«السوق العربية» تطالب الرئيس والجيش بإنشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء مشروع قومى لإيواء أطفال الشـــــوارع
أهم مرحلة فى عمر الإنسان طفولته ما بين الخامسة والخامسة عشر حيث يكتسب خبراته فى هذه المرحلة ويتشكل نفسيا وجسمانيا ويكون خلالها بحاجة إلى الرعاية خاصة لكن وسط أوضاع غير طبيعية يفقد هذه الرعاية ويفقد معها طفولته بالكامل.. ليتحول إلى «أبوكف رقيق وحنين» إلى مجرد «سلعة» تباع وتشترى ويقع فى ساقية «الاستغلال» التى يدور فيها معصوب العينين دون حق للقبول أو الرفض هو حسب عدد سنوات عمره طفل لكن حسب الأعباء التى يتحملها لا يصير كذلك المسألة ليست عمالة تحت السن فحسب فالظاهرة واسعة الانتشار ما هى إلا وجه من وجوه أخرى كثيرة لمشكلة أكبر وأوسع تقع تحت عنوان عريض هو الاستلال، حيث الضحية واحدة الطفل والأطراف المشاركة فى الجريمة كثيرة ما بين منظمات تتربح باسم الطفولة ومعلن ينتشر ويشتهر وتتسع دائرة تأثيره بوجوه بريئة يستخدمها مادة إعلانية مؤثرة وعصابات فى الشوارع.
«الصبح تلميذ.. وبالليل صبى»
اضطروا للعمل مبكرا للإنفاق على أنفسهم بسبب ضيق الحال
المواطنون: أطفال الشوارع قنبلة موقوتة وعلى الشعب كله رعايتهم
هدى نجيب: إنشاء مجمع للأطفال أول الطرق للقضاء على الإرهاب
السوق العربية ترصد: حينما تصبح الطفولة مادة إعلانية.. «حاجة لله»
خبراء: مبادرة الرئيس ستكون خطوة إيجابية على المستويين المحلى والإقليمى
القاضى أبوطالب المصرى مجاهد أصبحوا ضحايا للعنف والبلطجة.. والمنظمات والجمعيات «دكاكين للاتجار بهم» حقوق على ورق
وقائع كثيرة لاستغلال الطفل والإضرار به وانتهاك حقوقه شهدتها كل بلدان العالم، دفعت 193 دولة إلى قرار اتفاقية حقوق الطفل عام 1989، بعدها ظهر الكثير من الجمعيات والمراكز والمنظمات العاملة فى هذا المجال، لكن الهدف الجيد سرعان ما تحول إلى تجارة لا سيما فى الدول النامية التى تتلقى منظماتها تمويلات داخلية وخارجية لأداء نشاطها والرسالة غير الهادفة للربح باتت نشاطا تجاريا لدى كثير من المنظمات بالبلدى الحكاية بقت سبوبة عند ناس كثيرة، يقول محمود البدوى خبير حقوق وتشريعات الطفل الذى يعمل سنوات طويلة فى المجال ويتعامل مع الكثير من الهيئات المتخصصة والحالات، موضحا أن الأمر لا يقف عند مجرد التربح لدى البعض لكن يصل إلى حد المتاجرة الصريحة سواء بالتبرعات التى يتحصلون عليها أو التمويلات أو كتابة تقارير بمقابل مادى لمنظمات وجمعيات دولية.
اتفاقية حقوق الطفل الصادرة 1989 تضمنت 54 مبدأ وتحدد حقوق الطفل الأساسية حسبما تنقلها منظمة «اليونيسيف» على موقعها الإلكترونى ودون تميز وهذه الحقوق هى حق الطفل فى البقاء والتطور والنمو إلى أقصى حد والحماية من التأثيرات المضرة وسوء المعاملة والاستغلال والمشاركة الكاملة فى الأسرة وفى الحياة الثقافية والاجتماعية إلا أن بعض منظمات حقوق الطفل نفسها تنتهك هذه الحقوق وتستغل الطفل للتربح من ورائه، حسبما يوضح البدوى الذى أشار إلى أنه يوجد الكثير من الوقائع تؤكد ذلك منها واقعة تعذيب أطفال فى دار أيتام بطلخا فى القليوبية وتبين أن الدار التى تتلقى دعما لرعاية الأطفال ومع ذلك تنتهك أبسط حقوقهم القضية دى كانت فى بداية 2016 ليست حالة فردية لدار أو منظمة لكن بحكم عملى ومتابعتى هناك حالات كثيرة تتاجر بالأطفال وتستغلهم لكنها فى النهاية تهدف إلى الربح فقط المسألة بقت سبوبة وخرجت من نطاق حقوق الأطفال بل الأمر يصل فى بعض الأحيان إلى استخدام الأطفال كسلع سواء بتأجيرهم أو التحرش بهم أو استخدامهم حالات مزيفة فى تقارير مزيفة يتم بيعها بمقابل مادى للخارج، الخبير فى حقوق وتشريعات الطفل قال إن الأمر يمتد إلى إنشاء جهات وكيانات وائتلافات وهمية ولا يحتاج الأمر إلى أكثر من حجرة أو مكتب وتتربح من وراء أعمالها مستغلة ضعف التفتيش أو الرقابة وفيه جهات كده موجودة وتعمل دون تصاريح وتستخدم الأطفال سبوبة.. المبدأ الثامن من مبادئ اتفاقية الطفل ينص على أنه يجب أن يتمتع الطفل بالحماية من جميع صور الإهمال والقسوة والاستغلال ولا يجوز استخدام الطفل قبل بلوغه سن الرشد ويحظر فى جميع الأحوال حمله على العمل أو تركه يعمل فى أى مهنة أو صنعة تؤذى صحته أو تعليمية أو تعرقل نموه الجسمى أو العقلى أو الخلقى ويعرف الإتجار بالأطفال حسب بروتوكول منع ومعاقبة الإتجار بالأشخاص الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنه تجنيد الطفل أو نقله أو إيواؤه أو استقباله بغرض الاستغلال الجنسى أو السخرة أو الخدمة قسرا أو الاسترقاق، ويعرفه بروتوكول اتفاقية حقوق الطفل الصادر عن صندوق الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» بأنه أى فعل أو تعامل يتم بمقتضاه نقل طفل من جانب أى شخص أو مجموعة من الأشخاص إلى شخص آخر مقابل مكافأة أو شكل من أشكال العوض، وتؤكد «اليونيسيف» أن الظاهرة لا تقتصر على الدول العربية أو النامية فحسب لكن لا يوجد بلد فى العالم خال من الاتجار بالأطفال التى جنت من ورائها المنظمات أموالا طائلة وصلت حسب المنظمة الدولية إلى ما يقدر 9.5 مليار دولار فى السنة لتصبح المتاجرة بالطفل ثالث تجارة مربحة بعد تهريب الأسلحة والمخدرات، فى مصر حصلت المنظمات العاملة فى مجال حقوق الطفل خلال عام واحد تزامنا مع ثورة 25 يناير 2011 على 12 مليون دولار كتمويل للمشروعات التى من شأنها أن تحد من ظاهرة أطفال الشوارع فقط، حسب تأكيد اللواء فاروق المقرحى مساعد وزير الداخلية الأسبق للأموال العامة، معتبرا أن الرقم ضخم جدا.
ولا يوجد على أرض الواقع نشاطات حقيقية تعبر عنه طبعا جزء كبير من الفلوس بيروح لمجموعات تعمل على تكوين ثروات وكان الباب مفتوحا لذلك، لكن مؤخرا اتخذت الدولة إجراءات كبيرة لوقف هذه التمويلات ومحاربة هذه الاتجار، موضحا أن جزءا من المنظمات والمركز والدور العاملة فى حقوق الطفل تستغل الأطفال بصورة مخالفة للقانون المحلى والمبادئ الدولية وتخالف أيضا القيم والأعراف هناك مركز على سبيل المثال كان يؤجر الأطفال ليشاركوا فى أعمال مخالفة بيومية عن كل طفل وتم إغلاق هذا المركز ولا تزال هناك مخالفات كبيرة فى حاجة إلى كشفها وضبطها.
