السوق العربية المشتركة | أطفالنا موتى ما بين التمريض.. وحضانات الأطفال

السوق العربية المشتركة

السبت 16 نوفمبر 2024 - 02:39
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

أطفالنا موتى ما بين التمريض.. وحضانات الأطفال

الدكتور احمد عماد وزير الصحة والسكان
الدكتور احمد عماد وزير الصحة والسكان


مع تزايد أعداد المواليد وانتشار الأوبئة والفيروسات ونقص المعرفة والخبرة لدى الأم الحامل خاصة اذا كانت أول حمل لها فيجب توعية الأم الحامل بأنواع الغذاء المفيد للجنين قبل الولادة، ومع كثرة المواطنين محدودى ومتوسطى الدخل، كل هذه السلسلة من الأحداث المتلاحقة التى فى الغالب يواجهها 10% من المواليد والأطفال حديثى الولادة، تجعل من أقسام الحضانات فى المستشفيات الحكومية والخاصة ومراكز الحضانات الخارجية ملاذاً وطوق نجاة لكل أسرة لكى تحافظ وتسرع من وتيرة بقاء طفلهم قيد الحياة، بسبب ما أصابه من ضيق تنفس أو الصفراء أو نقص فى وزن الطفل التى تجعل الطفل قاب قوسين أو ادنى من الموت، إذا لم يحالفه الحظ ويقف بجانبه ويجد مكاناً متوافراً من أجله فى إحدى الحضانات، وبالأخص اذا كان فى أحد المستشفيات الحكومية، وحينها يصبح الأب والأم فى حالة فرحة عارمة، لأن ذلك يضمن لهما قلة التكاليف التى ستنفق على طفلهما، على الرغم من خوفهما وقلقهما من الموت الذى يغتال عادة من لم يجانبهم الحظ فى العثور على مكان فى الحضانات، سواء أكانت حكومية أو خاصة، تلك الأحداث التى طرحت عادة ما تواجه الأسرة، حتى انها تجعل منها مثاراً للتخطيط والتدابير تحسباً للظروف الطارئة من قبل الولادة.

أطفال الحضانات فى انتظار خطة 2017

أكد الدكتور "هشام عطا "مساعد وزير الصحة للطب العلاجى، أن عدد الحضانات بالمستشفيات الحكومية بقسم الأطفال المبتسرين غير كاف، وأن وزارة الصحة تحاول جاهدة فى العمل على زيادة عدد المستشفيات الجديدة، وتفعيل وتطوير قسم الأطفال المبتسرين، وذلك بوجود أجهزة تنفس وغيرها من الأجهزة الحديثة بقسم الحضانات، لتتناسب مع عدد الأطفال حديثى الولادة. وأضاف "عطا" انه يتم حالياً تزويد عدد الحضانات داخل المستشفيات وتطوير الحضانات بالمستشفيات القديمة كما توجد حالياً توسعة فى الحضانات بالمستشفيات وزيادة عدد الحضانات بالمستشفيات الحديثة والمتطورة، ونوه وزارة الصحة تعمل على زيادة عدد الحضانات لكى تناسب إمكانات الرجل الفقير الذى يذهب لمراكز الحضانات الخارجية وهو لا يملك بسبب الإمكانات المادية المرتفعة مجبراً، أملاً فى إنقاذ طفله من الموت بسبب ارتفاع اسعار الحضانات للأطفال المبتسرين. بالإضافة إلى نقص عدد طاقم التمريض داخل الحضانات، بسبب نظام الخمس سنوات فى المدارس والمعاهد التمريضية بعد الثانوية بدلاً من نظام الثلاث سنوات وذلك أدى إلى نقص شديد فى عدد الممرضات داخل قسم الحضانات بالمستشفيات الحكومية وبالتالى كل ذلك يؤدى بحياة الأطفال حديثى الولادة، ونوه بأنه لا يوجد إهمال داخل قسم الحضانات بالأطفال ومن يقصر فى عمله يحاسب سواء كان طبيبا أو أحدا من طاقم التمريض وبحلول عام 2017 سيتم التغلب على كل هذه المشكلات نهائياً.

