السوق العربية المشتركة | أسرار دقيقة تنشر لأول مرة عن البيتكوين وعلاقتها بالإرهاب والسلاح والتهريب

السوق العربية المشتركة

الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 19:27
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

أسرار دقيقة تنشر لأول مرة عن البيتكوين وعلاقتها بالإرهاب والسلاح والتهريب

تحقيق:سوزان جعفرـمحمد غراب



 

هل من الممكن أن تضع أموالك فى عملة رقمية أو شىء وهمى ليس له وجود على أرض الواقع ولا تعلم عن مؤسسه شيئا؟ لم تكن الضجة الأخيرة على العملات الرقمية خاصة "البيتكوين" من فراغ وذلك لتسلل تداول تلك العملات إلى مصر ومن خلال منصات فوركسية "فوركس" وبالمخالفة لقواعد التداول فى مصر وبالتحدى لهيئة الرقابة المالية والبورصة، ونحن هنا كى نفتح تحقيقا موسعا بخصوص هذه العملات لنشر أسرار دقيقه تنشر لأول مرة، وبعد أن قررت شركة GMO اليابانية إتاحة دفع رواتب موظفيها عن طريق البيتكوين.

ومن بين متداولى تلك العملات حول العالم قال "رامى يوسف" أنه يتم التداول على عملات كثيره جدا تعدت 200 عملة رقمية ولكن يبقى الأهم فى تلك العملات هما عملتا "البيتكوين والإيثيريوم" وذلك لوضعهما القوى حول العالم وكثرة تداولهما بأرقام رهيبة وللإقبال الكبير عليهما.

عدم تنفيذ المقترح البريطانى بكشف هويات المتداولين يؤكد من وراء تلك العملات

فيما ذكر مصدر كبير فى عالم العملات رفض ذكر اسمه أن تداول تلك العملات يعتمد على الآلاف من أجهزة الحاسب الآلى والتى من شأنها تحقيق صحة التعاملات والصفقات وتزويد النظام بمزيد من العملات، وأضاف المصدر أن مؤسس تلك العملات مجهول إلى الآن للجميع وهو ما جعلها غير خاضعه للإشراف المالي أو الرقابي وغير خاضع لتحكم أى جهة من الجهات، كما أن قواعد صعودها وهبوطها غير معروفة وليس لها أسباب معلنة، ومتداولو تلك العملات هوياتهم مجهولة لدى بعضهم البعض وهو ما اضطر "فيليب هاموند" لتقديم مقترح بريطانى إلى الاتحاد الأوروبى ليجبر متداولى تلك العملات على كشف هوياتهم ليتسنى الإبلاغ عن أى معاملات مخالفة من شأنها أن تدعم عمليات الإرهاب وتجارة السلاح وغسيل الأموال حول العالم.

اعتراف بورصة شيكاغو بالعملة دون الإعلان عن مؤسسيها يثير الشكوك

وعلى الجانب الآخر كانت بورصة شيكاغو قد اعترفت مؤخرا بعملة "البيتكوين" وسمحت بالتداول على عقود البيتكوين الآجلة لتعطى لها تذكرة الصعود المفاجئ والشرعية داخل هذه البورصة فقط، ومن هذا المنطلق كان يتوجب علينا كجريدة اقتصادية من شأنها كشف المتلاعبين وحماية رؤوس الأموال المصرية والعربية من التعرض لعمليات النصب، فكان الوصول إلى خبير فى تداولات أسواق المال الأمريكية، ليس فقط لكنه أيضا ممن يعلمون المتداولين كيفية تداول العملات الرقمية خاصة البيتكوين على هيئة محاضرات أو كورسات، ليكشف لنا الأسرار الدقيقة ولأول مرة.

العملات الرقمية لغة تجار السلاح والمخدرات والمهربين والإرهابيين

وفى تصريح حصرى لـ"السوق العربية" قال "شريف خورشيد" خبير أسواق المال الأمريكية وأحد محاضرى العملات الرقميه، أن "وول استريت جورنال" كتب مؤخرا عن قرب طرح عملة البيتكوين فى بورصتى ناسداك بدبى وشيكاغو بأمريكا، وهو أمر غير عادى، ولأن تداول البيتكوين مختلف عن باقى السلع المتداولة على مستوى العالم فهى يتم تداولها عن طريق أجهزه تسمى الماينر أو الماينينج maynar or myning لتبدأ بعدها بعملية التعدين أو استخراج العملة من داخل شبكة الانترنت، وعملية التعدين أو الماينينج هنا تنحصر فى مهمة معينه لمتابعة وتأمين العملية إلى إتمام التحويل بنظام " be to be " ، و الماينينج هنا لا يتبع أى جهة وغير خاضع لأى جهة ومن الممكن شراؤه لأى متداول، ويتمتع البيتكوين بالخصوصية فى التحويلات حول العالم مهما كانت الدولة فلا يوجد نسب على التحويلات وهو ما جعل محولى الأموال حول العالم اللجوء إلى تلك العملات فى تحويلاتهم لتوفير الضرائب والخصومات المعترف بها فى عالم النقود الحقيقية، أما عن استبدال البيتكوين من عملة رقمية إلى عملة حقيقية فهو يتم عن طريق المنصات غير الشرعية أيضا داخل الدول غير المعترفة به ويتم بسهولة داخل الدول التى اعترفت بالبيتكوين، وحذر "خورشيد" من أن منصات التداول معظمها غير آمن بنسبة 100% لأنها خاضعة لعالم الإنترنت فالبنوك الكبرى قد تحدث لها عمليات اختراق فما بالك بالمنصات نفسها، فكل منصة وبها عيوبها ومميزاتها وهناك بالفعل حوادث اختراق حدثت لتلك المنصات مؤخرا.