الصبح «تلميذ» وبالليل «صبى»
نماذج فريدة من نوعها فقدوا طفولتهم تحت وطأة مهن شاقة بعد أن وجدوا أنفسهم مضطرين للعمل دون اختيار منهم، أطفال تركوا مدارسهم فى سبيل العمل لساعات طويلة فى الشارع لكل منهم حلم وطريق وهدف رغم ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية المشابهة لا يشعرون بخجل أو نقص بل يفتخرون بما يقومون به «الشغل مش عيب» الشعار الذى رفعه الأطفال الثلاثة ليخوضوا رحلة الكد والكفاح فى ميدانى الدراسة والعمل.
ببشرته البيضاء وابتسامة لا تفارق وجهه «يوسف مجدى» الذى لا يتجاوز عمره 10 أعوام فى الساعات الأولى من الصباح ينطلق نحو عمله بحثا عن الرزق ثم ما إن ينتهى من ذلك حتى يبدأ جولة جديدة ليحصل على دروسه فى الفترة المسائية بمدرسته الابتدائية، حلم «البالطو الأبيض» لم يمنع الطالب بالصف الرابع الابتدائى من العمل بجد فى المهنة التى اختارها بجانب دراسته وهى بيع لوحات صغيرة لآيات قرآنية فى إشارات المرور باختلاف المناطق رافضا الأيادى التى تمتد له بالعطف دون شراء اللوحة منه.. ماما بتصحينى الصبح بدرى أذاكر دروسى وأنزل قبل ميعاد المدرسة بساعتين، لأن نظام المدرسة عندى مسائى، أبيع اللى فيه النصيب وأرجع البيت ألبس هدوم المدرسة وأروحها لوحدى، لا ينتهى يومه عند انتهاء اليوم الدراسى لكنه يعاود عمله مجددا: بعد المدرسة أرجع البيت أغير تانى وأكل لقمة وأنزل الشغل من جديد على 6 المغرب أبيع اللوحات اللى معايا فى الإشارات.. رغم صغر سنه إلا أن أحلام يوسف كبيرة جدا: نفسى أبقى دكتور زى الدكتور مجدى يعقوب بتاع القلب عشان أعالج الناس الغلابة اللى زينا ببلاش ويبقى عندى مستشفى كبيرة تعالج كل الحالات المريضة اللى معهاش فلوس، لا يخجل الطفل الصغير من بيع اللوحات بالشوارع بل يفتخر بعمله الذى يساعده على استكمال دراسته وتحقيق حلم أن يصبح طبيب قلب معروفا على حد قوله: أهلى ناس غلابة وعلى قد حالهم دخلونى أنا وإخواتى الـ4 المدارس لكن بيتعبوا عشان يصرفوا علينا كلنا، فقررت أعتمد على نفسى من وأنا عندى 7 سنين عشان أفضل فى المدرسة وما أطلعش منها وأجيب مصاريف الدراسة وأساعد أبويا وأمى وإخواتى فى مصاريف البيت، أنا مش شحات رد واحد يطلقه يوسف مثل الصيحة فى وجه كل زبون يحاول أن يساعده بمبلغ بسيط دون أن يشترى منه اللوحات حتى إذا كان المبلغ أكبر من ثمن اللوحة التى يبيعها، أمى بتقول لى إن اللى بيشحتوا ناس وحشة وربنا يدخلهم النار، وعلمتنى أن لما أخذ فلوس على عرقى وتعبى ربنا هيدخلنى الجنة عشان كده لو أى حد حاول يدينى فلوس من غير ما يشترى برفض، مواقف صعبة تمر على يوسف أثناء وقوفه بين الشوارع وإشارات المرور لبيع لوحاته، أولها القبض عليه عدة مرات بتهمة التسول فى الشارع ما يدفعه دائما للبكاء والحزن دون أن يمنعه هذا الخطر من الاستمرار فى عمله ومواصلة حضور دروسه بالمدرسة جنبا إلى جنب من أجل تحقيق أحلامه، أكثر حاجة بتوجعنى لما الشرطة بتيجى تقبض عليا فى الشارع وأنا مبعملش حاجة أكثر من أنى بشتغل عشان أصرف على مدرستى وأساعد أهلى، حصل ده كذا مرة ويحاول أقول لهم إنى مش شحات ولا بتسول زى ما بيقولوا وأنى هبقى دكتور كبير محدش بيسمعنى.. ساعات من الألم والوجع يعيشها الطفل يوسف بين نظرات ترمقه باستياء أحيانا وسوء معاملة يقابلها من البعض أو عطف يؤذيه نفسيا بحسب قوله أو حتى بلطجة من بعض الأفراد الذين يسيطرون على مناطق بعينها حسبما يشير: أنا المفروض كنت فى 5 ابتدائى راح عليا سنة عشان اتقبض عليا واتحبست أيام امتحان آخر السنة ومعرفتش أحضرها كلها وسقطت، وتابع بدموع محبوسة: بنام وسط حشرات وفيران وأطفال مجرمين بيشربوا مخدرات ومش كويسين وأنا المفروض مش زيهم أنا كل اللى بعمله إنى بشتغل وببيع فى الشارع عشان أصرف على نفسى والناس فاكرين إنى بشحت وولد وحش.. يوسف هو الابن الأوسط لوالد أربعينى وأمه تخطت عامها الثلاثين، أسرة مكونة من 6 أفراد لا تملك إلا بيتا صغيرا فى منشية ناصر بالقاهرة، رغبة الابن يوسف باستمرار دراسته دفعته للعمل بالشوارع حتى لا يخرج من المدرسة بسبب ظروف المعيشة الصعبة التى تواجهها الأسرة بحاول أذاكر على قد ما أقدر جنب الشغل لكن برجع بالليل ببقى تعبان ومش بذاكر إلا ساعتين الصبح والحمد لله الشغل بيكفى مصاريف مدرستى طول السنة ومش بعتمد على الدروس، الدخل الذى يتحصل عليه يوسف يوميا لا يتعدى 60 إلى 100 جنيه ثمن اللوحات التى يبيعها أرباحه أقل من النصف يعنى اللى بيطلع لى فى الآخر من 25 إلى 50 جنيها لو ربنا كارم أوى بيساعدونى أوفر مبلغ لأكلى وشربى وأبويا وإخواتى بساعدهم، يعود إلى حلمه البعيد مجددا بقوله بكرة أكبر وأبقى دكتور قد الدنيا والناس كلها تنادينى بيوسف الدكتور.
ظروف مريرة أخرى يعيشها أطفال آخرون تراودهم فيها الأحلام من جهة ويضغط عليهم واقع صعب يسيرون فيه على خط النار من جهة أخرى «محمد حمدى» ابن 9 أعوام تمكن من الالتحاق بمدرسة حكومى بمنطقة فيصل الطوابق بالجيزة متأخرا عاما عن زملائه لكنه لم يكن يدرك أنه بعد سنتين من الدراسة ستكون مهنة جمع القمامة فى انتظاره، برغم إيمانه بعمله الذى لم يجد فرصة أخرى بديلة عنه إلا أنه يخشى أن يقابله أحد من أصدقائه أو معارفه فى المدرسة أثناء العمل يتساءل: لو حد شافنى ويعرفنى أقول له إيه؟ إزاى أقنعه إنى بشتغل الشغلانة دى عشان ما أمدش إيدى، شكلى قدام اللى يعرفنى هيكون إزاى؟ أسئلة كثيرة تدور فى ذهن الطفل محمد الذى قرر أن يعمل عليها مبكرا ليشعر الصغير أن وظيفة عامل النظافة لا تؤثر على علاقته بالمعارف والأصدقاء قرار إنى أنزل أجمع الزبالة وأشتغل فى الشوارع صعب عليا أوى، كان نفسى أكون زى أصحابى فى المدرسة بيذاكروا عشان ينجحوا ويبقوا حاجة لكن لما لقيت أبويا طلب منى أن مكملش واطلع من المدرسة وأنا فى الصف الثالث الابتدائى وانزل اشتغل وأساعده عشان أفضل فى المدرسة، قررت انزل واشتغل، لم يجد محمد أمامه عملا بجانب الدراسة سوى جمع القمامة من الشوارع فالخجل الذى شعر به الطفل من عمله بجانب دراسته ظل يراوده حتى وقع ما تقوع وقابل ذات يوم أسرة الصديق الذى يجاوره نفس «التختة» بالمدرسة لكنها كانت بداية جديدة بالنسبة له: ماكنتش قايل لأصحابى فى المدرسة أى حاجة لأنى بصحى الصبح بدرى وانزل أجمع الزبالة من الشوارع وارجع البيت استحمى وألبس هدوم المدرسة وأروح مدرستى وأذاكر بالليل.
