السوق العربية المشتركة | المحمول سارق جيوب المصريين

السوق العربية المشتركة

السبت 16 نوفمبر 2024 - 03:31
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

المحمول سارق جيوب المصريين

محررو السوق العربية يتحدث مع أحد المواطنين
محررو السوق العربية يتحدث مع أحد المواطنين

شركات المحمول تتحدى المشتركين بعد أن رفضت تحمل ضريبة القيمة المضافة
المواطنون: هدفها الكسب السريع ولا تهتم بتحسين الخدمة.. العروض تشجع على الرغى وتزيد من الإنفاق


رحلة عمرها أكثر من عشرين عاما جمعت بين المصريين وشركات المحمول الثلاث، قدمت خلالها الشركات الكثير من خدمات الاتصال وقدم المصريون لها مليارات الجنيهات حتى بدأت العلاقة فى الاختلال نظرا لعدم اهتمام الشركات بالمحافظة على جودة الخدمة وتسابقها فى العروض شبه المجانية لإغراء المستهلك مع مزيد من استهلاك الدقائق حتى صار المحمول فى يد كل مواطن ثم تحول إلى إدمان وسارق للحظات تجمع الأسرة وتواصلها وبمجىء ثورة 25 يناير تحول لأهم وسيلة من وسائل حروب الجيل الرابع والصراع فى المجتمع المصرى، ومؤخرا جاءت ضريبة القيمة المضافة لتفتح مرحلة جديدة بين الشركات والمصريين بعد أن رفضت الشركات تحملها فانتشرت الحملات على فيسبوك تحت عنوان مش هنشحن، التى جمعت حتى الآن أكثر من مليون مشترك أجمع المواطنون على ضرورة تقنين استخدام المحمول والإنترنت إلا فى الحالات الضرورية وعدم اللهث وراء أحدث الموديلات وشراء العديد من الخطوط دون فائدة لما لها من تأثير سلبى صحيا واجتماعيا وأسريا، وذلك لكشف خصوصيات البعض ما جعل بعض النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعى يدعون لإنشاء صفحات ضد الإفراط السيئ فى استخدام الموبايلات حيث تجاوزت نسبة نفقات المحمول إلى أكثر من 40 مليار جنيه عن العام الماضى.

تقول ليلى سامى ربة منزل: قمت بشراء الموبايل مخصوص للدخول على الإنترنت ولتكون الخدمة متاحة لى على مدار 24 ساعة ما كان يكلفنى 25 جنيها شهريا لتصفح آخر الأخبار وللدخول على فيسبوك لكن يتم استنفاد الرصيد قبل نهاية الشهر لذلك قمت بإلغاء الباقة نهائيا.

ويوضح عبدالعال مصطفى بالمعاش أن هناك العديد من السيدات يقمن باستخدام المحمول للتعرف على وصفات الطبخ بخلاف رسائل الطهى التى يتم استقبالها على المحمول ما يكلف العديد من الدقائق لمعرفة الوصفة فمعظمها عائد ومكسب مربح لشركات المحمول.

ويعانى يوسف زكريا محاسب من ظاهرة الإفراط فى استخدام أكثر من خط، حيث كنت استخدم خطا واحدا لإحدى شركات المحمول ولكثرة العروض المعلن عنها فى باقى الشركات نصحنى أحد زملائى باستخدام باقى الخطوط المحمولة للاستفادة من العروض المجانية، فأصبح الآن لدى ثلاثة خطوط لشحنهم وكلها تكاليف تؤثر على ميزانيتى الشهرية لذلك قررت الاكتفاء بخط واحد فقط.

ويرى شوقى حسان مدرس نظرا لركوبى يوميا وسائل المواصلات للذهاب لعملى أعانى الأمرين من قيام بعض الأشخاص بالتحدث عبر المحمول بطريقة مستفزة تسبب المضايقة والصداع للراكبين، ففى إحدى المواصلات العامة قامت إحدى السيدات بالتحدث مع زميلاتها على المحمول عن مشكلة خاصة لها ولزوجها بخلاف صدور ألفاظ نابية فلا بد أن يكون هناك احترام وخجل.

ويضيف هانى عزيز أعمال حرة: لا أفضل شراء خطين أو أكثر فخط واحد يكفى للاستخدام الشخصى فهى شكليات مبالغ فيها ومجرد رفاهية بخلاف العروض المتاحة فى الأسواق سبب رئيسى لرفع الأسعار مع قيمة الضريبة.