البيتكوين ليست العملة الوحيدة.. ولكل عملة استخداماتها

وتابع "خورشيد" أن هناك عملات كثيرة غير البيتكوين يتم التداول عليها عالميا قد تصل إلى 1000 عملة، ليبقى الاستحواذ على أعلى تداولات وقبول بين المتداولين إلى 7 عملات فقط على رأسها البيتكوين وليتكوين وإيثيريوم والريبل وبيتكوين كاش وبيتكوين جولد، ولا يمكن وصفها هنا بالعملات المنافسة، لكن كل عملة لها استخدامات معينة وطرق دفع معينة أيضا.

"خورشيد": العملات الرقمية وصلت للتجارة الدولية برغم تحفظات الدول

وأكد خورشيد أن العملات الرقمية اتجهت مؤخرا للتحكم فى بعض عمليات التجارة الداخلية ببعض الدول والخارجية على مستوى العالم، بدليل أن هناك شركات عديدة مثل إكسبيديا وهو أكبر مواقع حجز الفنادق قد اعتمدت الدفع بالبيتكوين، بجانب موقع مايكروسوفت وموقع بينج وموقع شيبلايكس للطيران، كما أن هناك بعض الجامعات ببلغاريا تبحث اعتماد دفع المصروفات ببيتكوين بجانب الدولار أو اليورو وهناك بعض الدول مثل الإمارات والسعودية اعترفت بالتكنولوجيا الخاصة بموضوع البيتكوين لكنهم بصدد إصدار عملة رقمية خاصة بهم، وعلى الرغم من أن بعض الدول قد ربطت تداول تلك العملات بعمليات الإرهاب وتجارة السلاح والمخدرات وتهريب العملات وغيرها من العمليات المشبوهة، وفى جانب الاعتراف بتلك العملات أو تجريمها قال "خورشيد" أن مصر من أول الدول التى تجرم تداول تلك العملات والسعودية والعديد من الدول، هذا بجانب الصين التى كانت قد أغلقت أكبر تجمع لشركات البيتكوين بها على الرغم من أنها من أوائل الدول التى اهتمت بالتعدين والعملات الرقمية، ليبقى الوضع الأفضل الآن إلى جميع الدول المعارضة ومن وجهة نظر "شريف خورشيد" هو التقنين لتداول تلك العملات وإدخالها فى القنوات الشرعية وذلك لمنع أى عمليات مشبوهة من شأنها أن تضر بالبلاد.

"الشافعى": استخداماتها مشبوهة وعملية تعقبها شبه مستحيلة.. والبنك المركزى لا يعترف بها

وقال "خالد الشافعى" الخبير الاقتصادى، أن خطورة تداول تلك العملات الرقمية خاصة البيتكوين تكمن فى عدم وجود مادى لها يمكن التداول عليه لأنها تعمل وفق نظام تشفير خاص دون وسيط أو سلطة مركزية، كما أن العام العربى لا يزال يتعامل بحذر فى تلك العملة باستثناء دبى، وأهم تأثير لها هو إمكانية استغلال البيتكوين فى تخفيف ضرائب تداول البطاقات المدفوعة مسبقاً، وكذلك ضرائب التحويل والدفع الإلكترونى، أى يمكن الاعتماد عليها كنوع من أنواع التهرب الضريبى بصفة عامة، كما أنه يمكن استخدام تكنولوجيات عالية التشفير فى البيتكوين يجعل عمليات تعقبها شبه مستحيلة، هذا إلى جانب أنها تمكّن مستعمليها من التهرب الضريبى وهو ما يزيد تمويل النشاطات الاقتصادية بل والسياسية المشبوهة، وكل هذا الكلام غير موجود فى مصر حاليا. أو غير معلن عنه لأنها عمليات غير مرصودة ولا يعترف بها البنك المركزى ولا الجهات الرقابية فى مصر.