كاب أزرق على رأسه يقيه أشعة الشمس وبنطلون قماش قديم ينتهى إلى شبشب بلاستيك يساعده على الحركة لساعات طويلة، على هذه الحال تنقل محمد بين الحارات والأزقة والشوارع الرئيسية بجوال القمامة مستكملا كلامه بحماس وقوة «من بعد موقف صاحبى لما شافنى وأنا شايل الزبالة ومن يومها مبقاش عندى خجل من حد وكسر فيا كل الخوف اللى كان جوايا بأن حد يشوفنى» مع أنه بيضحك من يومها وخلى العيال كلها فى الفصل ينادونى بالزبال لكن أنا متأكد أنى هبقى أحسن منه وبكرة يشوفنى مهندس كبير فى البلد والناس بتتشرف بيا.
مفيش حلاوة من غير نار، هكذا يؤمن ثالثهم «محمود أسامة» الذى أكمل عامه الـ15 فهو أكبرهم عمرا ووعيا وأكثرهم إيمانا بالعمل بجانب الدراسة وإجهاد اللف فى الشوارع لوقت طويل يصل لنحو 10 ساعات يوميا لجمع القمامة بمنطقة مساكن الشباب بمدينة الشروق، لا يرى أى عيب ولا يعنيه سوى رضاه عن نفسه وما يقوم به فى سبيل استكمال الدراسة: أنا فى 3 إعدادى ونفسى أبقى ضابط جيش عشان أحارب اللى مش بيحبوا مصر وبستحمل ريحة الزبالة والأمراض اللى بتجيلى بسببها وأنا باشيلها عشان أخد فلوس وادفع مصاريف المدرسة، مهنة جمع القمامة واظب عليها محمود على مدار 7 سنوات ساهمت فى زيادة الربح اليومى الذى يدخره شقيقه الأكبر بعد وفاة الأب «أبويا مات وأنا وأخويا الأكبر اللى بنصرف على أمى و3 بنات إخواتي» أخويا مصطفى طلع من وقتها من المدرسة لأن مالوش فى التعليم وكان بيهرب من المدرسة وأبويا اللى كان بيخليه يروح غصب عنه وأنا نزلت اشتغلت عشان ما أخرجش من المدرسة وتروح عليا سنين من عمرى، لا يعين محمود فى أداء مهمته بجمع القمامة سوى أدوات بسيطة لكنها لا تمنعه من إصابات يتعرض لها أو مخاطر تهددهك عارف أن الشغلانة صعبة بس ما لقتش غيرها والمشكلة إن مفيش أكل عيش بالساهل والشغلانة دى كل مشكلتى فيها إنى ببقى تعبان بسبب العدوى اللى باخدها من الزبالة بأى جرح أتجرحه من الإزاز المرمى بشكل عشوائى وبيعورنى، لا يخطط محمود لأى أحلام مستقبلية ولا تدور داخل عقله أمانى صعبة أو حتى سهلة المنال سوى هدف وحيد يدعو الله أن يتحقق عقب إنهاء دراسته مش عاوز حاجة غير أن أكون ضابط فى الجيش وأكمل دراستى ونعيش أنا وأخواتى وأمى كويسين، يقول مبتسما وسعيدا وملامح الرضا على وجهه يتذكر أول يوم نزل فيه العمل وحاله الآن: بعد مرور السنوات الماضية حسيت بتعب وخوف وقلق أى حد يعرفنى يشوفنى وأنا بلم الزبالة من الشوارع لكن خلاص بقى دلوقتى اتعودت.
مادة إعلانية
تبرعوا لأطفال مرضى السرطان.. اكفل طفل يتيم.. شارك معنا لخدمة الأطفال، عبارات كثيرة تصاحبها وجوه أطفال مفعمة بالبراءة والحزن فى فقرات إعلانية مكررة على شاشات التليفزيون طوال العام ملايين الجنيهات تنفقها المؤسسات والمراكز لتدشين هذه الحملات الإعلانية التى يتصدر بطولتها ممن هم دون السن، سواء مرضى أو أصحاء لكن وجوههم البريئة تستميل عاطفة البعض ممن يسارعون بالتبرع على أرقام الحسابات البنكية المعلنة.
جريمة بلا شك جريمة أخلاقية وقانونية أيضا قالها أحمد المصيلحى، رئيس شبكة الدفاع عن أطفال مصر بنقابة المحامين، الذى أكد أن القانون المصرى رقم 126 لسنة 2008 يعاقب على إعلانات التى تظهر فيها الأطفال لجمع التبرعات ويعتبره جريمة تصل عقوبتها إلى الحبس لمدة خمس سنوات، رافضا ما يتردد عن حصول الجهات المعلنة على موافقات الأطفال أو أسرهم «لا يعتد بموافقة الطفل أو أسرته والدستور من قبل القانون يجرم أى استغلال للأطفال وكذلك الاتفاقيات الدولية الموقعة عليها مصر مهما كان الغرض المعلن أو المبررات التى يتم ترديدها» المصيلحى أوضح أن القانون حظر نشر صور الطفل أو أى بيانات له حال عرض أمره على الجهات المختصة كوزارة الصحة والمستشفيات التابعة لها لكن ما تبثه شاشات التليفزيون فى الفقرات الإعلانية يختلف عن ذلك تماما، حيث يظهر الطفل بملامحه كاملة وواضحة وبيانات بل يقرأ نصا إعلانيا بصوته فى بعض الأحيان، العقوبة ليست الحبس فقط لكن أيضا هناك غرامة من الممكن أن تحددها النيابة العامة أو المحكمة إلى جانب ما تمثله الظاهرة من جريمة يعاقب عليها القانون، فهى كذلك جريمة مهينة تقوم على استغلال الأطفال فى رأى الدكتور صفوت العالم، أستاذ مادة الإعلان بجامعة القاهرة: دى مش انتهاك دى قلة أخلاق وقلة ذوق وقلة مهنية، موضحا أن تأثير هذا النوع من التجارة الإعلانية بوجوه وحالات صغار السن لا سيما المرضى أو ذوى الاحتياجات الخاصة لا يمثل انتهاكا للطفل وحده لكنه يعتبر انتهاكا لمجتمع بأكمله هذا وسيلة تنشر فى المجتمع ثقافة العطف والمن والتسول والإعانة والاعتماد على الغير وهى بلا شك استغلال واضح وصريح لحالات أطفال قصر حتى لو أشيع أنه بموافقتهم ورضا أهاليهم، الحكاية مش موافقة ورفض هناك قوانين وضوابط ومعايير يجب أن تمنع هذه الأمر السخيف، المواد الإعلانية التى تعتمد على الطفل بلا شك تترك تأثيرا سلبيا على هذا الطفل وغيره ممن هم فى مثل سنه، الأمر الذى يعتبره العالم غير مقبول إنسانيا سواء كانت الغاية الحصول على التبرعات أو الترويج لمنشأة أو خدمة أو سلعة ما لأن مثل هذا الأمر يمثل انتهاكا لخصوصية وحرمات البشر بما تحويه تلك الإعلانات من مشاهد قاسية جدا للمرضى والمحتاجين، خصوصا أن استخدامهم بهذا الشكل يعتبر ضد حقوق الطفل المتعارف عليها أنا ضدها تحت أى سبب أو مبرر ويجب وضع تشريعات حاسمة وجهات تنفيذية تعاقب المخالفين.
والشوارع هو مصطلح يطلق للتعبير عن الأطفال الذين يعيشون بلا مأوى ويقضون معظم أوقاتهم فى الشوارع للبحث عن الطعام، وفى الغالبية العظمى يكون هؤلاء الأطفال بلا أب أو أم أو أهل ولا يجدون من «يحنو» عليهم فى المجتمع المصرى، وتفشت هذه الظاهرة فى مجتمعنا ويرجع انتشار هذه الظاهرة فى مصر إلى الفقر الشديد الذى يجعل الأسر أن تدفع بأبنائها إلى ممارسة أعمال التسول والتجارة فى بعض السلع الهامشية ما يعرضهم إلى الانحراف ومواجهة مخاطر الشارع.
