السوق العربية المشتركة | الوحدة العربية.. حلم يقترب من الواقع

السوق العربية المشتركة

الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 20:46
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
الوحدة العربية.. حلم يقترب من الواقع

الوحدة العربية.. حلم يقترب من الواقع

منذ أكثر من 50 عامًا مرت على قرار إنشاء السوق العربية المشتركة والعرب جميعًا يحلمون بتحقيق هذا الحلم الذى طال انتظاره.



نعم إنه حلم ينتظر الحقيقة وأراه يقترب من الواقع، فكل المؤشرات وكل الأحداث التى تدور حولنا تؤكد ما نتحدث عنه، وحتى يتحقق هذا الحلم لا بد أن تشمل تلك الوحدة والترابط العربى شتى المجالات، وأولها بل أهمها أن يكون هناك إصلاح منهجى تعليمى وتربوى نزرعه فى عقول الشباب العربى، وأن ننمى فكرهم نحو القيادة السليمة بأسس علمية وعملية حديثة ومثمرة، فالشباب العربى هم أساس وعصب الكيان العربى الموحد، وهم مستقبل الأمة العربية وقوتها الداعمة فى كل وقت وحين.

الاقتصاد العربى أيضا لا بد أن يكون له نصيب الأسد فى الوحدة العربية المشتركة، لأنه بمثابة حلقة الوصل فى دائرة العلاقات العربية، فالاقتصاد القوى هو العمود الفقرى لصناعة مستقبل الأمم ونجاحها المستقر، خاصة إن كان هذا الاقتصاد يمتلك كل مقومات النجاح كالذى تملكه غالبية الدول العربية، والذى من شأنه سيكون بنية داعمة وأساسية لإنشاء سوق عربية مشتركة قوية، وسيبنى مشروع الحلم العربى على أساس قوى وفاعل، فلا قوة من دون اقتصاد قوى وسليم، ولا وحدة من دون ثوابت اقتصادية قومية قويمة، وآن الأوان لأن نبدأ بالتقارب الاقتصادى العربى، وأن نمضى قدما نحو إنشاء سوق عربية مشتركة وموحدة بيد أبناء هذا الوطن المخلصين، وأن تتضافر كل الجهود لبناء مستقبل عربى شامل فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وربما كانت فكرة وجود قوة عربية عسكرية موحدة هى النواة الأساسية لتفعيل فكرة الترابط العربى والقوة العربية المشتركة، وهى الأساس الذى سنبنى عليه الهدف القوى والشامل، وهو إنشاء السوق العربية المشتركة.

إن دول أوروبا حينما فكرت فى إنشاء قوة أوروبية مشتركة بدأت على أساس الاقتصاد الأوروبى القوى، ومن هنا تحولت الفكرة إلى واقع ونجحت أوروبا من خلال الاتحاد الأوروبى فى إنشاء قوة اقتصادية أصبحت الأقوى عالميا، والتى كان نتاجها العملة الأوروبية الموحدة، أو اليورو، تلك العملة التى أصبحت أقوى عملة فى العالم بفضل الوحدة الأوروبية التى بنيت على أساس اقتصادى قوى وسليم، ونحن كعرب نمتلك كل المقومات الاقتصادية والسياسية التى تؤهلنا لبناء كيان عربى موحد اقتصاديا وسياسيا، فهل يأتى اليوم الذى نرى فيه عملة عربية موحدة وهل نرى فكرة إنشاء السوق العربية المشتركة تتحقق وتصبح واقعًا، خاصة ونحن نمتلك كل المقومات التى تؤهلنا لذلك؟

إننى أرى أن الوحدة العربية الحقيقية لن تقوم إلا بالاقتصاد العربى الذى يعد من أقوى اقتصاديات العالم، وأرى أيضا أن جامعة الدول العربية سيكون لها دور كبير فى هذا الاتجاه، كما أن هناك نية قوية لدى معظم ملوك ورؤساء الدول العربية، ولا يبقى أمامنا الآن إلا المضى قدما نحو التنفيذ حتى نحقق الحلم الذى طال انتظاره، وهو إنشاء السوق العربية المشتركة على أساس اقتصادى قوى وسليم.

هناك مؤشرات عالمية تؤكد أن البلاد العربية تستحوذ على أكثر من 62% من احتياطى النفط العالمى، وأكثر من 28% من الإنتاج العالمى، بما يعنى أن الاقتصاد العربى جزء كبير منه قائم على إنتاج النفط، وبما يعنى أيضا أن الاقتصاد العربى قوى ويحتاج فقط للتعاون والمشاركة الفاعلة من مختلف الدول العربية.

وكل ما علينا الآن هو تذليل جميع العقبات والمشاكل التى تعترض فكرة التعاون العربى المشترك، وبناء قوة عربية اقتصادية قوية، وأن ننسى التباطؤ والتراجع فى أى اتفاقيات عربية يتم إبرامها، فهذا التراجع وذلك التباطؤ يزيد الأمر صعوبة فى إنشاء السوق العربية المشتركة ولا بد أن ندخل مرحلة الوحدة والاندماج العربى الاقتصادى الكامل والمتكامل من خلال توحيد السياسيات الاقتصادية والنقدية والمالية والاجتماعية وغيرها، إلى جانب تطبيق تعريفة جمركية موحدة تجاه العالم الخارجي، فما من شك أن السوق العربية المشتركة هى بداية حقيقية لتحقيق تكامل اقتصادى عربى قوى قائم على الشراكة العربية فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.