مدير "المعاملات الدولية": البنوك المصرية لا تعترف بها والعملة وهمية وليس لها ضمانة أو غطاء

وعن موقف البنوك المصرية تجاه هذه العملات الافتراضية، قال "محمود محسن" مدير غرفة المعاملات الدولية بالبنك الزراعى المصرى، أن جميع هذه العملات لم يصدر بشأنها أى تشريع أو قانون يسمح بتداولها بين البنوك المصرية أو بين المتداولين، بل تتوالى التحذيرات سواء من البنك المركزى أو هيئة الرقابة المالية بشأن مخاطر التداول بها، خاصة أنها عالية المخاطر، وتحتسب تحت نطاق المقامرة، وأشار "محسن" إلى أن غموض تلك العملات خاصة البيتكوين هو ما يحذر النظام الاقتصادى العالمى من أضرارها، ولا شك أن العوائد المرتفعة والخيالية بالفعل هى التى أثارت شهية المستثمرين المخاطرين حتى لو كانت مخاطرة غير محسوبة أو مضمونة، وعن الضمانة للعملة أضاف "محسن" أن الضمانة لأى ورقة أو عملة مالية من أهم مقومات نجاح العملة، فعلى سبيل المثال أن النقود ليس لها قيمة إلا بوجود الأرقام المسلسلة وتوقيع البنك المركزى عليها، فهى ليس لها ضمان إذا انتقص منها عوامل شرعيتها المذكورة لأنها يقابلها غطاء نقدى وحكومة مسئولة عنها، كما أن السعودية والإمارات قد أعلنتا اعتزامهما إصدار عملة رقمية مشفرة مضمونة لتسهيل التعاملات النقدية بين الدولتين لتلاشى اختراق البيتكوين "مجهولة المصدر" لأنظمتهما المصرفية ولأنه من المرجح احتفاظ المؤسس المجهول للبيتكوين بشفرة سرية لنفسه ليستطيع بها فى أى وقت انتاج ملايين البيتكوين أو فيروس ما قد يمحو جميع البيتكوين على جميع الأجهزة الموجودة عليها إلكترونيا وهو ما سيمثل كارثة حقيقية، لأنه سيؤدى لاختفاء نقود حائزى تلك العملة الوهمية فى ذات اللحظة التى يحدث بها ذلك، كما يجب أن نعرف أن أى نظام محكم لابد له من ثغرة ما، فالنقود الورقية تتعرض للتزوير فما المانع فى تزوير تلك العملات التى لا وجود لها إلا فى عالمها الافتراضى فقط.

بيتكوين العصر.. هو تيوليب مانيا الذى أفلس رجال القرن الخامس عشر

وأضاف "محسن" لقد تعرضت أكثر من منصة تداول للاختراق سابقا وكان آخرها عملة الإيثريوم وتم تعطيل ما يقرب من 280 مليون دولار والدخول إلى محافظ المتعاملين، ويجب أخذ الحذر فقد تكررت هذه الظاهرة كثيرا تاريخيا وأكثرها شهرة فى عالم الاقتصاد، وهى ظاهرة "التيوليب مانيا" أو هوس التيوليب والتى اجتاحت هولندا فى سنة 1593 بعد تعرض ابصالها لفيروس خاص ادى إلى ندرتها وارتفاع سعرها وحرك الطمع شهية المغامرين، فقايضوا بيوتهم وماشيتهم بهذه الزهرة للارتفاع المتتالى فى أسعارها الخيالية ويمكنك أن تعرف ان المتداول الجيد يستطيع الحصول على ارباح 60 الف فلورينا فى الشهر الواحد فى دولة لا يزيد دخل الفرد السنوى على الف فلورينا وقد سجلت صفقة عن بيع بصلة تيوليب واحدة بـ6 الاف فلورينا، مع حلول 1636 وبعد التوسع فى زراعة التيوليب لتحقيق ثروات مستقبلية ودخول تداول هذه الزهرة للاسواق المالية، زادت العروض فجأة ولم يعد يحصلون على طلبات شراء جديدة وأخذ الناس الشك فى أن الطلب على التيوليب سوف يختفى وانفجرت الفقاعة وإنهار كثير من رجال الأعمال الهولنديين وأصحاب المناصب والأفراد ماليا، وفقدوا ثرواتهم وقد بذلت كثير من المحاولات لتصحيح الوضع لمصلحة كل الأطراف وباءت بالفشل، فالقضاة اعتبروها عقود مقامرة، ولا يعترف بها القانون هناك، فالبيتكوين يؤدى إلى نفس النتيجة، فقاعة قد تضر الكثيرين وفى هذا العالم الذى أصبح قرية صغيرة قد يضر مستثمرين كثيرين على مستوى العالم كله.

الرقابة المالية تحذر متداولى العملات

ومن جانبه حذر الدكتور "محمد عمران" رئيس هيئة الرقابة المالية المصرية من تداول هذه العملات الرقمية التى ليس لها وجود إلا فى عالمها الافتراضى، كما أن الهيئة بصدد ملاحقة مشغلى تلك المنصات لأنها غير خاضعة للمنظومة النقدية فى مصر.