أيضا تلعب الأوضاع الأسرية دوراً اساسياً فى انتشار تلك الظاهرة الخطيرة مثل تفكك الأسرة بانفصال الزوجين أو وفاة أحدهما، ونمو وانتشار التجمعات العشوائية التى تمثل البؤر الأولى والأساسية لأطفال الشوارع والذى تسعى مؤسسة الرئاسة إلى القضاء على العشوائيات كأحد الحلول وإيماناً من «جريدة السوق العربية المشتركة» بأن هذه الظاهرة تمثل قنبلة موقوتة وسلاحا ذا حدين إذا وفرنا لهم الرعاية السليمة والصحيحة نصنع منهم شبابا واعيا وصالحا للمجتمع المصرى، لكن لو أهملناهم وتركناهم للمجهول نصنع منهم الإرهابيين والانحراف الدينى والأخلاقى فلذا تقترح «جريدة السوق العربية المشتركة» وتتبنى فكرة إنشاء مجمع كبير عملاق لإيواء هؤلاء الأطفال ورعايتهم رعاية كاملة عن طريق مشروع عملاق تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى وتنفيذ القوات المسلحة وهذا المشروع لا يقل أهمية عن مشروع قناة السويس الجديدة لأننا نصحح المسار الفكرى لهؤلاء الأطفال ليصبحوا صالحين لإفادة الوطن.
ويرى الكابتن عزمى مجاهد المتحدث الاعلامى لاتحاد كرة القدم المصرى أن هذا يعتبر من أهم المشاريع التى يجب أن تتبناها الدولة المصرية وتهتم بها، وأشيد بفكرة جريدتكم المحترمة لأننا محتاجين بشدة تنمية أفكار هؤلاء الأطفال وترسيخ قيم الوطنية لديهم وهذه هى أولى خطوات القضاء على الإرهاب فلا بد من إنشاء صرح عملاق لهؤلاء الأطفال وإكسابهم المهارات والخبرات التى تلزم مجتمعنا عن طريق ورش عمل لهم.
فالطفل بدلا من أن يتسول فى الشارع ممكن نعلمه حرفة تفيده وتفيد المجتمع والطفل فى الشارع، أما أن يدمن المخدرات أو يتعلم الإجرام والانحراف فنصنع بذلك إرهابيا متطرفا، وللأسف المجتمع قد يقسو فى بعض الأحيان على أطفال الشوارع فلذا يجب عودتهم مرة أخرى إلى أحضان المجتمع وأكد مجاهد أن الأسرة قد تكون البذرة الأولى لهذه الظاهرة بحيث تحرم الطفل من حقه الطبيعى فى نمو قدراته وتحقيق أفضل تطور لإمكاناته كما تؤثر سلبا على تكوينه النفسى والاجتماعى والانفعالى ما يساعد على تدهور القدرات المعرفية لدى الطفل، ومن الممكن أن نجد فى هؤلاء أبطالا للرياضة المصرية ونجوما فى كرة القدم مثلاً فما المانع من ذلك وعلى سبيل المثال بطولة كأس العالم للأيتام الذى نظمته «شيخة ال ثان» رئيس مؤسسة ساتوك وصاحبة فكرة تأسيس كأس العالم للأيتام التى اقيمت بشرم الشيخ فى حضور كوكبة من نجوم الكرة فى العالم.
د.هند نجيب: أطفال الشوارع ضحايا البلطجة والإخوان استغلوهم فى مظاهراتهم مقابل الأموال
وفى ظل البحث وراء أطفال الشوارع ومحاولة استغلالهم فى المجتمع ليكونوا أطفالا سويين خاصة بعد فشل العديد من الجمعيات فى استكمال دورها المرغوب فيه والمنشأة من اجله وخرج اولاد فى الشارع يواجهون مصيرهم المأساوى يتحولون لبؤر إجرامية.
لجأت القيادات الشابة بمحافظة الغربية لوضع حلول جزرية لأطفال الشوارع بعد انتشار تلك الظاهرة وظهورهم فى الشوارع بكثافة يتسولون فى الشوارع يبيعون المناديل وينظفون زجاج السيارات والبعض يبحث عن لقمة عيشه بطريقته والآخر يبيع أعضاءه مقابل العيش بعد طرده من جمعيته التقينا الدكتورة هند نجيب أمين مجلس القيادات الشابة بمحافظة الغربية: إن الشباب هم عصب الوطن وهم رجال الدولة القادمون فيجب أن يشاركوا فى المجتمع ويبحثوا عن حلول جزرية من شأنها القضاء على بؤر الإجرام خاصة أطفال الشوارع فتلك الظاهرة انتشرت بكثافة فى الاونة الأخيرة بعدما فشلت بعض الجمعيات بالقيام بدورها تجاه الاطفال وتركوهم ضحية يواجهون شبح البلطجية والإخوان المتطرفين، ونرجع بذاكرتنا لما كان يدور على يد الإخوان يستغلون اطفال الشوارع فى مظاهراتهم مقابل الاموال يضعونهم فى وجه الشرطة ويجعلونه طفلا إرهابيا بالرغم من اننا من الممكن أن نستغلهم فى شىء مفيد لصالح المجتمع يخرجهم للنور ويكونوا أطفالا أسوياء، من هنا بدأت فكرة النهوض بأطفال الشوارع واستغلال طاقاتهم المكبوتة فى شىء مفيد.
وأشارت هند بأنها توجهت للقاء محافظ الغربية اللواء أحمد ضيف صقر لتتحدث معه عن اطفال بلا مأوى فى مديرية الشباب والرياضة لتكشف عن أطفال الشوارع ودور الجمعيات الضعيف فى استيعابهم وتركيزهم على الاموال وليس تربية الطفل، فقرروا اللجوء لوضع حلول جزرية لتلك المشكلة وجعل الأطفال اسوياء صالحين للمجتمع وذلك بعد تأهيلهم فى شتى مجالات الحياة.
أثر ذلك قمنا بمخاطبة كل الجهات المعنية بدءا من مديرية التضامن والامن والصحة والعتليم وصولا لمجلس النواب الذى ابدى رغبته فى المشاركة من خلال لجان حقوق الإنسان.
وكانت الفكرة إنشاء كيان وطنى متكامل قادر على حل المشكلات ونسقنا مع محمد إسماعيل وكيل وزارة الشباب والرياضة واجرينا دراسات على الاطفال وعرضنا الفكرة على محافظ الغربية وشكلنا لجنة برئاسة محمد إسماعيل وكيل وزارة الشباب والرياضة بالغربية وعضوية فريق عمل القيادات الشابة ومديرية الأمن والتضامن والتعليم والصحة.
وتروى لنا أنها خرجت للشارع تبحث عن أطفال بلا مأوى وترصد عيشتهم والمخاطر التى تواجههم فالتقت الطفل أحمد ذا الـ12 عاما يكشف أنه لا يوجد لديه اسرة ويعيش فى جمعية بالنهار ويخرج يبحث عن لقمة عيشة يتجول فى الشوارع والميادين ينام فى الشوارع حتى ذات ليلة ثار عليه أحد الاشخاص البلطجية ويدعى طارق اصطحبه معه لجراج السكة الحديد ليسكن معه هناك ووجد ما يقرب من عشرة اطفال ينامون داخل عربات السكة الحديد، وفى اليوم التالى يذهبون ليمارسوا عملهم ومن يتأخر عن العودة للجراج فى المكان المحدد يكون عقابه الضرب والحرق، ولا يجد الاطفال امامهم مأوى سوى البلطجى طارق.
وهنا تتساءل هند نجيب: لو تكاتف المؤسسة العسكرية والرئاسة باعتبارهما جهات وطنية موثوقا فيها مع الفكرة التى ذكرناها وسنستمر فيها ودعمونا بإنشاء مكان سوى يعيش فيه الأطفال يلعبون ويدرسون فيه ويتخرجون فى الجامعات ليكونوا اسوياء يخرجون للمجتمع رجالا اوفياء للوطن يعملون فى المبنى الذى انشئ وتربوا فيه فنجد أنه من الصعب استغلالهم فى شىء مخرب يهدم المجتمع وبالتالى قضينا على احدى القنابل الموجودة التى تواجهها مصر.
وطرحت العديد من المبادرات المهتمة بأطفال الشوارع على مدى السنوات القليلة الماضية، وتناول الكثيرون المشكلة التى كادت تهدد المجتمع المصرى، من بين المبادرات ما كان جادا لكن يفتقر إلى آلية صحيحة للنجاح والبعض استغل الفكرة للشهرة ولم يشرع حتى فى تنفيذها، وظل خبراء اجتماع يحذرون من تفاقم وتنامى كارثة أطفال الشوارع فى مصر.
