فى قلب العروبة النابض وفى عاصمة الثقافة والفن والسياحة العربية فى قاهرة المعز حيث عبق التاريخ وعراقة الحاضر وفى يوم من أيام الأخوة والتضامن، تجمع المئات من الأشقاء العرب من الكويت والإمارات والسعودية وغيرهم من الدول العربية فى قلب القاهرة لتدشين حملة نورت مصر بفكر مصرى ورعاية عربية.

الفكرة طرحها أحمد البدينى، الأمين العام للجنة العليا لشئون المصريين بالخارج الذى يقيم فى استراليا للبحث عن حل جذرى لمشكلة غياب السياحة عن مصر يقول احمد: استوحيت الفكرة من أحد سائقى الحنطور بالأقصر، حيث قام السائق بتقبيل الأرض عندما علم أن هناك وفداً ألمانياً قادما إلى الأقصر وهو ما جعلنى آتى إلى مصر وأقوم بتقديم مقترح لوزير السياحة المصرى هشام زعزوع أن نقوم بتدشين حملة للأشقاء العرب لدعم السياحة المصرية وعودة السياحة لكن الجديد فى الأمر أن الدعوة برعاية شيخات وأميرات العرب وقد بدأنا تدشين الحملة بدعوة الشيخة فريحة أم الكويت كما يطلق عليها والشيخة هند القاسمى وعدد من الأشقاء فى الإمارات والكويت ويهدف المشروع إلى انشاء صندوق لدعم السياحة بجانب عمليات ترويج واسعة للسياحة فى الدول العربية ويكفى أن نقول: إن أول فوج زار شرم الشيخ من الكويت زار القاهرة بعد تدشين الحملة بيوم واحد، ويؤكد البدينى أن هناك عدداً من المؤتمرات الداعمة للسياحة فى الفترة المقبلة يحضرها يحضرها كل الأميرات والشيخات العرب على أن يكون هناك مؤتمر كل شهرين ثم بعد ذلك مؤتمر كل شهر بمشاركة اتحاد العاملين المصريين فى الخارج ووزارة السياحة المصرية والمجلس القومى للمرأة لدعم حركة السياحة العربية إلى مصر.

وقد جاء المؤتمر الأول فى جو من الدفء حيث شارك فيه كل من الوزير هشام زعزوع الشيخة فريحة الأحمد الجابر الصباح والأميرة هند القاسمى كريمة الشيخ عبدالعزيز القاسمى أمير الشارقة ورئيسة المجلس القومى للمرأة فى مصر ميرفت التلاوى وعدد من رجال الاعمال الكويتيين والإمارتيين بجانب عدد كبير من المصريين فى الخارج.

أكد هشام زعزوع، وزير السياحة، أن وزارة السياحة اعتمدت عروضا وتسهيلات متميزة للسياح العرب والخليجيين خلال الفترة المقبلة، مشيداً بحرص الشيخات العرب على الحضور ودعم السياحة المصرية.

وأشار إلى أن عدد السياح ارتفع إلى معدل 650 الفا شهريا منذ أن رفعت الدول الأوروبية حظر السفر على مصر وذلك بعد أن وصل إلى أدنى مستوياته فى سبتمبر الماضى عندما بلغ 300 ألف سائح فقط.

وقال: إن حركة السياحة إلى مصر تأثرت بسبب حظر السفر إلى مصر، خاصة أن 73٪ تأتى من أوروبا و20٪ من الدول العربية وهو ما أدى إلى اهتمام السياحة المصرية بتنمية السياحة من اوروبا ومن الدول العربية مشيرا إلى أن مصادر القلق والاضطراب محدودة وفى أماكن محدودة جدا، أما الارهاب فإن القوات المسلحة وقوات الأمن كفيلان بمواجهة الإرهاب.

وأضاف: إن معدل الانخفاض تراجع إلى 26٪ فقط بعد أن كان 44٪ وهو ما يعنى أن هناك تحسنا واضحا فى الحركة السياحية إلى مصر وإن جاءت الأرقام كلها متراجعة عن العام الماضى، لافتاً إلى أنه خلال أيام نحتفل بالعام الميلادى الجديد فى ظل وجود الشيخات العربيات وهو ما يدفع إلى إطلاق حملة تنشيط السياحة العربية بقوة وبصورة تساعد على استعادة المعدلات السياحية المصرية بطبيعتها.

وأوضح أن هناك برامج سياحية خاصة سيتم تقديمها إلى السائحين العرب، وأول الرحلات كانت يوم «الأربعاء» برحلة من الكويت إلى شرم الشيخ بالتعاون مع الخطوط الجوية الكويتية وسيقوم باستقبالهم بنفسه فى شرم الشيخ، معربا عن أمله أن تكون المناطق السياحية جميع مصدر جذب للسياحة العربية إلى مصر.

وقالت الشيخة فريحة الأحمد الصباح شقيقة امير الكويت: إن المصريين والعرب اليوم يد واحدة من أجل مصر قلب العروبة النابض، معربة عن شكرها لكل من قام على أعداد هذا الملتقى الذى يعد فرصة من أجل دعم مصر بصورة دائمة.

