توصيات الرئيس الثمانى فى مؤتمر الشباب.. خطة عمل لمصر المستقبل
على مدار 3 أيام، انعقد المؤتمر الوطنى الأول للشباب فى مدينة شرم الشيخ، برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث شهدت جلساته العديد من المناقشات، التى تناولت الأوضاع الاقتصادية والسياسية، كما تطرق إلى مشكلات الإعلام، وكيفية دعم الرياضة، وقد انتهى المؤتمر إلى عدة توصيات وقرارات تلاها الرئيس السيسى فى الجلسة الختامية، نستعرضها فى التقرير التالى، إضافة إلى آراء المعنيين بتنفيذها.
الشباب المحبوسين
الرئيس قرر تشكيل لجنة وطنية من الشباب وبإشراف مباشر من الرئاسة، لفحص ومراجعة موقف الشباب المحبوسين على ذمة قضايا ولم يصدر بحقهم أى أحكام قضائية، على أن تقدم تقريرها خلال 15 يوماً على الأكثر لاتخاذ ما يناسب من إجراءات بحسب كل حالة وفى حدود الصلاحيات المخولة دستوريا وقانونيا لرئيس الجمهورية.
وفى هذا الشأن، قال النائب البرلمانى ورئيس حزب المحافظين، أكمل قرطام: إن لجنة حقوق الإنسان بالمجلس، ستبدأ دراسة ملفات المحبوسين، الذين لم يصدر بحقهم أحكام جنائية.
وأوضح قرطام، فى تصريحات خاصة، أن حزب المحافظين بصدد إعداد ملفات لجميع المحبوسين وتقديمها إلى اللجنة الوطنية المشكلة من شباب المؤتمر الوطنى، منوهًا بأن الرئيس السيسى استجاب لطلبات القوى السياسية والشباب فى هذا الشأن، وهو ما يعكس تفهمه لتلك المطالب، ويؤكد أنه يستمع للجميع.
وشدد قرطام على احترام كافة مؤسسات الدولة للقضاء ودولة القانون، وإنه لن يكون هناك "قفز" على ما يصدر منها، لكن فى نفس السياق، سيتم مراعاة الظروف الإنسانية لهؤلاء الشباب، الذين فى الغالب قد غرر بهم.
قانون التظاهر
ومن ضمن القرارات أيضا، تشكيل لجنة لدراسة مقترحات تعديل قانون تنظيم التظاهر، بما يتوافق مع أحكام القانون ومبادئ القانون.
وفى هذا الشأن، نوه النائب محمد فؤاد، المتحدث باسم الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، بأن تلك الخطوة مقدرة وموفقة، منوهًا بوجود طعنين على القانون أمام المحكمة الدستورية العليا، وأردف أن مجلس النواب معنى الآن بوضع تصور لتعديل القانون.
"فؤاد" بيَّن، فى تصريحه لـ"السوق العربية"، أنه لا بد من أن يتم مراعاة أن يكفل القانون تحقيق الاستقرار والأمن، وضبط الشارع، بما يسمح أيضا بحرية الرأى والتعبير، دون تجاوز أو عنف يعيد مصر إلى الفوضى مجددًا، منوهًا بثقته فى أن يصد البرلمان تعديلا يحقق هذا التوازن.
مركز لتدريب الشباب
كما وجه الرئيس، مؤسسة الرئاسة بإعداد تصور سياسى لتدشين مركز وطنى لتأهيل الكوادر الشبابية سياسيا واجتماعيا وأمنيا واقتصاديا من خلال نظم ومناهج ثابتة ومستقرة تدعم الهوية المصرية وتضخ الشباب فى كافة المجالات، وقيام الرئاسة بالتنسيق مع جميع أجهزة الدولة لعقد مؤتمر شهرى للشباب من كافة الأطياف والاتجاهات يتم خلاله عرض ومراجعة جميع التوصيات الصادرة عن المؤتمر الأول للشباب.
وثمن الخبير الاقتصادى، شريف الدمرداش، من تلك الدعوة، موضحًا أن ثروة مصر الحقيقية فى شبابها، الذين يتجاوزون نسبة الـ50% من سكان البلاد، مردفًا أن تدريبهم سيجعلهم أكثر استعدادًا لسوق العمل، وأكثر مناعة ضد المخططات التخريبية التى تحاك لمصر من أطراف فى الداخل والخارج.
ونوه الدمرداش، فى تصريحات خاصة، بأن الرئيس السيسى اهتم بأن يتم عقد مؤتمر للشباب كل عام، ليكون فرصة لتبادل الآراء والاستماع إلى الأجيال الصغيرة، مثمنًا الطرح الذى قدمه الرئيس خلال جلسة مناقشة الأوضاع الاقتصادية، وإظهار حجم التحديات التى تواجه البلاد، والفرص الممكن استغلالها، بما يجعل المستقبل أفضل.
تنظيم الإعلام
الرئيس السيسى كلف الحكومة بالتنسيق مع مجلس النواب، للإسراع بإصدار التشريعات المنظمة للإعلام، والانتهاء من تشكيل المجالس المنظمة للعمل الصحفى والإعلامى.