حمل الرئيس عبدالفتاح السيسى على عاتقه منذ توليه رئاسة الجمهورية هموم المهمشين والمطحونين من فئات الشعب المصرى، حتى عند التحدث عن مشكلاتهم كان حريصا على استخدام ألفاظ لا تجرح مشاعرهم، أو تشعرهم بالألم ورغم سيطرة الملف الاقتصادى والنهوض به على السطح ظلت قضية أطفال الشوارع محور اهتمام الرئيس، وظل كثيرا يسعى إلى إيجاد مأوى لهؤلاء الأطفال ودمجهم فى وطنهم بصورة تليق بهم وبكرامتهم.
وجاءت مبادرة الرئيس الخاصة بأطفال الشوارع التى تمول من صندوق «تحيا مصر» كواحدة من أهم واشمل المبادرات التى ستنقذ ملايين الأطفال وتدمجهم بصورة صحيحة فى وطنهم كما تحدث عنها المتخصصون وأشادت بها منظمة اليونيسيف العالمية فى تصريح لمسئوليها بأن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى لرعاية «الأطفال بلا مأوى» تعد خطوة إيجابية وغير مسبوقة على المستويين المحلى والإقليمى وسيكون لها مردود دولى كبير خاصة فى المحافل والأروقة الدولية وفى مقدمتها المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة
تأتى مبادرة الرئيس تحت عنوان «حماية الأطفال من الخطر»، وتستهدف مليون طفل من أطفال الشوارع لتفتح آفاقا جديدة نحو غد أفضل لهؤلاء الأطفال الذين عانوا كثيرا وعانى منهم المجتمع أكثر، الجديد فى هذه المبادرة أنها تأتى بصورة مجتمعية شاملة حيث يشارك فيها وزارتا الداخلية والتضامن و19 منظمة من منظمات المجتمع المدنى، لإنقاذ هؤلاء الأطفال بعدما أصبحوا قنبلة موقوتة كادت تنفجر فى وجه المجتمع لتدمر كل شيئا، كما أنها جاءت بعد 30 عامًا عجت شوارع المحروسة بهم، وأصبحت الأقدام تتخبط بهم فى شوارع مصر، ورغم محاولات مؤسسات المجتمع المدنى لعلاج المشكلة إلا أنها مازالت بلا حل حتى الآن.
تخصص المبادرة 100 مليون جنيه بداية أولية لحل مشاكل الأطفال، وقد تم تدريب أكثر من ثلاثة آلاف باحث لإجراء عمليات حصر هؤلاء الأطفال والوقوف على الأعداد الحقيقية لهم، وذلك بالتعاون بين المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، والمجلس القومى للأمومة والطفولة، وتضمنت أولى نتائجه أن عدد أطفال الشوارع فى مصر، وصل إلى 16 ألف طفل، وتم تحديد بعض المناطق ذات الكثافة، وبناءً على ذلك تم وضع استراتيجية كاملة للعمل عليها.
وأعلنت وزارة التضامن الاجتماعى أن الاستراتيجية المتعلقة بالأطفال بلا مأوى، تهدف لتوفير إطار لتقليل هذه الظاهرة مستقبلا، وأن هناك محاور خاصة لهذا البرنامج، مثل تطوير المؤسسات الخاصة بالرعاية الإيوائية لهم وسيتم تطويرهم لتقديم الاستشارات الأسرية، وتمويل 25 جمعية أهلية بمبلغ 48 مليون جنيه، لتقديم خدمات للأطفال.
صرحت الدكتورة هدى دحروج، عضو المجلس الاستشارى للتنمية المجتمعية، التابع لرئاسة الجمهورية، بأن المبادرة تشمل وضع استراتيجية مزمع الانتهاء منها خلال الفترة القادمة وتستهدف شرائح متعددة من الأطفال الذين يتعرضون إلى الخطر، والرئيس مهتم بملف أطفال الشوارع منذ اليوم الأول لتوليه منصبه، ومنذ كان مرشحا يحاول إيجاد حلول عملية لهؤلاء الأطفال، وقد تم تكليف المجلس الاستشارى للتنمية المجتمعية بإيجاد حلول عملية وسريعة وخارج الصندوق للتصدى لتلك الظاهرة وحماية الأطفال، وقد حدد الرئيس أولويات للملفات العاجلة التى تم تكليف المجلس بالعمل عليها، على رأسها التوافق المجتمعى، وصياغة الخطاب الدينى، وأطفال الشوارع، وإعادة تشكيل الوجدان المصرى والتحرش.
وشدد الرئيس- كما تقول دحروج- على ضرورة إيجاد حلول سريعة للقضاء على الظاهرة، والعمل على توفير المأوى اللازم لهؤلاء الأطفال وتوظيف طاقتهم فى جوانب مفيدة للمجتمع، بالإضافة إلى مضاعفة الجهود من أجل خفض نسبة التسرب من التعليم وتحسين مستوى الصحة العامة للأطفال، مؤكدة أن هناك إرادة سياسية حقيقية للقضاء على المشكلة، لأنه على الفور تم العمل على الملف بالتنسيق مع وزارة الداخلية والتضامن الاجتماعى والمجلس القومى للأمومة والطفولة وأكثر من 19 جمعية من جمعيات المجتمع المدنى العاملة فى حماية الأطفال، وجارٍ تدشين حملة إعلامية لتعزيز قيم الترابط الأسرى، وتكوين شبكة للأمان الاجتماعى، تقدم خدمة تموينية وصحية وتعليمية سكنية لتحفيز المسئولية الأسرية.
وقامت اللجنة المشرفة على الملف بالاطلاع على جميع التعدادات والإحصائيات وتحديد تلك الفئات وتصنيفها ما بين «قاطنى الشوارع» وهم أطفال يعيشون فى الشارع بصفة عامة فى مبان مهجورة حدائق عامة كبارى وأماكن أخرى وأطفال «عاملين فى الشارع» هم أطفال يقضون ساعات طويلة بالشارع فى أعمال مختلفة تندرج تحت بند البيع المتجول أو التسول وأغلبهم يعودون لقضاء الليل مع أسرهم وبعض الأحيان يقضون ليلهم فى الشارع، و«أسر الشوارع» وهم الأطفال يعيشون مع أسرهم الأصلية بالشارع.
وتعمل الاستراتيجية على محورين الأول للوقاية من المنبع، والثانى معالجة الآثار الحالية، وتفقد نقاط القوة والضعف والمعوقات التى تواجهنا للقضاء على المشكلة، وتحديد الفرص والإمكانات التى يمكن استخدامها للتصدى للظاهرة من جذورها، وقد تم وضع أهداف للمبادرة، منها التنسيق بين جميع المجهودان المدنية والحكومية والدولية والمجتمع المدنى، والوقاية والعمل، والهدف الأخير حماية الأطفال.
الخطورة الحقيقية فى شريحة «أطفال بلا مأوى»، كما تشير الدكتورة وفاء عبدالمؤمن الخبير الاجتماعى إلى أن هؤلاء الأطفال يعيشون فى الشوارع «بلا سكن.. وبلا عائل.. وبلا أسرة»، ويختلفون عن الفئات الأخرى من «أطفال الشوارع» الذين يتكسبون ويتسولون فى الشوارع ثم يعودون إلى منازل أسرهم أو من يعولونهم مساء كل ليلة، لكن من هم بلا مأوى، فليس لهم مأوى سوى الشارع، ما يجعلهم عرضة للاضطهاد والاستغلال بكل أنواعه، وفى مبادرة الرئيس طوق نجاة لهم، وتشجيع على استمرارهم فى المجتمع بالصورة التى تليق بهم وبدولة عظمى مثل مصر.
ووصفت الدكتورة هدى بدران مبادرة الرئيس لإنقاذ أطفال الشوارع بأنها مبادرة قوية تهدف إلى التنمية البشرية الصحيحة، وتهتم بالنهوض بالأمن القومى المصرى، لأن أطفال الشوارع لهم حق الرعاية والاهتمام والحماية من كل أشكال العنف التى تقع على كاهلهم، والجميل أن كل أجهزة الدولة ووزارات التربية والتعليم، والصحة والمجلس القومى للمرأة مشاركون فى هذه المبادرة، التى تهدف إلى إبراز دور المجتمع تجاه أطفال الشوارع، ضحايا التفكك الأسرى، والعنف والإهمال المدرسى، ويعتبر الرئيس السيسى أول من اهتم بأطفال الشوارع بشكل فعلى وعملى بعيدا عن العديد من المنظمات التى اهتمت من قبل بهذا الملف، لكن كانت جهودها مبعثرة وعملت كل منظمة فى اتجاه مختلف عن الأخرى، ما جعل هناك صعوبة فى حل المشكلة التى كادت تهدد كيان المجتمع المصرى.