يقول سيد على بالمعاش: وجود العديد من الشباب لديهم هوس الشراء ومتابعة كل ما هو جديد فى أسواق الموبايلات لذلك الآن على الشباب القيام باستخدام موبايل واحد فقط يغنيه عن أكثر من جهاز.

ويوضح على يسرى موظف أن سعر خط التليفون وصل إلى 10 جنيهات بعد أن كان سعره فى البداية 1000 جنيه بخلاف قيام الشركات بتقديم عروض ومكالمات مجانية ما سهل على المواطن استخدام أكثر من خط وجعله يقضى أوقات الفراغ فى المواصلات العامة فى الرغى لاستغلال الدقائق المجانية.

يتفق معه بيشوى سعد موظف بأن التحدث فى المحمول بصوت عال أصبح ظاهرة سيئة تعيشها يوميا بالشارع فهناك من يسب ويلعن ويتشاجر مع الطرف الآخر ظنا منه أنه لا يسمع صوته والحقيقة غير ذلك، فالأحاديث التى تجرى تكون مفروضة على الجميع أن يسمع ويشارك ويتأذى من المتحدثين فلا بد أن يكون هناك قانون يمنع تلك الظاهرة السيئة.

يقول خالد عبدالرحمن صاحب محل: أجبرت على شراء خطين على أن يكون خط للعمل وخط خاص بى ومع زيادة سعر الكروت سوف أقوم بإغلاق خط منهما واستخدام الآخر لجميع مكالماتى.

ويعرب شريف عمر عامل عن استيائه لفضائح المحمول فبالفعل البعض يتعرف على خصوصيات الغير ما جعله أداة قوية لاحتراف الكذب وامتحان صفات أدت إلى خراب البيوت مثل نقل أسرار الأزواج بين أفراد العائلة دون خطوط حمراء وبالفعل تسببت فى وقوع عديد من حالات الطلاق.

يقول عاطف خيرى طبيب: إن هوس الموبايلات أصبح ظاهرة غريبة على المجتمع المصرى فى ظل تدنى مستوى المعيشة وقد ساعد على ذلك وجود الأجهزة الصينية التى اجتاحت الأسواق مؤخرا حتى الموديلات عالية التكلفة أصبحت متاحة بالمحلات التى تستخدم نظام التقسيط أو استبدال جهاز بآخر مع دفع فرق التكلفة.

ويقول هابيل رفعت بائع موبايلات معظم الناس لا يهمهم من الهاتف سوى إجراء الاتصالات لكن هناك بعض المواطنين يهتم بنوعية الجهاز وإمكانياته ولديهم استعداد لدفع مبلغ كبير لشرائه وهؤلاء يعتبرون مسرفين طالما لا يوجد مبرر لشرائه لكن ما يحدث من البعض خاصة من شباب الجامعات من شراء أجهزة تتعدى 5آلاف جنيه للتقليد والتباهى، فهو أمر يجب التنبيه إليه.

ويضيف محسن أحمد عامل أن بعض الأشخاص يفضلون استخدام المحمول لضياع أوقات الفراغ لساعات طويلة دون أى فائدة ودون الوعى لآثاره الصحية والجسمانية على الأمد البعيد.

ويرى مجدى عبدالحميد موظف أن سوء استخدام المحمول أفقد المصريين خصوصياتهم، كما أصبح مصدرا لتدهور أخلاق الشباب نتيجة الدخول على الإنترنت وفيسبوك بخلاف الوسائل الحديثة الأخرى مثل الواتس والفايبر وتويتر فلا بد من تقليل استخدام تلك الخدمات للعودة مرة أخرى لاحترام خصوصيات الغير.

ويشير محمد حسن طالب بأن سوء الخدمات بجميع الشبكات سببه استخدام المحمول وإجراء المكالمات الطويلة ما يؤدى لانقطاع الخط أثناء المكالمة عدة مرات كما أن الشركات لا تقوم بتدعيم الشبكة فى بعض الأماكن وتهتم فقط بالإعلانات والعروض التى تجذب مزيدا من العملاء.

ويؤكد طلعت منصور موظف عدم اهتمامه بأحدث موديلات الموبايلات حيث إنه يستخدم الموبايل فى أضيق الحدود لإجراء الاتصالات الخاصة بالعمل وليس لديه من الوقت ما يجعله يشترك فى أى عروض إلى جانبه أنه على دراية كافية بالأضرار الناتجة من سوء استخدام الموبايل ومدى تأثير ذبذاته على المخ.

