
أمانى الموجى
نصر أكتوبر العظيم.. ملحمة التاريخ
تحل علينا هذه الأيام الذكرى الـ44 لنصر أكتوبر العظيم، هذه الملحمة التى قام بها جيش مصر العظيم والتى خلدها التاريخ ونحتفل بها مصريين وعربا، والتى أكدت للعالم كله قدرة المصريين على اقتحام الصعاب وعزيمة الجيش المصرى الباسل الذى قدم أرواح أبنائه الشهداء فى سبيل استرداد الأرض المصرية من أجل الكرامة المصرية والعربية.
لقد احتفلت مصر والشعب المصرى والأمة العربية هذه الأيام بذكرى نصر أكتوبر المجيدة، تلك الذكرى العطرة التى سطر من خلالها جنود مصر الأوفياء ملحمة عظيمة للتاريخ لقد احتفلنا جميعا الأيام الماضية بذكرى النصر العظيم الذى أنجزه رجال وأبناء القوات المسلحة المصرية فتحية لكل أبطال حرب أكتوبر المجيدة ولأرواح الشهداء الأبرار الذين ضحوا بحياتهم لعزة وكرامة شعبهم ووطنهم الغالى مصر.
فى مثل هذه الأيام وتحديدا يوم العاشر من رمضان السادس من أكتوبر عام 1973 استطاع الجيش المصرى العظيم أن يقهر العدو الصهيونى ويعطيه درسا لا يزال يذكره ولن ينساه أبد الدهر فلقد اقتحمت قواتنا الباسلة خط برليف المنيع وألحقوا بالعدو الإسرائيلى شر الهزائم فى معركة الكرامة واسترداد الأرض، وستبقى ذكرى السادس من أكتوبر فى قلب وعقل كل مصرى وعربى وستكون لوحة مشرفة على جبين الدهر وسيتوارث الأجيال هذا الفخر العظيم لنصر الله تعالى لخير أجناد الأرض وسيظل هذا النصر المجيد نقطة تحول وعلامة فارقة وفخر فى تاريخ مصر والأمة العربية كلها.
إن حرب أكتوبر المجيدة لم تكن مجرد معركة لاسترداد جزء من جسد الوطن فى سيناء فقط وإنما كانت معركة الكرامة والعزة واسترداد الحق لأهله وكانت بعثا جديدة لروح الجسد المصرى العظيم فلقد أعادت تلك المعركة للعسكرية المصرية هيبتها وعزتها وشموخها بين جيوش العالم أكثر من 44 عاما مرت على هذه المعركة الباسلة ومازالت أصداؤها تتوارثها الأجيال عبر كل العصور.
لقد كانت ومازالت وستظل حرب أكتوبر المجيدة يوما مشهودا فى تاريخ مصر والجيش المصرى العظيم وستظل ذكرى هذا اليوم المجيد دائما مبعث اعتزاز شعب مصر بقواته المسلحة التى أثبتت للعالم أجمع قدرة الجيش المصرى وقوته وبأسه الشديد وأنهم حقا خير أجناد الأرض وستظل هذه الملحمة يوما عظيما فى تاريخ مصر الوطنى والعسكرى وسيظل اسم الرئيس الراحل أنور السادات يذكره كل مصرى وعربى وسيظل السادات «رحمه الله» رجل الحرب والسلام ولن ينساه التاريخ بل سيكتب اسمه بأحرف من نور على حائط الماضى والحاضر والمستقبل هذا الرجل الذى استطاع بخبرته العسكرية ودهائه الشديد أن يعطى العدو الإسرائيلى درسا كبيرا فى كيفية استرداد الحق والكرامة.
إن الجيش المصرى العظيم كان ومازال وسيظل درع مصر الحامى والواقى وحائط الصد الذى يحمى الأرض ويصون العرض ويقف دائما فى صف الشعب المصرى العظيم.
إن أبناء القوات المسلحة الباسلة يثبتون كل يوم أنهم خير اجناد الأرض وأنهم يقدمون أرواحهم فداء لهذا الوطن العزيز فكم من معارك خاضها جيشنا الباسل على مر التاريخ وكم من ملاحم عسكرية قدمها لنا رجال القوات المسلحة عبر كل العصور الممتدة لآلاف السنين وكان نصر الله دائما وابدا حليفا لنا فمن أرض مصر يبدأ التاريخ ومن هنا يستمر العطاء فمصر كانت ومازالت وستظل محفوظة آمنة بفضل الله تعالى ثم بقوة وعزيمة ورباط أهلها الكرام وجيشها العظيم.
جيش مصر العظيم خاض على مر التاريخ حروبا ضروسا من تراب مصر الطاهر ورغم قوة وإيمان هذا الجيش القوى فلم يحدثنا التاريخ عن محاولات للغزو والاستعمار لدول وشعوب أخرى لأن هذا الجيش على مر العصور كانت رسالته السلام دائما، لذلك فإن الله تعالى حبا مصر وميزها بالسلام والأمن والأمان فى قوله تعالى (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) فمصر مهد الديانات السماوية وجنة الأرض وأصل الحضارة والتاريخ وجيش مصر درع العروبة جمعاء فهو الحامى بفضل الله وهو الدرع والسيف فمنذ فجر التاريخ وأبناء القوات المسلحة يخوضون أعتى المعارك والله ناصرهم ولو كره الكارهون والله حافظهم وجامعهم على قلب رجل واحد.
وإذا نظرنا إلى لوحة شرف جنودنا البواسل عبر التاريخ سنجد البرهان والدليل على كل ما ذكرته فهذا الجيش حارب الهكسوس، وانتصر وقاوم التتار والصليبيين وانتصر، وحارب اليهود وانتصر، وكل معاركه التى خاضها من أجل أن يحمى ويصون الأرض فكانت بالحق وللحق ولم تكن أبدا يراد بها باطل ولكن حروبنا كلها من أجل إعلاء كلمة الحق فنحن دائما فى كل معاركنا أصحاب حق لذلك دائما يكون النصر حليفنا بفضل الله تعالى، ثم بقوة وعزيمة أبناء جيش مصر الأوفياء، عاشت مصر دائما رمزا للشموخ وعاش جيش مصر مناضلا وحاميا لمصر والمصريين والعرب والعروبة أجمعين.
فتحية حب وتقدير لكل أبناء القوات المسلحة الأبرار وتحية إعزاز وتقدير لشهدائنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداء لمصر وشعب مصر، وتحيا مصر دائما بأبنائها المخلصين وجنودها الأوفياء وتحيا مصر دائما بفضل الله تعالى.