وتشرح المبادرة فئات هؤلاء الأطفال فمنهم أطفال المبيت، واللقطاء، بائعو المناديل، الهاربون من المدارس، اللاجئون، أضف إلى ذلك أطفال العشوائيات، وهذه المبادرة تؤثر بشكل إيجابى على المجتمع المصرى، بل وتحافظ على وجه مصر الحضارى أمام السائحين.
وترى الدكتورة رندا أبوالعطا أستاذ الاجتماع بالجامعة الكندية أن الرئيس السيسى أول من اهتم بأطفال الشوارع بشكل فعلى يتسم بالمزيد من الشفافية، فمن قبل كان يتم تحجيم المشكلة وعدم طرح آلية صحيحة وواقعية لحلها، الأمر الذى ساعد على تفاقمها بشكل أصبح يهدد المجتمع، نتيجة الأخطار والكوارث التى تنجم عن المعاملة السيئة لهؤلاء الأطفا،ل ما جعل سلوكهم عدوانيا وعدائيا تجاه هذا المجتمع.
وأضافت: كم من الكوارث التى تنتج من وراء استغلال أطفال الشوارع، هناك من يستغلهم فى أعمال إجرامية، وقد استغلهم الإخوان الفترة الماضية فى وضع حقائب بها متفجرات تحت العربات دون أن يدرى الطفل حقيقة الأمر مقابل مبالغ زهيدة وهؤلاء الأطفال سلوكهم عدائى لكن بمجرد أن تتعرف عليهم وتتعامل معهم بلطف تجد بداخلهم كم براءة غير عادى فهم فى حاجة إلى من يحتويهم ويهتم بهم، والرئيس أول من يهتم بهؤلاء الأطفال، خصوصا أن القوات المسلحة ستقوم بتدريبهم بحيث يكون لهم دور هادف فى المجتمع، كما علمنا من المبادرة.
وقال رأفت القاضي، رئيس اتحاد تموين القاهرة والمتحدث الرسمى باسم الاتحاد العام للتموين بمصر: إن أطفال الشوارع لفظ يطلق على الأطفال الذين لا يتعدون ١٨سنة وهم يعيشون بلا مأوى ولا أسرة لهم ولا سكن صحى بل يعيشون بالشارع ويقيمون بالأماكن المهجورة أو الحدائق العامة أو تحت الكبارى ولا يعرف لهم أسر أو تكون علاقاتهم بأسرهم مقطوعة وذلك بسبب الفقر أو تفكك الأسر أو الخلافات بين الزوجين، وأغلب الأحيان يكون رب الأسرة عاطلا عن العمل وليس له مورد رزق ثابت.
وأضاف: ينتشر بين أطفال الشوارع المرض والهزال بسبب سوء التغذية وعدم الإقامة بمكان صحى وهم قنبلة موقوتة حيث من الممكن أن يكون هؤلاء الأطفال مصدرا لخطر داهم للمجتمع بسبب اقدامهم على السرقة والانحراف والإجرام والتشرد ما يهدد اقتصاد الدولة وأمنها، لذا كان لا بد من الاهتمام بهؤلاء ومحاولة تأهيلهم ودمجهم فى المجتمع وتوفير الخدمات الصحية والاجتماعية والنفسية لهم حتى يكونوا بعيدا عن الشارع.
ولهذا كان لا بد من طرح مبادرةً تتبناها إحدى المؤسسات مثل جريدة السوق العربية تكون برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يولى كل اهتماماته لجميع المصريين مع اختلاف طوائفهم وانتمائهم ومنهم أطفال الشوارع نظرا لتكلفة هذه المبادرة العالية والتى تتطلب معاونة رجال الأعمال والأطباء النفسيين والاخصائيين الاجتماعيين.
وأكد «القاضى» أن المبادرة تقوم على أساس عمل مركز أو مجمع كبير يقيم له أطفال الشوارع ويتم من خلاله اعاشة هؤلاء الأطفال وتأهيلهم نفسيا واجتماعيا وتعليميا ويتم الذهاب إلى أماكن تواجدهم وتجمعاتهم ويجنبونها للإقامة بالمجمع حيث يلقون الرعاية الصحية والعلاج النفسى وإعاشتهم ويستطيعون ممارسة هواياتهم المختلفة ويتم تعليم كل منهم حرفة يمتهنها ويتقنها ومهما كانت تكلفة هذه المبادرة فإنها لا تقارن بمدى الفائدة التى ستعود على المجتمع حيث يصبح هؤلاءً جيلا كاملا من الشباب النافع لمجتمعه ولا يكونون مصدرا للقلق أو الخطر بل يمكن الاستفادة منهم بأكثر ما تم إنفاقه على علاجهم.
وقال محمود المصرى، رئيس جمعية حماية المستهلك بالغربية: إن الطفل الذى وجد نفسه دون مأوى ولا مكان يرحب به سوى الشارع ولا أذان تستمع له سوى من هم مثله هو الطفل الذى يعمل من أجل البقاء هو الطفل الذى يترك بيت أسرته ويفر إلى الشارع بين الحين والآخر ليقضى بعض الليالى بعيداً عن قسوة الأهل أو هرباً من الاكتظاظ أو الاعتداء أو الفقر.
وأكد أن من أسباب تفشى ظاهرة أولاد الشوارع هو الطلاق وهو من الأسباب الرئيسية فى هذه الظاهرة وتتعدد الأسباب المؤدية إلى تشرد هؤلاء الأطفال، حيث يعتبر الطلاق سببا رئيسيا فى انتشار هذه المشكلة خاصة طلاق الأسر الفقيرة، أما السبب الثانى فهو الفقر، وهو عدم قدرة الأسرة على رعاية أبنائها وتغطية احتياجاتهم الرئيسية من مأكل ومشرب وملبس وعلاج، فلا يجد الطفل غير الشارع، وأحيانا يطرد الأب ابنه للخروج للشارع رغما عنه، فيما يتعلق السبب الثالث بالمشاكل الأسرية، فالأطفال حساسون بطبعهم وكل توتر يحدث داخل البيت يؤثر سلبيا على نفسية الطفل فيجد بالشارع ملاذا لا بأس به.
وأكد أن السبب الثالث هو الانقطاع عن الدراسة ذلك أن كل أطفال الشوارع هم أطفال لم يكملوا تعليمهم، حيث يصبح وقت فراغهم أطول، وبذلك ينضمون إلى قافلة التشرد، وبالنسبة للنتائج المترتبة على هذه الظاهرة فهى نتائج خطيرة ولها تأثير كبير على المجتمع ككل خاصة هذه الشريحة التى يفترض أنها تمثل أجيال المستقبل ومن النتائج الأخرى «الإدمان» إن خروج طفل فى العاشرة من عمره مثلاً إلى الشارع سيؤدى به حتماً إلى الإدمان، فهو لن ينجو بالتالى من إدمان السجائر والخمور والمخدرات رغم سنه الصغيرة.
وأضاف أن من ضمن النتائج الأخرى الأمراض، إن وضعية هؤلاء الأفراد فى كل مكان تضطرهم للبيات فى الشوارع حيث يكونون عرضة لكل التقلبات المناخية من برد شديد أو حر شديد أو ريح عاصفة ما ينتج عنها أمراض مختلفة مثل والسرطان، والإجرام فهذا الطفل قد يكون محروما من التربية والمأكل والملبس وهكذا يتعلم الطفل السرقة وقطع الطريق على المارة بوسائل مختلف، والتسول: وهو أيضا وسيلة أخرى من وسائل تحصيل الرزق بالنسبة لهم فنجدهم فى إشارات المرور ومواقف السيارات وقرب المطاعم والاستغلال الجسدى: وهذا جانب خطير جدا حيث توجد بعض المافيا تقوم باستغلال الأطفال عن طريق تشغيلهم بأثمان بخسة هؤلاء الأطفال نستطيع تقسيمهم إلى ثلاثة أنواع أطفال يعيشون بين الشارع والبيت أطفال يشتعلون بالشوارع وأغلبهم يحققون دخلا لا بأس.