إجازة بدون مرتب سبب فى قتل اطفال الحضانات: أكد الدكتور "محمد السيد حميدة" نائب رئيس قسم الأطفال بمستشفى السيد جلال الجامعى: أن ما يقرب من 10% من الأطفال حديثى الولادة سنوياً هم بحاجة لدخول الحضانات، حيث تتوافر الخدمة الطبية الأزمة لهم داخل معظم المستشفيات الحكومية والحضانات موجودة والعامل المادى أيضا متوافر فى أغلب الأوقات، ولكن للأسف الشديد القضية والمشكلة الرئيسية التى تواجهنا هى النقص الشديد فى طاقم التمريض داخل قسم الحضانات الذين يجيدون التعامل مع طفل الحضانة لأن هذه النوعية من الممرضات نادرة، لأنهم غير متدربين على طبيعة العمل داخل الحضانات ويرجع ذلك لعدم دراستهم العمل عن طبيعة الحضانات داخل مدارس ومعاهد التمريض.

وأضاف أن الممرضات الذين يعملون داخل قسم الحضانات حالياً يتم عمل دورات تدريبية لهم داخل المستشفى ستة أشهر، وبعد تدريبهم يتم دخولهم وممارستهم عملهم داخل قسم الأطفال بالحضانات، لكن الكثير من الممرضات بعد تدريبهم واكتسابهم الخبرة اللازمة يبحثن عن العمل بمراكز الحضانات الخارجية الخاصة طمعاً فى الحصول على مقابل مادى حيث يبلغ ثلاثة أضعاف المقابل المادى الحكومى، وذلك بعمل إجازة دون مرتب من المستشفيات الحكومية، وأكد أن الممرضات بعد حصولهم على مؤهلهم وعملهم بالمستشفيات الحكومية لا يحق لهم عمل إجازة دون مرتب، ولفت إلى أنه لا بد من تواجد اثنين من الأطباء داخل قسم الحضانات ويوجد ممرضة متمرسة على طبيعة العمل ولديها الخبرة الكاملة وبجوارها اثنان من الممرضات أيضا حيث تقوم بتوجيههم وارشادهم على العمل، من أجل الحفاظ على النسبة العالمية لطاقم العمل داخل قسم الحضانات، حيث اوضح ان عدد الحضانات داخل المستشفى 20 حضانة ويتم استقبال الحالات الخارجية بشرط ان يكون قسم النساء والولادة داخل المستشفى غير محتاج لتوافر اماكن داخل الحضانات، بحيث يكون للقسم الاولوية فى إدخال الحالات الداخلية له إلى الحضانات حيث طالبت بصفتى مسئولا عن قسم الاطفال من وزارة الصحة العمل على حل هذه المشكلات بسبب العجز ونقص فى طاقة التمريض المتوافر والمتخصص فى التعامل مع اطفال الحضانات داخل المستشفيات على مستوى الجمهورية بسبب تطبيق نظام التمريض بنظام الخمس سنوات فى مدارس ومعاهد التمريض المنتشرة فالمحافظات المختلفة وقمت بعرض فكرة على رئيس الجامعة وهى ان كل من حصل على الثانوية التجارية والصناعية والزراعية والثانوية العامة والأزهرية، يتم تدريبهم لمدة 6 أشهر داخل المستشفيات ويتم تشغيلهم على كادر مساعد تمريض، وذلك للحد من العجز فى طاقم التمريض لأنه يعتبر أحد العوامل الرئيسية التى تؤدى إلى نقص الخدمة داخل الحضانات وذلك لمساعدة محدودى الدخل غير القادرين على التكاليف الباهظة للحضانات الخارجية والخاصة ولكن تم معارضة هذه الفكرة من رئيس الجامعة.