وأشاد الخبير الإعلامى، ياسر عبدالعزيز، بالفكرة التى طرحت من خلال المؤتمر، من أجل ضبط العملية الإعلامى، وتحقيق حالة من التوازن، المفقود فى الوقت الحالى، على ساحة القنوات والصحف وحتى مواقع التواصل الاجتماعى، مردفًا أن مجلس النواب مطالب بالاستماع إلى خبراء الإعلام، والتعرف على وجهات نظرهم، والتجارب التى خاضتها الدول فى هذا الشأن.
عبدالعزيز، انتقد الأداء الإعلامى خلال الفترة الأخيرة، مبينا أنه لم يتسم بالمهنية، خاصة فى تغطية المواضيع التى تهم الرأى العام، مثل الحديث حول السكر، وترويج لشائعة أن هناك أزمة ما فى الكمية المتاحة، ما دفع ضعاف النفوس من التجار إلى احتكاره وإخفائه فى مخازنهم، ورفع الأسعار على المواطنين، وهو ما ظهر جليًا فى الضبطيات التى نفذها رجال الشرطة خلال الفترة، معقبًا: "الإعلام عليه مسئولية أدبية فى أن يوصل المعلومة إلى المواطنين دون تحيز أو تهييج أو تضخيم".
تصويب الخطاب الدين
وقرر الرئيس، قيام الحكومة بالتعاون مع الأزهر الشريف والكنيسة والجهات المعنية بالدولة، بعقد حوار مجتمعى مع المتخصصين والكبار والخبراء والمثقفين، بالإضافة إلى التمثيل المكثف من الفئات الشبابية لوضع ورقة عمل وطنية تمثل استراتيجية شاملة لترسيخ القيم والمبادئ والأخلاق السليمة لتصويب الخطاب الدينى.
وقد تلقت المؤسسات الدينية القرار بترحاب، وهو ما ظهر جليا فى بيانات صادرة عن هيئة كبار العلماء بمشيخة الأزهر، إضافة إلى الأوقاف، منوهة بأن بناء المجتمع السليم يبدأ من خلال التنشئة على القيم والمثل العليا التى يحض عليها الإسلام، دون تشدد أو تطرف، والسعى دائمًا إلى تعزيز مفهوم وسطية الإسلام.
إصلاح التعليم
كما قرر الرئيس إجراء حوار مجتمعى شامل لتطوير وإصلاح التعليم خلال شهر على الأكثر، يحضره جميع المتخصصين والخبراء، بهدف وضع ورقة علاج لمشاكل التعليم خارج الحلول التقليدية، وتعرض خلال المؤتمر الشهرى للشباب المقرر عرضه الشهر القادم.
وقال الدكتور على فارس، خبير تطوير مناهج واستراتيجية التعليم الفني: إن التطوير لا يبدأ بتأهيل المدارس، ولكن تأهيل المعلم والمنهج، مبينا أن الرئيس السيسى اهتم كثيرا بملف التعليم، ولعل خير مثال على ذلك حرصه على تطبيق التجربة اليابانية فى التعليم بعدد من المدارس.
وتابع فارس، فى تصريحات خاصة، أن التعليم بحاجة إلى حلول خارج الصندوق، مؤكدًا أن زمن الحفظ انتهى، ويجب الاعتماد على الاستنباط والاستنتاج، مبينا أن هناك عدة تجارب، ومنها اليابانية، يمكن الاستفادة بها، وشدد على ضرورة أن يتم ربط التعليم بسوق العمل، لأن مصر فى مرحلة تنمية وتحتاج إلى مختصين فى عدة مجالات، ويتحجج الشباب فى عدم العمل بها بداعى أنهم خريجون وحاصلون على مؤهلات.
العمل التطوعى
كما قرر دعوة شباب الأحزاب والقوى السياسية لإعداد برامج وسياسات تسهم فى نشر ثقافة العمل التطوعى.
وبالعودة إلى المؤتمر، فقد اختتمه الرئيس قائلًا على فعالياته إنها "أفضل 3 أيام مروا على المصريين من سنوات طوال فاتوا.. وكمان العالم كله بالصورة الجميلة دى هيبقى وجهة نظره إنهم افضل أيام"، مضيفاً: "أقف اليوم متحدثاً إليكم وقد امتزجت مشاعر السعادة بالأمل، السعادة لأننى فى وسط أبنائى وبناتى من شباب مصر والأمل الذى رأيته على مدار يومين متتالين"، لافتاً إلى أن الشباب حققوا الهدف المنشود فى صياغة ورق عمل وطنية.
وأوضح الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن المؤتمر كان فرصة عظيمة لتبادل الآراء دون إقصاء أو تهوين أو تخوين، مؤكداً ان شباب مصر هم الأكثر تفانياً وحماساً وقادرون على تحدى الصعاب، متمنيًا أن يرى شابا مصريا يقف مكانه فى موقع رئيس الجمهورية، مؤكداً أنه يدعم الشباب ويتطلع لمعرفة طموحاتهم لتلبيتها، مؤكدا أن شباب مصر كانوا على قدر المسئولية فى الحفاظ على الدولة، لافتا إلى أنه استمع بكل سعادة لرؤية شباب مصر ومقترحاتهم خلال جلسات المؤتمر.