وأوضح أن الأطفال يتعرضون للاستغلال البشع من طرف الشارع إما عن طريق تشغيلهم فى ظروف صعبة أو عن طريق الاستغلال الجسدى ومن الحلول المقترحة إنشاء مركز لتلقى الشكاوى من «أطفال الشوارع» إذا تعرض لهم أفراد من المواطنين أو الشرطة بالإيذاء أو لاستغلال الأطفال فى أنشطة غير مشروعة، وتعريف الأطفال به وتشجيعهم على اللجوء إليه عمل يوم لـ«أطفال الشوارع» مثل يوم اليتيم يتم فيه عمل مهرجان لجمع التبرعات ولكسر الحاجز النفسى بين الأطفال والمجتمع وتأهيلهم لاستعادة الثقة فيه وعمل حملة لجمع الملابس النصف مستعملة والبطاطين للأطفال.
وأكد أن قيام الجمعيات المهتمة بـ«أطفال الشوارع» بعمل فرق كشفية منهم وعن طريقها يمكن غرس سلوكيات وأخلاق فيهم بشكل غير مباشر وكذلك تدريبهم على الاعتماد على أنفسهم والتعامل مع المجتمع بصورة أحسن وتعليمهم الإسعافات الأولية والعناية بنظافتهم وصحته وقيام مجموعة من الأطباء المتطوعين بالمرور الدورى عليهم فى أماكن تجمعهم للكشف على الأمراض وتوعيتهم صحياً وإعطائهم بعض الأدوية والمواد المطهرة والشاش.. إلى آخر ذلك وقيام عدد من الأطباء والاخصائيين النفسيين بعمل برنامج للعلاج النفسى لـ«أطفال الشوارع» ومحاولة حثهم على العودة لذويهم أو للمبيت فى الجمعيات الأهلية وذلك بالتدريج حيث نكتفى أولاً بالإقامة الليلية فقط ثم يوم فى الأسبوع ثم يومين وهكذا مع تحفيزهم بهدايا لمن يلتزم بالبرنامج.
وأشار إلى أن الاهتمام بالاتصال المباشر مع «أطفال الشوارع» بالنزول إليهم مباشرة فى الشارع تحت الكبارى وفى الأنفاق والشوارع المظلمة والمبانى المهدمة والخرابات، وأى مكان يمكن التوقع بتواجدهم فيه وبث الطمأنينة فى قلوبهم وفتح أبواب المراكز لهم وتركها مفتوحة دون إغلاق لما كان شعور هؤلاء الأطفال شعور بالخوف الدائم وانعدام الأمن فإنه يجب منح كل طفل فى خطر الأمان الكامل وتزويده بالطعام، ثم اجتذابه للمبيت وممارسة الهوايات والنشاطات المختلفة، ثم البدء فى تثقيفه ومحو أميته وتعليمه حرفة يمتهنها، وترسيخ معنى الجماعة لديه، وتغيير جماعته السيئة بجماعة أفضل الطعام.
وأشار إلى عدم اعتبار «أطفال الشوارع» مجرمين، والتنسيق مع رجال الشرطة فى ذلك حتى لا يتم القبض عليهم وإيداعهم السجون دون ذنب اقترفوه سوى أنهم لم يجدوا مأوى يأوون إليه، أو محسنا يقدم لهم الطعام، وتأهيل أطفال الشوارع ودمجهم فى المجتمع لتوفير الخدمات الصحية والاجتماعية لهم وذلك ليكونوا بعيدا عن الشارع.
وتدريب الاختصاصيين والاجتماعيين والنفسيين للتعامل معهم والاستعانة بالباحثات الاجتماعيات بالنسبة للفتيات وتخصيص الدولة مساحات أرض تتناسب مع هذه الإعداد لإقامة مدن فى الصحراء لإيواء وإعاشة وتأهيل الأطفال.
وأكد أن مبادرة الجورنال لعمل مجمع لإعاشة وتدريب هؤلاء الاطفال تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى عمل قومى مهم يحفظ لمصر شبابها ويحمى اقتصادها الوطنى فهو الطريق السليم لإعادة تأهيلهم ومساعدتهم على الحياة الكريمة وقد تكون التكلفة المادية لحل هذه المشكلة كبيرة لكنها لا تقارن بالعائد الذى ينتج من حلها، فهى تعود على اقتصاد الدولة باعتبار هؤلاء الأطفال هم جيل المستقبل وهو عندما نقوم بحل هذه المشكلة قد يزيد اقتصاد الدولة بمليارات الجنيهات وعندما نقوم بتعليمهم وتأهيلهم نفسيا.
وعن مبادرة السوق العربية قال المستشار الاقتصادى العربى أبوطالب: إن هذا مقترح جميل إفادتنا منه تتلخص فى الآتى: الحد من الجريمة والحد من استخدامهم بأعمال ارهابية والحد من استغلالهم بأعمال تنافى الآدمية والحد من التسول والحد من تهديد السلام والأمن القومى ويمكن الارتقاء بهم فنيا وادميا وتعليمهم إحدى المهن والحرف لينفعوا أنفسهم والمجتمع بعد علاجهم النفسى من بعض ما تعرضوا له اثناء تواجدهم بالشارع.
وأكد أنه من الممكن أن يتم جمعهم وإعطاؤهم مساحات من الأراضى وأموال لاستصلاح أراضٍ صحراوية ويجوز توجيه جمعيات ومؤسسات العمل الأعلى لتبنيهم وتبنى مشروعاتهم، ويمكن الاتفاق مع شركات صناعية وتدريبهم وفتح أماكن انتاجية لهم، ويمكن أن يكونوا جنودا بالقوات المسلحة ويمكن استخدامهم بمجالات عديدة ترجع إليهم بالنفع والفائدة وكذلك على المجتمع بأثره، فهم بالفعل قنابل موقوتة بالشارع وهم ليس لهم هدف أو مستقبل سوى الضياع وهم يعلمون ذلك جيدا وهذا مكمن الخطورة.
وأضاف أن علاجهم النفسى ورعايتهم وتملكهم مشروعا أو تعليمهم مهنة ليجد فيها صلاحا لنفسه فلا يعود لمراحل الضياع التى عاشها ومصيره مجهول فيها فبالتالى يكون انفع لنفسه ومجتمعه، وأشجع هذه المبادرة، لما فيها من صلاح لهؤلاء وصلاح للمجتمع ويمكن توفيرهم عملات اجنبية بالارتقاء بهم لتصدير منتجاتهم خارج للبلاد فيكونون صالحين لأنفسهم وللمجتمع.
وأكد على الشريف، مدرس، أن فكرة إنشاء دار للإيواء لأطفال الشوارع هى فكرة جميلة من أجل الحفاظ على هؤلاء الأطفال الذين يدفعون زهرة طفولتهم فى الشوارع بحثا عن لقمة العيش بعدما فقدوا أسرهم سواء بالموت أو بأن أسرهم يحاولون استغلالهم فى العمل فى هذه السن المبكرة، وأن فكرة إنشاء دار للإيواء فكرة جيدة حتى يتم حماية الأطفال من استغلال تجار المخدرات والرقيق الأبيض والعمالة الشاقة فى هذه السن المبكرة وحمايتهم من استغلال الناس وغيرها من أنواع الاستغلال، ولكن لا بد أن تكون هناك رعاية خاصة للأطفال حتى لا يلجأوا للشارع مرة أخرى، ودور هؤلاء لا ينبغى أن تحول إلى ملاجئ للأيتام مثل باقى الملاجئ التى لا رعاية لها، وأشار إلى أنه لا بد من مساهمة الجمعية الخيرية ورجال الأعمال وغيرها من المؤسسات المالية والخيرية حتى يتم القضاء على ظاهرة أطفال الشوارع وعودتهم إلى أماكنهم الطبيعية سواء إلى أسرهم أو إلى الدار البديلة.
وأوضح: إذا تم القضاء على ظاهرة أطفال الشوارع سوف يتم القضاء على استغلال تجار الرقيق الأبيض وتجار المخدرات وبعض الأحزاب والجماعات السياسية ومافيا التسول والشحاذة، كل هؤلاء يستغلون الأطفال المشردين وأطفال الشوارع وهم موجودون على الأرصفة وباعة جائلون فى المترو وتسول فى الأماكن العامة وتحت الكبارى.