ويرى فرغلى نظير محاسب أنه من الصعب تخلى أى شخص عن استخدام الموبايلات نظرا لأنه من الاحتياجات الضرورية لكن الأشخاص الذين يتباهون به ولديهم خط أو خطان فلا بد من ترشيد استهلاكهم بخط واحد فقط لزوم استخدام الشخص.

ويؤكد بدر شوقى مهندس أن التنافس بين شركات المحمول لجذب المواطنين جعلهم يقدمون عروضا متعددة للتشجيع على استخدام خطوطهم ما نتج عنه الزيادة فى إجراء المكالمات للاستفادة من هذه العروض فلا بد علينا أن نكون غير سلبيين ولا نخضع لتلك العروض.

ويوضح أيمن كمال عامل أن تطبيق ضريبة القيمة المضافة على خدمات المحمول سيحد من الإفراط والاستخدام المبالغ فيه لبعض الأشخاص وذلك لأنها تعد من الخدمات الترفيهية ويستطيع المواطن المقتدر تحمل تكلفتها.

ويقول كريم فتوح طالب اتفقت أنا وزملائى على وقفة احتجاجية ضد شركات المحمول بغلق الموبايل لمدة شهر ولو ساعة واحدة فى اليوم نظرا لسوء خدمات شركات المحمول من مكالمات وإنترنت وعروض وذلك لتحسين الخدمة.

يتفق معه فى الرأى أحد نشطاء فيسبوك بأنه بالفعل هناك حملة تعرف بـ"ثورة الإنترنت" على شبكة التواصل الاجتماعى عبر فيسبوك باسم "مش هنشحن"، وذلك احتجاجا على الزيادة لأسعار كروت الشحن بخلاف سوء خدمات المحمول.

اختفاء منظمات حماية المستهلك جعل الصراع بين شركات المحمول يتعدى كل الحدود، فبعدما كان المحمول والخطوط لا يقدر على شرائها إلا الميسر ماديا أصبحت الآن فى متناول الجميع باختلاف جميع الطبقات، وذلك بعدما قامت جميع الشركات باستغلال استخدامنا الخاطئ له بتخفيض الأسعار وتقديم العروض المجانية على طبق من فضة للمواطن ومن هنا أصبح إجمالى الفاتورة الشهرية يتعدى 3 مليارات جنيه ما خسر الدولة المليارات بسبب الاستهلاك السيئ لتلك الخدمة.

يقول اللواء عبدالرحيم سيد الخبير الأمني: الصهيونية العالمية تهيمن على العالم بأدوات مختلفة وهى الإعلام والاقتصاد عن طريق البنوك الأجنبية والمخدرات وبيوت الدعارة وتهيئة عقول المواطنين للسيطرة على الدول وفى الوقت الحالى تعتمد على السوشيال ميديا والإنترنت بصفة عامة وتخطت الجرائد وهناك محترفون فى ذلك فأجهزة الاستخبارات وتتجسس على الدول عن طريق الأقمار الصناعية وبرامج معينة تملكها هذه فعن طريق التجسس على المكالمات يتم تقييم المعلومات عن الدول اقتصاديا واجتماعيا وكذلك أجهزة الدولة المختلفة واخترقوا القنوات الفضائية واستخدموا مذيعين لنشر سياسة وأفكار معينة لتغييب العقول مثل نشر العنصرية مسلم ومسيحى وسنة وشيعة وإخوان وسلفيين بهدف الفتنة لتنفيذ الجيل الرابع للحروب أى حرب على الدولة بعناصرها وهذا تطور فى الوعى. ويضيف أن الحل فى إصدار تشريع على شركات المحمول وكذلك مواجهة بالفكر فليس الإعلام بالصوت العالى أو المسكنة وإنما بالحيادية ومخاطبة المواطن بكل ما يحدث لعدم التوجيه بالأخطاء والسلبية الذى تسبب الكثير من البلبلة.

