وتتوالى انفرادات «السوق العربية» ننفرد بنشر التفاصيل الكاملة «بالأرقام والصور» عن مدينة العلمين الجديدة
تحقيق
سوزان جعفر- محمد عبدالغنى
تشهد مصر طفرة تنموية استثنائية، جعلتها تخطو بخطى ثابته صوب التقدم والازدهار، وتتبوأ مركزًا رائدًا لا سيما بعد تدشين العديد من المشروعات القومية فى مجالات تطوير البنية التحتية والطرق والإسكان الاجتماعى، تساهم تلك المشروعات بطبيعة الحال فى تحقيق التنمية المستدامة من خلال توفير فرص عمل للشباب وتوفير سكن لكل شاب، بما يحقق النهضة المنشودة فى كل المجالات.
تجولت «السوق العربية» فى جولة خاصة من داخل مدينة العلمين الجديدة التى تعد واحدة من أكثر المشاريع المصرية الواعدة اقتصاديا واستثماريا، حيث ستحقق المدينة الاكتفاء الذاتى لسكانها من المرافق من مدارس وجامعة ومركز طبى عالمى للاستشفاء وبحيرات ومكاتب وسكن وحدائق ومراكز تسوق وشبكة طرق متكاملة.
فى هذا السياق، قال المهندس ياسر حمودة- مدير مشروع مدينة العلمين الجديدة- فى تصريحات خاصة للجريدة أن المشروع سيعتبر نقطة الانطلاق والفرصة الذهبية التى ستضع مصر فى مصاف الدول الاستثمارية الكبرى نظرا للموقع المتميز لمدينة العلمين عند ملتقى طريق وادى النطرون وطريق منخفض القطارة والطريق الساحلى، حيث يمثل المخطط العام للمدينة نموذجا جديدا للمدن الساحلية المصرية التى تحقق تنمية متكاملة وتوفر أساسا اقتصاديا متنوعا (سياحة، زراعة، صناعة، تجارة، بحث علمى)، وأضاف أن مساحة المرحلة الأولى 8000 فدان حيث سيتم بناء 67500 وحدة سكنية فى المرحلة الأولى ومن المتوقع أن يكون عدد سكان 270000 نسمة، مشيرا إلى أن المشروع خلال تلك المرحلة سيوفر 90000 فرصة عمل، واستطرد قائلا أن توزيع الاستعمالات الرئيسية بالمرحلة الأولى منها شمال طريق الإسكندرية– مطروح سيتم إنشاء مركز المنطقة السياحية على مساحة 595 فدانا، ومركز للاستشفاء العالمى 50 فدانا وشاطئ بطول 640 فدانا، وبحيرة على مساحة 350 فدانا، ومسار ترفيهى على 200 فدان، ومرافق وطرق على مساحة 430 فدانا، أما استعمالات جنوب طريق الإسكندرية- مطروح، فستكون هناك مناطق سكنية ومختلطة 2730 فدانا، ومركز إدارى وخدمى على مساحة 840 فدانا، وجامعة العلمين على مساحة 300 فدان، ومركز للخدمات الإقليمية بمساحة 240 فدانا، ومدينة للابتكار والتكنولوجيا 253 بمساحة، وأراضى أبحاث زراعية بمساحة 335 فدانا، وطرق وفراغات ومرافق 782 فدانا، بإجمالى مساحة 8000 فدان.
وأضاف حمودة أن المدينة تم تصميمها لتكون مقصدا سياحيا وثقافيا عالميا ذا طابع عمرانى وبيئى وسياحى متميز مثل مدينة برشلونة بإسبانيا ونيس بفرنسا وميامى بأمريكا، لذا سيتم إضاءة الشوارع باستخدام أعمدة الانارة التى تستخدم الطاقة الشمسية ويمنع استخدام الكهرباء فى إنارة الشوارع، كما سيتم تسخين المياه فى الوحدات السكنية باستخدام سخانات شمسية وتمنع السخانات الكهربية تماما، وكذلك توليد جزء من الكهرباء اللازمة للمدينة باستخدام الطاقة الشمسية عن طريق تحويلها إلى بخار ومن ثم إلى كهرباء، وتجميع مياه الأمطار خاصة فى الشتاء لإعادة شحن الخزان الجوفى فى أماكن محددة وعن طريق الآبار يعاد ضخها لاستخدامها كوسيلة مساعدة فى الرى، ومعالجة مياه الصرف الصحى معالجة ثلاثية لإعادة اسىتخدامها فى أعمال رى المناطق الخضراء وتنسيق الموقع العام، وسيتم استخدام مياه الصرف الصحى المعالجة فى عمل Flashing لجميع المراحيض عن طريق عمل ماسورة مياه خاصة لتغذية صناديق الطرد.