أكد أحمد عبده طالب أن فكرة إنشاء دور لأطفال الشوارع هى فكرة جميلة لكن يتم استخدامها استخداما خاطئا، فإذا حاولنا أن نعالج فكرة ظاهرة أطفال الشوارع فعلينا أن نعالجها بأسلوب صحيح، فإذا أنشأنا دورا للأطفال فهى علاج للمرضى وليس للمرض ومن الأبدى علاج أسباب المرض الذى تحول وأصبح مرضا له أعراض فلا بد من علاج مجموعة من القضايا التى تنتج عنها ظاهرة أطفال الشوارع وهى العنف الأسرى والجهل والفقر، وكل هذه القضايا لن يتم علاجها إلا إذا قضينا على أسباب الفقر، فالفقر هو أكبر الأسباب التى تضطر الطفل للخروج للشارع وعمل القصر وغيره وعلاجها لن يكون إلا بالعلم واستخدام الأساليب العلمية كى نقضى على الفقر، وإذا قضينا على الفقر سنقضى على الجهل، ومن ثم فنقضى على كل المشكلات الموجودة، فأى دولة تستطيع القضاء على الفقر والجهل تستطيع أن تثقف شعوبها وتنهض، وهذا الدور هو مسئولية الحكومة أمام الشعب، فلا بد أن نتشارك به المؤسسات الاقتصادية والمالية والجمعيات الخيرية ورجال الأعمال ودعم إعلامى من كل وسائل الإعلام الوطنى ورجال الدين الإسلامى والمسيحى.
يضيف محسن السيد، مواطن: نؤيد المهمة لإقامة أماكن لأطفال الشوارع للقوات المسلحة ويقومون بتوفير وعمل هذه الأماكن لهم ويكون بها مراكز وأماكن لتدريب تلك الأطفال ويتعلمون حرفة سواء حدادة أو نجارة أو كهرباء لأن معظم الجمعيات الأهلية يعاملون الأطفال بكل قسوة وضرب وهذا الطفل لا يعرف معنى الضرب وغيره مما يحدث لهم فنؤيد تلك المهمة ونطالب الرئيس السيسى بعمل تلك الأماكن حفاظا على أولادنا.
يقول عياد فهيم، مواطن: مما لا شك فيه أن الحكومة تقوم بتوفير حياة كريمة للمواطنين لكن لا يوجد صبر لديهم والرئيس السيسى يعمل جاهدا على ذلك، أما عن أطفال الشوارع والخوف عليهم من التشرد فلا بد أن الحكومة توفر لهم أماكن ورجال الأعمال يتبرعون لذلك أفضل من إقامتهم تحت الكبارى وأنا عن نفسى لا يهون علىّ طفل ينام فى الشارع ونؤيد هذه الفكرة وتكون تحت رعاية ورقابة القوات المسلحة.
وقال محمد إسماعيل، تاجر، بأن أطفال الشوارع من أكبر المشاكل التى تواجه الشعب المصرى وأيضا تواجه هؤلاء الأطفال أولا وأخيرا، لأنهم لا يجدون مأوى لهم غير الشارع وبذلك يصبح أمرهم ليس بأيديهم، فمنهم من يتجه لطريق التسول ومنهم من يتجه لطريق السرقة وثالث يتجه للمخدرات سواء بيعها أو تعاطيها، وإذا نظرنا لكل هؤلاء نجد أنهم ليس لديهم سبب فى اتجاههم لهذا الطريق لكن الشارع من قام بتربيتهم، فبذلك هذه نتيجة الشارع وهذا حصاده، ففكرة إنشاء مبادرة لأطفال الشارع المصرى تكون من أهم وأفضل المشروعات القومية التى يجب أن يرحب بها كل فرد بالمجتمع المصرى ليس سواء من يستفاد منها فقط ولكن الجميع يحب الترحيب بذلك والمساعدة فى ذلك والتبرع لهذه الجمعيات التابعة للقوات المسلحة التى تكون هى المشرف على ذلك، ويجب على كل والد ليس له استفادة من هذا المشروع أن يضع أبناءه فى مثل هذا الموضع ليكون أول من يقوم بالترحيب بهذا المشروع وكان يتمنى أن يقوم الجميع بالتبرع ومساعدة هذا المشروع والترحيب به، فيجب بالفعل أن نكون يدا واحدة لنخرج من فكرة وفترة المصلحة الشخصية التى نواجهها فى وطننا العظيم.
وأضاف سعيد إبراهيم أنه كان يجب من القدم القيام بهذه الفكرة وتطبيقها على أطفال الشوارع لأن الشارع المصرى أصبح به أطفال شوارع بأعداد لا تقدر وأصبح الجميع يتجه لهذا الطريق لأنهم لا يجدون حضنا يقوم باحتوائهم أو ضمهم من قسوة الشارع، ومن أصحاب السوء التى تواجههم بالشارع والطرق غير المشروعة التى يجبرون عليها لكى يسلكوها ومنهم من يختار الطريق بأنفسهم لأنهم يجدونه أسهل الطرق، فأصبح هؤلاء الأطفال كما يذكر البعض أشبه بالقنبلة الموقوتة التى أصبحت سلاحا ذا حدين الخير والشر فمنهم أصحاب السوء وسرقات ومخدرات التى يسلكها هؤلاء الأطفال لأن من قام بتربيتهم الشارع المصرى وليس الخطأ بالشارع المصرى لكن الخطأ بأصحاب السوء الذين يستغلون هؤلاء الأطفال لمصالحهم غير الآدمية وغير المشروعة فيجد هؤلاء الأطفال أنفسهم تحت سلم التسول والكبارى التى أصبحت بيتهم آخر الليل، لكن على الاتجاه الآخر هناك قنبلة الخير فى هؤلاء الأطفال باستخدام ما بداخل هؤلاء الأطفال من خير ومن أفكار واختراعات وتنمية الخير بداخلهم وما بهم من ذكاء وعمل وجدية لكن قسوة الشارع تلغى كل هذا وتحوله للشر ليصبح هؤلاء الأطفال أصحاب سوابق وشر وتسول لأنهم لم يجدوا ما يحتضنهم.
وأكد الأستاذ عبدالتواب، مأمور ضرائب، أنه يجب مساعدة وتشجيع مشروع مبادرة أطفال الشوارع لكى نقضى على هذه الظاهرة التى لحقت بمعظم الأطفال ويكون الجزء الأكبر لا بد أن يكون على رجال الأعمال بالتبرع وتمويل هذه المبادرة التى تقضى على قسوة الشارع بالأطفال وتجعل فيهم الخير وتنمى الذكاء والطيبة وحب الوطن فرجال الأعمال يقومون بتمويل هذه المبادرة وإنشاء المدارس لكى تقوم بتأسيسهم على الخير وتنمية ما بداخلهم من ذكاء وغيرة ليصبحوا عمود المجتمع والمستقبل وإنشاء رعاية بتمويل من رجال الأعمال والمستثمرين حتى يكونوا أول من يهتم بأطفال الشوارع حتى لا نطرقهم كما نرى ويكون المشرف والمنظم على كل هذه الأفكار والمبادرة القوات المسلحة لأنها هى الأولى بهذا والتى تعرف أن تأسيس هؤلاء الأطفال وتمحو قسوة الشارع بداخلهم ونطلب من الرئيس عبدالفتاح السيسى إنشاء مشروع قومى لأطفال الشوارع ليصبحوا أطفال مدارس وتعليم وتعلم وأصحاب آراء وخبرات وابتكارات وليس أطفال شوارع كما يطلق الجميع وكما نرى.
وأضافت أم مى، أم لأحد أطفال الشوارع التى حاولت تبنى الكثير منهم: أن فكرة مبادرة لإنشاء جمعيات تابعة للقوات المسلحة بتمويل من رجال الأعمال والمستثمرين بداخلها مدارس وجميع دور الرعاية التى تقوم بتأسيس الطفل والاهتمام به هذه سترى الترحيب من الجميع حتى نخرج من دائرة الجمعيات الأهلية التى كانت تستخدم أطفال الشوارع بهذه الجمعيات كتجارة ومعاملات ليست آدمية ومعظم هذه الجمعيات أصبحت تجارة وليست رعاية، وما بداخل هذه الجمعيات الأهلية غير التجارة من سوء المعاملة بجانب عمليات ليست بآدمية وعمليات الاغتصاب المتكررة داخل هذه الجمعيات والجميع لم ينظر لهذه الأخطاء أو غيرها لأن انعدام الضمير الإلهى مات بداخلهم وأصبحت تجارة لهم وليست رعاية بهم فيجب بالفعل أن تقوم القوات المسلحة بالإسراع فى إنشاء هذه المبادرة واحتضان أطفال الشوارع الذين لا حول ولا قوة لهم إلا شباب السوء.