يقول الدكتور عبدالرؤوف الضبع أستاذ الاجتماع ووكيل كلية الآداب جامعة سوهاج: فى ضوء السياسة العالمية للسيطرة على الدول المتخلفة يتم استغلال التخلف الثقافى الموجود لدى شريحة كبيرة فى إهدار الأموال دون عائد، فالتليفون المحمول وسيلة للتواصل بشكل معين لكن لو يستطيع أحد رصد ظاهرة كيف يتعامل المصريون مع المحمول سوف يجد صورة من صور التخلف التى تكلم عنها ويليم أوجبرون فى حديثه عن التقدم التكنولوجى والتخلف الثقافى، حيث أوضح أن كل تقدم تكنولوجى يجب أن يصاحبه تغيير فى القيم الثقافية للمجتمع، فالتكنولوجيا دائما لها وظيفة تؤديها ووظيفة المحمول كانت الاستخدام لشىء عاجل وتحول الأمر إلى نوع من التباهى وحب الظهور حتى أصبح يغتال الوقت والزمن فنجد فى القطار ووسائل المواصلات الشخص يتكلم فى المحمول يحكى حكايات وقصصا بصوت مزعج لكل المحيطين به وصاحب رأس المال يهمه بالدرجة الأول جمع الأموال بغض النظر عما يفيد أو يضر، حيث يستغل بساطة وسذاجة الكثير لذلك فالأمر يحتاج إلى قدر كبير من الترشيد بأن يتم استقطاع جزء من ثمن كل مكالمة للدولة بطريقة أو بأخرى، فمصر كانت تعيش قبل اختراع المحمول الكل يعمل والخلافات أقل، فماذا أضاف لنا المحمول سوى مزيد من الاستهلاك والتجارة فى الفقراء واستغلال ضعف فكرهم ومصر مقبلة على مرحلة صعبة وتحتاج لقرارات صعبة وجريئة فمصر الحديثة بنيت حينما حكمها محمد على وسيطر على نقاط الضعف بها ونهضت مرة أخرى على يد جمال عبدالناصر ولن نستطيع إقناع الناس بالتخلى عن المحمول لكن كل جنيه يضيع فى مكالمة يستقطع فى المقابل جنيها مثله تقوم جهة أمنية بجمعة لعمل مشروعات قومية مثل بناء مستشفى للسرطان أو رصف طريق أو بناء مدرسة، فالتنمية يجب أن تكون رشيدة، فنحن أكثر شعب يغنى بالوطنية ولا يفعل شيئا من أجل الوطن، فكل ما تنتجه الصين ملقى على الأرصفة المصرية والخونة من المستثمرين استغلوا القانون وخدموا على اقتصاد المجتمع الصينى وغيره حتى أصبحنا عاجزين عن بناء الوطن، مشيرا إلى أن الاتصالات الموجودة الآن وفرت كل جهود المخابرات العالمية التى كانت تسعى إلى أن تتعرف على الشعوب وكيفية تفكيرها ومشاكلها ونقاط ضعفها وقوتها أما الآن فأصبح لديهم فائض من المعلومات وقد أدى إلى ضياع الهوية.

يؤكد الدكتور أحمد يحيى أستاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس أن الرفاهية حق للإنسان يجب أن يعيشها بكل معطياتها ونحن كشعب حرمنا كثيرا من التمتع بالاختراعات نتيجة للظروف الاقتصادية التى نعيشها أو للسياسة المجتمعية التى كانت تنتهجها الدولة فى الماضى وبمجرد ظهور التليفون المحمول والكمبيوتر واللاب توب وغيرها أصبح الشعب يحتاج لامتلاكها إما للاحتياج الفعلى لتوفير الوقت والمجهود أو للوجاهة الاجتماعية وربما لمعايشة عصر جديد يتسم بالمعرفة والعلم والتكنولوجيا، ونحن لا نستطيع أن نحجر على الشعب ولكن السؤال لصناع القرار الاقتصادى: لماذا لا يتم تعظيم دور التكنولوجيا والثقافة المعرفية لإنتاج المحمول وأين الرقابة المالية والفنية على توظيف المال بشركات المحمول وإذا كانت تكسب المليارات هل تعيد الجزء الأكبر منها إلى البلد وهل تسدد الضرائب؟

دكتور أشرف سعد زغلول استشارى أورام بالمعهد القومى للأورام يؤكد أنه لم يثبت علاقة سببية بين استخدام المحمول وحدوث أورام، بل هناك دراسة واحدة فقط تخص الأطفال والإصابة بأورام فى سن صغيرة حتى من الشباب بسبب استخدام المحمول فى سن مبكرة وتبعتها دراسة تثبت العكس أن أجهزة المحمول ليست مسئولة عن حدوث أورام.