السوق العربية المشتركة | تكريم الإعلام

السوق العربية المشتركة

الإثنين 25 نوفمبر 2024 - 15:42
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
تكريم الإعلام

تكريم الإعلام

في بيت العرب جامعة الدول العربية، وأثناء انعقاد مؤتمر وزراء الإعلام العرب بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية يوم الأربعاء 12 يوليو 2017 م تم تكريم عدد من الإعلاميين العرب من مختلف أقطارنا العربية، خصوصًا في حقلي الإذاعة والتلفزيون ومن خلال أجيال متعاقبة، وكانت فرصة للالتقاء بأصوات طالما تعلقنا بها ونحن نستمع إلى الأخبار والتعليقات والبرامج منهم من اختاره الله إلى جواره، ومنهم من لا يزال يعيش بيننا وإن أصبح مثلنا من المتفرجين ممن يحملون أجمل الذكريات لإعلام كان ينشد الإخبار والمعلومة والتثقيف والتوجيه في ظروف متواضعة وإمكانيات محدودة، ورغم ذلك كان الصوت مشرقًا ومغربًا يصل إلى كل مستمع ومشاهد تغلفه مسحة الرغبة في التواصل العربي ومحاولة الوصول إلى الذهن لتقريب المفاهيم والتشارك في الهموم والآلام والآمال في تطلع لإعلام عربي صادق وأمين، مستقطبًا رواد الفكر والإبداع من خلال الاحاديث الادبية والثقافية لكبار المفكرين ومن خلال القراءات الشعرية لفحول الشعراء العرب على امتداد الوطن، إلى اعمال درامية اشترك فيها نجوم الأداء التمثيلي رجالاً ونساءً ومخرجون ومؤلفون مبدعون تخصصوا في الأعمال الاجتماعية الدرامية والتاريخية والدينية وكان التبادل شراء وتعاونًا بين الإذاعات والتلفزيونات العربية إلى ان استجدت الحاجة إلى قيام اتحاد إذاعات الدول العربية الذي كانت مهمته التقاء الإعلاميين مع بعضهم البعض والتداول في شؤونهم وتنظيم المهرجانات الإبداعية والتنافس الشريف فيما بينهم والتسابق على الجوائز التي ترفع من معنويات جميع المشاركين في العملية الإبداعية.



وكان قبل ذلك أيضًا الغناء ونجوم أبدعوا أداءً وألحانًا وكلمات فقربت الوجدان العربي وأضفت على المستمع والمشاهد لحظات تنوير، ولحظات وعي سياسي ووطني وقومي من خلال الأغاني الوطنية التي كانت تمجد الأمة وتوحد طاقتها وإمكانياتها وترسم آمالها وتطلعاتها.. كانت اللهجات العربية على تنوعها لا مشكلة تحول بينها وبين التواصل، مع التأكيد على أهمية التمسك باللغة العربية الفصحى في قراءة الأخبار واللقاءات والتعليقات السياسية.

كان الإعلام الممول من الحكومات يلقى الاهتمام من القيادات السياسية في كل البلدان وكان الإنفاق عليه وحسب كل بلد وظروفه في مقدمة ما ينفق جنبًا إلى جنب مع ما يتم إنفاقه على التعليم والصحة والغذاء، فكان هناك إيمان بقدرة الإعلام على التوجيه وبث رسائل توعوية، ولنكون صادقين لم يكن كل ما يبث يحالفه التوفيق، فالاجتهاد كان سيد الموقف، وكان تصحيح المسيرة شعارًا مرفوعًا لكل إعلامي مهني أو محترف أو إداري.

وجاء الإعلام الخاص وبدأ رأس المال يقتحم هذا المجال الإعلامي وكان الإعلان التجاري هو الغاية والهدف، وفقدت مع تأسيس هذا الإعلام الضوابط والمعايير، وصارت الرغبة في الإثراء ومردود رأس المال التجاري على قمة الاولويات، وشيئًا فشيئًا توارت من هذا الإعلام الخاص المسؤولية الاجتماعية إلى ان أصبحنا في إعلام تعددت أهدافه وقيمة ومعاييره بل أساء إلى قيم ومفاهيم وطنية وقومية، وضاعت في هذا الخضم رسالة الإعلام الأولى، قلدنا الغرب، واستوردنا بالإضافة إلى الأجهزة القيمة والمعايير التي لا تناسب مجتمعنا وقيمنا في جميع أقطارنا العربية.

آن لنا أن ندرك بأن لهذه الأمة رسالة وبأن الأوطان لا يمكن التفريط فيها، ومن حق المواطن علينا أن نسهم في وعيه وإدراكه وتحقيق رغبته في التواصل الإنساني مع إخوانه وأصدقائه وبني جلدته، ومن حقه علينا أن ننمي فيه حب الأوطان والانتماء إلى عروبته وقوميته وأن نعيش لحظات الفرح ونأمل لها الخير والصلاح.

وإذا كان الإعلام يحتاج إلى كل هذه المصاريف المالية الضخمة في عملية التطوير الهندسي والتقني، وتكلفة الإنتاج الباهظة فهذا لا يعني التخلي عن الرسالة الوطنية والقومية والإنسانية لإعلام يعيش مع المواطنين لهم ولأجلهم. إنها معادلة صعبة وتحتاج إلى جهود مضنية وعقول مخلصة وأهداف مرسومة سامية ولكنها رسالة، والتخلي عنها معناه الإساءة والدمار والخراب ولا أحد يمكن أن يكون عاقلاً ومتزنًا يرضى لأمته أن يصيبها أي مكروه.

رسالة وزراء الإعلام العرب في تكريم الإعلاميين سنويًا في جامعة الدول العربية لعلها تعيدنا إلى الإنطلاقة الأولى للإعلام والبناء عليها، فالتطوير مطلوب ومجاراة العصر تنطلق من أهداف وغايات البناء لا الهدم فمن الحق الأجيال المبدعة.

 

في أوطاننا العربية ان تجد طريقها السليم للدراما الإذاعية والتلفزيونية، ومن حقها أيضًا أن تبدع في مجال برامج المنوعات، ومن حقها أن تعبر عن آمالها وتطلعاتها في بناء الأوطان، وبأن يكون لها إسهامها في حفظ أوطاننا العربية وتعاونها على الخير والإعلاء من شأن أمنها الوطني والقومي، فرسالة هذه الأمة باقية ما بقيت عروق تنبض ودماء زكية تجري في عروقها ورغبة صادقة وأمينة في مواصلة رسالتها إلى البشرية جمعاء.

نعم علينا أن ندعم اتحاد إذاعات الدول العربية وأن نقف معه نؤازره ونؤيده ولا مانع من إعادة النظر في أهدافه وغاياته وهي مسؤولية رجال إعلامنا العرب مسؤولين ومفكرين ومبدعين.

كما أننا مدعوون لدعم مهرجانات الإذاعة والتلفزيون في مختلف أقطارنا العربية كمهرجان القاهرة ومهرجان الخليج العربي ومهرجان تونس ففيها فرصة اللقاء وفيها مجال إبراز الإبداعات العربية والتنافس الشريف نحو إنتاج إبداعي إذاعي وتلفزيوني أفضل.

وعلى الخير والمحبة نلتقي