مستشفيات الأقاليم غير جاهزة لاستقبال اطفال الحضانات:

وفى سياق متصل اوضح الدكتور "سامح عبدالمنعم" اخصائى الاطفال وحديثى الولادة، أن عدد الحضانات الموجودة بالمستشفيات الحكومية والخاصة لا يستطيع تغطية الاحتياج للأطفال المرضى من حديثى الولادة للحضانات، سواء كان وجودهم داخل الحضانات بسبب الصفرة أو التنفس أو غيرهما من الأمراض التى ربما يولد الطفل مصحوبا بها، ونوه بأن أغلب المستشفيات الحكومية خصوصا الموجودة خارج المدن الكبرى، وفى محافظات الصعيد وقراها المختلفة والأرياف فالغالب يكون معظمها غير مؤهل لاستقبال الحالات بقسم الحضانات بسبب سوء أجهزة التنفس الصناعى وغيرها من الأجهزة اللازم توافرها داخل تلك الحضانات، بالإضافة إلى نقص العامل البشرى الذى يمثله طاقم التمريض اللازم لتغطية تلك الحالات، ما يؤثر سلبا على الخدمة المقدمة للمواطن البسيط الذى لا يستطيع تحمل اعباء المستشفيات الخاصة لأنه قد لا يكون يملك سوى قوت يومه لكنه يبيع الغالى والنفيس أملاً فى انقاذ طفله، وهناك وقائع عديدة تبرهن على مدى معاناة المواطن البسيط فى توفير حضانة لرضيعه وهنا تظهر فى الافق نظرية المحسوبية التى تطبق بحذافيرها حتى مع الطبيب المتمثل فى ملاك الرحمة وطوق النجاة للطفل ولكنه قد يسعى لتوفير مكان لزميله أو أقاربه فالحضانات لو كان على حساب أحد البسطاء الذى لا حول له ولا قوة سوى ان يجلس فى الشارع وعلى طرق المستشفيات بانتظار خروج طفل من الحضانة حتى يجد مكانا لطفله لانه باختصار لا يستطيع تحمل التكاليف الباهظة التى تفرضها الحضانات والمستشفيات الخاصة.

نقص الأجهزة سبب فى موت أطفالنا

وعلى صعيد آخر "تهانى محمد" تروى مأساتها فى حضانة مستشفى الجلاء التعليمى، قائلة اجريت عملية الولادة بمستشفى الجلاء بالقسم الفندقى، وبعد الولادة أخبرت الطبيبة المتابعة لحالتى بأن حالة الطفل سيئة ويجب وضعه تحت الملاحظة وبعد ساعة قالت ان الطفل لديه مشكله بالرئة وبحاجة لوضعه على جهاز خاص اسمة سى باب ولكن لا يوجد جهاز خال الان وقبل ان يهرع زوجى للبحث عن مستشفى آخر يتوافر فيه الجهاز، أخبرته الطبيبة أن ينتظر وبعد لحظات طلبوا منه الحضور إلى الحضانة وأخبروه بأنهم احضروا الجهاز من القسم الاخر، وتم وضع الطفل لتبدأ المعاناة، تضيف تهانى ان الزيارة للطفل تبدأ من الواحدة ظهراً إلى الثانية ظهرا، وكل يوم تقوم الممرضات بعدة طلبات ثابتة مضادات حيوية وأسعارها مرتفعة للغاية تتعدى المائة جنيه هذا بالإضافة إلى 500 جنيه يومياً ثابتة، وهى كرسوم للحضانة كما كنا مطالبين بشراء الحفاضات يوميا وكل هذا والطفل يستهلك من 20 إلى 25 حفاضة يوميا وهذا أمر مبالغ فيه ويا ليت كل ذلك شفع لنا بمعاملة حسنة من ممرضات الحضانة بالعكس كنا نعامل أسوأ معاملة وعشنا اسوأ 20 يوما فى حياتنا.