فيما أضاف المهندس إبراهيم خليفة– الخبير والاستشارى الهندسى- أن هذا المشروع سيرسم الخريطة الاقتصادية لمصر مجددا ويعطى رؤية ثاقبة للمستقبل، وأكد أن المشروع سيكون بمثابة مدينة ساحلية تشبه تماما مدينة الإسكندرية، حيث سيمتد طول الشاطئ على مساحة 14كم دون حواجز وهو نفس مساحة ساحل مدينة الإسكندرية، كما سيتم إنشاء «ممشى سياحى» للافراد بعرض من 30: 50م، وسيكون هناك طريق خاص للسيارات على الكورنيش بكثافة 5 حارات، وأوضح أن الوحدات السكنية بالمدينة ستقسم لعماير كل عمارة مكونة 6 أدوار، الدور يحتوى على 6 شقق، مساحة كل شقة 85 مترا، وأكد أن الدولة ستطرح تلك الشقق للشباب خلال شهر ديسمبر 2017 بمبلغ 170 ألف جنيه تسدد بالقسط على عشرين عاما، مضيفا أنه سيكون هناك أبراج على الساحل بارتفاع 38 دورا، بالإضافة إلى الفنادق والفيلات والشاليهات، وأكد أن البحيرة سيتم إنشاؤها على الجهة القبلية لكى يستمتع سكان الجهة القبلية بمياه البحر. فيما قال النائب عمر الغنيمى إن المشروع يعد بمثابة قفزة تنموية نوعية كبيرة فى الاقتصاد المصرى، وأحد المشاريع العملاقة القائمة على أرض مصر حاليا والتى تعتبر الأكثر طموحًا وتميزا، لأنها بها كافة المقومات من حيث الإبداعات الهندسية المعمارية والتخطيطية والاستثمارية والتى تمثل إضافة بالغة الأهمية للقطاع الاقتصادى والتطوير العمرانى فى مصر، حيث تبرز أهميتها فى تحقيق التقارب بين برج العرب، ومرسى مطروح والسلوم وتحقيق الانتشار السكانى لأن منطقة الساحل الشمالى الممتدة من الإسكندرية وحتى حدود مصر الغربية تمتلك موارد بيئية واقتصادية قادرة على انتشال مصر من المشكلة السكانية واستيعاب الزيادة السكانية خلال الأعوام القادمة وتخفيف الضغط على المحافظات المكتظة بالسكان مثل القاهرة والإسكندرية.
فيما أكد النائب محمد الكورانى أن مشروع العلمين به العديد من المميزات فى مقدمتها الواجهة المتميزة على البحر المتوسط لمسافة تمتد لأكثر من 14 كيلومترا، حيث تم تصميمه وفقا لأحدث المعايير العالمية، وبأعلى مواصفات البنية التحتية، كما سهل المشروع انتقال السكان والعمالة من وإلى العلمين، ما سيحد من نسبة البطالة فى البلاد حيث من المتوقع أنه سيوفر حوالى 280 ألف فرصة عمل للشباب.
فى حين قالت المهندسة سمر شلبى نقيب المهندسين بالإسكندرية أن مدينة العلمين الجديدة تأتى ضمن إطار مخطط تنمية الساحل الشمالى الغربى وستكون بوابة مصر الغربية، وأضافت أن هناك تخطيطا عمرانيا متميزا لتلك المدينة بحيث لا يكون هناك عشوائيات فيما بعد، لا سيما أنه من المتوقع أن تستقبل المدينة من 2 إلى 3 ملايين زائر سنويا، مستطردة: أأمل أن تنفذ وتدار المدينة بطريقة صحيحة حتى تكون مدينة سياحية عالمية من حيث التنظيم والمواصفات التقنية والتجهيز بما يجعله يضاهى المشروعات العالمية.