وأعلنت الشيخة فريحة عن مبادرة لدعم السياحة المصرية بالكويت يتم من خلالها تشجيع الكويتيين على زيارة المناطق السياحية المصرية خلال الفترة المقبلة، موضحة أن المبادرة تتضمن انشاء صندوق خاص لدعم السياحة المصرية حيث تبرعت شخصيا بمبلغ 100 الف جنيه وذلك لاطلاق الحملات الدعائية الخاصة بالمبادرة فى الكويت،

ومن جانبها، اكدت الشيخة هند القاسمى أن المجىء إلى مصر والمشاركة فى تدشين الحملة واجب على كل العربى وتوقعت الشيخة ان يكون عام 2014 عام سلام واستقرار وعودة الأمن إلى مصر التى تمثل الحصن الحصين لكل عربى وقالت القاسمى: من التحدى أن نكون فى القاهرة رغم الأحداث الأخيرة والعمل الإرهابى الجبان فى المنصورة لكن نؤكد ان مصر ستتعافى وانه لن يستطيع الارهاب كسر مصر ابدا.

ومن جانبها، قالت ميرفت التلاوى: إن الفترة المقبلة ستشهد حالة من الاستقرار السياسى خاصة بعد انتهاء لجنة الخمسين من اعداد مسودة الدستور التى سيتبعها الاستفتاء عليه ومن ثم اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.

كما قالت هند القاسمى: إن التحدى الأكبر أن نكون فى هذا بعد الحادث الارهابى الذى وقع فى المنصورة ولكن مصر ستظل دائما نبض العروبة وفى وحدة.

وقدمت تعازيها لكل أهالى الضحايا والمصابين، وأعربت عن امنياتها لمصر دائما بالسلامة والتقدم، ووجهت الشكر لكل من قام على هذه المبادرة.

أما السفير الكويتى بالقاهرة سالم سلمان فقد أكد أن العلاقات المصرية- الكويتية فى غاية العمق ومثال التفاهم والتناغم فى العلاقات بين الأشقاء وقال سلمان: إن مصر الأم الحنون وانها مظلة كل العرب من المحيط للخليج وتمنى ان يكون العام الجديد عام رخاء وسلام على المصريين والشعوب العربية،

أما جمال البحر رئيس منظمة الأسرة العربية فقد حث الدول العربية أن تقف جانب مصر لأن مصر تضرب بجذورها داخل العمق الإنسانى فى كل المجالات ولها أياد بيضاء على كل العرب، وجاء الدور لرد بعض الجميل لبلد لطالما احتضنت كل العرب.

أما يوسف العمير رئيس مجلس الأعمال الكويتى فقد أكد أن روابط العلاقات بين مصر والكويت هى السبب فى مجىء الشيخة فريحة الصباح إلى القاهرة وقال إن هناك برنامجا لدعم السياحة المصرية فى الكويت سوف يبدأ من يوم 23 فبراير المقبل بتسيير عدد كبير من الرحلات إلى المدن المصرية تحت رعاية الشيخة فريحة.

وترى هدى سعود صاحبة شركة سياحة بالإمارات ان هذ المؤتمر يحتاج إلى خطة عمل فى جميع الدول العربية حتى يثمر وقالت إن العرب يعشقون مصر وأن المحنة الاخيرة كشفت لنا من العدو ومن الصديق والغريب أننى لم أجد لمصر اعداء فمصر فى قلب الجميع.

وتوقعت نادية الراهب أن يكون عام 2014 هو عام التعافى المصرى فى كل المجالات وأن السياحة المصرية قادرة على ان تحقق ارباح العام المقبل تعوضها عن خسائر الـ3 سنين الأخيرة التى جعلت القطاع يحتضر .

تجدر الإشارة أن وزير السياحة قام بإنشاء صندوق لدعم السياحة العربية ساهم فيه الحاضرون بمبالغ مالية كبيرة حيث تبرعت الشيخة فريحة بـ100 ألف جنيه وكل من بسمة الصباح وريم الصباح بمبلغ 50 ألف جنيه بجانب تبرع يوسف العميرى بنفس المبلغ تقريبا ومهند العجمى بنفس المبلغ أيضاً.

ولم يخل المشهد من لفتات إنسانية حيث وقف الحضور دقيقة حدادا على أرواح شهداء المنصورة وقاموا أيضا بتقديم التعازى إلى الشعب المصرى والحكومة المصرية بجانب قيام عدد من السيدات المصريات بتقديم 100 جنيه تبرع لأسر الشهداء ما دفع الدكتور هانى مهنى ممثل وزير التضامن فى الحفل لدعوة الحضور لإقامة مؤتمر بالمنصورة للرد على العدوان الغاشم والحادث الإرهابى الأخير مطالبا بآن يتم حظر من ارتكب هذا الحادث سياسيا واجتماعيا.