفرة لأكثر من 24 ساعة، وهذا الأمر سيسهم كثيرا في ترشيد الإنفاق على أعمال الصيانة بكافة أنواعها، وسيحفظ شوارعنا ويشعر كل مواطن بأهمية الأعمال المنجزة، ويؤكد احترام الجهات المعنية لحق المواطن في طرق جميلة ومستوية.