فيما أوضح الدكتور أحمد الحيوى، مستشار وزير التعليم وعضو المجلس الرئاسى التخصصى للتعليم والبحث العلمى، أن إنشاء «جامعة العلمين» جاء تتويجا للمشروع، لأنها ستكون أيقونة تعليمية بالساحل الشمالى، وجاء الهدف من وراء إنشائها هو تخفيف العبء عن الجامعات الحكومية المكتظة بالطلاب، حيث ستخدم تلك الجامعة أبناء المدينة وتستقطب طلابا من جميع محافظات مصر، ما سيولد حراكا كبيرا فى تلك المنطقة وستتغير معها خريطة مصر تماما، كما سيتم القضاء على الاعتقاد الشائع بأن الساحل الشمالى المصرى منطقة مصايف فقط، كذلك سيتم إنشاء مدينة بحثية للابتكار فى علوم الزراعة الإيكولوجية بهدف توفير كيانات ذات أساس علمى ومعلوماتى تدعم الصناعة المرتبطة بالزراعة وتضم خبرات قادرة على تحويل منطقة الساحل الشمالى إلى منطقة متميزة فى الاقتصاد الزراعى بالإضافة إلى خلق فرص عمل فى المنطقة.
بينما قال المهندس كريم مزروعة، المنسق العام للمشروع: إن مشروعات البنية الأساسية فى المدينة الجديدة ستتمثل فى تحويل خطوط كهرباء الضغط العالى القائمة حاليا، ومحطة لتحلية مياه الشرب بسعة 5000م3/ اليوم، ومحطة معالجة صرف صحى 4000م3/ اليوم، ومد شبكات المرافق بالطرق الرئيسية والثانوية بطول 80 كم، كم سيتم بناء منظومة متكاملة للمخالفات (محطة لتدوير النفايات– والمدفن صحى). واستطرد المهندس أيمن سرحان، مدير إدارة المتابعة بالمشروع، قائلا: تم توفير شبكة طرق متكاملة بالمدينة تشمل شبكة الطرق الإقليمية بطول 85 كم وهى (تحويل طريق الاسكندرية- مطروح وربط العلمين بطريق وادى النطرون وطريق منخفض القطارة)، بالإضافة إلى شبكة الطرق الرئيسية داخل المدينة بطول 73 كم، وشبكة طرق ثانوية بطول 7 كم، وتطوير طريق الإسكندرية بطول 33 كم. كما سيتم تحويل خط السكة الحديد بطول 40 كم وسيكون هناك مسار لمترو أنفاق والترام وأتوبيسات النقل العام، وأضاف أنه سيتم تطوير الكورنيش بطول 14 كم وإعادة وتهذيب وتمشيط الشاطئ وتسوية الرمال وتنظيفها فى المنطقة المواجهة للممشى على امتداد البحر، فضلا على الأعمال البحرية الأخرى كإنشاء ألسنة حماية الشواطئ وأعمال تشكيل وحماية الجزر والبحيرات، وأعمال كبارى البحيرات
وقال المهندس محمود شداد بإدارة المتابعة أنه سيتم إنشاء مبانٍ خدمية بالمدينة لتخدم سكانها مثل (جهاز مدينة العلمين فى جنوب الطريق، ومسجد رئيسى شمال الطريق، ومدرسة حكومية ومستشفى عام جنوب الطريق وسينمات ومسارح ونوادى، ومركز الادارة والاعمال والبنوك، وفندق القوات المسلحة بمساحة 46 فدانًا، أبراج العلمين بارتفاع 34 دورا (148 مترا) واجمالى مساحة أرض 39 ألف م2، بالإضافة إلى المتنزه الرئيسى ويشمل كافة الأنشطة الترفيهية وتم مراعاة توفير أماكن انتظار ووصول المواصلات العامة ومسار للركض ومسار للدراجات وأنشطة تجارية ومطاعم تفصل الطريق عن المسار الرئيسى.